السبت، 17 محرّم 1447هـ| 2025/07/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات دعاء الحسن البصري عند سفره

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 831 مرات


روي عن الحسن البصري أنه إذا كان على سفر قال: يا من إذا استودع شيئا حفظه وأدّاه، استودعك من غاب عني، ومن حضر من أهلي وولدي، وكلَّ ما ملكته يدي، فاحفظهم يا من لا يُخيِّبُ ودائعه.



آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق لا ينبغي أن يموت كبار السن وحيدين (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 608 مرات


الخبر:


نشرت صحيفة الديلي ميل خبرًا محزنًا اليوم، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، جاء فيه: "المئات من المشيعين سيشاركون في جنازة حارس ويلزي (85 عامًا)، في أعقاب مناشدة عامة بعد أن فشلت الكنيسة في الوصول إلى أي صديق له أو أحد من عائلته". وذكر المقال أن السيد مورغان كان جنديًا بريطانيًا سابقًا وقد خدم بلاده منذ سنوات عديدة، وأورد المقال أمثلة أخرى لجنود سابقين وأبطال حرب قد ماتوا عن عمر كبير، ولم يكن هناك أقارب أو أصدقاء معروفون، فقام بدفنهم الغرباء.

 

التعليق:


لا تعليق، فقط مجموعة من الأسئلة...


لماذا ترى المجتمعات الغربية بأنه من حقها قيادة العالم في الوقت الذي يتطلع فيه أبطالهم الصغار ليعيشوا عند الكبر وحدهم، ويصبحوا غرباء عن المجتمع الذي ساعدوا في بنائه؟


إذا عرف شبابهم أن العكس هو الصحيح في الإسلام حيث تشكل الثقافة الإسلامية الأفكار والمشاعر، ومنها أن الاحترام والتوقير يأتيان مع كبر السن، أفلا يرغبون عندها في أن يصبحوا مسلمين أو يربوا أطفالهم في عالم يحكمه الإسلام؟


هل يعلمون حقاً ما هو الإسلام؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق عجيب أمر الحكام في بلاد المسلمين

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 757 مرات


الخبر:


ذكر موقع العربية نت ووكالات الأنباء أنه قد بدأ في عمان، مساء الخميس، الاجتماع الثلاثي بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لبحث السبل الكفيلة بتهدئة الأوضاع في القدس، وإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


التعليق:


عجيب أمر حكام بلاد المسلمين، فلم يكتفوا بالتخاذل عن نصرة المسلمين في فلسطين، ونصرة المسجد الأقصى وحمايته، بل إنهم يجتمعون مع المعتدي على المسجد الأقصى وعلى المسلمين في فلسطين، ويجتمعون مع من يرعى أولئك المعتدين، بل ويرعى الإرهاب العالمي، ويقتل المسلمين في غير مكان من بلاد المسلمين!!


إنه يجتمع مع المعتدي، ومع من يحمي المعتدي لبحث السبل الكفيلة بتهدئة الأوضاع في القدس.. أي لترسيخ قدم يهود في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويجتمع مع المعتدي، ومع من يحمي المعتدي لبحث السبل الكفيلة بإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين ويهود... أي لتثبيت كيان يهود في الأرض المباركة فلسطين.


نعم عجيب أمر حاكم الأردن، يمدّ يده ويصافح الأيدي الملطخة بدماء المسلمين، ويجلس معهم، ويتحدث معهم، ويصافح الأيدي الآثمة التي امتدت بالسوء إلى المسجد الأقصى، ومن قبله الحرم الإبراهيمي..


لست أتوجه بهذا التعليق إلى حاكم الأردن، وأمثاله من الحكام في بلاد المسلمين، فهم يثبتون يوماً بعد يوم أنهم أدوات بأيدي الدول الكافرة المستعمرة، ولكني أتوجه إلى الأمة الإسلامية لتعي واقع حكامها، وأن حكامها ليسوا في صفها، بل في صف أعدائها، ولا يرتجى منهم لهذه الأمة أدنى خير، فلتهبّ الأمة وأهلُ القوةِ فيها في وجوه هؤلاء الحكام وتقتلعهم من جذورهم، وتقيم خلافة راشدة على منهاج النبوة، خلافة حقيقية تجمع شتات المسلمين وكيانات المسلمين في كيان واحد عزيز يعزّ به الإسلام وأهله، ويذل به الكفر وأهله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الأنظمة الرأسمالية أنظمة جباية لا رعاية تتاجر بحاجات الشعوب الواجب عليها رعايتها

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 471 مرات


الخبر:


ذكرت جريدة الشروق وغيرها من الصحف الصادرة يوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2014م، نقلا عن الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إن مشروع الإسكان المتوسط (دار مصر)، المزمع طرحه الأسبوع المقبل، سيغير وجه الإسكان الحكومي في مصر، خاصة لفئة متوسطي الدخل"، موضحًا أن "أسعار وحدات المشروع تقل عما يماثلها في مشروعات القطاع الخاص بـ30%". وأن حساب الأسعار لم يكن وفقا لأهواء الوزارة، وإنما بدراسة سوقية مستفيضة، تم تحديد الأسعار على أساسها, كما وضح مصدر مسئول أن سعر المتر لن يقل بأي حال من الأحوال عن 2000 جنيه وبمقدم 25% والباقي بالتقسيط على خمس سنوات بدون تمويل عقاري ومن 10 إلى 15 سنة بنظام التمويل العقاري وهي أسعار أقل من القطاع الخاص.

التعليق:


هناك نوعان من الدول دولة ترعى ودول تجبي، دولة تؤدي حقوق رعاياها وترعاهم رعاية كاملة بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة أو الغنى والفقر، فيستوي في مستوى رعايتها غني الناس وفقيرهم، فلا تميز الغني عن الفقير لا في السكن ولا التعليم والرعاية الصحية، فلا توجد فيها مساكن ولا مدارس ولا مشافٍ مخصصة لفئة دون فئة، بل الجميع منصهر في بوتقة واحدة متساوون في الحقوق والواجبات وفي نظرة الدولة إليهم، وهذا النموذج وهذه الدولة هي دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، التي تطبق الإسلام كاملا فتقوم بما أوجبه الله عليها من إيصال الناس إلى حد الكفاية في المأكل والملبس والمسكن، وتعطي لكل ذي حق حقه، فتقوم بإنفاق الأموال العامة على كل أفراد الرعية سواسية دونما أي تمييز، بخلاف ما هو حق خاص للفقراء وفقط من أموال الزكاة، فيستقيم ميزان العدل بين الناس وتذوب العرقيات وتنصهر الطوائف وتتآلف القلوب.


ودول رأسمالية نفعية تجبي من رعاياها دون نظر إلى حقوقهم واحتياجاتهم، مميزة بينهم على أسس كثيرة متشعبة تقسمهم إلى طبقات وطوائف، كل ما يعنيها كيف تنتفع وتتربح من الرعية، فتجعل لكل طبقة مساكن ومدارس ومشافيَ تناسب دخولهم وتمنع انصهارهم في باقي المجتمع، فتغرس بذلك العصبية والطائفية والطبقية بين أفراد الرعية، فتظهر الضغائن والحقد الطبقي ويزداد معدل الجريمة وفقدان الأمن، مما يعزز نفوذها وسيطرتها على الرعية ناهبة لثرواتها ومقدراتها.


بعد هذه المقدمة نتعرض لما طرحه وزير الإسكان، والذي لا يخرج عن كونه بيعاً وتربحاً بما هو واجب على الدولة تجاه الرعية، فالدولة التي من واجبها أن توفر السكن لرعاياها ممن لا يملكون سكنا تبيع لهم هذه المساكن، المبنية على أرض مملوكة لهم في الأصل بل وبأسعار قريبة من أسعار السوق العقاري الباهظة.


يا سيادة الدكتور: كيف تبيع للناس ما هو مملوك لهم ومبني بأموالهم؟! بينما واجبك أنت أن توفر السكن لجميعهم وأن تقوم على رعايتهم، وستحاسب أمام الله على تقصيرك في هذه الرعاية.


والحل الشرعي لهذه الوحدات السكنية، إما أن تطرح أرضها على الرعية دون بناء، بعد تقسيمها وإعلانها كمنطقة إحياء موات بإعمارها، وتعين الدولة أبناء الرعية على بناء مساكنهم فيها، أو توزع هذه الوحدات على أبناء الرعية بلا ثمن وبلا تمييز لكونها مبنية على أرض مملوكة للرعية وبأموالها.


إنكم يا أهل الكنانة لستم بحاجة إلى نظام رأسمالي نفعي، يبتني لكم وحدات سكنية تزيد الطبقية فيكم، وتفرقكم على أساس طائفي طبقي بغيض، بل أنتم فى حاجة إلى دولة خلافة على منهاج النبوة، ترعاكم رعاية صحيحة على أساس الإسلام، فتعينكم على بناء مساكن صحية واسعة فسيحة وتخرجكم من الوادي الضيق وسكن القبور، دولة تعطيكم حقوقكم كاملة دون تمييز فلا يعرف غنيكم من فقيركم، فضعوا أيديكم في يد العاملين لها وكونوا سابقين لها قبل غيركم، فبها ترد حقوقكم وبها تنالون عز الدنيا وكرامة الآخرة، كونوا لها أوس وخزرج هذا الزمان تفوزوا وتنقاد الدنيا لكم وتنالوا بها رضا ربكم.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الأردن سيدفع لكيان يهود ثمانية مليارات دولار بصفقة غاز

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 689 مرات



الخبر:


ذكرت الجزيرة نت بتاريخ 2014/11/11م أن دراسة تفصيلية أعدها خبير دولي في مجال الطاقة (ميكا مينيو بالويلو) من مركز أبحاث "بلاتفورم" في لندن كشفت "عن عزم الأردن دفع نحو 8.4 مليارات دولار للحكومة الإسرائيلية مباشرة ضمن صفقة غاز ستوقعها الحكومة الأردنية مع شركة "نوبل إنيرجي الأميركية" التي تشكل واجهة استثمار إسرائيل في حقول غاز شرق المتوسط "ليفياثان".


من جهته نفى وزير الطاقة الأردني محمد حامد للجزيرة نت وجود أي اتفاقية بين الحكومة الأردنية وإسرائيل لاستيراد الغاز، معتبرا أن الاتفاقية هي بين شركة "نوبل إنيرجي الأميركية" وشركة الكهرباء الوطنية، وتم توقيع خطاب النوايا بشأنها برعاية أميركية.


وبحسب الدراسة فإن الشركات المالكة لحقوق استخراج الغاز ستحصل على 4.9 مليارات دولار، حيث ستحصل الشركات الإسرائيلية ديليك وآفنير وراشيو التي تمتلك 61% من حقوق الاستخراج على مبلغ 2.93 مليار دولار، فيما ستحصل نوبل إنيرجي الأميركية التي تملك 39% من حقوق الاستخراج على مبلغ 1.93 مليار دولار. أما بقية المبلغ والمقدرة بنحو 1.7 مليار دولار، فقالت الدراسة إنها تغطي تكاليف الحفر والاستخراج والإدارة.


وتتساءل رئيسة تحرير صحيفة "الغد" الأردنية جمانة غنيمات عن سبب ما تراه استعجالا حكوميا في التوقيع مع شركة تسوق الغاز الإسرائيلي الذي يحتاج ثلاث سنوات لوصوله للأردن، وخلالها هناك العديد من البدائل التي تستغرب إغفالها من قبل الحكومة.


وقالت غنيمات للجزيرة نت "الآن مصير مياهنا مرهون بشكل كبير لإسرائيل، واليوم يراد ربط مصير 75% من حاجتنا للغاز بإسرائيل، أي إن أهم قطاعين حيويين بإسرائيل سيجعل الأردن مرتهنا لإسرائيل".


وتابعت "لم نحصل على سعر تفضيلي لنستعجل، فالسعر يتراوح بين سبعة دولارات وتسعة دولارات لكل مليون قدم مكعب،


جدير بالذكر أن قيمة الصفقة تبلغ 15 مليار دولار، وقد بلغت تكلفة الحرب الأخيرة على غزة مبلغ 2.52 مليار دولار، أي أن الأردن سيمول بهذا ما يكافئ حربا على غزة كل سنتين."

 

التعليق:


لا يشك عاقل أن القرار السياسي الأردني مرتهن للغرب الكافر، فها هي آنيا فيلر خبيرة قضايا الشرق الأوسط الألمانية ورئيسة فرع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية في عمان قالت ما نصه «استقرار الأردن جاء بفضل جهود الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء الأردن وليس بفضل الأردنيين وحدهم، إذ يحرص حلفاء الأردن على جعله جزيرة هادئة وسط هذا البحر المضطرب والمتقلب». وتتابع فيلر قائلة «النظام الأردني من أكبر حلفاء الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. ومعروف أن الأردن يعتمد على هذين البلدين بشكل أساسي، للحصول على المساعدات سواء عسكرية أو مادية. ولهذا يمكن القول إن هامش التحرك ضعيف جدا بالنسبة للأردنيين.. استراتيجيا، تسعى عمّان إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع الرياض وواشنطن. والدخول في هذا التحالف كان قرارا استراتيجيا» فالأردن إذن ما زال مستعمرة ترتع الدول الغربية فيها وتقرر ما تشاء وهامش التحرك فيها لساسة البلد كانت محدودة بخدمات المياه والمجاري والكهرباء والنظافة، إلا أن الغرب تفكر في وضع المنطقة بعد الربيع العربي، فرأى أن قطاعي المياه والكهرباء لا بد أن يكونا بيد الغرب ويده التي يبطش بها، كيان يهود، فما كان من الحكومة الأردنية إلا أن ترضخ، فبلا سعر تفضيلي، وبلا دراسة خيارات، تقوم مذعنة بوضع أمن طاقة البلاد والعباد بيد أعدائهم، وتمنحهم ما يكافئ كلفة سبعة حروب على غزة، بمعدل حرب كل سنتين يدفع المواطن الأردني تكلفة تلك الحروب من كده وعرقه، فلا بارك الله بهذه الحكومة ولا بهذه المملكة التي ما عدت أن تكون دولة ضرار على الأمة الإسلامية، تترك رعاياها أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام.


إذن لم يبق في يد صانع القرار السياسي الأردني سوى خدمات النظافة والمجاري، وجباية الضرائب من الناس لتمويل حروب كيان يهود على غزة،


الأردن جزء من بلاد الشام، أرض الرباط، ولم يكن أبدا ليكون دمية بيد أعداء الأمة من أمريكان وغربيين ويهود لولا إجرام الطغمة الحاكمة، لولا عداء هذه الطغمة الحاكمة الفعلي لأبناء البلد، وإلا فهل يُسلم راع حقيقي يحرص على رعيته تلك الرعية لأشد الناس عداوة للذين آمنوا لولا أنه شريك لهم في تلك العداوة؟ هل يُسلم أمنهم وسياساتهم ورعاية مصالحهم لأعدائهم لولا أنه من جنس أولئك الأعداء؟


أما آن لخير أمة أخرجت للناس أن تخلع أنظمة الضرار هذه وتقيم مكانهم خلافة راشدة على منهاج النبوة تحرس دينهم ودنياهم وتكون لهم درعا منيعة تمنع عنهم كيد أعدائهم؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف العبد المؤمن بين مخافتين أجل مضى وأجل بقي

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (6 أصوات)
  • قراءة: 19884 مرات

 

نُحَيِّيكُمْ جَمِيعًا أيها الأَحِبَّةُ الكِرَامَ فِي كُلِّ مَكَانٍ, نَلتَقِي بِكُمْ فِي حَلْقَةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ بَرنَامَجِكُم "مَعَ الحَدِيثِ النَّبوِيِّ الشَّرِيفِ" وَنَبدَأ بِخَيرِ تَحِيَّةٍ وَأزكَى سَلامٍ, فَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ:


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ, وَبَعْدَ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ وَيُصَلِّيَ عَلَى أَنْبِيَائِهِ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِكُمْ مَعَالِمَ فَانْتَهُوا إِلَى مَعَالِمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ, إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ, وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ، فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ، وَمِنَ الشَّبِيبَةِ قَبْلَ الْهَرَمِ، وَمِنَ الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَوْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا دَارٌ إِلا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ». (ذَكَرَهُ القُرطُبِيُّ فِي تَفسِيرِهِ).


كَانَتِ الخِطَابَةُ الجَاهِلِيَّةُ لا تُعنَى بِالتَّرتِيبِ وَالتَّسَلْسُلِ, وَلا تُخَاطِبُ العَقْلَ الوَاعِي البَصِيرِ، بَلْ هِيَ بِمَثَابَةِ صَرْخَةِ مُتَحَمِّسٍ يَصِيحُ بِهَا فِي المَلأ. فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَأحْدَثَ انقِلابًا كَبِيرًا فِي الخِطَابَةِ شَكلاً وَمَضْمُونًا: أمَّا شَكْلاً فَمِنْ حَيثُ مَظهَرِهِ، فَهُوَ وَضِيءٌ نَظِيفٌ ذُو صَوتٍ مَلِيءٍ وَلَفْظٍ طَلِقٍ يَحُوزُ القُلُوبَ لِمُجَرَّدِ رُؤيَتِهِ وَالسَّمَاعِ إِلَيهِ. هَذَا المَظهَرُ الشَّكلِيُّ لِلْخَطِيبِ يُفْرِغُ عَلَيهِ مَهَابَةً وَقَبولاً فِي النُّفُوسِ. أمَّا مَضمُونًا فَقَدْ غَلَبَ الإِيجَازُ عَلَى خُطَبِ النَّبِيِّ، وَالإِيجَازُ هُوَ تَأدِيَةُ المَعَانِي الكَثِيرَةِ بِالألفَاظِ القَلِيلَةِ، وَمِنْ هُنَا شَاعَتْ جَوَامِعُ الكَلِمِ فِي خُطَبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. وَاتَّسَمَتْ خُطَبُهُ عَلَيهِ الصلاة والسَّلامُ بِالجِدِّيةِ فِي طَرْحِ الأفكَارِ, وَقُوَّةِ الإقنَاعِ، بِحَيثُ لا تَدَعُ مَنْفَذًا لِمُخَالِفٍ. وَمَصدَرُ الإِقنَاعِ حَرَارَةُ الصِّدْقِ وَالإِخلاصِ لِلرِّسَالَةِ، وَقُوَّةُ إِيمَانِهِ بِهَا. وَلِذَلِكَ تَجِدُ خُطَبُهُ مُرَتَّبَةَ الأَلفَاظِ, مُطَّرِدَةَ المَعَانِي وَاضِحَةَ التَّرَاكِيبِ. كَالسُّلَّمِ تُسلِمُ دَرَجَاتُهُ بَعضُهَا إِلَى بَعضٍ حَتَّى يَصِلَ إِلَى الغَايَةِ المَنشُودَةِ.


امتَازَتْ خُطَبُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِبَرَاعَةِ الاستِهْلالِ, وَقَدِ استَهَلَّ هَذِهِ الخُطبَةَ بِالنِّدَاءِ بِمَا فِيهِ مِنْ تَنبِيهٍ لِلسَّامِعِ وَجَلْبِ انتِبَاهِهِ فَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِكُمْ مَعَالِمَ فَانْتَهُوا إِلَى مَعَالِمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ». فَبَدَأ النِّدَاءَ بِقَولِهِ: "أيُّهَا النَّاسُ"؛ لِيَكُونَ الخِطَابُ عَامًّا لِجَمِيعِ البَشَرِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ. قَولُهُ عَلَيهِ الصلاة والسَّلامُ: "مَعَالِمُ": مُفردُها: "مَعْلَمٌ"، وَهُوَ الأثَرُ يُستَدَلُّ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ, وَهِيَ استِعَارَةٌ تَصرِيحِيَّةٌ حَيثُ شَبَّهَ أوَامِرَ الدِّينِ وَنَوَاهِيَهُ بِالعَلامَاتِ الَّتِي يَستَرشِدُ الإِنسَانُ بِهَا فِي طَرِيقِهِ فَلا يَضِلُّ، وَحَذَفَ المشَبَّهَ وَصَرَّحَ بِالمُشَبَّهِ بِهِ. وَسِرُّ جَمَالِهَا تَجسِيمُ المَعنَى وَإِبرَازُهُ فِي صُورَةٍ مَحسُوسَةٍ. وَاختَارَ لَفْظَ "المَعَالِمِ"؛ لِيَدُلَّ عَلَى أثَرِ الدِّينِ فِي الإِرشَادِ وَالتَّوجِيهِ, وَفِيهَا دَلالَةٌ نَفسِيَّةٌ خَاصَّةٌ بِالنِّسبَةِ لِسُكَّانِ الصَّحرَاءِ الَّتِي يَكثُرُ فِيهَا التِّيهُ وَالضَّيَاعُ, وَتَظهَرُ قِيمَةُ المَعَالِمِ فِي بُلُوغِ الهَدَفِ بِسَلامٍ. وَأضَافَ "المَعَالِمَ" إِلَى ضَمِيرِ المُخَاطَبِينَ فَقَالَ: "مَعَالِمِكُمْ"؛ لِيُوحِيَ بِأنَّ الدِّينَ مَا جَاءَ إِلا لإِرشَادِهِم. وَتُحِسُّ ذَلِكَ أيضًا فِي قَولِهِ: "لكم" وَقَولِهِ: "نِهَايَتِكُمْ". وَبِنَاءُ الفَقرَةِ يُرَاوِحُ بَينَ الخَبَرِ وَالإِنشَاءِ: أما الخَبَرُ فَهُوَ جُمَلٌ اسمِيَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ بِحَرْفِ التَّوكِيدِ "إنَّ" تَجرِي مَجرَى القَوَاعِدِ الثَّابِتَةِ كَقَولِهِ عَلَيهِ السَّلامُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ». وَأمَّا الإِنشَاءُ فَهُوَ أفْعَالُ أمْرٍ حَقِيقِيَّةٌ تُلزِمُ بِاتِّباعِ القَاعِدَةِ المَأمُورِ بِهَا, كَقَولِهِ عليه الصلاة والسَّلامُ: "فَانْتَهُوا" وَقَولِهِ: "فَلْيَتَزَوَّدْ".


ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ, وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ». فِي هَذَا القَولِ بَيَانُ مَوقِفِ المَرءِ فِي الدُّنيَا، فَهُوَ يَقِفُ بَينَ أمرَينِ اثنَينِ: مَاضٍ خَلْفَهُ، وَلا يَدرِي هَلْ أدْرَكَ رِضْوَانَ اللهِ فِيمَا قَدَّمَ فِيهِ أمْ لا. وَمُستَقبَلٍ مَجهُولٍ أمَامَهُ، لا يَدرِي مَاذَا يَصنَعُ بِهِ اللهُ فِيهِ؛ فَهُوَ مِنْ مَاضِيهِ وَمُسْتَقبَلِهِ بَينَ مَخَافَتَينِ، كِلْتَاهُمَا تَتَطَلَّبُ غَايَةَ اليَقَظَةِ وَالانتِبَاهِ.


وَقَد عَبَّرَ عَلَيهِ الصلاة والسَّلامُ عَنِ الإِنسَانَ بِقَولِهِ "العبد"؛ لِيَدُلَّ عَلَى عُبُودِيَّتِهِ للهِ الَّتِي تَشعُرُ بِالضَّعْفِ وَتَقتَضِي الطَّاعَةَ. فَالَّذِي يَعِيشُ بَينَ مَخَافَتَينِ هُوَ العَبدُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي يَعرِفُ مَعنَى الإِيمَانِ. وَعَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَاضِي العُمُرِ وَمُستَقبَلِهِ بِقَولِهِ "مَخَافَتَينِ"؛ لِيَبعَثَ الرَّهبَةَ فِي النُّفُوسِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى حَذَرٍ. وَقَد صَوَّرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ العَبْدَ فِي حَيَاتِهِ وَهُوَ يَعِيشُ بَينَ مَخَافَتَينِ، وَكَلِمَةُ "بَينَ" الدَّالَّةُ عَلَى المَكَانِ نَقَلَتِ المَعنَى العَقلِيِّ إِلَى صُورَةٍ حَيَّةٍ وَاقِعِيَّةٍ، كَأنَّ المَاضِيَ وَالمُستَقبَلَ جِسمَانِ مَحسُوسَانِ يَقِفُ بَينَهُمَا العَبدُ تَرَاهُمَا مَاثِلَينِ أمَامَ عَينَيكَ. وَفِي العِبَارَةِ تَشوِيقٌ نَابِعٌ مِنَ "التَّفصِيلِ بَعدَ الإِجمَال" حَيثُ أتَى بِالمَعنَى مُجْمَلاً فِي قَولِهِ: "إِنَّ العَبْدَ المُؤمِنَ بَينَ مَخَافَتَينِ" ثُمَّ فَصَّلَ المَخَافَتَينِ بَعدَ ذَلِكَ.


وَالفَقْرَةُ مَبنِيَّةٌ عَلَى التَّقَابُل بَينَ: "مَضَى وَبَقِيَ" وَ"صَانِعٌ وقَاضٍ" مَعَ تَسَاوِي عَدَدِ الكَلِمَاتِ فِي كُلٍّ مِنَ الجُملَتَينِ. وَهَذَا مَا يُعرَفُ بِالازْدِوَاجِ. وَقَولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ، وَمِنَ الشَّبِيبَةِ قَبْلَ الْهَرَمِ، وَمِنَ الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَوْتِ». فِيهِ بَيَانُ مَا يَجِبُ عَلَى المَرءِ فِعلُهُ, وَذَكَرَ عَلَيهِ الصلاة والسَّلامُ أُمُورًا أرْبَعَةً: أوَّلُهَا: أنْ يَمنَعَ نَفسَهُ عَنْ بَعضِ مَا تُحِبُّ, وَيَحمِلُهَا عَلَى بَعضِ مَا تَكرَهُ فِي نِطَاقِ الشَّرعِ. وَثَانِيهَا: أنْ يُنقِصَ مِنْ مَطَالِبِ الدُّنيَا؛ لِيُضِيفَ إِلَى أعمَالِهِ الطَّيبَةِ الَّتِي تَنفَعُهُ فِي الآخِرَةِ. وَثَالِثُهَا: أنْ يُبَادِرَ شَبَابَهُ، فَيُقَدِّمَ فِيهِ مِنْ صَالِحِ العَمَلِ مَا قَد يَعجَزُ عَنهُ فِي كِبَرِهِ. وَرَابِعُهَا: أنْ يَنتَهِزَ فُرْصَةَ الحَيَاةِ، فَيَعْمَلَ فِيهَا مَا يُقَرِّبُهُ إِلَى رَبِّهِ قَبلَ أنْ يُدرِكَهُ المَوتُ.


وَالفَقرَةُ استِمرَارٌ فِي الإِطنَابِ بِإِيضَاحِ مَا يَجِبُ عَلَى الإِنسَانِ أنْ يَأخُذَهُ مِنْ دُنيَاهُ لآخِرَتِهِ، وَمِنْ شَبَابِهِ لِشَيخُوخَتِهِ. وَهِيَ جُمْلَةٌ إِنشَائِيَّةٌ استَخَدَمَتْ صِيغَةَ الأمْرِ الحَقِيقِيِّ لإِلزَامِ العَبدِ بِمَضمُونِهَا. نَاسَبَتِ الجُملَةَ الخَبَرِيَّةَ المُؤَكَّدَةَ فِي الفَقرَةِ السَّابِقَةِ: "إِنَّ المُؤمِنَ بَينَ مَخَافَتَينِ" تَقَعُ مِنهَا مَوقِعَ النَّتِيجَةِ مِنَ السَّبَبِ. وَمِنَ المُحَسِّناتِ البَدِيعِيَّةِ الَّتِي استَخدَمَهَا النَّبيُّ عَلَيهِ الصلاة والسَّلامُ فِي هَذِهِ الخُطبَةِ: "الطِّبَاقُ" وَهُوَ الإِتيَانُ بِالكَلِمَةِ وَضِدِّهَا, وَفَائِدَتُهُ إِبرَازُ المَعَانِي بِالتَّضَادِ. وَمِنْ أمثِلَةِ الطِّبَاقِ قَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (دُنيَاهُ، آخِرَتِهِ) وَقَولُهُ: (الشَّبِيبَةِ، الْهَرَمِ) وَقَولُهُ: (الْحَيَاةِ، الْمَوْتِ).


وَقَد خَتَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خُطْبَتَهُ هَذِهِ بِتَأكيِدِ مَا تَقَدَّمَ, فَأقسَمَ عَلَى أنَّ الإِنسَانَ إِذَا مَاتَ انتَهَى رَجَاؤُهُ، وَلَمْ تَبقَ أمَامَهُ فُرصَةٌ يَتَدَارَكُ بِهَا مَا فَاتَ، أو يَعتَذِرُ عَنْ ذُنُوبِهِ، وَإِنَّمَا أمَامَهُ الثَّوَابُ، أوِ العِقَابُ: الجَنَّةُ إِذَا كَانَ مُحسِنًا, وَالنَّارُ إِذَا كَانَ مُسِيئًا. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ دَارٍ إِلا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ». وَالقَسَمُ أُسلُوبُ تَوكِيدٍ يُوحِي بِقُدْرَةِ اللهِ, وَسَيطَرَتِهِ عَلَى النُّفُوسِ. وَقَولُهُ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ" كِنَايَةٌ عَنْ مَوصُوفٍ هُوَ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.


وَقَولُهُ "بِيَدِهِ" مَجَازٌ مُرسَلٌ عَنِ القُدرَةِ عَلاقَتُهُ السَّبَبِيَّةُ. وَقَولُهُ: "مُستَعْتَبٌ" اِستَعْتَبَ وَأعْتَبَ بِمَعْنىً وَاحِدٍ هُوَ: سَرَّهُ بَعدَمَا سَاءَهُ, وَيُقَالُ أَيضًا: اِستَعْتَبَ: بِمَعنَى طَلَبَ أَنْ يُعْتَبَ. وَهُوَ مَجرُورٌ بِـ "مِنْ" الدَّالَّةِ عَلَى التَّبعِيضِ، فِي تَعبِيرٍ يُوحِي بِالقِلَّةِ، أيْ: وَلا حَتَّى مُستَعتَبٍ وَاحِدٍ. وَاستَخدَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أُسلُوبَ القَصْرِ بـ"مَا وَإِلا"؛ لِيَقْصُرَ المَصِيرَ عَلَى أحَدِ الأمرَينِ المَذكُورَينِ بَعدَهُ لا ثَالِثَ لَهُمَا، وَيَدعُو إِلَى تَحكِيمِ العَقْلِ عِندَ الاختِيَارِ، الجَنَّةَ أوِ النَّارَ.


وَهَذَا النَّصُّ لَونٌ مِنَ الخِطَابَةِ الدِّينِيَّةِ, وَقَدِ اشتَمَلَتِ الخُطبَةُ عَلَى مُقَدِّمَةٍ قَصِيرَةٍ "أيُّهَا النَّاسُ" تَلاهَا عَرْضُ المَوضُوعِ مُعتَمِدًا عَلَى التِّكرَارِ وَالإِطنَابِ وَالإِقنَاعِ وَالاستِمَالَةِ، وَجَاءَتِ الخَاتِمَةُ «فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ دَارٍ إِلا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ». وَفِيهَا تَلْخِيصٌ لِهَدَفِ الخُطبَةِ. وَقَدِ أمتَازَ أُسلُوبُ النَّبِيِّ الخِطَابِيُّ بِخَصَائِصَ فَنِّيةٍ أهَمُهَا: السُّهُولَةُ, وَالوُضُوحُ، وَالإِقنَاعُ, وَالإِمتَاعُ، وَالتَّنوِيعُ بَينَ الخَبَرِ وَالإِنشَاءِ.


احبتنا الكرام: نَشكُرُكُم, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد أحمد النادي - ولاية الأردن

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع