- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الاستغفار سبيل النجاة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عِيَاضٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تَكُنْ لَكُمْ ذُنُوبٌ، يَغْفِرُهَا اللَّهُ لَكُمْ، لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ لَهُمْ ذُنُوبٌ، يَغْفِرُهَا لَهُمْ» (صحيح مسلم 5064 )
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث من الأحاديث التي تبشر وترفع الهمم، وتعزّز في أنفسنا الثقة الكاملة بالخالق، لأننا ضعفاء نعصي الله. هذا الحديث يقرّ بأننا لسنا ملائكة، ومن طبيعة الخلق معصية الخالق، وعليه يخبرنا الله عز وجل بأنه لو لم نعصه ونخطئ، فإنه عز وجل يستبدل بنا خلقا يعصون ثم يغفر لهم، وهذا ليس تحفيزاً على المعصية، بل تحفيزاً على الاستغفار والتوبة، وزيادة الثقة والأمل بمغفرة الله، ومحبته للتوبة والعودة إليه.
هذا الحديث يقر بأن على العبد الانصياع لأوامر الله، ومن الانصياع التوبة عند عصيان الأوامر، ويقرّ بأن الله لم يخلق الإنسان ليشقيه، بل خلقه للعبادة، وتتجلى هذه الغاية بالرجوع إلى الخالق والتيقن بأنه غفّار الذنوب شديد الرحمة،
عليه علينا أن نحرص كل الحرص على الاستغفار والتوبة والرجوع عن المعاصي، فالله الذي بيده كل شيء، عبوديتنا له بالتوبة عن معصيته.
الله نسأل أن يغفر لنا خطايانا، وأن يتوب علينا، ويجعلنا من الذين يدعونه فيُستجاب لهم، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح