ترقبوا البث المتلفز: لقاء من قلب الشام
- نشر في سوريا
- قيم الموضوع
- قراءة: 1802 مرات
ننقل لكم التعليق الصحفي الذي أدلى به الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، حول ما يجري في مصر، والذي نشرته صحيفة الزمان بتاريخ 4 شباط 2013م تحت عنوان (مصر وعلاقة الإسلام والإسلاميين).
مصر وعلاقة الإسلام والإسلاميين
الدكتور ماهر الجعبري
تصاعدت الأحداث والمواجهات العنيفة ضد النظام المصري، ولا زالت مفاعيلها تتتابع، وبرزت محاولات إعلامية من قبل بعض"الإسلاميين" المنافحين عن النظام المصري لتصوير الصراع على أنه ضد الإسلام أو ضد مشروع الدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه يرى أولئك أن الحوار هو حل المشكلة، كما جاء في حديث رئيس حزب الحرية والعدالة عقب اجتماع الأزهر-الخميس "أنه لا حل للمشكلات الحالية إلا عبر الحوار" (الجزيرة نت 31-1-2013)، ومن ثم رحبت الرئاسة المصرية بذلك.
هنا لا بد من وقفات سياسية لتحديد طبيعة الصراع وتوجيه حله:
ليس ثمة شك أن جلّ أهل مصر هم مسلمون يريدون تحكيم الإسلام وتطبيقه، وقد شهدت بذلك العديد من دراسات الرأي العام، ومن ضمنها تلك الصادرة عن مؤسسات بحثية عالمية مثل مؤسسة جالوب الشهيرة التي خلصت-قبل الثورة- إلى أن غالبية المصريين (92%) يريدون تحكيم الشريعة (أنظر موقع مؤسسة جالوب 24-4-2007).
وهذه الحقيقة الملموسة هي التي مكّنت"الإسلاميين" من الفوز في الانتخابات عندما صوروا للناخبين أنهم يحملون مشروعا سياسيا إسلاميا، وهي التي فتحت لهم المجال للمتاجرة بمشاعر الناس في الوصول للحكم كإسلاميين، ولكنّهم بكل أسف أوصلوا أشخاصهم ولم يوصلوا الإسلام للحكم، بل تنصّلوا في كل محطة من محطات الثورة المصرية من عهودهم ومن مضامين شعارهم عند التطبيق.
ولذلك دفع ذلك التخاذل السياسي عددا من علماء مصر المعروفين نحو الإنكار على مرسي لنكثه للعهود بتطبيق الشريعة، مثل ما نقلته العربية نت بتاريخ 13-11-2012 عن الشيخ محمد حسين يعقوب قوله-ضمن البرنامج الشهير فضفضة- أن الرئيس محمد مرسي تملّص من الوعود، التي قطعها على نفسه قبل انتخابه بتطبيق الشريعة الإسلامية في الدستور، وأوضح الشيخ أنه لم يتوقع إطلاقاً عقب وصول"الحاكم الإسلامي" إلى مؤسسة الرئاسة أن تتم مناقشة الأمر، بل تنفيذه فوراً. بل إن الشيخ مصطفى العدوي حذّر مرسي من غضب الله وعذابه بعد خذلانه لتطبيق الشريعة، كما جاء على قناة الحافظ في تشرين الثاني 2012، مستنكرا رفع الإسلاميين لشعار الشريعة في الانتخابات دون تطبيقه.
لذلك لا يمكن"للإسلاميين" من المنافحين عن النظام المصري"المتأسلم" أن ينجحوا اليوم في الدفاع عنه وفي إعادة كسب قلوب الناس معه، بعدما خذل المشروع الإسلامي وشرّع دستورا علمانيا، بل هم يكابرون اليوم وهم يستنكرون الدعوة لإسقاط ذلك الدستور العلماني.
ولا يمكن لهم تبليع مرسي للناس بعدما حافظ على التبعية السياسية، ولم تخرج سياساته وحكومته قيد أنملة عن خط الاقتصاد الرأسمالي، وبعدما ارتموا في أحضان البنك الدولي عبر قروضه الربوية التي لا تتم إلا مع فرض الهيمنة السياسية والتخريب الاقتصادي كما شهدت تجارب غالبية الدول، وبعدما جدد مرسي مسيرة مبارك في الحفاظ على أمن الاحتلال اليهودي، وجدد مسيرة السادات في الحفاظ على اتفاقيات الذل والعار مع"إسرائيل"، وبعدما نكّل بالجهاديين في سيناء تحت الشعار الأمريكي في الحرب على الإرهاب.
أبعد ذلك كله، يتجرأ"إسلاميون" على التضليل بأن غضب الناس هو ضد مشروع الدولة الإسلامية؟
كان الأولى بهم بدل الإصرار على التضليل وبدل إعادة شحن الناس عبر استخدام شعار الإسلام المفرغ من المضمون، أن يشحنوا الناس ضد الخذلان، وأن يوجهوا غضب الناس ليكون للإسلام لا للإسلاميين، لو كانوا حقيقة يحتكمون لأحكام الإسلام السياسية لا للمصالح الحزبية والفئوية، لأن الحقيقة الصارخة أن"الإسلاميين" الذين وصلوا للحكم في مصر (وكذلك في تونس) قد خذلوا المشروع الإسلامي، تحت دعوى تضليلية استندت لمنطق المرحلية درءا للمواجهة، وإذ بهم أمام مواجهة أكبر من تلك التي ادعوها عندما تنصّلوا من تطبيق الإسلام.
إذن تلك المحاولات الإعلامية هي إصرار على نهج التضليل السياسي، وهي تأكيد لمنطق تقديس القيادات الإسلامية وإغلاق العقول أمام الحقائق الصارخة، وكان الأولى بأصحابها أمام هذا الوضع المتفجر أن يلجوا باب التوبة السياسية، وأن يتبنوا المشروع الإسلامي حقيقة، وأن يتركوا نهج رفعه شعارا فارغا من المضمون.
إن الحل ليس بالحوار التوفيقي الذي يدعو له النظام المصري تحت ضغط الصراع، والذي يجري مع الإصرار على حمل الحلول الرأسمالية في عباءة إسلامية، بل الحل المبدئي والشرعي هو في الحوار الفكري حول المشروع الإسلامي الحقيقي الذي يحرر البلاد من هيمنة أمريكا ومن سياسات البنك الدولي، ومن اتفاقيات العار، ومن تقسيم أهل مصر إلى إسلاميين وغير إسلاميين، فجل أهل مصر هم مسلمون يدينون بالإسلام ويقبلون مشروعه عندما يقدّم على الوجه الشرعي، وعندما يطبق حقيقة.
لا شك أن حقن الدماء هو عمل شرعي وأولوية ملحة، ولكن وضع الناس أمام خيارين: إما الدماء أو الإغواء، هو تلاعب بمستقبل الأمة واستهانة بالمسؤولية التاريخية في هذه اللحظة الفارقة.
إن"نصف الثورة المصرية" قد أوصلت البلاد والعباد إلى ما وصلت إليه، لذلك لا بد أن تكتمل الثورة بتبني الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإسلامية للتطبيق الانقلابي، وهي حلول لا يمكن أن تُرضي الغرب، ولا يمكن أن تتم عبر أروقة السفارة الأمريكية في مصر، ولا أن تطرح عبر مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية ولا مع غيرها من قادة الاستكبار الغربي.
المصادر: لقراءة التعليق من صحيفة الزمان / لتحميل التعليق من صحيفة الزمان
الخبر:
وصف وزير الخارجية السوداني علي كرتي بعض الذين كانوا يأملون في أن يساق السودان من تلابيبه إلى مجلس الأمن بالكسوف وخيبة الظن، بعد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بإبقاء ملف أبيي في أفريقيا، وإتاحة فرصة أكبر تصل إلى ثلاثة أشهر للحوار حول المقترحات التي تقدم بها القادة الأفارقة الذين أوصوا بضرورة مواصلة التفاوض، وعدم رفع أي مقترح لمجلس الأمن أو إجبار السودان على قبول تحويل ملف أبيي خارج أفريقيا.
التعليق:
لقد تعود النظام في السودان على تقديم التنازلات المهينة والمذلة منذ مشاكوس مروراً باتفاقية الشؤم نيفاشا التي أدت إلى فصل جنوب السودان وقيام دويلة ذات صبغة نصرانية فيه، حتى تكون خنجراً مسموماً في جسد الأمة المثقل بالجراح. ومن الفخاخ التي نصبتها أمريكا للسودان قضية أبيي التي جعلتها منطقة للنزاع بين شمال السودان وجنوبه وهي شبيهة بكشمير بين الهند وباكستان، فأمريكا تريدها منطقة متنازعاً عليها دون حل لتضمن وجودها الدائم في المنطقة. أما مسألة القرار 2046 تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة فهي مجرد سيف مسلط على الحكومة في السودان لتقدم المزيد من التنازلات في القضايا التي تخدم أمريكا ولا تخدم السودان بشيء. فأمريكا ليست حريصة بجرجرة نظام الخرطوم في الأمم المتحدة لأنها تعلم أنها لن تجد نظاماً يحقق لها ما تريد مثل هذا النظام القائم في السودان، أما الاتحاد الأفريقي فهو أحد أدوات أمريكا في أفريقيا، فهو مثله مثل كثير من المنظمات الإقليمية التي لا حول لها ولا قوة وإنما مسيّرة بإدارة أمريكا.
فقرار إبقاء ملف أبيي بيد الاتحاد ومجلس سلمه ليس قراراً أفريقياً وإنما هو قرار أمريكي قاله الاتحاد بالوكالة عن أمريكا، ووزير خارجية السودان يعلم ذلك جيداً. إن مثل هذه الأنظمة الموجودة في بلاد المسلمين وفي بلاد أفريقيا لن تعرف ولم تعرف إلا الخنوع لأنها لا تقوم على فكرة سياسية واضحة وصحيحة إنما هي أنظمة عميلة تخدم أسيادها ولا تخدم شعوبها. ونظام الإسلام في دولته؛ الخلافة العائدة قريباً بإذن الله هي من سيعمل من أجل شعوب هذه البلاد ومن أجل رفاهيتها ويقطع عنها يد الكافر المستعمر فتستفيد من خيراتها التي ينهبها المستعمر اليوم عن طريق عملائه من الحكام والسياسيين المأجورين للغرب.
إبراهيم عثمان (أبو خليل) - الناطق الرسمي لـحزب التحرير في ولاية السودان
الخبر:
( خلال ندوة في المؤتمر الأمني في ميونيخ تناولت الوضع في سوريا جدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية موقفه الداعي إلى الحوار مع نظام الأسد، وذلك عشية لقائه على هامش المؤتمر الأمني هذا كلا من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقال الخطيب "نحن مستعدون للاجتماع مع هذا النظام حول طاولة مفاوضات"، رافضا في الوقت نفسه أن يكون من سيمثل النظام السوري في هذه المفاوضات أشخاص "أيديهم ملطخة بالدماء". وأضاف "علينا أن نستخدم كل الوسائل السلمية" ). فرنسا 24
التعليق:
هذه التصريحات وما رافقها من لقاءات للخطيب بلافروف وبايدن والإبراهيمي على هامش مؤتمر ميونخ، تدل على بشاعة ما وصل إليه هؤلاء المتسلقون على دماء المسلمين في سوريا، فبعد أن انتهت جعبة الإبراهيمي ومن قبله كوفي أنان من المهل جاءت تصريحات رئيس الائتلاف السوري بالقبول بالجلوس مع نظام الأسد لتعطي مهلة جديدة وفسحة طويلة للنظام المجرم للاستمرار في القتل والتنكيل، فقد نقلت روسيا اليوم عن لافروف في طريق عودته من ميونخ بعد لقائه بالخطيب قوله: "ونحن رحبنا بذلك على اعتبار أن هذه هي خطوة في غاية الأهمية، وخاصة آخذا بعين الاعتبار أن الائتلاف كان يرفض منذ تشكيله أي حوار مع النظام. وأعرب لافروف عن اعتقاده بأن "إدراك الواقع" تغلب لدى المعارضين السوريين. واضأف قوله إن "ذلك طبعا لا يضمن بدء الحوار، لأن المعارضة، على الأقل، ليس لديها أي فريق للتفاوض".، ويرى لافروف أن كثرة الفصائل المنضوية تحت الائتلاف الوطني المعارض تحول دون توصلها إلى الاتفاق بشأن تشكيلة الوفد للتفاوض مع النظام، لكن "التفكير يسير في الاتجاه الصحيح" حسب تعبيره.
وتصريح لافروف هذا يدل على أن حديث معاذ الخطيب عن الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع النظام المجرم وتجاوب روسيا معها برعاية أمريكية ما هو إلا مهلة جديدة وفسحة لنظام الأسد الإجرامي للقتل والتدمير، وإن دعوة الائتلاف لهذا الحوار يدل على مدى انفصاله عن ثورة الشام الطاهرة، والتآمر على هذه الثورة لضمان ارتهانها للغرب الكافر، وضمان مصالحه في بلادنا.
أفلا يدرك هؤلاء المتسلقون على دماء الثوار أن دماء الشهداء التي سالت على تراب الشام واختلطت بترابها المرويّ بدماء الشهداء من الصحابة الكرام وجند الفتح الأوائل، لا يمكن أن ينطق باسمها أو يعبر عنها المتهالكون على أعتاب الغرب الكافر ممن يولّي وجهه شطر البيت الأبيض أو الكرملين، ويرى الحل في الارتماء في أحضان أعداء الله.
إن هذه الثورة الطاهرة لا يحل أن ينطق باسمها إلا من يولي وجهه إلى البيت العتيق ويرى أن لا حل للأمة كلها إلا باللجوء إلى خالقها والاعتماد عليه وحده، فهو نعم المولى ونعم النصير.
عبد الله المحمود