بسم الله الرحمن الرحيم
النظام المغربي المفلس يلجأ إلى التضليل والاعتقال السياسي وملاحقة العاملين للتغيير للحيلولة دون نهضة المسلمين
منذ أكثر من خمسين يوما، منذ الثالث من فبراير، والنظام المغربي ممثلا بوزارة الداخلية في الحكومة "الإسلامية!" الجديدة يواصل احتجاز ثلاثة من خيرة شباب المغرب تحت ذريعة انتمائهم لحزب التحرير، الذي وصفته بالتخريبي والعدمي، وهي منذ ذلك الحين تماطل في محاكمتهم وتتهرب من مواجهة الحقيقة والجريمة التي ارتكبتها، بل ووصل إلى مسامعنا أنّ أحد هؤلاء الثلاثة يمر بحالة صحية سيئة دون أن تكترث الحكومة بعلاجه.
أيها المسلمون:
لقد جاء تصرف النظام المغربي باعتقال الثلاثة ومواصلته احتجازهم على نحو يبرهن على أنّ النظام المغربي لم يتعظ بما يحدث في بلدان الربيع العربي، ظنا منه أنّه أصبح في مأمن من ثورة الشعوب بعد المسرحية الهزلية التي قام بها وأوصل من خلالها "الإسلاميين" للحكم، ليجمّل صورته وليواصل إجرامه بحق أهل المغرب ودينهم وحقوقهم بثوب جديد ولباس منمق، ولأنّ النظام مفلس على كافة الصُّعد ولا يقوى على مواجهة الحجة بالحجة لجأ إلى محاولة إسكات المخالفين له والتضليل. وهذا شأن الحكومات والسلطات الفاشلة التي تلجأ للتغطية على فشلها بكمّ الأفواه وإسكات كل صوت مخالف، فهي لا تريد من يقول لا للنظام الرأسمالي المستبد ولا للظلم ولا لغير الإسلام. ولأنها تعرف أنها متهاوية ليس من أساس قويم تُبنى عليه، ولا تقوى على مواجهة الرأي بالرأي والحجة بالحجة، بل تواجه المخالف بالقمع والاعتقال والتعذيب والافتراء عليه، ومن هنا جاءت فكرة الاعتقال السياسي الذي تتصف به كل الحكومات الديكتاتورية الفاشلة، وإلا فما الضير أن يسمع المسلمون مسلما يقول لهم: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}، وهل من التخريب أن ندعو الناس إلى إقامة حكم الله رب العالمين في بلاد المسلمين ؟؟!! الجواب بالطبع لا، ولكن في حكم فرعون فهذا فساد في الأرض {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}!! وهذا ما تخافه الحكومة الإسلامية!! تخاف من الدعوة للإسلام!!
ففي بيت أحد الثلاثة الذين اعتقلتهم الداخلية وحاولت إبراز أنه العضو الرئيس في تنظيم "الخلية التخريبية" والذي هو من أهل المغرب ويحمل الجنسية الدنمركية، قالت الشرطة بأنّها عثرت على بضعة كتب مختلفة للشيخ تقي الدين النبهاني، مؤسس حزب التحرير، وبضع نشرات أصدرها الحزب هنا في هذا البلد حملت عناوين "الأوضاع البالية في المغرب لا حل لها إلا بالإسلام"، "الانتخابات التشريعية التفاف على إرادة الأمة"، "هل سيكون حزب العدالة والتنمية طوق نجاة للنظام المغربي المتهاوي". فهل هذه النشرات تخدم مصالح الأعداء أم تعالج قضايا يعاني منها أهل المغرب وتخدم أهل هذا البلد الطيب وبطريقة سياسية فكرية راقية؟!
أما الادعاء بأنّ الحزب حزب تخريبي، فالعدو والصديق يشهدان على سلمية الحزب وعدم قيامه بالأعمال المادية فضلا عن التخريبية منذ نشأته. فالحزب ملتزم بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبسلمية دعوته في طريقه لاستئناف الحياة الإسلامية، وهذا أمر أشهر من أن ينكر أو يُتجاهَل.
فحزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام، يدعو إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة، وعد الله وبشرى رسوله عليه السلام، وقد أعد دستورا للدولة الإسلامية القادمة، ووضع أنظمة للدولة من نظام اقتصادي واجتماعي وحكم وتعليم... مستنبطة من كتاب الله وسنة نبيه باجتهاد صحيح. والحزب يعمل بعزيمة قوية وسط الساحة وتحت الضوء متحديا الكفر وأهله، وداعيا العالم إلى تطبيق شرع ربنا، بالكلمة الطيبة واللسان الصادق. وهو يحذر المسلمين من المكائد التي تُحاك ضدهم من الكفار وأعوانهم في الأنظمة، ويدعو إلى الوحدة وإزالة الحواجز بين البلدان الإسلامية.
والحزب يرى أنّ اليهود مغتصبون للأرض المباركة، فلا شرعية لهم ولا اعتراف بكيانهم، ويتعامل مع الأمريكان والغرب على أنّهم مستعمرون لبلادنا الإسلامية، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا.
فحزبٌ هذا فكرُه، هل هناك أحدٌ من المسلمين لا يقبل به، وبفكره وبغايته؟!!
أليست الحقيقة إذًا أنّ النظام المغربي يسعى لتشويه صورة الحزب الناصعة لأنه يخشى الحزب وغايته، وهو يسعى إلى إطفاء الشعلة التي انطلقت في المغرب من أجل الرقي وتوحيد المسلمين وإزالة الظلم والخروج من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد؟!. فمن هو التخريبي، أهو حزب التحرير بفكره الإسلامي الصرف، أم النظام المغربي الذي يسعى إلى الترويج للديمقراطية والعلمانية والاشتراكية والحريات بين أبناء الأمة الإسلامية، ويعمل على إخافة المسلمين من الإسلام ويصف المتمسك به، العامل على تطبيقه بالإرهابي أو التخريبي؟!!
فالنظام المغربي بحكومته الجديدة فوق الفشل الذي هو فيه على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وإفلاسه الفكري، إلا أنّ القائمين عليه لا يريدون أن يفكروا أو يتدبروا ما هم فيه، فهي تحارب وتقمع الآراء السياسية الإسلامية بدعوى أنها متطرفة، بينما تفتح الباب على مصراعيه للماسونية والتبشير ومراكز التجسس ومكاتبها في البلاد، مع أنّ الحكومة سوقت نفسها عند الناس على أنّها صاحبة توجه إسلامي وتريد الإصلاح!! فهل الإصلاح في موالاة الظالمين واعتقال من يأمرون بالقسط من الناس؟!! هل الإصلاح أن نلبس ثوب الإسلام وننزع قلوب محبِّيه؟!! اللهم لا حول ولا قوة إلا بك عليك وحدك اعتمادنا وإليك وحدك شكوانا أن تفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
أيها الأهل في المغرب:
إنّ إصرار السلطات المغربية على مواصلة الاعتقالات السياسية والملاحقة للمخالفين لنهجها، لهُو أمر مرفوض جملة وتفصيلا، والأصل أن يكون مدعاة لإعلاء صوت الحق في وجهها أكثر فأكثر، حتى ترعوي وتدرك أن لا سبيل لها على أهل المغرب بالقوة والترهيب. عنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا مِنْكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ) مسند أحمد.
وإننا ندعوكم إلى اليقظة والحذر من النظام ومؤامراته على دينكم وعلى حملته والداعين له، وندعوكم إلى أن تفتحوا صدوركم لنداء الحق وأن تكونوا عونا لإخوانكم في حزب التحرير بالعمل معهم لما فيه صالح بلدنا وسائر بلاد المسلمين.
قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي.. }
التاريخ الهجري :2 من جمادى الأولى 1433هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 25 آذار/مارس 2012م
حزب التحرير
المغرب