الخميس، 10 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المؤامرة الأمريكية تجاه سوريا الجزء الأول

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1523 مرات

 

ما زالت أمريكا تواجه الفشل الكبير في حل الأزمة السياسية السورية، وركوب موجتها كباقي الثورات في البلاد العربية، ولا تلقى مبادراتها السياسية قبولاً لدى الشعب السوري الثائر في وجه الظلم والطغيان، رغم أنها تحاول تغليفها وتزيينها بالثوب الوطني وبقوى المعارضة، وبالضباط المنشقين الموالين لها في تركيا.. أو بعض المجالس العسكرية.. وغير ذلك..


وفي الوقت نفسه فإن أمريكا تواجه معضلة كبيرة تتمثل في تنامي المخلصين من القوى الإسلامية، الساعين للتغيير الجذري داخل سوريا، وتوشك هذه القوى أن تُسقط النظام، وتحل محله.. فلم تفلح كل محاولات الغرب -وعلى رأسه أمريكا- في ثني أهل الشام عن هدفهم السامي العظيم؛ في السعي لإسقاط الطاغية عميل أمريكا، والسعي بجدٍ واجتهاد وإخلاص وعمل متألقٍ دؤوبٍ، نحو تطبيق شرع الله عز وجل، وإقامة دولة الإسلام، في حاضنة الإسلام وعقر داره..


واليوم ازداد تأييد المشروع الإسلامي العظيم -الخلافة- بين أوساط الكتائب المجاهدة، وبين عامة الناس من أهل سوريا في المدن والقرى والأرياف، وفي الوقت نفسه اقترب النظام المتهاوي من نهايته بإذن الله، ولم تستطع أمريكا ولا عملاؤها، ولا حلفاؤهم في الداخل والخارج، من ترتيب أي وضع يدرأ عنهم هذا الخطر، وهذا الزحف العظيم نحو الإسلام، فجنّ جنون الغرب وخاصة أمريكا، واعتراها الخوف الكبير من صعود الجماعات المجاهدة المخلصة، وقرب تسلّمها مقاليد الأمور، وبالتالي تصبح سوريا الشام قاعدة يصعب النيل منها، أو تجييرها، أو القضاء على المخلصين فيها!!...


فقد ذكرت وزيرة خارجية أمريكا كلينتون في 30-10-2012؛ أي قبل ترتيب مؤتمر الدوحة لتوسيع المعارضة.. "أن المجلس الوطني السوري يواجه فشلا كبيرا في استقطاب الداخل السوري، ولذلك يجب توسيع المعارضة وإشراك قيادات من الداخل.."، ثم أضافت: "أن هناك تزايداً ملحوظاً لنفوذ الجماعات الإسلامية والجهادية، في التطورات النوعية التي شهدتها سوريا خلال الأسابيع الأخيرة."


ونقلت عنها وسائل الإعلام في 15-11-2012 قالت: "أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة السورية، فالمعلومات حول متطرفين يتوجهون إلى سوريا، ويعملون على تحويل مسار -ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي- لصالحهم، مما تثير قلق الولايات المتحدة، ويحتم إجراء إصلاح جذري للمعارضة السورية".


هذا الأمر ما بين الفشل السياسي في الحل، وتنامي قوة المسلمين المخلصة، دعا أمريكا للتفكير بشكل جدّي للإسراع بحل هذه الأزمة الخطيرة، والتي قد تهدّد وجودها السياسي في المنطقة المحيطة بسوريا..


فما هو تفكير أمريكا، وما هو توجهّها لحل هذه المسألة الخطيرة المستعصية، بطريقة تحفظ وجودها السياسي، وتحقق نجاحا للسيطرة على الثورة وتجييرها، وركوب موجتها، وهل ستنجح أمريكا في هذا التوجه؟!


إن من الأمور المهمة في النظر للثورة السورية، ومؤامرة أمريكا تجاهها؛ هي أولا: أن أمريكا لا يمكن أن تنتظر حتى سقوط النظام، -لتنظر بعد ذلك في الحلول في ظلّ أمورٍ معقدة وخطيرة؛ وخاصة إذا كانت القوى الإسلامية هي المسيطرة على الوضع،- دون أن تكون قد رتبت الأمر بطريقة تضمن عدم تهديد نفوذها السياسي المهم داخل سوريا، الأمر الثاني: هو أن أمريكا تريد أن تحافظ على هيكلية النظام، ولا تريد إسقاط النظام بشكل كامل، وإنما يمكن أن تضحّي برموز النظام كالرئيس وبعض حاشيته، من أجل عملية تغيير ناجحة تحفظ نفوذها السياسي، ولا تسمح لدولٍ أخرى بالتدخل لحرف عملية التغيير عن طريقتها، وفي الوقت نفسه لا تضطرها للتدخل العسكري المباشر بقوات عسكرية، كما جرى في العراق؛ لأن سقوط النظام بشكل كامل يضطرها للبقاء في سوريا لأجلٍ طويل لبناء وسط سياسي جديد وحمايته كما حصل معها في العراق، وهذا عمل باهظ التكاليف، ولا يحظى بموافقة الساسة في أمريكا وخاصة الكونغرس، ولا الشعب الأمريكي... لذلك فهي تنظر إلى أمور معينة للتعامل مع هذه الأزمة، قبل سقوط أو إسقاط هذا النظام، وذلك بأعمال سياسية ومتابعاتٍ دولية وإقليمية على أعلى المستويات؛ لدرء هذا الخطر المحدق بوجودها السياسي وعملائها في المنطقة وفي الوقت نفسه يحفظ وجودها ونفوذها السياسي بأقل التكاليف...


وهذه الأعمال والمتابعات تتمثل بالأمور التالية:-


1- الإيعاز لطاغية النظام وزمرته بمواصلة المجازر ضد الشعب السوري، عن طريق أيدي النظام؛ ليكون ذلك وسيلة ضغطٍ على الشعب السوري والقوى الثائرة للقبول بما يطرح من حلول... وربما تزداد وتتنوع أساليب النظام في القتل والتنكيل أكثر مما مضى في الأيام أو الأسابيع القادمة.. وهذا الأمر قد عبر عنه الأخضر الإبراهيمي -المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا- بطريقة مبطّنة؛ حيث ذكر في تصريح بتاريخ 30-12-2012 لقناة (سي إن إن) الأمريكية أن الأزمة السورية أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما التوصل إلى حل سياسي يرضي طموحات الشعب السوري، وإما مواجهة الجحيم، الذي قد يودي بحياة مئات الآلاف.. وقال هذا المبعوث الدولي في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في العاصمة المصرية القاهرة، إن الوضع في سوريا سيئ جداً ويتفاقم، وإنه إذا كان الصراع في سوريا قد أدى إلى الآن، إلى مقتل 50 ألفاً، فإن استمرار الصراع لمدة عامين قادمين، سيؤدى إلى مقتل 200 ألف آخرين!!..



2-العمل مع الدول المجاورة وخاصة تركيا من أجل إيجاد منطقة عازلة تشكل قاعدة للحكومة السورية المؤقتة التي تسعى أمريكا لتشكيلها، وتهيئ لإنزال قوات حماية عربية ومن العالم الإسلامي في هذه المنطقة لهذه الحكومة، وتكون تركيا هي الفاعلة في هذا الموضوع.. وتسعى أمريكا على إيجاد منطقة حظر طيران لمساحة معينة في هذه المنطقة، وقد تساهم صواريخ الباتريوت المنصوبة على حدود تركيا في فرض هذه المنطقة، بالإضافة إلى الرقابة من البحر والأجواء عن طريق قوات رقابة دولية.. "فقد أوردت قناة روسيا اليوم في برنامج (الصحافة الروسية) في 19/11/2012 بأن بعض الصحف الروسية، قد نشرت خبرا مفاده بأن العسكريين الألمان سيباشرون بنشر صواريخ باتريوت، العائدة لحلف الناتو، وبتماس مع الحدود التركية السورية، وذكرت تلك الصحف بأن تلك الصواريخ مضادة للطائرات والصواريخ أيضا، كما ذكرت بأن مثل هذا التوجه يخشى أن يكون ذريعة للتدخل العسكري الغربي في الشأن السوري، مثلما حصل في ليبيا؛ حيث إن تركيا عضو في ذلك الحلف، وإن نشر الصواريخ على حدودها، لا يراد له استصدار موافقة مجلس الأمن، "كما إن الغاية من ذلك التصرف هو إيجاد شريط حدودي اعتبارا من حلب غربا تمنع الطائرات السورية من ولوجه كحضر جوي لإيجاد منطقة عازلة.."


وفي الوقت نفسه فقد كشفت صحيفة "تقويم" التركية في 18-3-2012 "..أن 700 عسكري تابعين لقوات الدرك الخاصة في العاصمة أنقرة نُقلوا بشكل تدريجي إلى الحدود مع سوريا، لتولي مهامهم في المنطقة العازلة المحتملة، وأن الجيش التركي سيعمل على تأمين حماية اللاجئين السوريين الفارين من بطش النظام وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري في حال إنشاء المنطقة العازلة. وقد أعلن رئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان) في16-3-2012: "أن تركيا تبحث إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا للتصدي لتدفق اللاجئين بأعداد هائلة هربًا من المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري..".


3-الاستعانة بقيادات الجيش السوري المنشقين الموجودين داخل تركيا، وببعض القوى الثائرة من الكتائب العسكرية لإنشاء الحكومة الانتقالية برئاسة شخصية من الائتلاف الوطني السوري، أو شخصية يتفق عليها الائتلاف عن طريق التعيين أو الانتخاب أو غير ذلك.. فقد صرح (هيثم المالح)، عضو الائتلاف، لـ«جريدة الشرق الأوسط» في 17-1-2013 "إن اجتماعات الائتلاف ستبدأ في مدينة إسطنبول اليوم باجتماع على مستوى المكتب التنفيذي لجدولة عمل اجتماعات يومي السبت والأحد، على مستوى الهيئة العامة للائتلاف، والتي ستناقش ترتيب البيت الداخلي، واستكمال بناء المكتب السياسي، والنظر في أمر تشكيل الحكومة المؤقتة، والتشاور حول المبادرة التي قدمها المجلس الوطني.." وكان (جورج صبرا) قد صرح قبل ذلك قائلا: "أن تشكيل الحكومة المؤقتة مرتبط بالدعم الدولي، والحظر الجوي، لأنه من الضروري أن يوفر للحكومة المؤقتة منطقة آمنة يمكن أن تمارس عليها مسؤولياتها وحياتها داخل البلاد....".


يتبع...

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف "باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه"

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 414 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في" باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه".


حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن حسين المعلم قال: حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".


قوله: (لايؤمن) أي: من يدعي الإيمان، والمراد بالنفي كمال الإيمان، ونفي اسم الشيء- على معنى نفي الكمال عنه - مستفيض في كلامهم كقولهم: فلان ليس بإنسان.

 

قوله: (ما يحب لنفسه) أي: من الخير و" الخير " كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية، وتخرج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها. والمراد أن يحب أن يحصل لأخيه نظير ما يحصل له، لا عينه، سواء كان في الأمور المحسوسة أو المعنوية، وليس المراد أن يحصل لأخيه ما حصل له لا مع سلبه عنه، ولامع بقائه بعينه له، إذ قيام الجوهر أو العرض بمحلين محال. وقال أبو الزناد بن سراج: ظاهر هذا الحديث طلب المساواة، وحقيقته تستلزم التفضيل؛ لأن كل أحد يحب أن يكون أفضل من غيره، فإذا أحب لأخيه مثله فقد دخل في جملة المفضولين. قلت: أقر القاضي عياض هذا، وفيه نظر. إذ المراد الزجر عن هذه الإرادة؛ لأن المقصود الحث على التواضع. فلا يحب أن يكون أفضل من غيره، فهو مستلزم للمساواة. ويستفاد ذلك من قوله تعالى: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا"، ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغلو والحقد والغش، وكلها خصال مذمومة.


(فائدة): قال الكرماني: ومن الإيمان أيضا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، ولم يذكر هل أن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه اكتفاء. والله أعلم.


أيها الأحبة الكرام:


الحمد لله رب العالمين أن هدانا لهذا الدين، الذي فيه من المحبة ما ليس في غيره من أنظمة وضعية عفنة، لم تعرف يوما تعريف الإنسان فتضع له منهاجا يسعده في دنياه؛ بل أشقته وحطمته وجعلته متغولا حاقدا يقول بلسان حاله: "أنا أولا ومن بعدي الطوفان".


وهذا الحديث الذي بين أيدينا الآن، ليكفي الأمة الإسلامية اليوم إن التزمت به لتعيش هذه المحبة المفقودة، ولكن أين؟ في ظل دولة إسلامية، تطبق الإسلام وتفرض عليها المفاهيم الصحيحة، فتزرع فيهم الإيثار بدل الأثرة، والتواضع بدل التكبر، والوفاء بدل الغدر, والأمانة بدل الخيانة. بذلك يمكن أن نعيش من أجل غيرنا، وأن نحب لإخوتنا ما نحب لأنفسنا. لا أن نقف أمام هذا الحديث متعجبين متسائلين: أيكون هذا؟!


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

إقرأ المزيد...

مرحلة استلام الحكم واستحقاقاتها الجزء الثالث

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 490 مرات

 

فالفكرة إذاً أننا قد نكون على موعد بدولة خلافة إسلامية في الشام، فالمبشرات قوية، وهذا ما يستلزم منا الاستعداد للمرحلة القادمة والتهيؤ لها، أما كيف يكون ذلك:


1- لا بد أن نتذكر أننا في تبنينا لطريقة استئناف الحياة الإسلامية، الطريقة الشرعية، قد قلنا بأنّ المرحلة الثالثة من مراحل إقامة الدولة واستئناف الحياة الإسلامية هي مرحلة استلام الحكم، فمشروعنا لا ينتهي بمجرد إعلان الخلافة، وإن لم نحسن المرحلة الثالثة فهذا يعني الفشل في الطريقة كلها، فمرحلة استلام الحكم هي إحدى مراحل إقامة الخلافة مثلها مثل المرحلة الأولى والثانية، فهي لا تقل أهمية ولا صعوبة عن تلك المرحلتين، بل ربما تفوق المرحلتين في المشقة والتعب، وأحب أن أذكر هنا بأنّ ما جاء في قوله تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} الأحزاب 10 إنما جاء في وصف حال الصحابة والمسلمين فيما بعد استلام الحكم، فالتضحيات بعد إقامة الخلافة مطلوبة، والاستعداد للاستئساد والإقدام غاية في الأهمية في المرحلة القادمة، فالخلافة عندما تقوم يجب أن يفهم الغرب بأنه لن يهدمها أو يفشلها بإذن الله مهما بذل من أموال ومهما خاض من حروب.


2- سيكون من الواجب علينا التخلص من الوسط السياسي العفن ليحل محله الوسط السياسي المخلص النقي، وقادة هذا الوسط وصانعوه ورجاله هم شباب الحزب وأمثالهم من الرجال الذين باعوا أنفسهم لله، فالحزب وطوال المرحلتين الأولى والثانية وهو يعد رجال دولة أكفاء وأتقياء وأنقياء وسياسيين ومفكرين ومخلصين، وهم من يجب أن يتصدروا للمرحلة الثالثة ويصنعوها على عين بصيرة، وهذا يكون بالتصدر للمواقف بالجرأة والتضحية والشجاعة، في الشارع وفي الحي وفي الإعلام وفي كل مناحي الحياة ومنافذها. فرجال الحزب وأمثالهم يصبحون هم الوسط السياسي البديل إذا ما أصبح الناس ينظرون يمنة حيث رعاية مصالح الناس فيرون شباب الحزب، ويسرة حيث التوعية الجماهيرية وصناعة الرأي العام فيرون شباب الحزب، ومن أمامهم حيث المواقف التي تحتاج إلى إقدام وشجاعة فيجدون شباب الحزب، ومن خلفهم حيث الحماية والإيثار والسهر على مصالح الناس فيجدون أيضا شباب الحزب، فالناس يجب أن ترى شباب الحزب هم القادة الحقيقيين والفعليين وليس فقط هم من استلم مفاتيح الحكم وكأنها مناصب ودرجات. فشباب الحزب يجب أن يكونوا قدوة للناس في الإيثار والتضحية والوعي والإخلاص، حتى يدرك الناس عفونة الوسط السياسي القديم والفرق الشاسع بين الثرى والثريا، فيسهل انقياد الناس حينها للحزب وتسلمه أمورهم بكل سرور وثقة.


3- كما كان تثقيف الناس ورفع درجة وعيهم أمرا محوريا وجوهريا فيما قبل استلام الحكم، وكذلك الأمر فيما بعد استلام الحكم، فهذه مهمة الحزب وشبابه، وهي أن يسهر على توعية الناس ورفع درجة وعيهم على إسلامهم وعلى الشؤون السياسية، داخلية وخارجية، ليصبح لدى الناس المقاييس والقناعات والمفاهيم الموجودة لدى شباب الحزب، وبما أنّ هذا الأمر في ظل الدولة سيكون متاحا فأمره أسهل من ذي قبل ولكنه متعب ويحتاج إلى جهد مضاعف، وهو يلزم إعداد النفس من الآن بالمطالعة والدراسة والتثقف، فربما لا نملك الوقت حينها، ليكون كل واحد منا جاهزا ليكون مشعل نور وهداية لكل من حوله.


4- يجب أن يتحلى شباب الحزب بأعلى درجات الحكمة والانضباط في التعامل مع الناس عند استلام الحكم، فخطأ الشاب يُحسب على أنه خطأ للدولة، وكما أنّ الناس الآن تنظر إلى شباب الحزب وكأنهم ثوب أبيض يبرز عليه أقل اتساخ، وكذلك شباب الحزب ورجال الدولة عند إقامتها، فلا يصح أن يتعامل الشباب مع الناس بتندر وفوقية، ولا على نحو تصفية الحسابات والعتاب، بل بكل تواضع ورحمة، وباستحضار مقولة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمن لم يؤذ الدعوة ولم يكن لها خصما: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فشباب الحزب سيكونون وجه الدولة وممثليها، والدولة تحتاج إلى الأخذ بيد رعاياها وتأليف قلوبهم خاصة وأنها قد تمر بأيام صعاب في بداياتها، فتثبت القلوب والأخذ بيد الناس هي مسؤولية شباب الحزب وأمثالهم من رجال الأمة، ولن نتعامل مع الناس بحز الرقاب وضرب السياط، بل باللين والرفق والحرص.


5- بخصوص شباب الحزب ممن يكونون عند إقامة الخلافة خارج حدود الدولة، فهؤلاء يجب أن يكون حاضرا في ذهنهم أنّ أهميتهم حيث هم قد تكون أكثر من أهميتهم فيما لو كانوا داخل الدولة، وهذا يعتمد على مكان وجودهم والظروف المحيطة، فكما أنّ لشباب الحزب ممن يكونون داخل الدولة أهمية في صناعة الرأي العام وتهيئة الناس وقيادة الدولة، فكذلك من يكون خارج الدولة، خاصة في الدول التي تكون قريبة من دولة الخلافة أو من الدول التي يعمل الحزب على تسلم الحكم فيها، لأنها ستكون الخطوة التالية لدولة الخلافة، في توحيد المسلمين وتقوية الدولة قبل التوجه صوب الغرب لجهاده وفتح البلاد، فهي مرحلة الإعداد، ولا يخفى عليكم مدى أهمية الشباب في الدول التي تريد الخلافة ضمها، في تلك المهمة من حشد الرأي العام واستنفار الجهود لمساعدة الدولة في تحقيق غايتها، ولكن هذا لا يعني أنّ الدولة قد لا تحتاج إلى رفدها بشباب من خارجها، ولكن الفكرة أنه ليس بالضرورة أن يتحول كل شباب الحزب إلى دولة الخلافة، فمن أحكام الهجرة أنّ الهجرة لا تجب على من يستطيع أن يعمل على تحويل الدار التي هو فيها إلى دار إسلام، بل قد يكون البقاء في دار الكفر من أجل تحويلها إلى دار إسلام واجبا إن لم يكن هناك بديل. وهذه الأمور يقدرها الخليفة في حينه.


والخلاصة، أننا قد نكون نمر باللحظات الأخيرة ما قبل استلام الحكم، وهذه المرحلة لها استحقاقاتها وتحتاج إلى رجالها، فلنكن على قدر المهمة ولنهيئ أنفسنا على بذل الغالي والنفيس لإنجاح تلك المرحلة، ولنعد أنفسنا بما يلزم من فكر ووعي وثقافة وسياسة وتقوى قبل أن يأتي وقت العمل ولا يبقى وقت للعلم، فمن فاته شيء فليدركه، ومن لم يستعد ويستوعب استحقاقات المرحلة القادمة فليعد حساباته ليتهيأ جيدا للمرحلة القادمة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكن لنا بالشام حيث الأبطال والرجال ويجعل يوم النصر قريبا وعاجلا بإذن الله.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح / عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

إقرأ المزيد...

تونس: ندوة بعنوان "الشريعة.. ليست للتفاوض ولا للتوافق"

  • نشر في مؤتمرات وندوات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 905 مرات


في إطار حملة "أإلــه مع الله" نظم حزب التحرير / تونس

ندوة بعنوان: "الشريعة.. ليست للتفاوض ولا للتوافق"
حاضر فيها كل من؛ الأستاذ رضا بالحاج، والمهندس محمد الشادلي، والأستاذ نبيل الشرادي.
بني خلاد - تونس | الأحد، 15 ربيع الأول 1434هـ الموافق 27 كانون الثاني/يناير 2013م

 

(الجزء الأول)

 

 

 

 

 

(الجزء الثاني)

 

إقرأ المزيد...

حزب التحرير / تونس نصرة للمهندس نفيد بوت

  • نشر في مسيرات وفعاليات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1176 مرات


قدم وفد من حزب التحرير / تونس للسفير الباكستاني رسالة بخصوص اختطاف ناطق الخير في ولاية باكستان المهندس نفيد بوت
الثلاثاء، 17 ربيع الأول 1434هـ الموافق 29 كانون الثاني/ يناير 2013م

 

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق عميل الأردن يبشرنا ببقاء جزار الشام حتى منتصف العام

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1052 مرات

 

نقلت صحيفة القدس العربي السبت 26/1 تصريحاً للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس السويسري الجمعة 25/1، "أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستمر في السلطة لمدة خمسة أشهر أخرى على الأقل" وعن قضية صراع الأمة مع الكيان الصهيوني أردف قائلاً: "وبغض النظر عن نتائج التصويت في الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة، يجب أن يتصدر السلام والأمن الرغبة في وجدان كل الاسرائيليين"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بينما جاء في بيان أصدره مكتب بيريز إن "الرئيس بيريز والملك عبد الله الثاني عقدا اجتماع عمل دبلوماسيا ركز على دفع السلام في المنطقة".


بغض النظر عن التعليل والتحليل الذي تذرع به عاهل الأردن من خلال قراءة واقع الحال بين القوتين المقتتلتين على الأرض، فإن تصريحه حول بقاء الأسد حتى منتصف العالم الجاري لا يُستدل منه إلا أمران:


- الأول، إن نظام الأردن أضحى شريكاً للجزار بشار في جرائمه المنتقلة بين جنبات أرض الشام الطاهرة، دون حسيب أو رقيب، ليس من خلال صمته المطبق بعد 22 شهراً من اندلاع الصراع الدموي هناك فحسب، بل من خلال تصريحات تعطي لجزار سوريا الغطاء السياسي الكافي، لاستمرار آلة القتل في عملها، فتكاً بالناس وسفكاً للدماء وزهقاً للأرواح.


- ثانياً، الأمر الذي يشي أن ثمة إجماعا دوليا أمريكيا - أوروبيا، لترك بشار جزار سوريا لأخذ القسط الكافي والوافي من الوقت، حتى يجعل من أرض الشام أثراً بعد عين، بعد أن يجهز على شعبها عن بكرة أبيه، فالغرب باختلاف توجهاته، وبالرغم من استمرار الصراع والتنافس الاستعماري القائم بين دوله، ولكنه يجمع على قضية واحدة مهما كانت الظروف، وهو الكيد للإسلام والعداوة للمسلمين، والنيل منهم عند كل فرصة سانحة، فها هو اليوم لا نراه يتعامى عن فظائع الأعمال في سوريا، والتي لم يسبق لها مثيل فحسب، بل يتلطى خلف "الفيتو" الروسي، لجعل سوريا "أرضاً" محروقة، حتى يتسنى له بعد ذلك، فرض الخارطة السياسية التي تؤمّن له مصالحه.


إن نظام الأردن قد تعددت مواهب عمالته، فهو ليوم هذا التصريح، قد آوى إليه 30 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري، ليصبح هذا المخيم "أيقونة" المعاناة والبؤس والحرمان، فنظام الأردن الغني بموارده، نراه يقف مكتوف اليدين لا يحرك ساكناً، بينما رمال المخيم الصحراوي تملأ وجوه الهاربين، وصقيع برده يفتك بالشيوخ والأطفال، وأوحاله تغرق النازلين فيه من كل جانب، وقبله كان قيظ صيفه أمراً لا يُطاق، بينما النظام العميل راح يستشحذ ملايين الدولارات من المنظمات الغربية، تحت ذريعة تافهة وهي أن الأردن لا قدرة له لتحمل نفقات مخيم الزعتري البائس! وكأن السامع للخبر يظن أن نظام الأردن قد استقبل اللاجئين في فنادق فارهة وقدم إليهم كل مرافق الحياة الكريمة وأبدى لهم كل صنوف الكرم!


عمالة ملك الأردن لا تقف عند هذا الحد، بل وقبل أن تجف دماء أطفال غزة المسفوكة بعد الاعتداء الصهيوني الأخير، نراه اليوم يزحف لدى الرئيس "الإسرائيلي" راجياً منه استئناف عملية الاستسلام المذلة، في ظل الملاحقة والقتل وقضم الأراضي وبناء المستوطنات والحفريات تحت المسجد الأقصى دون توقف!


ألا تبت يداك أيها الملك الخائن، وفض الله فاك فلا تتكلم فينا بعد يومك هذا، وأرانا الله فيك يوماً كيوم مبارك أو القذافي وأمثالهم، وبأبدلنا بهم قائدا ربانيا، رجلاً تقياً نقياً شجاعاً عابداً، ينقاد لكتاب الله فيقودنا به، ويقيم فينا شرع الله، ويرد عنه عدوان المعتدين، ويحمينا من كل جزار وقاتل.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله خليل

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع