المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان
التاريخ الهجري | 23 من شـعبان 1445هـ | رقم الإصدار: 1445 / 35 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 04 آذار/مارس 2024 م |
بيان صحفي
التجويع القسري لمئات الآلاف من المسلمين في رفح بغزة هو بسبب تقاعس الضباط والجنود الذين ينتظرون الأوامر التي لن تأتي أبداً
أيها الضباط والجنود في الجيش الباكستاني! لقد وصلكم ما يكفي من صرخات المناشدة لكم من غزة! لقد كان هناك ما يكفي من الصرخات لمن له آذان تسمع، وقلوب تنبض، وفي هذه الأشهر الطويلة والمؤلمة والمضطربة، سمعنا كل أعذاركم لعدم تحرككم! ولا يقبل من أعذاركم شيء عند الله سبحانه ورسوله ﷺ. والأمة الإسلامية لا تقبل أياً من أعذاركم تلك. لقد سحقت القنابل ومزقت أجساد عشرات الآلاف من المسلمين في غزة. إن أكثر الناس جبناً يخترعون طرقاً جديدة للقتل والإصابة والتشويه. لقد فرض الله عليكم الجهاد ونصرة المسلمين وتحرير الأرض المباركة. ولم يجعل الله سبحانه التزامكم مشروطا بأوامر عملاء المستعمرين، وهي الأوامر التي لن تأتي أبدا. كما أن الله لم يجعل وجوب تحرككم مشروطا بحدود الدولة القومية التي رسمها المستعمرون لتقسيم الأمة الإسلامية وإضعافها.
لن يقبل الله أعذاركم في التقاعس، في حين إن جثث إخوانكم وأخواتكم وأطفالكم تسحق تحت الأنقاض! لن يقبل الله منكم عذراً، وقد فُرضت المجاعة القسرية على مئات الآلاف من إخوانكم وأخواتكم المسلمين. إنهم يموتون من الجوع في الشوارع! إنهم يبحثون عن الطعام الفاسد في القمامة القذرة! إنهم يجمعون العشب لطهي الطعام لإشباع الجوع! إنهم يبكون من أجل راحة صغارهم وكبارهم! إنهم يصابون بالإغماء بسبب الجوع! فما هو رد فعلكم لغاية الآن؟! تذرفون الدموع وتهددون بالاستقالة وتخططون للتقاعد وتلعنون قادتكم؟! إن تقاعسكم عن العمل يجعلكم شركاء في جريمة قيادتكم. إن طاعتكم لمن عصى الله لا تؤدي إلا إلى عذابكم في النار، قال تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾.
أيها الضباط والجنود في الجيش الباكستاني! الحقيقة أن حكام المسلمين والقادة العسكريين هم أسوأ المجرمين، وهم رأس حربة الغرب الكافر في حربه الصليبية على الإسلام والمسلمين. وهؤلاء هم الذين يفرطون في القبلة الأولى، المسجد الأقصى المبارك، للحفاظ على عروشهم المعوجة. أما أنتم فأنتم الحماة والميسرون لهؤلاء الحكام والقادة العسكريين! إن تقاعسكم عن العمل هو الذي مكّن قادتكم العسكريين من التعاون مع الأمريكيين، وإطلاق يد يهود طوال هذه الأشهر. ولماذا لا يخاف منكم أعداؤكم؟! كيف يمكن للخونة الاعتماد عليكم؟! أليس فيكم ولو بعض من رجولة الجندي الأمريكي الكافر الذي أضرم النار في نفسه احتجاجاً على قيادته العسكرية؟! إلى متى تتجاهلون أمر الله سبحانه الذي تتنفسون وتشربون وتأكلون بفضله؟! يقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
إلى متى نسمعكم تعذرون أنفسكم بقول: ماذا أستطيع أن أفعل وحدي؟! كيف يمكنك أن تقول ذلك، وكل الضباط والجنود المخلصين من حولك، جميعهم يتفقون معك؟! فكيف تقولون ذلك وأنتم أبناء المسلمين الذين يحبون الله ورسوله والمؤمنين؟! إذ كيف يمكن لمجموعة صغيرة من القادة الفاسدين والخونة أن يمنعوكم من التعبئة من أجل تحقيق النصر أو الشهادة؟! أفلا تخططون وتنسقون مع المسلمين المخلصين لإزالة كل العوائق في طريق طاعة الله سبحانه؟! فهل فضلتم الحياة الدنيا على الحياة الآخرة الأبدية، كما فعل هؤلاء الأمراء الخونة الذين تلعنونهم؟! لقد حذركم الله تعالى فقال: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.
أيها الضباط والجنود في الجيش الباكستاني! إن الأمة تقف على مفترق طرق؛ فإما أن يكون هناك عذاب شديد من ربنا سبحانه، أو إرسال نعمة الله سبحانه وتعالى. ويعتمد ذلك على أفعالكم، قبل كل شيء. قال الله تعالى: ﴿إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. أنتم من يستطيع أن يلقن هؤلاء الوحوش الصهاينة درسا لن ينسوه هم والمستعمرون الذين يدعمونهم. أنتم من يستطيع الانتقام للأطفال والأخوات والإخوة الأبرياء وبث الرعب في قلب كل طاغية. أنتم من يستطيع تطهير الأرض المباركة من دنس كيان يهود.
إن جيشكم بأكمله، أو حتى جزء منه، أكثر من كافٍ لينال شرف تحرير فلسطين، والأمة كلها ستقف خلفكم، وكل الرجال المسلمين الأصحاء سيقفون بجانبكم. لذا ضعوا الله عز وجل ورسوله ﷺ نصب أعينكم، واقتلعوا عروش الحكام، واقطعوا أيادي أمريكا الشريرة من أراضينا. وبعد قطع يديها، لن تتمكن أمريكا بعد ذلك من المشاهدة بلا حول ولا قوة من مسافة بعيدة، تفصلها المحيطات. وتخشى أمريكا أن تؤدي حملة الإبادة اليهودية ضد المسلمين في رمضان إلى الإطاحة بهؤلاء الحكام. حولوا هذا الخوف إلى حقيقة، فتشخص أعينهم من الخوف. أعطوا نصرتكم لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وإن حزب التحرير ينتظر ردكم، وهو على أتم الاستعداد بمشروع سياسي كامل. فهل ستدعون إلى غضب الله ﷻ عليكم من خلال المزيد من التقاعس، أم ستسعون جاهدين لكسب رضاه ونيل بركاته في الدنيا والآخرة؟
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية باكستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية باكستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة Twitter: http://twitter.com/HTmediaPAK تلفون: http://www.hizb-pakistan.com/ |
E-Mail: HTmediaPAK@gmail.com |