الحوار الحي - الانتخابات النيابية لعبة بيد النظام ج2
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 386 مرات
الخبر:
أوردت صحيفة الانتباهة السودانية (العدد 2463، صفحة 3) تحت عنوان: دعم أمريكا وأوروبا لقطاع الشمال وجه آخر للتدخل في شؤون السودان، ما يلي:
أوردت قنوات الأخبار المسموعة والمقروءة أخيرا أن الاتحاد ألأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية خصصتا مبلغ 24 مليون دولار لدعم النشاط السياسي والعسكري لقطاع الشمال (مجموعة متمردة مسلحة تقاتل دويلة السودان في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق)، إلى جانب دعم المؤتمر العام للحركة الشعبية بجنوب السودان، انتهى.
إضافة لما سبق فقد اتهم د. نافع علي نافع -نائب رئيس المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في السودان) لشؤون التنظيم ومساعد رئيس الجمهورية- الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بتمويل مؤتمر الجبهة الثورية وقوى من المعارضة الداخلية والذي انعقد مؤخرا بكمبالا ودعي فيه لإسقاط النظام بقوة السلاح وفصل الدين عن الدولة.
التعليق:
المتصور والمنتظر من دولة تحترم نفسها وترعى الشؤون بمبدئية، أيا كان هذا المبدأ، أن تقوم باستدعاء سفيري الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وتمهلهم 48 ساعة لمغادرة البلاد وتستدعي سفيريْها في بروكسل وواشنطن للتشاور، وتقوم بحملة عالمية لكشف سوء التصرف هذا وأنه يشكل خرقا للأعراف الدولية ويهدد وحدة البلاد الآمنة وبالتالي الأمن والسلم العالميين، كما وتطالب المجتمع الدولي بإدانة هكذا تصرفات بأشد العبارات والأفعال الرادعة.
أما إن كانت الدولة ترعى الشؤون بهدي خالق الكون والإنسان والحياة فلا يتصور في أيامنا هذه أن يوجد سفير للاتحاد الأوروبي وأمريكا فيها، وأنَى لهما ذلك وفرنسا تدك البيوت على رؤوس النساء والأطفال في مالي، وأمريكا ومن شايعها تحتل بلاد المسلمين في أفغانستان؟ فنحن وهم نجمتع في ساحات الوغى إلى أن يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده!
أما حكامنا في السودان فقد قدموا قطعة أرض لعضو الاتحاد الأوروبي، جمهورية ألمانيا، في وسط الخرطوم وتعهدوا ببناء سفارة لهم عليها وذلك تعويضا واعتذارا لجمهورية ألمانيا عما لحق بسفارتها من أضرار بسبب هجوم الغاضبين لرسول الأمة الكريم في العام السابق! وأما عدو الشعب السوداني اللدود أمريكا فإن رئيسنا لا يرد لها طلبا ولا يدفع لها يدا! فهو يلبي الدعوة تلو الأخرى لمقابلة رئيس ما يسمى بدولة جنوب السودان لإخراجها مما هي فيه من مآزق اقتصادية وأمنية وبنيوية.
ولنا عودة للحديث الهادئ عن سبب كل ذلك في تعليق آخر بإذن الله. اللهم إنَا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء ونسألك اللهم قولا صادقا وعملا متقبلا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر
الخبر:
أقيم احتفال تنصيب الرئيس أوباما لفترة رئاسية ثانية. وقبل أربع سنوات وقف أوباما في المكان نفسه، وقد حضر هذا الاحتفال خلق كثير حتى إنه وللأسف قد حضره بعض المسلمين، وقد فتن أوباما الناس ببلاغته الخطابية حول التغيير وكلامه المعسول حول تحسين الصورة القبيحة لسياسة أمريكا الخارجية ومد يد المساعدة للعالم الإسلامي، إلا أن القاصي والداني يعلم أن كل هذا قد توقف عندما أعطى أوباما الأوامر بقصف باكستان بواسطة الطائرات بدون طيار. وحتى اليوم وخلال الكلمة التي ألقاها في حفل تنصيبه لفترة رئاسية ثانية كانت الطائرات الأمريكية تلقي بقنابلها المدمرة على رؤوس الأبرياء من أطفال المسلمين في أفغانستان وباكستان واليمن.
التعليق:
إن شعار التغيير الذي استعمله رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية لسنين طويلة لم ينفعهم في شيء، فبعض التغييرات الداخلية التي قاموا بها وتغييرات أخرى قاموا بها مجبرين يمكن فهمها على أنها لم تكن لتحصل لولا التدهور الاقتصادي والسياسي الذي تعاني منه الولايات المتحدة الأمريكية، ليس هذا فحسب، بل إنه لا ينبغي لنا أن ننسى أن احترام العالم لأمريكا على أنها قوة عظمى قد تغير وأصبح هناك الكثير من الدول تنافسها على موقعها ذلك. أمريكا اليوم تعاني من مرض قاتل ليس لها فحسب بل لكل أمة، فرأسماليتها المبنية على أساس فصل الدين عن الحياة والدولة والمجتمع بدأت تنقلب عليها وبدأت تجرها إلى الأسفل بشكل حلزوني، وطريقتها في العيش أصبحت هي عدوها الأول وأصبحت تهاجمها بلا رحمة، ولن تتوقف حتى تنهيها، وإن ألف خطاب كخطاب أوباما هذا لن ينقذها.
وعلى كل حال، فإن من المفارقات العجيبة أن العالم الإسلامي اليوم هو من بدأ يتأهب لتغيير حقيقي، فأمة الإسلام وفي كثير من بلدان العالم الإسلامي تعمل على زلزلة عروش الظالمين والقضاء على الهيمنة الغربية، وهذا كفيل بالقضاء على الأفكار والمفاهيم الفاسدة التي فرضت على الأمة لأكثر من قرن من الزمان فزادتها رهقا. الأمة اليوم تتحرك بل تقفز قفزات نوعية نحو المصدر الذي يعطيها الحياة الحقيقية ألا وهو الإسلام: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ".
إن مسالة التغيير إنما هي مسألة وقت لا أكثر، حيث ستستعيد أمة الإسلام قوتها وعزتها بعد أن تتوحد وراء خليفة واحد. هذا وعد الله سبحانه وبشرى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، خلافة راشدة على منهاج النبوة، وقد بدأت ملامحها تظهر في الأفق. وليس السؤال هو فيما إذا كان الله سبحانه وتعالى سينهض هذه الأمة وسينصرها على أعدائها أم لا، فإن الله ناصر عباده المؤمنين المخلصين لا محالة، وإنما السؤال هو ماذا قدمنا لهذه الخلافة.
أوكاي بالا
الخبر:
ذكرت قناة سكاي نيوز يوم الثلاثاء 22 يناير 2013 في خبر بعنوان "الوضع الإنساني بمالي مقلق" وورد في الخبر "قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الوضع الإنساني في مالي مثير للقلق، وأن المنظمة تقوم بتوفير المساعدة للمتضررين كما تراقب الانتهاكات لحقوق الإنسان" وفقا للرئيس الإقليمي للصليب الأحمر نيكولاس مارتي.
التعليق:
تشهد مالي وهي من أفقر بلاد العالم هجمة شرسة بتغطية أممية تقودها فرنسا الدولة الاستعمارية المتشدقة بحماية الحريات ونشر الحضارة والرقي، بينما هي في الحقيقة دولة رأسمالية لا غنى لها عن الاستعمار ومص دماء الشعوب أياً كان وضعهم. فرنسا لم تأبه لكون مالي من أكثر دول العالم تأخراُ في مؤشرات النمو إذ تعاني من عدم توظيف الموارد وفساد الحكومات واستغلال فرنسا وهيمنة اقتصاد المديونية الذي أفقر بلاد المسلمين. ومالي جزء من دول الساحل الأفريقي التي أصدرت فيها الأمم المتحدة نشرة خاصة بتاريخ 19 يناير 2013 حيث أكد التقرير على أنه وبالرغم من جودة الحصاد في عام 2012 يعاني أكثر من 10.3 مليون نسمة في منطقة الساحل من انعدام الأمن الغذائي كما حذر التقرير من تعرض خمسة ملايين امرأة حامل وطفل تحت سن الخامسة لسوء التغذية في عام 2013.
وبغض النظر عن مغامرات فرنسا في المنطقة فقد وجدت المرأة في مالي نفسها محاصرة بين الفقر وضيق ذات اليد وعدم الأمان إضافة لما أشارت إليه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من تقارير عن وقوع انتهاكات جسيمة وحالات اغتصاب. وتوقعت الأمم المتحدة أن يكون مصير 700 ألف ماليٍّ النزوح إلى أماكن بعيدة عن المعارك، أو اللجوء إلى دول مجاورة بحثا عن الأمن والأمان. وبالفعل تزداد يومياً أعداد النازحين لمخيمات اللاجئين في موريتانا وغيرها من دول الجوار لدرجة أصبحت تشكل عبئاً حقيقيا وكارثة إنسانية متفاقمة.
جدير بالذكر أن هذه الهجمة الفرنسية البغيضة لم تأت من فراغ، بل سبقتها حملة تهيئة إعلامية أخذت فيها قضية المرأة مركز الصدارة بغرض التشهير بالإسلاميين وادعى الإعلام الغربي أن الإسلاميين وراء التضييق على النساء وإرغامهن على الالتزام بالأحكام الشرعية، كما وأنهم وراء هدم الأضرحة وأماكن العبادة ومنع الغناء والطرب. ها هي فرنسا بلد فولتير والتنوير تدك البيوت على أهلها وتشرد النساء في الصحراء القاحلة لا يجدن حتى ظل شجرة يحميهن من لظى الشمس. أي حرية هذه التي تتحدث عنها فرنسا بينما ماضيها الأسود يداعب خيالها السادي الاستعماري؟! فرنسا التي ادعت التخلي عن مستعمراتها في أوائل الستينات وبالرغم من ذلك تدخلت عسكرياً في 19 حالة في أفريقيا بين 1962 و 1995 متذرعة بحماية الأنظمة العميلة لها وحماية مصالحها ومستندة في ذلك لاتفاقيات الدفاع المشتركة بينها وبين العديد من الدول الأفريقية. عادة ما كان الأمر يتم في جنح الظلام تذهب ليلاً مثل اللصوص وتعيد تثبيت عميلها ومن ثم تعود ولكن مالي حالة خاصة وقد ألزمت نفسها بالبقاء حتى تسيطر سيطرة كاملة. هدفها في ذلك العداء للإسلام وأهله الذي شكل نظرتها للعالم الإسلامي ومواقفها تجاه المسلمين منذ الحروب الصليبية مروراً بسايكس - بيكو والوحشية التي قمعت بها ثورة الجزائر ووصولاً لحظر الحجاب والتضييق على الجالية المسلمة في فرنسا.
تعتمد مالي اليوم على المعونات وتعيش الويلات تحت هيمنة النظام الرأسمالي الجائر بينما كانت منارة في العلم والتجارة ورمز للرخاء في الماضي، ذكر موقع "سيليبرتي نت وورث" أن الملك (منسى موسى الأول) والمتوفى عام 1337هو أغنى رجل في تاريخ البشرية واشتهر بعد رحلته إلى الحج عام 1324، التي ضمت بحسب بعض المصادر 60 ألف شخص، من بينهم 12 ألفا يحملون أطنانا من الذهب، وأغدق الذهب على كل المناطق التي مر بها؛ ومن بينها القاهرة والمدينة المنورة، مما خفض سعر الذهب لفترة طويلة. (ذكره ابن خلدون، وابن بطوطة، والعمري).
فأين الأمة الإسلامية من نصرة هذا الشعب المستضعف الذي يعاني الأمرّين: إعراض الإخوة وظلم الأعداء. إن أمتنا من مالي في غرب أفريقيا حتى إندونيسيا في شرق آسيا تنتظر مخلصها من هذا الضنك فهل من مجيب؟
يقول الله تعالى ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا))
كتبته: أم يحيى محمد
إنّ حتمية نصر الله لأوليائه ثابتة بنص القرآن القطعي، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }غافر 52-51، وأن يأتي هذا النصر بالتمكين في الأرض والاستخلاف ثابت بالنص القطعي، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55، وأن يكون هذا التمكين والاستخلاف في دولة خلافة على منهاج النبوة أمر وارد في نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت" رواه أحمد.
أما مسألتا التوقيت والمكان، فهما في علم الله لم يطلع عليهما أحدا، ولكن المقطوع به أننا نمر الآن في مرحلة الملك الجبري الذي ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المقطوع به حسا أننا نعيش مرحلة ترنح الملك الجبري وأيلانه للسقوط، فالمدرك المحسوس أننا على أعتاب دولة الخلافة، ولكن يبقى توقيته في علم الله سبحانه لحكمة يراها، وهو ما يجب أن لا يكون محل سخط أو امتعاض، بل رضا وتسليم بقضاء الله وتدبيره، قال تعالى: {...وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة 216، فالله سبحانه وتعالى إنما يدبر لعباده المؤمنين ويمكر لهم، وهو خير الماكرين. وكذلك مسألة المكان الذي سيأتي منه النصر، هو أيضا في علم الغيب وبتقدير الله وتوفيقه، وما علينا سوى الصبر والثبات، قال تعالى {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} آل عمران 125. هذا من الناحية الغيبية الخبرية وهي اللازمة لتثبت القلوب، أما من الناحية العملية والأحكام الشرعية الضابطة للسلوك فشأنها آخر.
إذ يجب على حامل الدعوة أن يجد في حمل دعوته وكأنه يتوقع النصر غدا وفي المكان الذي حدده منطقة عمل له، فالرسول صلى الله عليه وسلم بمجرد أن نزل الوحي عليه والتكليف أدرك بأن لا راحة له بعد ذلك اليوم، فقال لخديجة رضي الله عنها لما سألته عن خطبه لما رأت من تغييرات طرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (لا راحة بعد اليوم يا خديجة)، وطوال المرحلة المكية وهو يجد ويجتهد في تقصد الناس والقبائل سعيا منه لإقامة دولة الإسلام، وكان يعمل في مكة عمل المتيقن بنصر الله، وأرسل مصعبا رضي الله عنه إلى المدينة ليعمل عمل المتيقن بنصر الله، وفي كل المرات التي كان يطلب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم النصرة من القبائل كان يرجو أن تأتيه النصرة منهم فلا يألو جهدا في بذل المستطاع من أجل تحقيق الغاية. فحامل الدعوة لا يدري من أين يأتيه النصر ومتى، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاه النصر من حيث لم يتوقع المتابعون لسيره وعمله، من المدينة المنورة حيث القبيلتان المتناحرتان، ولكن الله إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب ودبر الأمور تدبيرا.
ولأنّ حامل الدعوة لا يعرف متى وأين يأتيه النصر لذلك يجب عليه التزاما منه بالفرض والسعي أن يكون دائما مستعدا وجاهزا للخطوة التالية، فالأمة الآن تعيش مرحلة مخاض وهو مخاض عسير ولكنه مبشر بقرب الفرج والنصر، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } الشرح 5-6، فها هي ثورات المسلمين المباركة تطيح بعروش الطغاة وأصنام الغرب واحدا تلو الآخر، وها هي ثورة الشام الميمونة تبشر بخير عميم ونصر عظيم، فالثورة قد حسمت أمرها بأغلب أهلها وأبطالها بأنها ثورة إسلامية بهدف الخلاص من الأسد ونظامه وتحكيم شرع الله بدلا منهم، ورايات العقاب ولواء رسول الله تكاد لا تخلو منها مظاهرة أو كتيبة أو جبهة أو لواء، بل وتتخذها شعارا، وأسماء الألوية والجبهات والكتائب أسماء اختارها أصحابها بعناية شديدة تدل على عمق إيمانهم وتوكلهم على الله، وتصميمهم على كونها ثورة إسلامية بأهداف إسلامية، بل وزاد الأمر مؤخرا صراحة ووضوحا حين أعلنت ما يقارب 14 كتيبة ولواء في حلب عزمها على تأسيس دولة إسلامية في سوريا، وبعدها تتابعت الكتائب والأولوية في إعلانها الهدف نفسه، بل وتأكيدا على ذلك وقعت الأولوية والكتائب والضباط والنقباء على ميثاق الخلافة الذي ينص على قواعد الحكم الأربع في الإسلام، وكذلك على تبني مشروع الدستور المقترح من قبل حزب التحرير، مع قابلية تعديله وفق اجتهادات شرعيّة سليمة، مقترحة من قِبَل أهل العلم. بحسب ما جاء في الميثاق. وهؤلاء يزدادون يوما بعد يوم وشعبيتهم في ازدياد بفضل الله، ومؤخرا تم تشكيل لواء باسم لواء الخلافة.
يتبع الجزء الثاني.....
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح / عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين