الإثنين، 26 محرّم 1447هـ| 2025/07/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بقي لانتصار ثورتنا خطوة

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1501 مرات


منذ أن بدأت الثورات المباركة في البلاد العربية وتنقلت من بلد إلى آخر ونحن نباركها، ونقف على منجزاتها، ونحلل أسباب قيامها. فبعد بدئها في تونس الخضراء استبشرنا الخير الكثير وتفاءلنا بعد أن كاد اليأس يقترب من النفوس، وقلنا ثورة مباركة تسعى لاسترداد حق الشعب في السلطان الذي سلبه حكام الضرار منه، وزدنا على هذا أن هذه الثورة شعلة سوف تنفجر وتخرج الخبيث من أرضنا وتطرد المحتل من بلادنا. وبعدها بدأت ثورة ليبيا عمر المختار، التي طردت الاحتلال من قبل، وقلنا ها هو شعب ليبيا يعمل بكل جهد لإخراج حاكمها وإلقائه في مزبلة التاريخ، فيسطّر للأمة تاريخاً مجيداً. ثم تحركت أرض الكنانة، وانتفضت للتحرر من طاغوت العصر، عراب اليهود والأمريكان, فثارت، وقتل الكثير من أجل شعارات جميلة "حرية، وعدالة اجتماعية". وعلى أثرها تحركت أرض الحكمة (اليمن)، فخرج أهلها بالآلاف في الشوارع، واعتصموا من أجل تخليص أنفسهم من صالح ونسله. وآخر هذه الثورات ثورة رفعت شعارا جميلا، يسمع الميت في قبره، ويعيد للنفوس ذكرياتها، ويذكِّر المؤمنين بأحاديث نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، ألا وهي ثورة الشام.


لقد حاكوا لثورة تونس من قبل المكيدة تلو المكيدة، واصطنعوا لها قادة أصحاب فنادق وشقق فارهة في فرنسا وإنجلترا، بعدها هرب ابن علي تاركا خلفه جيشا من العملاء يشاركون في الثورة ويقودونها ليعيدوا أنفسهم إلى سدة الحكم. فكان ما حدث في تونس مسرحية هزلية دغدغت مشاعر الشعب، بمجيء حركة تسمي نفسها إسلامية، لمدة مفروضة، ومن أجل غاية رخيصة هي تخدير مشاعر الناس الغاضبة، وإعادة الانتخابات، التي من خلالها نُصّب على رقاب الناس حكام الأمس، باسم الثورة والديمقراطية! فللناس أن يصيحوا، أين ثورتنا التي من أجلها استشهد أبناؤنا؟ لقد ركبها عملاء الغرب، وضيّعوها، وباعوها على طبق من ذهب لحكام الأمس.


وكذالك الأمر في ليبيا، ثار الناس، واستشهد الشباب والشيوخ، قاتلوا وناضلوا، رفعوا شعارا جميلا "نريد تحكيم شرع الله في الأرض", قرءوا القرآن ودرسوا السيرة، ولكن الغرب جاء بجيشه ورجاله وأكثروا في البلاد الفساد، وساروا على نفس نهجهم في تونس، من انتخابات هزلية، فازت من خلالها كتلة باسم الإسلام لم يكن لها أثر في ليبيا، من أجل غاية نجحوا في تحقيقها في تونس, وهي تسكين غضب الشعب مدة كافية ليعدّ العدة ويرتب الأوراق من جديد، ويعيد الحكم نفسه بوجوه جديدة. لكن الأمر لم يسر كما شاء الغرب، فلكل شعب اختلافاته، فاضطر إلى دعم رجال سطّروا أسماءهم في مزبلة التاريخ بالسلاح والعتاد، لأجل منصب وهمي وأموال زائلة فكان الحل العسكري من أجل تسهيل سرقة الثورة والبلاد أمام أعين أهلها، وبدعم من جيرانها من المغرب والجزائر ومصر.


أما أرض الحكمة (اليمن السعيد), فقد استخدم أهلها الحكمة في ثورتهم، وانتشروا في الميادين والشوارع مطالبين بإسقاط النظام لشهور طوال، فقتل منهم من قتل من أجل التخلص من حكم صالح وأبنائه البارين بالإنجليز والغرب الكافر. لكن الإنجليز تآمروا عليهم، وحاكوا في ظلام الليل المؤامرات ضد ثورتهم، وقبلوا باقتسام الثورة مع الأمريكان، فاستخدموا كل قواهم، من زعماء العشائر، وأتباعهم من أجل نتيجة لا يقبلها أصغر ثائر من ثوار اليمن. حيث صنعوا لهم حكومة وأخرجوا لهم صالحا وأبقوا أذرع الإخطبوط، تصول وتجول في الأرض من أجل التآمر على شعب اليمن وثورتهم. فبعد أن صرخ الشعب ثورة من أجل الحرية، جيء له من أقصى الأرض بملة ومذهب دخيل، بمؤامرة مزدوجة بين عدوة الإسلام والمسلمين (أمريكا)، وهادمة عزة الإسلام والمسلمين (الإنجليز)، فأدخلوا البلاد في عدم الاستقرار وجعلوها على فوهة البركان، وأشعلوا النار بين الناس لإذكاء حرب طائفية، فوقف الشعب حيرانا كيف الخلاص، وكيف تعود الثورة لطريقها الصحيح؟


ثم كانت ثورة مصر الكنانة، التي قادها الشباب ونزلوا في الشوارع والميادين يصيحون بأعلى صوتهم: "الشعب يريد إسقاط النظام", قُتل منهم المئات وحتى الألوف في الميادين، من أجل غاية وضعوها أمام أعينهم، وهي الحرية والعدالة الاجتماعية. فكادوا أن يصلوا إلى مبتغاهم وتحقيق هدفهم لولا أن استيقظ البيت الأبيض على عميل أصبح فاقدا للشرعية، وشعب يخرج في الشوارع والميادين مطالباً بإسقاط النظام، فثقل عليه الأمر، وحاك المكائد والمؤامرات، حتى وصل به إلى استخدام الورقة الحمراء التي يستخدمها كل مفلس وجبان, وعقد الانتخابات من أجل الإبقاء على البلاد تحت نفوذه وسلطانه, فجيء بعملاء يحيكون المؤامرات تلو المؤامرات، وصوّروا الأمر على أن الشعب راضٍ، وأنه كان يخرج إلى الميادين منادياً بعملاء الأمس ليحكمه ويتحكم برقابه! فصدق ذلك البسطاء، واستيقظ الشعب على وجوه الأمس حكاما لليوم، بعد سفك الدماء في الميادين، وزجّ الآلاف في السجون حتى كادت تفرغ البلاد. فكانت ثورة من أجل تصحيح المسار بما يرضى عنه ساكن البيت الأبيض، وقاتل الجنود، سافك الدماء، منتهك الحرمات، محتل المقدسات (يهود). فصاح الناس أين ثورتنا التي ركبها المتسلقون وباعها المأجورون؟ فلم يجب عن سؤالهم قائد جيشهم، عميل أمريكا، ربيب يهود, بل أسقط على رؤوسهم الحمم، وهدم بيوتهم، وأغلق معابر غزة هاشم، وهذا كله باسم الثورة وتصحيح المسار. فوقفت الحرائر وأمهات الشهداء تسأل حقها ودماءها، فجاء الجواب أن القاتل حر طليق، يخاطب الشعب ويشكره على حسن سلوكه، وعدم نسيان الماضي القريب! وبقي السؤال أين الثورة والعدالة والحرية؟


وها نحن الآن في أرض المحشر والمنشر، وبلاد عمود الدين (الشام), سنين طوال جربوا فيها كل الحيل والمؤامرات، لكنها بقيت عصية على مؤامراتهم، وبقي الشعب ينادي بشعار "هي لله، هي لله"، ولم يقبلوا بأوراق محروقة استخدمت في البلاد. فقتلوا منهم الآلاف وهجروا الملايين، وصنعوا لهم فزاعة جديدة من جنس ثورتهم، تجعلهم يرتبكون ويحتارون بعد سنين طوال من النضال، وشكّلوا وقت اشتغال الثوار في ثورتهم جماعة سموها بما شاءوا، من أجل ضرب الثورة وحرفها عن وجهتها، ووفّروا لها كل وسائل الحياة والبقاء وحتى التوسع، و لم يكتفوا بذلك فجيّشوا الجيوش وصنعوا الحلفاء بذريعة حقوق الإنسان. واستخدموا طائرات دفع ثمنها الشعب بدمائه وتعبه من أجل الدفاع عنه.


فوقفت الشعوب بعد هذه الثورات تتساءل: ألهذا ثارت بلادنا؟ وأنفقنا فيها من أموالنا وأنفسنا؟ وتصايح الناس كلهم: ما لهذا ثرنا ولا لهذا قمنا ولا لهذا انتفضنا. ومنهم من قال أنها سُرِقت وتحايلوا علينا وركبوا ثورتنا، وآخرون قالوا أن الثورة فكرة لا هدف يرجى منها, وأخيرا خرج صوت يقول أن الثورة أسلوب فاشل في تحقيق الغاية التي تستحق التضحية والموت في سبيلها.


قد يشك بعض المشككين في الثورة بحسن نية أو بسوئها، لكن السؤال العريض هو هل الثورة كانت على أساسٍ خاطئ وتطالب بما يصعب تحقيقه، أم أن هناك من حاك لها المؤامرات وحوّلها عن اتجاها ومسخ أهدافها؟ إن الثورات المباركة التي قامت بها الشعوب ثورات مباركة، وأهدافها في مجملها حق شرعي تضمنه لها جميع الأنظمة والشرائع، لكن ما ينقص هذه الثورة ويجعلها تحقق أهدافها هو البوصلة. فالفكرة وحدها مهما كانت جميلة، إن لم تصحبها طريقة من جنسها، عملية في تطبيقها، مقنعة للعقل، فستفشل بلا شك. وفكرتنا إسلامية، فينبغي أن تكون الطريقة إسلامية، ومن نفس المصدر، وإلا لكان الفشل محتوماً، وفقدنا الدعم الروحي. فما نحتاجه في ثورتنا هو توجيه الدفة إلى الغاية، ومعرفة الهدف من الثورة، وكيف نصل إلى المرفأ الأخير، ألا وهو رضوان الله، غاية الغايات من أي عمل. وقد بقي لنا حتى نصل إلى بر الأمان خطوة، والآن نحن أقرب أكثر من أي وقت مضى من القدرة على تحريك الدفة في هذه السفينة، فما علينا إلا إرشاد أنفسنا إلى الغاية النبيلة والهدف الغالي والثمين الذي نسعى له ونأمل من الله أن يحققه، فنحصِّل إحدى الحسنيين إما النصر وإما الاستشهاد من أجل نصرة دين الله، بسلك الطريق الذي سلكه الرسول الأعظم ونهجه لنا في التغيير، فنرضي الله عز وجل، بتطبيق شرعه، ورفع راية رسوله خفاقة فوق الرؤوس.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

إقرأ المزيد...

ألم الوحدة في عصر الاتصالات

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 775 مرات

 

مع تقدم العمران وتمدّن البشر وانكماش الأسرة، التي اختزلها الكثيرون في الخلية المصغرة للأب والأم والأولاد وزيارات متباعدة للجد والجدة، يتكرر على مسامعنا شكوى الناس من الانشغال ومن الوحدة والعزلة في آن واحد. الكل مشغول ويشعر بالضجر والملل وكمّ من المشاعر المتناقضة. وتتكرر هذه الشكوى من الصغار والكبار وكأن هناك خللاً في توظيف التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت في متناول شريحة كبيرة من الناس لتخفيف مشكلات المجتمعات الرأسمالية وتغيير نمط العيش في هذه المجتمعات.


ساعات طويلة يقضيها طفل هذا العصر ومنذ نعومة أظفاره مع التلفاز وأجهزة التصفح من آيبادات وهواتف ذكية وأجهزة حديثة للأطفال، يقلب صفحاتها ويتيه في عالمها البعيد بينما ينعزل أهله عنه أيضا بأجهزة تصفح وعوالم أخرى.. يتواجد الأهل في نفس المكان ويعمّ الصمت أركان البيت! هكذا ينشأ الطفل في عزلة وفقدان للتواصل مع الأهل والمحيط ويسميه البعض مجازا جيل التكنولوجيا بدلا من تسميته جيلا فاقدا للتواصل. وتمر أجمل سنوات العمر في عالم افتراضي يختزل المشاعر البشرية في بطاقات وصور جامدة ورسوم كرتون ترفيهية تعبر عن مشاعر مختلفة! أجهزة تختصر المسافات وتختصر العلاقات في آن واحد.. إنه عالم متناقض يصل الناس ببعض ويبعدهم عن التواصل البشري!


لقد تسببت الحضارات الصناعية في غربة نفس وألم يعاني منهما الإنسان الغربي، وما نشهده اليوم ليست العزلة التي تؤدي للتأمل والتدبر والصفاء بل عزلة صاخبة مليئة بالأحداث والضوضاء لا تترك لصاحبها مجالا لأن يختلي بنفسه ويتأمل أو أن يتواصل مع الناس. إنها عزلة مفروضة على الإنسان المتمدن في العصر الحديث تأسره في قوالب معينة وتوحي له بالاستقلالية بينما هو فرد من قطيع استهلاكي مخدر بإبر التكنولوجيا الحديثة. فتراه يلهث وراء كسب العيش والتنافس والحصول على أكبر قدر من الربح وكأنه يهرب باستمرار من أزمة روحية واجتماعية خانقة. تحولت هذه العزلة في الغرب لوباء وتكررت تحذيرات المتخصصين من أثرها على المسنين والشباب والأمهات اللاتي وضعن حديثا. وقد لامس الكاتب البريطاني جورج مونبيوت وتراً حساساً حينما نشر مقاله الشهير "عصر الوحدة يقتلنا" في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول ونُشر في الجارديان قبل أن ينتشر بشكل واسع ليدق أجراس الخطر وينوه عن انهيار اجتماعي للمجتمعات الرأسمالية. أشار الكاتب لأثر هذه الوحدة خصوصاً على كبار السن والتي بلغت حد الخطورة القصوى وصارت محض اهتمام الباحثين. ففي دراسة لمؤسسة "العصر المستقل" أكدت أن "العزلة القاسية في إنجلترا قد أصابت حياة 700 ألف رجل و1.1 مليون امرأة فوق الخمسين." انتشرت الدراسات التي تقارن مخاطر العزلة على صحة الإنسان بتدخين 15 سيجارة في اليوم أو السمنة المفرطة أو ضغط الدم المرتفع أو الاكتئاب والإدمان أو حوادث الطرق أو غيرها من المخاطر التي لا تقل عن الموت البطيء في عزلة عن العالم.


تحوّل حلم الإنسان العصامي الطموح الذي يحتفل بفرديته ونجاحاته ويفتخر بنمط الحياة التي اختارها لنفسه في المجتمع إلى كابوس ينهش في الروح قبل الجسد وقد جسّد مونبيوت هذا حينما قال "لا يوجد الآن ما يمكن أن يسمى مجتمعاً، فقط البطولة الفردية. ما يهم هو الفوز، وأي شيء آخر هو مجرد أضرار جانبية غير مرغوب فيها." (من مقال مونبيوت - ترجمة محمود حسني).


أصبح الإنسان الغربي المتمدن ينظر بحسرة لعيش الفقراء من أهل القرى والصحاري ويحلم بمساء هادئ تحت ضوء القمر وفانوس صغير يجمع الأسرة في دفء ويسد الفراغ الذي صنعته مجتمعات يلهث فيها المرء ليل نهار ويصارع في كافة الأصعدة من أجل التفوق والنجاح العملي بينما الفشل الاجتماعي يحاصره من جميع الجهات. انتشرت الرحلات إلى القرى الصغيرة وسارعت الوكالات السياحية إلى ترغيب الشباب الأثرياء في القرى النائية في محاولة للتخلص من أعباء الحياة في كبرى المدن. هذه حال من استغنى بالمادة والآلة عن دفء التواصل الطبيعي وأهمية الأدوار الطبيعية في المجتمع.. نجده يتأمل في مخلوقات الله فيحسدها على هذه النعمة. تنظر الأم للطيور وهي تغرد في فخر عندما تعتني بعشّها وتحتضن صغارها وتطعمهم في عناية بينما أطفال الحياة المدنية يتنقلون بين حضن التلفاز والتابلِت والهواتف الذكية.. يسافر المرء بعيدا ليبحث عن الخلل في علاقات اجتماعية قضت عليها النزعة الفردية والنفعية بينما الأجوبة قريبة منه.. احتار الإنسان الغربي البسيط في أمره وهو يتأمل حياة كل متصالح مع الفطرة وبدا الأمر كخيارٍ قاسٍ بين الرفاهية والمدنية من جهة وحياة اجتماعية متوازنة من جهة أخرى. فحصر نفسه في إطار افتراضي.. وكأن ناطحات السحاب والمصانع الكبرى لا تقوم إلا على أنقاض الأسرة.. وكأن المدنية عدوة الترابط الأسري والبشري.. وكأن المرأة لا تنجح إلا إذا كانت أما فاشلة متنكرة للأمومة التي وهبها الله لها وكرمها بها.


لقد أسست الرأسمالية لمفهوم الفردية وقوّت في الإنسان النظرة الذاتية الأحادية التي تحصر العالم في رغباته وطموحه اللامحدود وجعلت هذه النظرة مقياساً للنجاح. بينما أهملت المجتمع والتواصل الطبيعي بين الناس وعززت عوضاً عنه دور المؤسسات الخيرية التي تخفف من قسوة الرأسمالية وتجاهلها لقيمة الإنسان. جعلت تواصل المسنين في دور خاصة وعوضت الأمهات اللاتي وضعن حديثا ببرامج متلفزة ومراكز متخصصة بعد أن سلبتهم دفء الأسرة الممتدة وجعلت للأطفال مراكز للنشء بعد أن حصرتهم في شقق كرتونية وحاصرتهم بانعدام الأمن والأمان وأعطت كل طفل هاتفا ذكيا بدلاً من تفرغ أمه لرعايته. وهذا غيض من فيض ينذر بانهيار المجتمعات الرأسمالية التي لم يبق منها سوى الهيكل الخارجي.


ها هو جبل الجليد يزحف إلى بلاد المسلمين حتى بات الجار يجهل أحوال جيرانه وأصبحت الأعياد موعدا للقاء الجار ذي القربى، وتحولت الواجبات العائلية لعبء ثقيل يتذمر منها الشباب الطموح الذي يلهث من أجل أن يحقق حلمه. وأصبحت العلاقات تنتهي بلمسة على لوحة المفاتيح بدلا من الصبر على أذى الناس وحث النفس على احتساب الأجر والثواب عند الله. تحولت العلاقات بين البشر لمجرد أسماء على قائمة الاتصال. وتحولت الأجهزة الصغيرة بين أيدي الناس لغول يفصلهم عن الواقع ويحبسهم في هوة لا قرار لها، فتكررت الشكاوى من العزلة والوحدة في بيوت تعاني من الازدحام.. نعم لقد أصبح أهل المدن المكتظة بالسكان يشكون ويعانون من العزلة!!


هرب الناس لأجهزة التواصل بحثاً عن مساحات آمنة بعيدة عن تعقد العلاقات المجتمعية وتداعي الناس في طلب الدنيا والرأسمالية التي أفسدت الحرث والنسل وأدت إلى انتشار أمراض النفوس حتى بات الناس يشكون ويشككون في بعضهم البعض.. أصبح سوءُ الظن أساس العلاقة والمنفعة حافزا للتواصل (إلا من رحم ربك). هربوا إلى عالم افتراضي لا يحتاج للتغيير، تقلب صفحاته كيفما شئت وتخرج منه متى شئت.. تفننوا في اختيار البروفايلات وتركوا الجمل بما حمل للفاسدين المفسدين. لقد غلب على توظيف التكنولوجيا الجانب السلبي الذي يحبط الهمم ويلهي عن التغيير ويعمق اعتزال الناس بدلا من أن تكون التكنولوجيا أداة لخلق الوعي ونشره.


خنقت العزلة علاقاتنا بعد أن أخذ المسلمون كل شاردة وواردة وجعلوها موضع التطبيق وتأثر المسلمون بالأفكار الوافدة.. شكى الشباب المسلم من الوحدة بالرغم من تطور الأجهزة المتوفرة بين يديه وربما بسبب هذه الأجهزة ذاتها.. انعزل كل في عالمه وليتها خلوة في طاعة وتأمل وتفكر في الخلق والخالق بل هي وحشة تأكل النفس. ليست العزلة التي أثنى عليها السلف الصالح، قال الفضيل بن عياض: "من استوحش من الوحدة، واستأنس بالناس، لم يسلم من الرياء". ليست ساعات تدبر في الخلق أو تفكر بل غربة نفس في حضرة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وانقطاع للتواصل الطبيعي بين الناس.


ختاماً نقول: إن الإسلام لا ينظر للإنسان كآلة يدر منها الربح ثم يتركها حطاماً هشاً أو عجوزا هرما يُعالج بدنه في أحسن المشافي بينما روحه تتألم في صمت ويخاف أن يموت وحيداً منكسرا قد لا يكتشفه الجيران إلا صدفة. ولا يقبل بنموذج الأم المسنة التي تمضي يومها وحيدة تراقب الهاتف وتنتظر اتصال الأحبة الذين شغلتهم الحياة وسؤالهم عنها. الإسلام ينظر لفكرة الفردية كفكرة هدامة للمجتمع لا بد من محاربتها وكشف عوارها، نظهر فسادها وزيف الأسس الفكرية التي انبثقت منها، إنها فكرة تتعارض مع فطرة الإنسان وطبيعة العلاقات التي تنشأ بين بني البشر وتسبب الشقاء والتعاسة.


لقد جعل المولى عز وجل الأسرة حصنا حصينا آمنا يوفر الدفء والسكينة للمرأة والرجل على حد سواء وهذه الأسرة هي بمثابة جهاز المناعة الذي يحمي الفرد من أمراض العصر ومصدر الأمن والأمان للأطفال. كيف يضع الإنسان بدائل للأسرة أو يهمش دورها المحوري في أي مجتمع دون أن ينهار ذلك المجتمع ويتصدع على عيون الأشهاد. ولنا عودة مع هذا الحصن المستهدف وسبل حمايته في القريب العاجل بإذن الله.


﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد

 

 

 

إقرأ المزيد...

السوريون: مهجرون ونازحون أم مسلمون؟؟؟

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 642 مرات


قالت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومقرها لندن أن 8,3 مليون لاجئ فروا من سوريا إلى خمس دول رئيسية في المنطقة وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر...


إن أعدادهم تتفاوت في هذه البلدان ولكنهم يشتركون بالمعاناة والتضييق والملاحقات، وفي لبنان فإن معيشتهم أكثر بؤسا من باقي الدول وذلك لما يمر به من أزمات متتالية وخاصة في الآونة الأخيرة حيث شهد تحركات سياسية وشعبية ودولية من أجل إنهاء ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم جبهة النصرة، إذ قام الجيش اللبناني بعمليات عسكرية في منطقة جرود عرسال حيث تواجد أعداد كبيرة من خيم السوريين، وذلك للتضييق كما يقول على المقاتلين الذين يدخلون ويخرجون من أجل الاطمئنان على ذويهم من اللاجئين السوريين.


في خضَّم كل هذه التجاذبات والتخبط في المواقف السياسية، فإن السوريين الذين هربوا من آلة القتل الهمجية والتي تمارس عليهم في بلدهم من قبل الطاغية بشار، وكأنهم لم يكفهم أنهم هُجروا من بلادهم هرباً من نيران الحرب المشتعلة التي طالت البشر والشجر والحجر..!!


وكأن السوريين لم يكفهم أن أطفالهم ينامون جوعى على إثر تعليق برنامج الغذاء العالمي مساعداته لنحو 7,1 مليون سوري... وأنهم معرضون لمخاطر صحية وجسدية خلال فصل الشتاء القارس!!


ألم يكفهم من أطفال سوريا وعائلاتهم أنهم يدفعون ثمناً باهظاً للصراع القائم في المنطقة وهو صراع مصالح ومكاسب سياسية للطرف الأقوى وللذي سيصمد إلى النهاية غير آبهين لحجم الدمار أو لهدر دماء الناس الأبرياء!!

 


أيها الشعب اللبناني:


ألم يكفهم ما حصل لهم حتى تشعروا بهم وحتى تكونوا عونا لهم؟؟ خاصة وأنكم تشاركونهم عدم العيش باستقرار في بلدكم لبنان، وعدم الشعور هذا يجعلكم تفضلون الهجرة على البقاء في ظل هكذا أجواء مشحونة وأمن غير مستتب، وكأن البلد على فوهة بركان لا أحد يعلم منكم متى سينفجر، فحالكم وحالهم سواء؛ فالوضع واحد وعدم الشعور بالأمن والأمان واحد مع فارق بسيط هو أنهم أُجبروا بالقوة على ترك بلدهم، أما أنتم أيها اللبنانيون فما يزال لديكم حرية البقاء أو الهجرة إلى بلدان أخرى..

 


أيها المسلمون في لبنان:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» إن المؤمنين إخوة في دين الله تعالى، وهذه الأخوة أقوى من كل رابطة وصلة، أقوى من حدود الوطن، فالأمة الإسلامية لا تكون أمة واحدة ولا يحصل لها قوة ولا عزة حتى ترتبط برابطة العقيدة الإسلامية، قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ - لا يتركه وقت الحاجة - وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».


كم يحتاج أطفال ونساء سوريا اليوم لمثل هذه الأخوة، لأن كربهم ومعاناتهم ما انتهت عندما هاجروا من بلادهم بل ازدادت أكثر وأكثر لأسباب عديدة منها السياسية ومنها العسكرية ومنها الوطنية النتنة، فلا نظلمهم ولا نسلمهم ليس لشيء إلا من أجل دين الله ومحبةً في الله. لأن محبة الله هي التزام المحب لمنهج الله بطاعة الله ورسوله واتباع أمرهما.


إن الأخوة في الله يجب أن ترتكز على الاعتصام بحبل الله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

 


أيتها الأمة الإسلامية:


في هذه الأيام تعيش الأمة الإسلامية ذليلة بعد أن كانت عزيزة يوم كان لها دولتها وكيانها السياسي المتمثل بالخلافة الإسلامية، لقد تقطعت الأمة الإسلامية أمماً متفرقة ودخلوا متاهات ودهاليز الأمم المتحدة والأسرة الدولية، إن المسلمين اليوم مشردون ومُعذبون ومضطهدون ولكن من سنن الله عز وجل أن تكون العاقبة للمتقين لقوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.


فنحن خير أمة أخرجت للناس فلا نجعل سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية مبرراً لبعدنا عن الله والانحراف عن ديننا وأن نرضى بالذل والخنوع لرؤوس الكفر والضلال راجين منهم أن يحلُّوا لنا قضايانا فنرجع إلى الشرعة الدولية وإلى قرارات الأمم المتحدة، ولا نركن أيضا إلى الظالمين حكام الجور في بلاد المسلمين، لأن ذلك لن يحصل أبداً ولن يكون إلا على حساب ديننا وعقيدتنا لقوله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.


فما علينا إلاّ أن نكون مع الله نلتزم دينه ونتبع نبيه صلى الله عليه وسلم ونهتدي بسيرة صحابته الكرام وأن نكون أمثال المؤمنين الذين قال الله عنهم ﴿فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.


نسأل الله تعالى أن يغسل قلوب المؤمنين بالمحبة، وأن يجعلنا كما أمرنا وكما ينبغي أن نكون عليه أحبة لوجهه الكريم وابتغاء مرضاته، اللهم آمين يا رب العالمين..



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عبد الله

 

 

 

إقرأ المزيد...

كتاب إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي ح5

الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات الرسل أطباء القلوب

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1022 مرات


وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة، التي لم يجئ بها الرسل، فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟ فالرسل أطباء القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد، والتسليم لهم، والله المستعان.

 

 

مدارج السالكين




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق قمة الدوحة والسعي إلى موقف موحد لمواجهة التحديات

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 926 مرات


الخبر:


أورد موقع روسيا اليوم يوم الاثنين 2014/12/8 خبراً جاء فيه: "تعقد في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول القمة الخليجية وسط تحديات متصاعدة، دفعت القادة الخليجيين إلى تسوية خلافاتهم ومحاولة التكاتف لمواجهة استحقاقاتها.


ومن أبرز القضايا التي يبحثها قادة دول المنطقة في القمة الخليجية الـ35 الحرب على الإرهاب، والتجاذبات الإقليمية، وتهاوي أسعار النفط، بالإضافة إلى العلاقة مع إيران، وتنامي نفوذها، والمسائل المتعلقة ببرنامجها النووي، مع سعي القادة الخليجيين إلى بلورة موقف موحد من هذه القضايا.


وتبرز في الجانب السياسي العلاقة مع مصر التي كان الموقف منها من أبرز نقاط الخلاف بين الدول الخليجية وقطر. وتسعى بالأخص المملكة العربية السعودية والإمارات إلى حشد التأييد لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحد من دعم جماعة الإخوان المسلمين المتهمة بتهديد استقرار مصر وعدد من الدول الخليجية.


ويسعى القادة الخليجيون في هذه القمة إلى دعم استقرار اليمن من خلال مساندة الحوار الداخلي الهادف إلى إنهاء الفوضى والعنف في هذا البلد الجار لدول المجلس، إضافة إلى دعم السلطات اليمنية ومطالبة المتمردين الحوثيين بتسليم مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية إلى الشرعية."


التعليق:


يا الله.. يا رب العالمين.. برحمتك نستغيث.. كن لنا عوناً وناصراً.. يا رب تكالبت علينا الشعوب والأمم وأحاطت بنا، كما السوار للمعصم، فيا مغيث أغث أمة نبيك وصفيك محمد، لُمّ شملهم ووحد كلمتهم على طاعتك وإعزاز دينك.. يا ذا الجلال والإكرام، اجعل كيدهم في نحورهم، وتدميرهم في تدبيرهم، اجعله يا الله آخر المؤامرات والخيانات والمؤتمرات.


ما الدوحة وحكامها إلا رويبضات مردوا على الخيانة والعمالة للغرب، هم وإخوانهم حكام الخليج يوحدون الكلمة، ويرصون الصفوف، لماذا؟!! ليشدوا قبضتهم على الإرهاب.. عفواً.. بل الإسلام كل الإسلام، ليمكروا ويكيدوا لكل من يسعى لإعزاز هذا الدين، ولينصروا ويناصروا الغرب المجرم في مخططاته لإفشال عودة الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، لا بل أيضاً يساهمون في دعم وتمويل المشاريع الساعية لإجهاض نهضة المسلمين، لكن أنّى لهم هذا وهم في صف الباطل يصارعون الحق، وهم مخلوقات عاجزة ناقصة، والله يؤيد المخلصين وهو القوي العزيز الذي إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون.


بلاد المسلمين المليئة بالخيرات والتي تستطيع بكلمة واحدة - إذا أخلصت لله - أن تهز الغرب وتوقف شريان الحياة والصناعة لديه، لكن العمالة والخيانة أبت أن تفارق أهلها، يدعمون ويمولون الأعداء ويتركون أبناء المسلمين تحت الثلج والعواصف، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.


هي مطابخ سياسية متعفنة، بأيدي من يدعون الإسلام، فما نظام إيران إلا فزاعة لإخافة الشعوب والزج بهم إلى هاوية المؤتمرات، ونظام مصر واليمن.. كلها كذلك صناعة أوروبية بامتياز برعاية خليجية حتى يكون من يقتلنا من جلدتنا ومن مدعي العروبة والإسلام، لكن يأبى الله إلا أن يفضح هؤلاء على عيون الأشهاد، ويرى كل من ألقى السمع وهو شهيد مدى نذالة وخسة الرويبضات؛ حتى يتيقن القاصي والداني أن لا رفعة ولا نهضة ولا إعزاز لدين الله إلا بقلع هؤلاء من جذورهم وتطهير البلاد والعباد من طغيانهم وجبروتهم، ونعود خير أمة أخرجت للناس، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: ريحانة الجنة

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع