السبت، 17 محرّم 1447هـ| 2025/07/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات إنَّ لِتَسْكِينِ الْغَضَبِ إذَا هَجَمَ أَسْبَابًا يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى الْحِلْمِ

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 957 مرات


وَاعْلَمْ أَنَّ لِتَسْكِينِ الْغَضَبِ إذَا هَجَمَ أَسْبَابًا يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى الْحِلْمِ مِنْهَا: أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَدْعُوهُ ذَلِكَ إلَى الْخَوْفِ مِنْهُ، وَيَبْعَثُهُ الْخَوْفُ مِنْهُ عَلَى الطَّاعَةِ لَهُ، فَيَرْجِعُ إلَى أَدَبِهِ وَيَأْخُذُ بِنَدْبِهِ. فَعِنْدَ ذَلِكَ يَزُولُ الْغَضَبُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ رَبَّك إذَا نَسِيتَ} قَالَ عِكْرِمَةُ: يَعْنِي إذَا غَضِبْتَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ} وَمَعْنَى قَوْلِهِ يَنْزَغَنَّكَ أَيْ يُغْضِبَنَّكَ، فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ يَعْنِي أَنَّهُ سَمِيعٌ بِجَهْلِ مَنْ جَهِلَ، عَلِيمٌ بِمَا يُذْهِبُ عَنْك الْغَضَبَ.

 

 

أدب الدنيا والدين للماوردي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق على خلاف جدار برلين الذي سقط بـ"إرادة الشعب"، سيسقط جدار الفصل العنصري بـ"إرادة الله"! (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1163 مرات


الخبر:


حفرت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين ثقبا في جدار الفصل الإسرائيلي "جدار الفصل العنصري" إحياءً لذكرى سقوط جدار برلين وتذكيرا للعالم بأن الجدار غير القانوني الذي بنته إسرائيل لتقسيم فلسطين، لا يزال نقطة ضخمة من معاناة الفلسطينيين ورمزا واضحا للاحتلال والقمع الإسرائيلي المستمرين. (أنباء الشرق الأوسط - الجزيرة)


التعليق:


بغض النظر عن عدد الصيحات التي يطلقها الفلسطينيون إلى المجتمع الدولي، المنظمات الدولية أو أصحاب النفوذ من أجل التحرر، فإن دعواتهم تصل إلى آذان صماء: رجع صدًى للفشل المتكرر في الاستجابة لمعاناة الناس الأكثر ضعفا على وجه الأرض. بصرف النظر عن هذا الكلام، لا يكاد يكون هنا أي دعم عسكري أو سياسي من أي من الدول القائمة في البلاد الإسلامية وحكامها، لذلك دفعت غريزة البقاء الفلسطينيين لبدء التفكير في طرق أخرى للدفاع على حقهم في العيش بكرامة وشرف واحترام أراضيهم، على الرغم من أن بعض أفعالهم لم تخرج عن مستوى الرمزية فقط. ونتيجة لذلك، بدأ الفلسطينيون بالتمسك ببشرى عودة الإسلام وكذلك الأحداث التاريخية مثل سقوط جدار برلين، أملا في مستقبل أفضل. على هذا النحو، فمن الأهمية بمكان أن نفهم لماذا وكيف يقارن جدار الفصل العنصري ويتناقض مع جدار برلين، على الرغم من أنه قد يبدو وكأنه مماثلا في القضية:


1- من المثير للاهتمام أن نرى كيف أنّ قوى الظلم التي بنت الجدار تدعو الجانب الآخر "الفاشيين" لكسب الرأي العام. الجدار عادة يمنح ميزة لجانب على آخر، وبالتالي مزيداً من العائلات المشتتة، وقطع مصادر كسب العيش، وتقييد حرية الحركة من خلال تأشيرات الدخول في الظروف الخاصة (مثل المتقاعدين المسنين، أسباب مهنية) أو قد يتم رفض الدخول دون إبداء أي سبب. خلافا لفلسطين، فإن لم تواجه احتلالا من كيان يهودي أجنبي. على الفلسطينيين أن يحصلوا على تأشيرة من المحتل الغاصب من أجل التنقل داخل بلدهم لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، ويحرمون منها أكثر من مرة لأسباب تعسفية بحتة. ومع ذلك، فإن القوة الإسرائيلية المحتلة كانت دائما حرة في الغزو والإغارة على الجانب الآخر من الجدار مع حصانة متزايدة وغير مسبوقة وبدون قيود ومساءلة. في حين يقمع كل من يحاول المساس بهذا الجدار من أهل فلسطين ويعتبر رد فعلهم "تطرفا" وإرهابا".


2- ليس من المستغرب أن نرى موافقة ضمنية للولايات المتحدة في كلتا الحالتين، لدعم قرار بناء جدار لفصل الناس عن بعضهم البعض، كما أنها تقع ضمن أجنداتها الأيديولوجية وسياسة "فرّق تسد" التي جرّبتها واختبرتها. بالنسبة لجدار برلين، لأن الولايات المتحدة كانت تتوقع فشل وسقوط الشيوعية في ألمانيا، واستغلت هذه الفرصة للترويج للرأسمالية كنظام حياة بديل. بهذه الطريقة، سوف يبدأ الألمان مثل باقي الأوروبيين تماما في التفكير في تبني طريقة عيش مماثلة للأمريكيين، مما يقلص من تهديدات أحلام القوة الإمبريالية الأمريكية. أما بالنسبة لجدار الفصل العنصري، فالولايات المتحدة تتوقع عودة الإسلام كطريقة عيش في فلسطين مثل أي مكان آخر في العالم الإسلامي، واستغلت هذه الفرصة لتعمّق الفصل العنصري أكثر من أجل قمع الصحوة الإسلامية. على الأقل في الوقت الراهن، بحجة "حماية" اليهود تسعى لضمان الحد الأدنى من تهديد مصالحها في الشرق الأوسط. ومن المعروف جيدا في الفناء المقدس للرأسمالية، فإن الإنسانية والدم لا معنى لهما عندما يتعلق الأمر بتهديد مصدر رئيسي لمصالحها، وبهذا يكون بناء الجدار العازل لتدمير الحياة المتناغمة والطبيعية قد أصبح أداة مثالية للعزل.


3- في الصراع الإيديولوجي، سقوط الجدار لا يعني فقط تآكل الحاجز المادي ولكنه يدل على ضربة مميتة لأيديولوجية قائمة وولادة تغيير سياسي جذري بديل. في الحالة الفلسطينية، يعني إعادة ولادة الخلافة الإسلامية التي ستطرح الجدار أرضا إن شاء الله ويكون شكل الحكم فيها حكما عادلا لجميع رعاياها بغض النظر عن دينهم. خلافا لجدار برلين، فإن الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم يتشاركون القضية مع الفلسطينيين، مما يجعلنا نعتقد بقوة أن جدار الفصل العنصري سيسقط مثلما سقط جدار برلين، ولكن الفرق الأكبر هو السبب الذي من أجله يسقط الجدار. سقط جدار برلين بـ"إرادة الشعب"، إلا أن جدار الفصل العنصري سوف يسقط بـ "إرادة الله" من أجل إعادة حكم الله في بلاد المسلمين مرة أخرى تحت ظل الخلافة، وحكم الناس بالعدل، مما يخرجهم من ظلمات العبودية للإنسان إلى نبراس حكم الله سبحانه وتعالى وحده. سيسقط الجدار ليس فقط لأن الظلم المذل والمستبد المحتل لا زالا يخيّمان على الفلسطينيين، بل لأن الأمر أصبح يؤثر سلبا على المسلمين في جميع أنحاء العالم، الذين يرفضون أن يكونوا عبيدا لأي شيء آخر غير الله سبحانه وتعالى.


على الرغم من أن هذا الجدار العنصري الظالم وجد بدعم وتمويل من الغرب والحكام المسلمين، فإن كلمة الحق سوف تبقى دائما الدافع الأقوى والإيمان القوي للمسلمين بقدرة الله ستكون أقوى سلاح ضد أي جدار مادي أو عقلي من الظلم والطغيان. إنه رابط العقيدة الإسلامية الذي يربط جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو الرابط الذي لا يمكن فكّه مهما يقوم به الكفار ومهما يحملون له من كره. ومع ذلك، النصر لا يأتي ليطرق باب أحد، لأنه لا بد للمسلمين أن يتحدوا، ويسعوا، ويناضلوا ويعملوا جادين من أجل الوصول إلى باب النصر وطرقه، ولا بد أن يدعو الله في الآن نفسه بأن يمنحهم إياه، خلافة راشدة على منهاج النبوة.


في الوقت نفسه، ما يدعو للحيرة حقا هو مواصلة الكفار الاعتقاد أن جدارا، مهما كان حجمه أو شكله، قد يمنع الله سبحانه وتعالى من أن يجعل المسلمين يقاتلونهم بأي عتاد وعدة لديهم حتى يظهر الحق على الباطل. فلم يتخذ الكفار حذرهم بعد من الآية التالية في القرآن الكريم، وهي ليست فقط جزءًا يكشف عن معلومات منحها الله سبحانه وتعالى، ولكن أيضا مصدر ارتياح كبير للمسلمين من تعزيز صمودهم على حمل الإسلام كنظام حكم حقيقي ووحيد.


﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أديان - أستراليا

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمنا مقومات الدولة (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 506 مرات


الخبر:


نشرت صحيفة الغارديان بتاريخ التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2014 خبرا تحت عنوان: "غارة جوية أمريكية على موكب لـ"تنظيم الدولة" تقتل أحد القادة الرئيسيين للتنظيم"، جاء فيه:


"قتل مساعد رئيسي من مساعدي زعيم "الدولة الإسلامية" في غارة أمريكية على قافلة سيارات للتنظيم كانت تسير في موكب قرب مدينة الموصل العراقية ما أدى إلى تدمير 10 مركبات كانت تقل عددا من كبار المتشددين في التنظيم.


وقال الكولونيل باتريك رايدر، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية يوم السبت: "أستطيع أن أؤكد أن طائرات التحالف قامت بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية مساء أمس في العراق ضد ما قُدّر أنه تجمع لقادة "تنظيم الدولة" بالقرب من الموصل. لا نستطيع تأكيد ما إذا كان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من بين المتواجدين هناك".


هذا ولم يستطع مسؤولون عراقيون تأكيد ما إذا كان البغدادي من بين الخمسين جريحا الذين أصيبوا في الغارة.


التعليق:


مرت أشهر، على بداية سلسة الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على "تنظيم الدولة في العراق والشام".


وفي الثامن من تشرين الثاني 2014 أعلنت الولايات المتحدة بأنها سترسل 1500 جنديٍّ إضافيٍّ لمحاربة "تنظيم الدولة" في العراق. وقد كان الهدف من الضربات الأخيرة على الموصل والتي هوجم فيها قادة رئيسيون في التنظيم، إضعاف التنظيم وقدراته.


وها هو التنظيم يتعرض وبشكل متواصل لهجمات الولايات المتحدة وحلفائها. وفي الوقت ذاته يستخدم "تنظيم الدولة" الذي يوصم بـ"الإرهاب" مطية لمهاجمة المسلمين والمجاهدين المخلصين الذين يعملون ويكدون لتطبيق الشريعة الإسلامية في دولة الخلافة في تلك المناطق.


لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نكون دولة قوية كبرى تسير على نهج الله وأمره. فبعد أن أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، أرسل صلوات ربي وسلامه عليه الرسل إلى الملوك والحكام. ودعاهم إلى الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له. ومن بعد ذلك، بدأت واستمرت المعارك بين المسلمين والكفار. وكان هذا اتباعا لأمر الله تعالى ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا ڪَآفَّةً۬ لِّلنَّاسِ بَشِيرً۬ا وَنَذِيرً۬ا وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [سبأ]


وعلى أمير المؤمنين، حاكم الدولة الإسلامية أن يتبع نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الإسلام وتحرير بلاد المسلمين وتطبيق الإسلام على العالم أجمع.


وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسالة المشهورة إلى هرقل ملك الروم، حاكم الامبراطورية العظيمة في ذاك الوقت، يدعوه فيها إلى الإسلام فجاء فيها: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ" يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ" ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.


كقائد للمسلمين، قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير الجهاد في صورة رائعة راقية مشرقة لراعٍ قام بحق الرعاية على وجهها في حماية الأمة ورعاية مصالحها. إننا اليوم بحاجة لجيش قوي ودولة قائمة بذاتها معتمدة على مقدراتها تطبق الإسلام كاملا شاملا، «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ» (رواه مسلم)

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أحمد

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق استراتيجية خفض الفقر

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 890 مرات


الخبر:


شرعت الدولة في إعداد الاستراتيجية الكلية لخفض الفقر، وأعلن بدر الدين محمود وزير المالية والاقتصاد الوطني رئيس اللجنة العليا لإعداد الاستراتيجية بدء تنفيذ المسح الشامل لميزانية الأسر والفقر اعتبارا من نوفمبر الجاري عبر الجهاز المركزي للإحصاء مؤكدا أهمية إعداد الاستراتيجية بالاستناد عليها في إعداد خطط الدولة وبرامجها الاقتصادية مشيرا إلى اهتمام الدولة بها باعتبار أن محاربة الفقر واحدة من مرتكزات الشريعة الإسلامية وتحقيق العدالة الاجتماعية بجانب أنها من متطلبات الألفية على مستوى العالم.


وتعهد في اجتماع اللجنة العليا بتوفير المكون المحلي المطلوب لتنفيذ الاستراتيجية مثمنا جهود مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية وشركاء التنمية من بينهم بنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي لإسهامهما بالعون المالي والفني لدعم الاستراتيجية مشيرا إلى تكوين فريق عمل مشترك من الحكومة والمانحين لخفض الفقر بالبلاد. من جانبها أكدت مشاعر الدولب وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي نائب رئيس اللجنة العليا التزام وزارتها بإنفاذ السياسات والخطط المناصرة للفقراء ودعم الشرائح الضعيفة.


وكشف الأستاذ مجدي حسن ياسين وزير الدولة بالمالية عن زيارات ميدانية للولايات نفذتها اللجنة بمشاركة المانحين وشركاء التنمية أسفرت عن خلق نقاط ارتكاز بالولايات لرفع الوعي بمحاربة الفقر وإعداد استراتيجية كلية بمعاونة الولايات والجهات ذات الصلة (صحيفة المستقلة).


التعليق:


في منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي قامت وزارة المالية والاقتصاد الوطني، بتدشين مشروع الاستراتيجية الكلية لخفض الفقر في السودان، وفي شهر مايو/أيار تم لقاء بين وزارة المالية وممثل البنك الدولي والمانحين، من جهته قال الممثل المقيم للبنك الدولي بالخرطوم خافيير فورتادو، إن نجاح الاستراتيجية الشاملة للقضاء على الفقر، يعتمد بدرجة كبيرة على رغبة الحكومة وجديتها في الإيفاء بالتزاماتها. وجدد حرص البنك الدولي على المساهمة في المشاريع التي تحد من الفقر بالسودان وتعد هذه الاستراتيجية من ضمن ما يعرف باستراتيجية اختزال الفقرPoverty Reduction Strategic Papers والتي تعد الإطار الأساس الذي تمنح المؤسسات المالية الدولية على أساسها القروض للدول الفقيرة. وقدمت هذه الاستراتيجية لـ70 دولة منها السودان من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.


إذاً لا داعي لإقحام الإسلام وشريعته فالجميع يتحدث صراحة عن أن الاستراتيجية ممولة ماديا وفنيا من الشركاء والمانحين هؤلاء الذين يوصفون بهذه الصفات هم في الحقيقة دول الغرب الكافر المتكالبة على ثرواتنا، الذين أشعلوا الحروب لنهبها، ثم يأتون باسم الإنسانية ليلقوا لنا الفتات الذي لا يعطونه إلا بإملاءاتهم التي تبقينا في المربع الأول (فقر ومرض وتأخر) هذه الاستراتيجيات لا تنهض ولا تعمر فهي تزيد الارتهان لهؤلاء الكفار المستعمرين الذين يظهرون التزامهم بخفض الفقر ويشككون في جدية الحكومة وإن كان واقع الحال لا يحتاج إلى برهان، إنهم هم والحكومة سواء بعضهم أولياء بعض.


إن اشتراط موافقة المؤسسات المالية الدولية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) على الاستراتيجية قبل تنفيذها لا يدع مجالاً للشك حول دور هذه المؤسسات، ومدى تدخلها في عملية صياغة، وتنفيذ الاستراتيجية، ومن ناحية ثانية أثبتت العديد من الدراسات إغفال أغلب الاستراتيجيات التي تقدمت بها الدولة للعديد من القضايا التي تعد مهمة لتحقيق التنمية المستدامة؛ فقد أغفلت دور المشاريع التي كانت قائمة كمشاريع إنتاجية مؤسسة وعريقة في الإنتاج كمشروع الجزيرة الزراعي ومشروع الرهد ومشاريع النيل الأبيض وغيرها الكثير واتجهت إلى الحديث عن ظاهرة التهميش للأطراف وأنها أساس النزاعات والفقر مع أنهم يعلمون أنه يوجد داخل العاصمة من هم أكثر تهميشا ممن هم في الأطراف.


تحدثت الاستراتيجية بصورة مغلفة عن محوري التنمية الريفية واللامركزية في الحكم كحل لمشكلة الفقر، الحديث عن اللامركزية كان صريحا، فقد جاء في الاستراتيجية يحق المشاركة بفعالية في حياة المجتمع لضمان أن الأولويات التنموية قد تم وضعها على المستوى المحلي بواسطة الجماهير المحلية (ديمقراطية المشاركة) وتحديد كيفية تحقيقها، إذاً هم يعملون على تسويق الديمقراطية والفدرالية؛ إحدى أدوات تمزيق البلاد.


ولكن الحديث عن التنمية الريفية كان يصيبه الغموض والتمويه، فقد جاء في الاستراتيجية وبصيغة أكثر تحديداً، فإن التدخلات في القطاع الزراعي المروي ستركز على الإصلاح المؤسسي الذي يهدف إلى خلق مزارع يتمتع بحق الملكية بدلاً عن المزارع الذي يشارك في قسمة المحاصيل، وسيتم ذلك من خلال إصلاح واسع للأراضي يركز على كفالة حق الملكية في استخدام الأراضي، أما بقية العمليات الزراعية فسوف تتم على أسس تجارية لضمان تغطية كامل التكاليف.


أما دور القطاع العام فسوف يعني بالضبط رفع الحكومة يدها عن أي دعم يقدم للزراعة وقد كان، حيث حمل المزارع تكاليف الزراعة بالقروض التي أثقلت كاهله وتوقف الإنتاج في أكبر مشروع به إدارة موحدة في أفريقيا، مشروع قامت عليه كل المؤسسات الحكومية السكة الحديد وميناء بورتسودان جامعة الخرطوم وغيرها. منذ ما يقرب من ثمانين عاما كان مشروع الجزيرة وسط السودان المصدر الوحيد لخزينة الدولة وتوفير العملات الصعبة، 2.4 مليون فدان هي مساحة المشروع المروي انسيابيا من خزان سنار على النيل الأزرق، تزرع بالقطن، المحصول الرئيسي، ثم القمح والفول السوداني والذرة والخضروات .وتصل المساحة المستغلة من أراضي المشروع الآن إلى 10 بالمائة فقط، فدمرت البنى التحتية؛ سكك حديد الجزيرة والمحالج والإدارة البحثية للمشروع ببركات وتم بيع الأصول العقارية للمشروع في مدني وبركات والخرطوم وبورتسودان والأقسام والمكاتب وكذلك منازل ومكاتب العاملين بالأقسام والتفاتيش بما في ذلك مباني ومنازل المحالج بمارنجان والحصاحيصا والباقير والحاج عبد الله وتعطلت مصانع النسيج وتعطلت مصانع الزيوت لنفس السبب وتعطلت مصانع الدقيق لانعدام إنتاج القمح.


هذا المشروع وحده كفيل بحل مشكلة الفقر في البلاد، فكيف يجوع بلد أهله يمتلكون أكثر من 200 مليون فدان من الأراضي الزراعية الخصبة، ويجري بين ظهرانيهم نهر النيل، ويهطل عليهم من السماء ماء يقدر بحوالي ترليون متر مكعب، ويمتلكون أكثر من 120 مليون رأس من الثروة الحيوانية!


كيف يجوع أهل هذا البلد لولا عقم السياسات وفشل السياسيين الذين يستجدون أكبر مؤسستين على مدار التاريخ تتسببان في إفقار الشعوب والأمم؛ صندوق النقد والبنك الدوليين!!


إن الحل هو في الانعتاق من عبودية هؤلاء المانحين والشركاء فهم لا يعيشون إلا على معاناة غيرهم، والرجوع إلى عبودية الله رب العالمين الذى بيده خزائن السموات والأرض بتطبيق شرعه وعدله وذلك بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.


﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب غادة عبد الجبار

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع