الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  نَفائِسُ الثَّمَراتِ -جاهد نفسك

  • نشر في من حضارتنا
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1499 مرات

 

أيها العبد‏:‏ حاسب نفسك في خلوتك وتفكر في انقراض مدتك واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك وانظر‏:‏ هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك لقد سعد من حاسبها وفاز والله من حاربها وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها وكلما ونت عاتبها وكلما تواقفت جذبها وكلما نظرت في آمال هواها غلبها . قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني‏)‏ . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ ‏(‏حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وطالبوا بالصدق في الأعمال قبل أن تطالبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً وتزينوا للعرض الأكبر‏:‏ { يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ لَا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ‏ } . وقال الحسن البصري رحمة الله‏:‏ ‏(‏أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم لله عز وجل في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم فإن كان الدين لله هموا بالله وإن كان عليهم أمسكوا وإنما يثقل الحساب على الذين أهملوا الأمور فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر فقالوا‏:‏ { يا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً إِلَّا أَحصَاها‏ }.

المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها وإنما يسعى في سعادتها فاحترز عليها واغتنم لها منها فإنها إن علمت منك الجد جدت وإن رأتك مائلاً عنها صدت وإن حثها الجد بلحاق الصالحين سعت وقفت وإن توانى في حقها قليلاً وقفت وإن طالبها بالجد لم تلبث أن صفت وأنصفت.

يا هذا‏:‏ هلال الهدى لا يظهر في غيم الشبع ولكن يبدو في صحو الجوع وترك الطمع واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع ولا تكن من الذي قال‏:‏ سمعت وما سمع ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع كلا ليندمن على تفريطه وما صنع وليسألن عن تقصيره في عمله وما ضيع فيا لها من حسرة وندامة وغصةٍ تجرع عند قراءة كتابه وما رأى فيه وما جمع فبكى بكاء شديداً فما نفع وبقى محزوناً لما رأى من نور المؤمن يسعى بين يديه وقد سمع فلا ينفعه الحزن ولا الزفير ولا البكاء ولا الجزع.

كتاب المواعظ لابن الجوزي

إقرأ المزيد...

  مع الحديث الشريف - الْعَبْدُ إِذاَ نَصَحَ لِسَيِّدِهِ

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1265 مرات

 

‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ" رواه مالك في الموطأ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم .

جاء في المنتقى شرح موطأ مالك " قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ يُرِيدُ حَفِظَهُ وَأَنْمَاهُ وَامْتَثَلَ أَمْرَهُ فِي الطَّاعَةِ وَالْمُبَاحِ وَلَمْ يَخُنْهُ وَأَحْسَنَ مَعَ ذَلِكَ عِبَادَةَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ يُرِيدُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ لَهُ أَجْرُ عَامِلَيْنِ ; لِأَنَّهُ عَامِلٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَعَامِلٌ بِطَاعَةِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَأْمُورٌ بِذَلِكَ , وَقَدْ رَوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ وَالْعَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ ثَلَاثَةٌ لَهُمْ أَجْرُهُمْ مَرَّتَيْنِ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ آمَنَ بِي وَالْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَدَّى حَقَّ مَوَالِيهِ وَرَجُلٌ لَهُ جَارِيَةٌ أَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا . ‏

وجاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود " ‏( إِنَّ الْعَبْد إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ ) ‏‏: أَيْ أَخْلَصَ الْخِدْمَة أَوْ طَلَبَ الْخَيْر لَهُ مِنْ النَّصِيحَة وَهِيَ طَلَب الْخَيْر لِلْمَنْصُوحِ لَهُ . قَالَ الطِّيبِيُّ : نَصِيحَة الْعَبْد لِلسَّيِّدِ اِمْتِثَال أَمْره وَالْقِيَام عَلَى مَا عَلَيْهِ مِنْ حُقُوق سَيِّده ‏
‏( فَلَهُ أَجْره مَرَّتَيْنِ ) ‏‏: أَيْ مُضَاعَف, فَإِنَّ الْأَجْر عَلَى قَدْر الْمَشَقَّة وَهُوَ قَدْ جَمَعَ بَيْن الْقِيَام بِالطَّاعَتَيْنِ, وَفِي الْحَقِيقَة طَاعَة مَالِكه مِنْ طَاعَة رَبّه.‏"

مستمعينا الكرام

بيّنا في الحلقات السابقة عظم أجر النصيحة وحاجة الأمة لها وفي الحديث المذكور آنفا بيّن عظم أجر الناصح، فكيف بالمنصوح إذا قبل النصيحة ووضعها موضعها خاصة أن النصح قد يخالطه في الغالب الذم وتقبيح الفعل وقد تكون ممن هم دون المنصوح منزلة وشأنا ولذلك فإن النصيحة مر طعمها لا يقبلها إلا أولو العزم ذوي الهيئات الرجال الرجال. قال ميمون بن مهران: قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: قل لي في وجهي ما أكرهه، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكرهه. وقال مالك: النصيحة لله في أرضه هي التي بعث الله بها أنبياءه، ومن أمر الإسلام القصد والنصيحة لعباد الله في أمورهم، والنفوس مستثقلة للنصح نافرة عن أهله مائلة إلى ما وافق هواها. وكان يقال: أخوك من احتمل ثقل نصيحتك.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع