الخميس، 19 شوال 1446هـ| 2025/04/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    5 من شوال 1446هـ رقم الإصدار: 1446هـ / 103
التاريخ الميلادي     الخميس, 03 نيسان/ابريل 2025 م

 

بيان صحفي

 

الرؤية الشرعية والمؤامرة السياسية

 

انصدم الكافر المستعمر وعملاؤه حكام المسلمين الرويبضات مما أحدثته عملية طوفان الأقصى من توحيد لمشاعر الأمة مع أهلهم في الأرض المباركة فلسطين، بعد أن عملوا جاهدين على مدى أكثر من قرن من الزمان على ترسيخ الفرقة بين المسلمين وتفككهم، ونجحوا في ذلك سياسيا، حيث قسموا بلادهم إلى بضع وخمسين مزقة، ولكنهم عجزوا عن تفريقهم مشاعريا، رغم المحاولات المضنية التي قاموا بها، ليس فقط بإشعال فتيل الفتن بين بلادهم وتقاتلها أحيانا باسم الوطنية والقومية والجهوية وغيرها من النعرات المنحطة، إلا أن جميع مساعيهم الآثمة باءت بالفشل، فكان المسلمون يظهرون مشاعر الوحدة كلما ألمت بإخوانهم لامّة، وتجسد فيهم قول رسول الله ﷺ: «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه البخاري.

 

ولمواجهة هذا المشهد من الأمة، فكر الكافر المستعمر ومعه حكام المسلمين وعلماء السلاطين وقدروا كيف يواجهون هذه المشاعر النبيلة التي أفرزتها العقيدة الإسلامية، والتي وحدتهم وكانت عصية على مؤامراتهم، رغم كثرتها وخبثها. فحرصوا مؤخرا على محاولة تفريق المسلمين في الركن الثالث من أركان الإسلام، وهو الصيام، حيث أمروا علماء السلاطين بأن يصدروا فتوى مفصلة على مقاس ترامب وحزبه، مخالفة لما هو معلوم من العلم الشرعي. فقد أفتوا بأن يوم فطر المسلمين يتبع تقسيمات سايكس بيكو، ضاربين بذلك عرض الحائط بالرأي الشرعي الراجح، الذي يوجب اتباع وحدة المطالع!

 

إن ما يؤكد أن هذا الخلاف خلاف سياسي وليس خلافا شرعيا، وأنه مؤامرة على الإسلام وعلى وحدة المسلمين، هو أن هذه الأنظمة لا تحكم أصلا بالإسلام، بل تحاربه وتحارب كل من يدعو إلى تطبيقه، سواء في المعاملات أو العبادات. فمثلا، هي لا تحكم بالنظام الاقتصادي الإسلامي، بل بالنظام الاقتصادي الرأسمالي وتفرضه على الناس. أما في العبادات، فلا تفرض الصلاة والصيام على المسلمين ولا تعاقب تاركهما العقوبة الشرعية، ولا تجبي الزكاة من أغنيائهم لتوزعها على فقرائهم، وهكذا في سائر أحكام الإسلام، فلا تطبقها ولا تلزم الناس بها.

 

بينما، عندما تكون لها مصلحة في تفريق المسلمين، فإنها تدفع بعلماء البلاط إلى إصدار الفتاوى التي تفصل على مقاسها. وبالطبع، فإن علماء السلاطين دائما جاهزون للإفتاء بما يرضي السلطان، بينما يخرسون إذا احتاجت الأمة إليهم، أو إلى فتوى توحدها، أو إلى نصرة أهلها المضطهدين في الأرض المباركة فلسطين وغيرها. لذا، وجب أن نحذر منهم، وأن نتهمهم، وألا نأخذ عنهم ديننا.

 

إن مؤامرة الأنظمة على شعائر الإسلام واضحة، وتظهر جليا عند تعارض إتيان هذه الشعائر مع مخططاتهم التي يسعون من خلالها إلى تفريق الأمة. وقد بدا ذلك واضحا هذا العام في بعض الدول العربية، حيث جعلوا المسلمين يصومون يوم العيد، وهو محرم عليهم، خلافا لآراء علمائهم التي أفتوا بها في السنين الماضية. فمثلا، في سوريا والأردن ومصر، قررت المجامع الفقهية التابعة لها القول بوحدة المطالع، كما قررت المؤتمرات والندوات التي ناقشت اعتماد الحسابات الفلكية في تحديد الأعياد مبدأ وحدة المطالع، ومن ذلك: مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عام 1966م، ومؤتمر إسطنبول الشهير عام 1978م، ومؤتمر إسطنبول عام 2016م، ومؤتمر الكويت عام 1973م، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عام 2009م، ومؤتمر رابطة العالم الإسلامي عام 2012م.

 

وتظهر هذه المؤامرة بكل وضوح في مخالفة الأنظمة العميلة القائمة في بلاد آسيا، مثل باكستان وبنغلادش وإندونيسيا وماليزيا، حيث تخالف باقي البلاد الإسلامية في كل عام تقريبا، وخصوصا الدول العربية، في يوم صيامهم ويوم فطرهم، وأحيانا كثيرة تخالف حتى في تحديد أيام عيد الأضحى. وهذا يؤكد على قيامها بالمهمة التي أوكلها لها الاستعمار الإنجليزي وما خلفه لها من مسؤوليات في هذه البلاد، إذ تعمل على تفريق الأمة، ولتوهم المسلمين في كل فرصة أنها ليست أمة واحدة، على الرغم من قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.

 

إن ما حصل هذا العام في شهر رمضان، حيث خرست أصوات العلماء كما خرست أصوات الحكام وصهيل جيوشهم، إزاء استئناف كيان يهود مجازره في غزة، وسكوتهم عن تحريض جيوش المسلمين لنصرة أهلهم في فلسطين، وتعالت أصواتهم فقط لتفريق المسلمين في يوم عيدهم، كل ذلك يؤكد على وجوب الإطاحة بهذه الأنظمة، ونبذ علماء السلاطين التابعين لها. إن هذه المؤامرة تثبت أن هؤلاء هم من نقضوا، وما زالوا ينقضون عرى الإسلام عروة عروة، كما جاء في حديث رسول الله ﷺ: «لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضاً الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ» رواه أحمد.

 

لذلك، لا بد أن تتيقن الأمة بأن أصل الداء وأس البلاء فيما أصابها هو هذه الأنظمة، ومن ورائهم الكافر المستعمر. فوجب على كل غيور على دينه، أن يعمل جاهدا مع حزب التحرير للإطاحة بها، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضها.

 

المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع