الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - بهذا تمنى الصحابة الشهادة لا الموت

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

بهذا تمنى الصحابة الشهادة لا الموت

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم "لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي". متفق عليه.

 

أيها الأحبة الكرام:

 

   إن الإنسان لا يعلم ما قُدر له من خير في هذه الدنيا، فتراه يعيش فرِحا حينا وحزينا حينا آخر بحسب تقديره، إلا أن تقديره لمعاني الخير والشر بمقياس الشرع يجعله لا يجزع؛ لأن أمر المسلم كلّه خير، إن أصابه شر صبر وإن أصابه خير شكر وفي كل خير، هكذا علّمنا ديننا، لذلك لا ينبغي للمسلم أن يتمنى الموت، ففي هذا التمني تسخّط وتضجّر، ويأس وقنوط وكسل عن العمل، وكل هذا منهيّ عنه، بل على العكس تماما، على المسلم أن يغذّ الخطى نحو الصبر والتفكر والعمل.

 

أيها المسلمون:

 

   لا يخلو حال المسلمين اليوم من داعٍ على نفسه بالموت، فالحال الذي آلت إليه الأمة وأغرقها بالمحرمات عقودا طويلة جعل منها أمة مشلولة على كل المستويات، على المستوى الفكري والنفسي والسياسي والاقتصادي على وجه الخصوص، ما جعل الحكام يتحكمون فيها تحكم السيد بعبده، كل ذلك جعلها عاجزة عن الحراك الصحيح، فاستسلمت للواقع، ورضيت به، وكان حريّ بها أن تقف في وجه الباطل لتعريته ولتكشف مخططاته، ولفضحه وبيان وجهه القبيح، إلا أنها لم تفعل، فوقعت فريسة لضعفها وهوانها، وذاقت -وما زالت- بسبب ذلك الأمرين، حتى صار البعض يدعو على نفسه بالموت خشية الفتنة واتقاء الألم، فأي واقع مرير هذا الذي يدفع بالإنسان إلى ذلك؟ إن واقعا كهذا لا يجدي فيه إلا أن تعود للأمة خلافتها كما كانت، فلا تجدي الكلمات، ولا تنفع الخطابات ما لم تعمل الأمة عمل الصحابة حيث تكتلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأقاموا دولة؛ أمانها بأمانهم وأحكامها من قرآنهم، وسار الخلفاء من بعدهم على هدي نبيهم، بهذا قام الإسلام، وبهذا تمنى الصحابة الشهادة لا الموت. 

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالسبت, 21 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع