الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الدور الفرنسي الخبيث في ليبيا

 

إن ما أعلنته فرنسا من وجود عسكري لها في ليبيا إلى جانب قوات الضابط المتقاعد حفتر، هو اعتراف صريح بتورطها في قتال الليبيين، وهذا الاعتراف الذي جاء على لسان وزارة الدفاع الفرنسية، ومن بعده على لسان الرئيس الفرنسي هو عدوان صارخ على شعب لم يبادئ فرنسا بالعداء. في الوقت الذي تدعي فيه - كذباً وزوراً - أنها مع الحل السياسي في ليبيا، وأنها تدعم حكومة الصخيرات، وفي الوقت الذي نراها فيه تدعم عميل أمريكا حفتر الذي يرفض هذه الحكومة. يدفعها إلى ذلك - هي ومثيلاتها من دول الكفر - حقد وعداء لهذه الثورة لأنها من ثورات الأمة ضد الظلم والفساد والطغيان الذي تمثل في نظام القذافي، ومن بعده في أطماع وطموحات حفتر ومن يدعمه.

 

وهذا الحقد والعداء هو مصداق قوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

إنّ هذا التدخل السافر، يدل دلالة واضحة على أن الغرب ومنه فرنسا إنما يتعامل مع شعبنا ومع غيره من الشعوب الإسلامية تعامل العدو المستعمر... هدفه إخضاعنا وإخضاع بلادنا لهيمنته وسيطرته على مقدراتنا. وفرنسا في سبيل ذلك تتصارع مع غيرها من دول الكفر صاحبة التاريخ الاستعماري الأسود مثل بريطانيا وأمريكا وإيطاليا، وهي جميعاً تتصارع على بلادنا وبأبنائنا...

 

فأمريكا تدفع بعميلها حفتر ليقترف جرائم القتل بأبشع صوره في بني جلدته، ولن ينال من ذلك الاّ العار والبوار...

 

وفرنسا ترسل الجنود والخبراء في القتال معه من أجل قتل الأحرار في ليبيا لأنهم الحائل والمانع من هيمنتهم على البلاد والعباد، ولكي تعطيها أمريكا شيئاً بعد السيطرة على البلاد - لا قدّر الله - لعلها تستطيع ربط نفوذها في بلاد الصحراء بالساحل الجنوبي للمتوسط ليسهل عليها نهب الخيرات...

وبريطانيا بخبثها ودهائها تحاول الإمساك ببقايا نفوذها في ليبيا وتنمية هذا النفوذ باختراق بعض الحركات المناهضة لحفتر وصناعة أتباع وأشياع جدد كما كانت تعمل في عهد عميلها السابق القذافي...

 

هذا التدخل السافر، وهذا التداخل والاختلاط في الصراع بين هذه الدول، سواء أكان من باب اقتسام النفوذ، وتبادل الأدوار، أم كان من باب تجسّس كل طرف على الآخر بوجوده في مناطق نفوذه وبين أتباعه، أم كان من باب عرقلة وإفشال كل طرف لمشروع الطرف الآخر... أم كان من باب تصفية حسابات سياسية استعمارية، أم تصفية حسابات محلية شخصية وجهوية... إنّ كل ذلك مع الأسف الشديد، بسبب ما وصلت إليه البلاد من هذه الانقسامات والتجاذبات، وهذه الاستباحة التي أطمعت فيها كل عدوّ وغريب.

 

فالحذر الحذر - يا أهلنا وإخوتنا في ليبيا - من هذه الأطماع الاستعمارية الصليبية في بلادنا.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة المائدة: 51].

 

 

 

التاريخ الهجري :18 من شوال 1437هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 23 تموز/يوليو 2016م

حزب التحرير
ليبيا

2 تعليقات

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الأحد، 31 تموز/يوليو 2016م 11:08 تعليق

    قوله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾

  • Khadija
    Khadija الأحد، 31 تموز/يوليو 2016م 10:14 تعليق

    نأمل أن تكون هذه الجهود دافعاً لنا للتمسك بأحكام هذا الدين والعضّ عليها بالنواجذ، وزيادة الثقة بها .والعمل على إيجاد من يقوم بتطبيق الإسلام بكامل أحكامه، ومنها السياسة الإعلامية.
    ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما تنشرون وأن ينفع المسلمين به، وأن يجعله الله في ميزان حسناتنا جميعا وأن يهيئ لهذه الأمة من يطبق هذا الدين كما أمر الله...اللهم آمين آمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع