- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
لَيْلَة الْقَدْر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ، وَإِنَّمَا حَفِظَ مِنَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". سنن ابن ماجه
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف عن حكمة خالقنا وشدة رحمته بنا فيخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين وقدوة لعباده المؤمنين وشفيعا لهم يوم القيامة بأن الله قد خصص لنا هذا الشهر الكريم بميزة ليست لغيره، فبشرنا بأن من صام هذا الشهر إيمانا واحتسابا سيدخل في نعيم الغفران من الذنوب، بل وأضاف الله الرحيم بنا الحريص على دخولنا الجنة وتخليصنا من الأعذار التي قد يستخدمها الكسالى، أضاف إلى هذا الشهر الكريم وخصه بليلة هي خير من ألف شهر في الأجر والثواب، بحيث يصبح العمل فيها مضاعفا أضعافا كثيرة، يكون القيام فيها خير من ألف شهر، إنها ليلة القدر التي تنفتح فيها السماء وتتقبل فيها الأعمال ويضاعف فيها الأجر والثواب.
فكيف بنا أن نعلم أن هذا الشهر يغفر الله فيه المعاصي ويكرم عباده بعظيم الأجر والثواب، وأن فيه ليلة مكرمة هي خير من ألف شهر جعلها الله مميزة عن باقي أيام السنة ثم نركن ونقصر فيه؟
لقد حق علينا أن نتيقن حق اليقين بأن الله تعالى خالق الخلق كله الرحيم الغفور هو صاحب القرار الأول والأخير في أمورنا الصغيرة والكبيرة، وإن من لا يتيقن هذا الأمر علم اليقين لهو الشقي الذي اختار الدنيا على الآخرة وفضلها ونعيمها الزائل على نعيم الآخرة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فعلينا نحن الصائمين أن تزداد ثقتنا بالله تعالى وأن يزداد يقيننا بكلامه ووعوده التي وعدنا إياها، فنعمل على أن نحوز ما أعده الله تعالى لعباده الصالحين، وأن نحرص كل الحرص على هذه العبادة وأن نقيمها في ظل أحكام الله تعالى وشرعه الحنيف الذي به تصلح دنيانا وآخرتنا التي أعدها الله سبحانه وتعالى لنا.
فالله نسأل أن يجعلنا ممن يقيمون هذه الليلة وأن يتقبل منا أعمالنا كلها في هذا الشهر الكريم وأن يجعلنا من شهود ليلة القدر، إن ذلك ليس على الله بعزيز.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)