المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 5 من ربيع الثاني 1439هـ | رقم الإصدار: 13/39 |
التاريخ الميلادي | السبت, 23 كانون الأول/ديسمبر 2017 م |
بيان صحفي
قرار الجمعية العامة ليس انتصاراً للقدس
بل يكرِّس اعتراف ما يسمى الشرعية الدولية بكيان يهود
أظهرت حكومة النظام في الأردن ابتهاجها بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرافض للاعتراف الرسمي الأمريكي بالقدس عاصمة لكيان يهود، وقد تناقلت وسائل إعلام متعددة أن الحكومة الأردنية رحبت بالقرار على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسمها محمد المومني والذي اعتبر القرار الجديد للجمعية العامة بأنه يجسد إرادة الشرعية الدولية بتأكيد عدم قانونية أي إجراء يستهدف تغيير الوضع القائم بالمدينة المقدسة أو يغير حقائق جديدة فيها، حيث شدد على أن القانون الدولي يعتبر شرقي القدس أرضا محتلة وأن تحقيق السلام الشامل شرطه أن يكون شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، لافتا إلى أن السلام هو خيار استراتيجي عربي أعلنت كل الدول العربية تمسكها به.
وإننا في حزب التحرير/ ولاية الأردن إزاء تصريحات الناطق الرسمي باسم حكومة النظام في الأردن وابتهاجها وترحيبها بهذا القرار نؤكد ونبين ما يلي:
أولاً - إن الشرعية الدولية التي يحرص عليها ويتغنى بها الناطق الرسمي باسم حكومة النظام في الأردن، لا تعني المسلمين في شيء، فهي شريعة قوى الكفر والطغيان والاستعمار، وفوق ذلك فهي التي تكالب أصحابها عام 1924م على هدم الكيان السياسي الشرعي للمسلمين (دولة الخلافة) وأقصت الإسلام عن الساحة الدولية.
ثانيا - إن منظمة الأمم المتحدة بكل أجهزتها ومؤسساتها ومجالسها؛ منظمةٌ كافرة استعمارية لا قيمة ولا وزن ولا اعتبار لها عند المسلمين، ولا لأي قرار صادر عنها أو عن أي من مؤسساتها ومجالسها، فهي التي اعترفت لكيان يهود بحق الوجود على أرض الإسلام؛ الأرض المباركة فلسطين، بقرار تقسيم فلسطين، وهي التي اعترفت بالدول التي أقامتها على أنقاض دولة الخلافة العثمانية بعد أن قسَّمت بلاد المسلمين واستعمرتها، وبعد أن فتَّتت شعوب المسلمين وقهرتهم.
ثالثا - إن قرار الجمعية العامة في الأمم المتحدة ليس انتصاراً للقدس، ولم يكن على الإطلاق في مصلحة المسلمين، بل هو استمرار لتأكيد حق الوجود لكيان يهود فوق الأرض المباركة فلسطين، وتكريسٌ لاغتصاب يهود لمدينة القدس.
رابعا - إن فلسطين كلها والقدس كلها؛ شرقيها وغربيها، شمالها وجنوبها، أرض إسلامية، ملك للمسلمين لا تملك أي جهة كانت التنازل عن شبر واحد منها.
خامسا - إن إصرار حكام المسلمين عربا وعجما على التنازل عما اغتصبه يهود من أراضي فلسطين، والتخلي عن الجزء الأكبر من مدينة القدس والتي عبَّروا عنها (القرارات والتنازلات) بتأكيد تأييدهم لقرارات الأمم المتحده التي تُرسِّخُ اغتصاب يهود لفلسطين، وبمطالبتهم بحل القضية على أساس حل الدولتين، باعتبار غربي القدس عاصمة لكيان يهود وشرقيها عاصمة لفلسطين، وبتأكيدهم الالتزام بالمبادرة العربية للسلام وبقراراتهم الجماعية الصادرة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فإن هذا الإصرار يؤكد على تواطئهم وتآمرهم مع القوى الاستعمارية وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
سادسا - إن قرارات وتنازلات حكام المسلمين عن أي شبر من فلسطين أو من مدينة القدس لا تلزم المسلمين في شيء إلا بالعمل الجاد الحثيث لإنهاء مسلسل الخيانة لله ولرسوله والمؤمنين ولإيقاف التآمر على الإسلام وعلى المسلمين وبلادهم ومقدساتهم؛ وذلك بتخليص الأمة الإسلامية من حكامها وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاض أنظمتهم المهترئة العاجزة والمنبطحة المستسلمة والتابعة العميلة للغرب الكافر.
سابعا - على الرغم من إدراك النظام في الأردن بأن استهداف وجوده واستمراره واحدٌ من أهم أهداف القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لكيان يهود، فبدلا من مقاومته لأمريكا بالصعود إلى القمة، بتبني نظام الإسلام كاملا وتطبيق أحكامه وإنهاء التبعية للغرب، وإلغاء معاهدة وادي عربة وكل ما بني عليها والعودة إلى حالة الحرب مع كيان يهود، فبدلا من ذلك نجده وهو الذي أنزل رجاله ووزراء حكومته إلى الشوارع وكانت حكومته أول من دعت للتظاهر وحشد الجماهير في الشوارع والميادين تحت عنوان الدفاع عن القدس ورفضا لقرار عدوة الإسلام والمسلمين أمريكا الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لكيان يهود، نجده ومن خلال تصريحات الناطق الرسمي باسم حكومته محمد المومني، يؤكد استمراره وإصراره على الاعتراف بحق الوجود لكيان يهود على ما اغتصبه من أرض فلسطين وبالجزء الأكبر من مدينة القدس (القدس الغربية)، ويجدد التزامه بالمبادرة العربية للسلام وتأييده لقرارات الأمم المتحدة والتي هي في حقيقتها تثبيت لكيان يهود واعتراف بالجزء الأكبر من مدينة القدس عاصمة له، فأي انفصامٍ وأي تضليلٍ هذا؟! وأي ضياع؟ وأي استعماء هذا عن الإجراء الشرعي الصحيح في الرد الشرعي الواجب على كيان يهود وعلى قرار الرئيس الأمريكي الأهوج الأرعن ترامب؟!
وأخيرا أيها المسلمون:
إن الأمل منعقد في جيوشكم، جيوش هذه الأمة لاتخاذ خيارها الصادق، التي صدحت وتصدح به حناجرها من إندونيسيا إلى المغرب، والمناقض لخيار أنظمتها المستسلمة لأعدائها، بالتحرك عملياً لاستعادة القدس وفلسطين كل فلسطين، وهي تعلم أن هذا الأمر ممكنٌ يسير، إذا ما تجاوزت عجز هؤلاء الحكام الذين يحولون بينهم وبين القضاء على كيان يهود، بل والقضاء على نفوذ الغرب كله من بلادنا وانتزاع سلطان الأمة من مغتصبيه وإعادته للأمة، التي تتوق له لإعلان دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |