الأحد، 29 شوال 1446هـ| 2025/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 895 مرات


الخبر:


(جريدة الصباح- 18 آب 2013): خلال حضوره الحفل المركزي الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة العراقية بمناسبة اليوم العالمي للشباب أكد المالكي في معرض تقييمه لدور الشباب على أهمية استغلال الطاقات الشبابية في المجتمع، بالشكل الذي يؤدي إلى زجها في جميع المحافل الوطنية، لاسيما عمليات البناء والإعمار، التي يضطلع بها العراق، مؤكدا أن الوجهة الحكومية المقبلة هي"استثمار الطاقات الشبابية استثمارا لا يعرف الفشل".


وأضاف: إن القوة الكبيرة التي يمتلكها العراق، تتمثل بقدراته الشبابية، وبوحدته الوطنية، وثرواته الهائلة، وأبنائه المبدعين على مختلف الصعد.


التعليق:


إن ما قاله رئيس الوزراء لا يعدو كونه كلاما عاطفيا ليس له رجع في واقع العراق (الجديد) بل هو حديث إعلامي تكذبه مجريات الأحداث، لا سيما بعد مرور عشر سنوات على احتلال البلد، انحدر خلالها إلى دركات مخيفة من الفوضى والكوارث حتى غدا البلد الأول في قائمة الدول الفاشلة. ونظرة في واقع الشباب- هنا- والذي يعد أساسا لكل تغيير إيجابي ترينا عمق وفظاعة الأزمة، وشريحة الشباب- في تصوري - لا تخرج عن أربع مجموعات:


الأولى: حملة الشهادات الجامعية الذين بلغوا الألوف منذ الحصار الدولي في تسعينات القرن الماضي ولحد الآن، لم يستوعب في مؤسسات الدولة إلا القليل منهم. أما الباقون فقد تشبثوا بأعمال ومهن لا تمت بصلة لما اكتسبوه من تحصيل علمي، وأكثرها غير لائقة بأمثالهم.


الثانية: الأميون وأنصاف المتعلمين وقد استوعبتهم الوزارات الأمنية في الجيش والشرطة ليكونوا الأدوات الفعالة في حفظ النظام القائم، وتنفيذ قانون المحتل.
الثالثة: القابعون في السجون بتهم الإرهاب ممن قاوم الأمريكان أو من المعارضين للحكومة تحت مسميات التنظيمات الجهادية أو ممن ضاعوا في خضم التهم الطائفية والكيدية.


والرابعة: المهاجرون والهاربون من جحيم المفخخات أو المداهمات الأمنية بسبب وبدون سبب وسواها من وسائل الموت في ظل مستقبل ضبابي لا يبشر بخير.


ولو افترضنا أن لاستثمار الشباب أرضية صالحة فهل هي في المصانع الحكومية التي دمرت أو نهبت محتوياتها منذ الاحتلال المشؤوم أو أغلقت أبوابها نتيجة لفتح الحدود على مصراعيها لأنواع البضائع التي شملت كل شيء حتى المنتجات الزراعية لتنافس مثيلاتها المحلية فدفعت الفلاح العراقي لهجر أرضه ولمزيد من أسباب الخراب، أم سيزج الشباب الواعد بزعمه في المشاريع الوهمية التي أنفق عليها المليارات؟ ولولا بقية من قوة اقتصاد أحادي الجانب- أعني تصدير النفط - لكان الحال غير الحال.


قد تبدو الصورة قاتمة ومفرطة في التشاؤم لكنها الحقيقة أو أقل منها، وما ذلك إلا نتيجة طبيعية لمن اتخذ من أنظمة الكفار السياسية والاقتصادية منهاجا لحكومته دافعا شرع الله تبارك وتعالى، متخذا الكفار والأعداء المتربصين بالأمة بطانة له..! وصدق ربنا عز وجل حين قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ" نسأل الله تعالى أن يكلل جهود العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية من جديد في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة قد بدت- بإذن الله- بشائرها تجمع شتات المسلمين وتعيد لهم ما يستحقونه من عزة وكرامة وتذيق أعداءهم ما هم أهل له من الذل والمسكنة ومزيد من غضب الله.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد/ رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق لا وفاق ولا نفاق

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 849 مرات


الخبر:


أظهرت حركة النهضة استعدادها للحوار مع المعارضة لحل الأزمة السياسية الراهنة بتونس حيث استؤنفت يوم الاثنين 19/08/2013 المشاورات لتسوية الأزمة السياسية في تونس بلقاء هو الثاني خلال أسبوع بين رئيسي كل من حركة النهضة وأكبر نقابة عمالية، بما يمكن أن يمهد لاتفاق قد يُعلن خلال أيام رغم استمرار المواقف المعلنة من قبل الأغلبية والمعارضة.


التعليق:


قبل إقدام حركة النهضة على هذه الخطوة، كثر الحديث في الوسط السياسي والإعلامي على فكرة التوافق وهي فكرة جوفاء أصلها متهاوٍ ومتفرعة من فكرة "الحل الوسط" وهذا يخالف عقيدتنا ومبدأنا لأن الأصح أن يكون "الحل من الإسلام".


إن التوافق من أجل حل أزمة ما بالبحث عن النقاط المشتركة وغض الطرف أو التنازل عن المسائل المتخاصم عليها حتى وإن كانت فرضا من رب العالمين لهو أمر منكر لأنه يقتضي ترك مبدأ الإسلام جانبا.


إن الأصل في المتصارع أن يسعى إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل لا النفاق ولا الوفاق وكما قال رب العزة في كتابه الحكيم: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ". فالأحرى أن ندعو إلى الحق والسواء حين الفصل بين الناس. ومن هنا فإن اللجوء للتوافق أمر باطل شرعا؛ حيث إن الإسلام ونظمه هو الحق وما سواه باطل، والإسلام لا يحترم ولا يقر من ناحية عقدية وفكرية أية شرعة أخرى أو أية فكرة تخالفه.


لا يزال قادة حركة النهضة الذين يمارسون الحكم يسعون إلى الآن لإرضاء الغرب بقبولهم مشاركة العلمانيين في الحكم وتنازلهم عن تطبيق الإسلام بل والحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة في ظل دولة الخلافة. ولا يزال الغرب يطلب من دعاة الإسلام المعتدل مزيد التنازل وإيهام الناس أنه من غير الممكن تطبيق الإسلام في واقعنا الحالي وبالتالي يجب القبول بالأمر الواقع. ولكن هيهات..


إن دولة الخلافة هي الواجب الشرعي والممكن السياسي، الواجب الذي أوجبه علينا المولى عز وجل إذ قال: "وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ" والممكن الذي لا بديل عنه لإخراج الناس من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام.

 

((وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))

 

 

 

كتبه لإذاعة لمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أنس/ تونس

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق علماء ضالون مضلون

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 842 مرات


الخبر:


نشر موقع العربية نت بتاريخ 19/08/2013م خبراً جاء فيه:


في كلمته التي ألقاها الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية اليوم الاثنين 19/8/2013 تقدم بالعزاء في قتلى الجيش والشرطة، وأكد على أن حمل السلاح في التظاهرات والاعتصامات حرام شرعاً وأن استخدامه ينفي عن المظاهرات سلميتها، ويجب على الدولة تطبيق مبدأ سيادة القانون.


وقال: "إن ما تعرضت له دور العبادة من انتهاكات وخرق وتدمير يرفضه الشرع، وعلينا أن ندرك أن السفينة إذا تم خرقها ستغرق بنا جميعا ومصر هي سفينتنا التي يجب الحفاظ عليها وديننا أمرنا بالتصدي لأي شخص يحاول إغراقها ولا نجاة لأحد".


وأكد "أن استخدام الفتاوى الدينية وتسخيرها في تعميق الخلاف بين أبناء الوطن الواحد هو أمر محرم شرعاً، وندعو إلى نشر ثقافة أمانة الكلمة فربما كلمة طيبة تكون سبباً في حقن الدماء وكلمة تكون سبباً في زيادة الشقاق بين أبناء الوطن الواحد".


واختتم مفتي الجمهورية كلمته قائلاً: "يجب على الجميع أن يراقب الله فيما يقول والتثبت هو المنهج الوحيد لدى الجميع، وليكن شعارنا جميعاً فليقل خيراً أو ليصمت وأن الله لن يضيع مصر وأن يلحوا في الدعاء لإخراج مصر من أزمتها وأن يحفظ علينا وحدتنا".


التعليق:


يا سبحان الله الجلاد في نظر المفتي ضحية والضحية جلاد!!، فهو بحديثه هذا يتهم المتظاهرين بإقدامهم على فعل ما هو محرم، كحمل السلاح في وجه الدولة والاعتداء والتدمير لدور العبادة، ويجعل الدولة بريئة من الدماء الغزيرة التي سالت بحجة أن الدولة لها الحق، لا بل هو واجب عليها تطبيق مبدأ سيادة القانون.


وكما يقال أن الأمة تصلح بصلاح أمرائها وعلمائها وتفسد بفسادهم، فكيف إذا اجتمع هذا الفساد مع الحكم بنظام الكفر؟ وإذا كان الحكام قد باعوا آخرتهم بدنياهم فضلّوا وهلكوا، فعلام يقتفي بعض العلماء أثرهم ويسيرون خلفهم فيبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم؟


ونقول للمفتي: يقول الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: "الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" فليتك توجه كلامك أعلاه إلى نفسك، وتذكّرها بمراقبة الله عز وجل في أقوالك ونياتك وبعدم تسخير الفتاوى الدينية لتحقيق مصالح دول الكفر في بلاد المسلمين، وأن تلتزم الكلمة الطيبة والتي أصلها ثابت وفرعها في السماء تحقن بها دماء المسلمين، فإن لم تستطع فالزم الصمت فذلك أسلم لك يوم القيامة، يوم تقف أمام الخالق الجبار فيحاسبك على تفريطك في الأمانة التي حملتها لكونك أولا إنسانا حمل أمانة إعمار الأرض لا خرابها، وثانيا أمانة تبليغ العلم الشرعي الذي تعلمته وصُنفت بفضله ضمن زمرة العلماء، فإذا كان العالم الملتزم بتطبيق أحكام الإسلام لكنه تعلم العلم ليقال أنه عالم يكون ضمن أوائل من تسعر بهم النار يوم القيامة، فكيف بمن يستغل علمه لينافق الحاكم ويقلب الأحكام الشرعية فيجعل الحلال حراما والحرام حلالا؟!!


ونقول لأبناء الأمة الإسلامية الحقوا بسفينتكم وخذوا على أيدي العابثين بها قبل أن يخرقوها فتغرق وتغرقوا جميعا معها، واعملوا مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة حكم الله في الأرض قبل أن يبزغ فجر الخلافة ويفوتكم فرصة وثواب العمل للنجاة بالأمة الإسلامية إلى بر العزة والنصر وقيادة العالم.


عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:


(مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا) رواه البخاري.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات إياك أن تكون صاحب دنيا

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 451 مرات


كان الحسن البصري رحمه الله يقول: ابن آدم إياك أن تكون صاحب دنيا، لها ترضى، ومن أجلها تغضب، وعليها تقاتل، وفيها تتعب وتنصب، ارفضها إلى النار إن كنت طالب الجنة، أو فدع التمني يا لُكَعُ، فإن حكيما قال:


وإنَّ امرءا دنياه أكبرُ همّه       لمستمسك فيها بحبل غُرور

 

 

 

آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي

 

 

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مقالة بل للإسلام مشروعٌ قابلٌ للتطبيق

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 659 مرات


لقد اطلعنا على مقال الأستاذ الخضر هارون المنشور بجريدة الشعب الجديد بتاريخ (25 يونيو 2013م)، فوجدنا فيه نقاطاً تستأهل الرد والتبيان؛ استجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رواه مسلم، ولذا فنحن نقدم نصيحتنا هذه لصاحب المقال لتصحيح ما يحتاج لتصحيح ولتبيين ما يحتاج إلى بيان، ونسأله تعالى أن يهدي الجميع بفكر الإسلام المستنير، فتنهض أمتنا على أساس فكرها الراقي وهو سبحانه الهادي.


ولذا فإنا نورد النقاط الآتية:


أولاً:


ذكرت في مقالك: "فلا أعرف مشروعا إسلاميا يترجم مبادئ الإسلام العامة في العدالة والمساواة والحرية... ذلك لأني لا أعرف مشروعا إسلاميا قابلا للتطبيق في هذا العصر".


فنرد مستعينين بالله قائلين؛ إنك تعترف بأنك لا تعرف نظاماً للحكم في الإسلام!، ولاعترافك الصريح هذا فإننا أحببنا أن نُعرفك ونبين لك حتى تصبح من العارفين العالمين، فإنه من غير المقبول أن يكتب في وسائل الإعلام من كان غير عارف أو عالم!، فأحببنا أن تكتب في وسائل الإعلام مستقبلاً وأنت عارف عالم لما تكتب؛ وإليك البيان...


إن نظام الحكم في الإسلام هو نظام الخـلافة الذي فرضه الله رب العالمين، وهو نظامُ حكمٍ فريد متميز عن غيره من الأنظمة في العالم، فهو نظام فريد إذ إنه من الله سبحانه بديع السماوات والأرض، وهو نظام خاص متميّز، لدولة خاصة متميزة، يختلف عن جميع أنظمة الحكم الموجودة في العالم اختلافاً كليّاً، سواء في الأساس الذي تقوم عليه هذه الأنظمة، أو في الأفكار والمفاهيم والمقاييس التي تُرعى الشؤون بمقتضاها، أو في الأشكال التي تتمثل بها، أو في الدساتير والقوانين التي تطبقها فهو ليس نظاماً ملكياً ديكتاتورياً ولا إمبراطورياً ولا جمهورياً أو اتحادياً، وهنا يكمن تميزه عن بقية أنظمة الحكم في العالم.


والخـلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم بالدعوة والجهاد، وأدلة فرضية هذه الدولة مستفيضة من كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي معلومة ومشهورة تكاد لا تخفى على مسلم، لكننا نورد بعضها من باب الذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين... يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ولا يأمر الله بطاعة من لا وجود له. فدل على أن إيجاد ولي الأمر أي الخليفة واجب. فالله تعالى حين أمر بطاعة ولي الأمر فإنّه يكون قد أمر بإيجاده. فإن وجود ولي الأمر يترتب عليه إقامة الإسلام، وترك إيجاده يترتب عليه تضييع الحكم بالإسلام، فيكون إيجاده واجباً لما يترتب على عدم إيجاده من حُرمة، وهي تضييع الحكم بالإسلام.


وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إنّما الإمام جُنّة يقاتَل مِن ورائه ويُتّقى به»، فهذا الحديث فيه وصفٌ للخليفة بأنه جُنّة أي وقاية. فوصف الرسول بأن الإمام جُنّة هو إخبار عن فوائد وجود الإمام؛ فهو طلب، لأن الإخبار من الله ومن الرسول إن كان يتضمن الذم فهو طلب ترك أي نهي، وإن كان يتضمن المدح فهو طلب فعل. فإن كان الفعل المطلوب يترتب على فعله إقامة الحكم الشرعي أو يترتب على تركه تضييعه، كان ذلك الطلب جازماً، أي فرض كما هو معمول به في أصول الفقه.


وعليه فإن دولة الخـلافة هي أهم أمر فَرَضَهُ رب العالمين، وهي أقوى من التشويه والتشويش، فهي مسطرة قولاً وفعلاً في كتاب الله وسنة رسوله وإجماع صحابته الكرام، وهي بإذن الله ستعود خلافة راشدة كما وعد الله سبحانه وبشر بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن الأمة باتت تتوق لذلك اليوم، بل وتعمل له بجد واجتهاد وإخلاص مع الله وصدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمة هكذا حالها مع الله فهو سبحانه ناصرها لا محالة: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

 

ثانياً:


ذكرت في مقالك: "فليس للإسلاميين برامج في نمط الحكم وفي الاقتصاد ومحاربة الفقر وتحقيق العدالة بين الناس... فمن الطبيعي ألا تقوم الدولة على جزئية والدعوة لاعتماد دساتير إسلامية لا تكاد تتعدى هذه الجزئية. وحتى هذه الجزئية المتمثلة في الحدود...".


الأخ الكاتب، ما هذا التخبط؟!، إنك تُقر في قولك بأن الإسلاميين الذين وصلوا للحكم لا يملكون برنامجاً للحكم الإسلامي!، ثم تتحدث عن فشلهم في الحكم وبالتالي تقول أنه ينبغي ألا تقام دولة إسلامية بدستور إسلامي!، ألا تلاحظ أن المقدمات التي قدمتها لا علاقة لها بالنتيجة التي توصلت إليها؟!!...


إننا نتوجه إليك بسؤال: إذا كان الإسلاميون لا يملكون برنامجاً إسلامياً للحكم فهل فشلهم في الحكم فشل للإسلام العظيم أم فشل لهم؟!...


ومن ثم فما علاقة فشلهم الذريع بمطالبتك الناس أن لا يطالبوا بدولة إسلامية ذات دستور إسلامي تطبق الإسلام العظيم؟!...


إننا نتفهم هذا التناقض والمنطق المعتل، وذلك لأننا ندرك حجم الهجمة الغربية الثقافية والفكرية الشرسة التي قام بها الغرب الكافر المستعمر ضد الأمة الإسلامية، فأنتجت تلويثاً فكرياً وثقافياً لدى الفئة المثقفة وسط الأمة، فجعلها تنفصل عن تفكير أمتها وتطلعاتها... لذلك فنقول لك: عليك أن تفرق بين الإسلاميين والإسـلام!، فوصول الإسلاميين للحكم لا يعني وصول الإسـلام للحكم!.


فالإسـلام مبدأ متكامل شامل، تُعالج أنظمته مشاكل الإنسان بصفته إنساناً في كل شؤون الحياة، فتجد نظام الحكم ونظام الاقتصاد والنظام الاجتماعي ونظام التعليم والسياسة الخارجية؛ كلها منبثقة من عقيدة المبدأ الإسلامي ذاته... فنظامه الاقتصادي يُعالج ناحيتين إحداهما كيفية أخذ الدولة للمال من الشعب لتعالج به مشاكل الناس بالعدل والحق، والثاني كيفية إنفاقه عليهم، ونظامه الاجتماعي يُعالج علاقة المرأة بالرجل وما يترتب على هذه العلاقة من أحكام شرعية، ونظام التعليم يُعالج السياسات التعليمة التي جعلت أمتنا في مؤخرة الأمم علمياً وصناعياً، فيحرص نظام الإسلام التعليمي على وضع سياسة تكون فيها الثقافة الإسلامية هي الأساس في منهاج التعليم، ويحرص على عدم أخذ الثقافة الأجنبية إذا تناقضت مع الإسلام، ويشجع البحث العلمي والأبحاث التكنولوجية المتقدمة لتنتج مدارس وجامعات الدولة الإسلامية علماء ومخترعين على أعلى مستوى، أما السياسة الخارجية للخلافة فتبنى على أساس حمل الدعوة الإسلامية للأمم والشعوب، وعلى تحقيق مصلحة الإسلام والمسلمين بين العالم بوصفها دولة إسلامية عالمية. أما نظام الحكم؛ أي الخلافـة، فهي التي تجعل كل الأنظمة السابقة قيد التطبيق والتنفيذ، وهي التي تجعل الإسلام حياً وسط الناس بتطبيقه ونشره رسالة هدى ونور للعالمين.


وعليه فالإسلام هو الإسلام يؤخذ من مصادره التشريعية؛ كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتؤخذ أنظمته وتشريعاته من نصوصه الشرعية لا من تجارب الحركات الإسلامية أو تجارب الحكام المسلمين...


فتجارب الإسلاميين في الحكم تاريخ!، والتاريخ ليس مصدراً من مصادر الإسلام التشريعية، وعليه فإننا ندرك أن ما يسمى "بالحركات الإسلامية" لم تطبق الإسلام أبداً وعدم تطبيقها الإسلام لا يُسيء للإسلام، بل يُسيء لتلك الحركات الإسلامية ويُنكس صورتها أمام أمتها!، فعليه كان الأولى بك أيها الأخ الكريم أن تُطالب بتطبيق الإسلام العظيم بكافة أنظمته للحياة المنبثقة من مصادره التشريعية ليسود العدل والخير ربوع العالم، فأنت تؤمن بأن الإسلام من عند الخالق المدبر سبحانه، ونظام الخالق للحكم والاقتصاد وغيرهما هو بلا شك الصالح والكامل، وليس النظم الوضعية كالنظام الديمقراطي الكفري أو غيره من الأنظمة الوضعية النابعة من البشر لا رب البشر: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، صدق الله! فنظام الحكم في الإسلام؛ نظامُ الخـلافة هو النظام الأوحدُ الصالح لحكم البشر إذ إنه من خالقهم سبحانه، ألست تؤمن بذلك يا كاتب المقال؟!.

 

ثالثاً:


ذكرت في مقالك: "...مشروع عام للنهضة يقوم على ما تقدم... والنهضة التي تحققت لليابان وللصين تمت بفك شفرات التقانات المعاصرة وامتلاك ناصية العلوم الطبيعية".


إننا نثني عليك اهتمامك بقضية نهضة الأمة الإسـلامية، ونشكر لك تقديم النصح للحركات الإسلامية التي تعمل على إنهاض أمتنا العظيمة... ولكن (ما هكذا "يا الخضر" تورد الإبل!).


إننا نقول إن الأمة تنهض بالفكر المستنير، فإن الأفكار في أية أمة من الأمم هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها إن كانت أمة ناشئة، وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمة عريقة في الفكر المستنير. أما الثروة المادية والاكتشافات العلمية والمخترعات الصناعية وما شاكل ذلك، فإن مكانها دون الأفكار بكثير، بل إنه يتوقف الوصول إليها على الأفكار، ويتوقف الاحتفاظ بها على الأفكار.


فإذا دمرت ثروة الأمة المادية فسرعان ما يعاد تجديدها، ما دامت الأمة محتفظةً بثروتها الفكرية. أما إذا تداعت الثروة الفكرية وظلت الأمة محتفظةً بثروتها المادية فسرعان ما تتضاءل هذه الثروة، وترتد الأمة إلى حالة الفقر. كما أن معظم الحقائق العلمية التي اكتشفتها الأمة يمكن أن تهتدي إليها مرةً أخرى إذا فقدتها دون أن تفقد طريقة تفكيرها. أما إذا فقدت طريقة التفكير المنتجة فسرعان ما ترتد إلى الوراء، وتفقد ما لديها من مكتشفات ومخترعات. ومن هنا كان لا بد من الحرص على الأفكار أولاً.


لذلك فإن اليابان مثلاً بعد هزيمتها والتدمير الكبير الذي ألم بها عام 1945م إثر الحرب العالمية الثانية، وخلف وراءه 200 ألف قتيل، نهضت من جديد لتصبح ثاني أكبر الاقتصاديات في العالم بعد أمريكا، رغم أن مراكز أبحاثها وعلومها الصناعية دمرت بالكامل، رغم كل ذلك نهضت وبقوة والسبب يكمن في أنها لم تفقد ثروتها الفكرية، فثروتها الفكرية تجسدت في رجال الحكم الجديد الذين نهضوا بها بعد تدمير فظيع، ويوافقنا في ذلك مؤلف كتاب (صُنعُ اليابان الحديثة) المنشور في 2008م بقوله: "الفكر والتفكير سبب نهضتنا..."، وكذلك ما ورد في كتاب (التقليدية والحداثة في الفكر الياباني) المنشور عام 1984م.


إن اليابان لم تنهض سوى بجدية قادتها وتمسكهم بعدم الرضوخ للواقع فجلبوا ثروتهم الفكرية ونهضوا على أساسها، وما ينطبق على اليابان ينطبق على ألمانيا التي نهضت كذلك في العصر الحديث والصين كذلك...، وكذلك المسلمون لا بد أن ينهضوا بما لديهم من فكر انبثق عن عقيدتهم الإسلامية؛ متمثلاً في دولة خلافة راشدة تحمل رسالة خالدة للبشرية جمعاء هي رسالة الإسلام العظيم، عندها فقط تنهض أمتنا بفكرها الخاص المُنزل من فوق سبع سماوات، بهذا نطق الواقع والشرع: (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).

 

رابعاً:


ذكرت في مقالك: "ورد أن الصحابي عبد الرحمن بن عوف ذكر أنه والنفر الذين كلفهم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب باستشارة المسلمين فيمن يخلفه... هذه قضية تبدو حلا جاهزًا لموضوع الحكم فكأن لجنة عبد الرحمن بن عوف قد وضعت سياجًا ووعاءً يتطور داخله مبدأ حكم الشعب... فلتقر حركات الإسلام السياسي بوضوح مبدأ الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة... وإن رأى الناس في اقتراع قادم أن يسلموا قيادهم لحكم علماني فليكن استنادًا إلى ما جاء في التنزيل «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»".


عجيب أمرك يا أخي!


إنك تُسقط ما تريد على الواقع دون أية نزاهة!، فموضوع استشارة عبد الرحمن بن عوف هو (من يحكمنا) وموضوع الديمقراطية هو (بم نُحكم)، وشتان ما بين موضوع (من يحكمنا) وبين موضوع (بم نُحكم!)، فهل تبين لك الفرق الشاسع؟!... فأين هي العلاقة بين استشارة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لأهل المدينة لمعرفة رأيهم حول من يكون (الخليفة) بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبين مبدأ حكم الشعب (الديمقراطية)؟!


إنك تعلم أن الديمقراطية نظام كفر لأنها تجعل التشريع للبشر لا لرب البشر وهذا كُفر صُراح يعلمه الصغير والكبير ولا حاجة لسرد الأدلة عليه فمثلك لا يجهل، فكيف تتجرأ على الصحابة الكرام وتقول أنهم أسسوا لما يسمى مبدأ الديمقراطية؟ أيؤسس صحابة رسول الله للكفر؟!...


إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يجمعون الأصوات ليروا لصالح من ترجح الكفة، فيبايعوه خليفة عليهم يحكم بالإسلام وحده، وقد كان جواب سؤال: (بم نُحكم؟) واضحاً عند الصحابة الكرام فهو موضوع عقائدي وكانوا يرددون الجواب مرات ومرات كما ورد في السيرة: (نبايع على كتاب الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أي أن التشريع لله وحده، كيف لا وهم يقرؤون قول الحق جل وعلا ليل نهار: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).


وأما مبدأ التداول السلمي للسلطة فهي فكرة كفر لا وجود لها في الإسلام، فالإسلام لا يحدد فترة زمنية للخليفة وبعدها يتنازل عن الحكم لشخص أو فصيل سياسي آخر، بل يظل الخليفة في الحكم يحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يتوفاه الله ما دام قادراً على القيام بأعباء الحكم، وهذا أمر مشهور في أوساط الأمة الإسلامية لم يقل بغيره إلا المتأثرون بالفكر الغربي الاستعماري!... وإننا نتوجه إليك بسؤال: هل وجدت في شرع الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصاً يصلح للاستدلال ثبوتاً ودلالةً يُقر بتحديد فترة 4 أو 5 سنين لبقاء الحاكم في الحكم؟!، بالطبع لن تجد إلا في شرعة الديمقراطية الغربية الاستعمارية، فأي شرع أحق بالاتباع يا صاحب المقال؟!.


وأما ثالثة الأثافي فهي قولك: "وإن رأى الناس في اقتراع قادم أن يسلموا قيادتهم لحكم علماني فليكن استنادًا إلى ما جاء في التنزيل (لا إكراه في الدين)". كيف تطلب من الأمة الإسلامية أن توافق على حكم الكفر العلماني وتستشهد بقوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، أليس هذا تضليلاً وافتراءً سافراً؟!...


إنه تضليل ما بعده تضليل فآي الذكر الحكيم موضوعها هو عدم إكراه الناس على الإيمان بالله؛ فموضوعها في العقائد إذن؛ وعدم إكراه الكافر ليترك كفره جبراً وقسراً، ولا دلالة لها من قريب أو بعيد على موضوع قبول المسلمين بأن يُحكموا بغير الإسلام، فكيف تتقول تجرؤاً على الله وتقول أن على المسلمين القبول بحكم علماني كفري؟!... ولتزداد النفوس اطمئناناً لصحة ما نقول نذكر نص الآيات كاملاً فبذكر النص كاملاً يتضح موضوع الآية الكريمة: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وها هو ابن عباس في تفسيره (تنوير المقباس) يقول في تفسير أي الذكر الحكيم: "لا يكره أحد على التوحيد من أهل الكتاب والمجوس بعد إسلام فقد تبين الإيمان من الكفر والحق من الباطل".


إننا يا أخي لم نورد هذا الرد بأدلته من كتاب الله وتفسير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خوفاً على الأمة من التضليل بل لنقيم عليك الحجة أمام الله!، فالأمة الإسـلامية أوعى من أن تضلل بمثل هكذا قول ضعيف، وما مطالبة الملايين حول العالم بإقامة دولة الإسلام؛ الخـلافة الراشدة إلا خير شاهد على ذلك، وإلا فكيف تفسر رفع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ راية العقاب، راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ الراية السوداء حول العالم في أيدي الملايين من مشارق الأرض حيث إندونيسيا شرقاً مروراً بالشام الأبية وتعريجاً على مصر الكنانة والسودان وانتهاءً بالمغرب العربي، أليس كل ذلك معبراً عن تشوق الأمة لأن تحكم بالإسـلام في ظل دولة الخـلافة الراشدة بقيادة حزب التحرير وأميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة؟ فهل ستكون يا كاتب المقال مع سيل الأمة الهادر أم ضده فيقتلعك؟!.

 

خامساً:


ختمت مقالك بنصح للحركات الإسلامية قائلاً: "ذاك أفضل استدراك وتلك أبلغ الكفارات عن كل خطأ وقع أو خطيئة ارتكبت وذلك لكي يتمكن أبناء الوطن أجمعين من القيام بواجباتهم في حمايته من التجزئة والزوال وبلورة مشروع للتمنية يفجر الطاقات يفضي إلى حصاد الموارد الهائلة...".


وختاماً نقول: ليتك نصحت الحركات الإسـلامية عامة والسودانية خاصة فأحسنت النصح، لكننا نقول من نصح ليصلح ليس كمن نصح ليفسد! ونحسن الظن بك فنقول إنك ممن نصح ليُصلح، فنقول لك.... ارجع وتدبر ردنا عليك، وبلور أفكار الإسلام في الحكم عبر رجوعك لثقافة حزب التحرير فأنت تعرفه وتعرف شبابه، فارجع وبلور، فالعود للحق ممداح والسدر في الباطل مقداحُ...


وإننا ننصح لك ومن خلفك الحركات الإسلامية؛ نُصحَ المؤمن الأمين لأخيه المؤمن فنقول: لا ترضوا بغير الخـلافة الراشدة نظاماً للحكم، فبالخـلافة وحدها يطبق الإسلام كل الإسلام، فيعود الإسلام لمركز السيادة والريادة في دفة الحكم فيقود سفينة العالم نحو الخير والعدل، فتضاء الدنيا بنور الإسلام وعدله من جديد في ظل الخلافة الثانية على منهاج النبوة؛ كما استضاءت من قبل بنور الإسلام في ظل الخلافة الأولى على منهاج النبوة...


ولا تخشوا الغرب الكافر المستعمر فمعكم قوتان عظيمتان... أولاهما: رب عزيز جبار، وثانيهما: أمةٌ عزيزة كريمة زمجرت بالأمس فأسقطت عروش فارس والروم، وزمجرت اليوم لتحطم عروش الطغاة كل الطغاة فتقيم دولة الأُباة كل الأباة، ومن كان هذا حاله فمنتصر لا محالة، وإن موعدنا مع نور الخـلافة الراشدة الصبح، أليس الصبحُ بقريب؟!.

 

(هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)

 

 


شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع