- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ثلاث خصال من الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».(صحيح مسلم)
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا عن بعض مظاهر الإيمان في الناس، وكيف يتجسد الإيمان من خلال السلوك والأفعال، فيخبرنا عن ثلاثة فقط:
أولها: أن يكون الشخص محباً الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من أي أحد سواهما، مهما قرب أو بعد، والحب لا يعني مشاعر القلب فقط، بل يعني أيضاً ويستلزم السعي إلى نيل رضا المحبوب والتقرب منه وعدم إغضابه، وهذا لا يكون إلا في المحبة الحقة، التي لا ظن فيها ولا شكوك ولا قنوط ولا سخط، محبة ما يحبه المحبوب وبغض ما يبغضه، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بما يحبه ويكرهه، فما علينا سوى التقيد التام بما أمر به الله عز وجل، والسير على خُطا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام (أكثر الناس حباً لله تعالى) وتقليده والاقتداء به للتقرب من الله سبحانه وتعالى.
ثانيها: هو أن يقيد المسلم حبه للمسلمين على أساس الإسلام، فيحب أخاه المسلم بسبب إيمانه وطاعته، وبالتالي يريد له الخير والمنفعة في الآخرة والنجاة من عذاب الله، فيسعى لأن ينجي حبيبه من ذلك ويبعده عن كل ما يغضب الله، بالنصح والإرشاد والحث على الالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى.
ثالثها: هو الحرص على أن لا يفتن بعد أن هداه الله تعالى وأن يحيا حياة مسلم ويقابل الله تعالى مسلماً، فيكون حريصاً على تقوية دينه والتزود بكل ما يساعده في الحفاظ عليه وتمكينه في نفسه وعلى أرض الواقع.
اللهَ نسأل أن يزيد حبه وحب رسوله عليه الصلاة والسلام في قلوبنا، وأن يحببنا إلى إخوتنا المسلمين ويقوي علاقتنا بهم على أساس حبه تعالى، وأن نلقاه عز وجل ونحن على الطريق السليم المنجي من الهلاك في الآخرة والنافع للعباد المخلص لهم من الأعداء في الدنيا... اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح