الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - ستر المسلم أولى من فضحه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

ستر المسلم أولى من فضحه

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» (صحيح البخاري 2544).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث يحثّنا على ترك أمر يقع فيه الناس كثيرًا هذه الأيام، بعلم أو بغير علم، ألا وهو كشف مستور المسلمين، فمن الناس من لا يجد حرجًا في كشف ما ستره أخوه المسلم وما لا يحب أن يعلمه الناس عنه، ويسعون لفضحهم والتشهير بهم، جهلًا بالحكم الشرعي بوجوب ستر المسلم لأخيه المسلم، أو تجاهلًا للحكم قصدَ تجريح أخيهم المسلم لحاجة في أنفسهم زينها الشيطان لهم.

 

إذا كان جهلًا فهذا لا يغفر للمذنب ذنبه، فالمسلم يجب أن يكون عالمًا بكل الأحكام التي تتعلق به وبكل ما يتعرض له في حياته اليومية، وهذا فرض عليه في دينه إلى يوم القيامة، فعليه أن يتعلم حكم الشرع في ما يلزمه في حياته اليومية، في المطعومات والملبوسات والمعاملات والعبادات والأخلاق - وستر المسلم أو فضحه مما يتعلق بالمعاملات - فإن أراد الشروع بفعل عليه البحث عن حكمه قبل ذلك، ومعلوم أن الشرع لم يترك سلوك الإنسان دون ضوابط، بل نظمه كله، فلا ذريعة ولا عذر لجاهل على جهله.

 

أما العاصي المتجاهل لأوامر الله، الذي وسوس له الشيطان بفضح إخوته المسلمين، فقد وقع عليه الإثم، ووجبت عليه عقوبة تعزيرية من قبل الخليفة. المصيبة أنه أصبح اليوم هناك من يقف على إخوته المسلمين متقصدًا فضحهم والإساءة إليهم مفسدين في المجتمع، فمثل هؤلاء جزاؤهم عظيم عند الله، والدولة الإسلامية تعاقبهم عقابًا يزجرهم - لو كانت قائمة - على فعلهم الذي يأنف منه العزيزون.

 

الله نسأل أن يعيذنا من الجهل وأهله، ومن الفساد والمفسدين، وأن يعجل لنا بصلاح مجتمعنا بخليفة يطبق شرعه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله

آخر تعديل علىالثلاثاء, 17 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع