بيان صحفي يا أردوغان! كيف ترى صديقاً من يراه الله ورسوله عدواً؟! (مترجم)
- نشر في تركيا
- قيم الموضوع
- قراءة: 965 مرات
حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: قال لي ابن عمر: يا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا؟
حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة قال: قال أبو الدرداء: اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى.
كتاب الزهد للإمام وكيع بن الجراح
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبر:
انتقد رجب طيب أردوغان "وقاحة" الولايات المتحدة حول النزاع السوري، مما يكشف مدى التوتر القائم بين أنقرة وواشنطن بأيام قليلة فقط بعد أن اجتمع الرئيس التركي مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقد توترت العلاقات في الأشهر الأخيرة بسبب إحجام القادة الأتراك عن التدخل عسكريا في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين سيطروا على مساحات واسعة من العراق وسوريا. واتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها "وقحة" في الضغط عليه لمساعدة مدينة كوباني المحاصرة من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي تقع على مرمى البصر من الحدود التركية.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام مجموعة من رجال الأعمال في أنقرة في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة: "لماذا يأتي شخص من مسافة 12 ألف كلم إلى هذه المنطقة؟" وأضاف: "أريدكم أن تعلموا أننا ضد الوقاحة والتهوّر والمطالب التي لا تنتهي".
وقد أهان بايدن أردوغان الشهر الماضي بالقول أن سياساته المقترحة في سوريا قد ساعدت على قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام، إهانةً دفعت الرئيس التركي إلى التحذير من مآل علاقته بنائب الرئيس الأمريكي.
إن واشنطن تضغط على أنقرة لاستخدام قاعدة أنجرليك الجوية جنوب تركيا كي تتمكن المقاتلات الأمريكية من قيادة الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من هناك. ولكن تركيا رفضت الرضوخ للضغوط، ووضعت عدة شروط للعب دور أكبر في الائتلاف. وأضاف أردوغان: "لم ينظروا إلينا لما ذبح الطاغية بشار الأسد أكثر من 300 ألف شخص، وظلوا صامتين أمام همجية الأسد، وفجأة يتحرك ضميرهم الآن من أجل كوباني، سوف نحل مشاكلنا، ليس بمساعدة "العقل المدبّر" لكن بمساعدة شعبنا." وختم بايدن زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى تركيا يوم الأحد دون تحقيق أي تقدم في مسألة التعاون العسكري في الأزمة السورية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهم أردوغان الغرب بالقدوم للمنطقة من أجل النفط. قال يوم الاثنين "أنا دائم اللقاء معهم ولكنهم لا يذهبون إلى أبعد مما أقول، ليس لديهم أية حساسيات، ليس لديهم إلا حساسية واحدة: النفط، والنفط، والنفط ،..." ( المصدر: الجزيرة 26 نوفمبر 2014)
التعليق:
لقد ذكر أردوغان هنا بعض الحقائق ولو جزئيا. فلماذا ظلت الولايات المتحدة والغرب غير مبالين بذبح مئات الآلاف من المسلمين على يد بشار الأسد، فيما هي الآن حريصة على العمل (وإن كان ذلك بوتيرة بطيئة) ضد تنظيم الدولة؟ لماذا كانوا عمياً صامتين عن مذبحة الشعب السوري؟ هل هناك فرق بين وحشية ذلك الطاغية ووحشية التنظيم؟
إذا كان أردوغان يدّعي أن الولايات المتحدة لديها "حساسيات" ويريدون فقط "النفط"، فلماذا قال أنه يتوقع من الولايات المتحدة أن تتصرف فجأة بطريقة مختلفة وتخلّص العالم من دميتها؟ هل من المعقول أن نتوقع من ابن آوى أن يغير من طبيعته؟
السؤال الأصح هو: لماذا أردوغان الذي يملك الجيش التركي القوي كما يقول، وهو القوة الثانية في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، لماذا لم يذهب لمساعدة المسلمين؟ ومن المؤكد أن الأمة الإسلامية لديها الحق الأكبر في أن تتوقع تحرك أردوغان وليس أوباما للتخلص من بشار ونظامه الدموي. أين أردوغان من نبل الخليفة المعتصم بالله الذي استجاب لنداء امرأة مسلمة واحدة، لم يرسل فقط جيشا لتحرير المسلمين، بل قاد بنفسه الجيش الذي فتح عمورية واحدة من أكبر المدن البيزنطية في ذلك الوقت.
كم هو شاسع الفرق بين زعيم عاجز لـ"دولة حديثة ديمقراطية قوية" يستنجد بطاغوت، وبين قائد مخلص مؤمن بالله، كم هو مؤسف ومخجل الأول وكم هو نبيل هذا الأخير.
إن أبناء الإسلام الحقيقيين من الجيش التركي يستطيعون تنقية سوريا من دنس بشار وجميع شبيحته المتعطشين للدم في غضون أشهر إن لم يكن أسابيع. عندها سنستطيع رؤية الفرق في تطبيق الإسلام بين الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة، وبين من يزعمون أنهم يفعلون ذلك.
إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا في سورة النساء الآية 75 بقوله:
﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حمزة محمد
الخبر:
نشر موقع خبر التركي خبرا جاء فيه: بعد الاتصالات الرسمية التي أجراها مع أنقرة في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها العام الماضي، وصل رئيس الاتحاد الفيدرالي الروسي في زيارة إلى تركيا. وستوضع على طاولة المباحثات في هذه الزيارة الحرجة قضايا أوكرانيا والقرم. وستحتل الطاقة والتجارة أولويات المباحثات الثنائية. وروسيا التي تبحث عن بديل اقتصادي في أعقاب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية في أعقاب التطورات الجارية في أوكرانيا والقرم؛ تقيم تركيا بديلاً مناسباً. وسيطالب بوتين في هذا الإطار رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين. وسيطالب برفع مستوى التبادل التجاري من 35 مليار دولار حالياً إلى 100 مليار دولار في عام 2020.
التعليق:
جاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار الانضمام إلى الاجتماع الخامس لمجلس التعاون التركي الروسي عالي المستوى (ÜDİK) 1 الذي ينعقد في كانون الأول. وشكلت القضايا الإقليمية والعلاقات الاقتصادية الثنائية أولويات هذه الزيارة التي تشهد اهتماما كبيراً من قبل وسائل الإعلام.
ومهما حاولت وسائل الإعلام أن ترسم من خلال أخبارها أن العلاقات التركية الروسية تنتقل من نصر إلى نصر؛ فإن الأمور ليست كما تبدو. فتركيا تأخذ 58% من غازها الطبيعي، و8% من بترولها، و32% من فحمها الحجري من روسيا. ويستهدف حسب الأخبار رفع سقف التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار، حيث يبلغ التبادل التجاري الحالي 32 مليار دولار. تصدر روسيا إلى تركيا ما قيمته 25 مليار دولار، مقابل 7 مليار دولار قيمة ما تصدره تركيا إلى روسيا.
ووعد بوتين تركيا بتخفيض 6% من سعر الغاز، وزيادة 3 مليار متر مكعب من الغاز أمر متوقع أصلاً. وعلى الرغم من التخفيض الحاصل فإن تركيا لا تزال تحصل على الغاز من روسيا بسعر أعلى مما تحصل عليه أية دولة أوروبية. وتخفيض السعر وزيادة 3 مليار متر مكعب تجعل تركيا مرتبطة أكثر بروسيا.
وهنا أمران لا بد من التأكيد عليهما: تركيا ستطلب من روسيا بناء مفاعلها النووي. والمفاعل الذي تبنيه في بلادها بـ 10 مليار دولار ستبنيه في تركيا بـ 20 مليار دولار. وسيكون هذا الأمر مزيداً من الارتباط مع روسيا علاوة على المزيد من ارتباطها في موضوع الغاز مع الزيادة الموعودة بها. أي أن روسيا ترى بأنه "لا بأس بالدجاج من الموضع الذي ينتظر منه الإوز".
وهذا كله يأتي في أعقاب الاحتلال الروسي للقرم، والعقوبات الأمريكية الأوروبية الاقتصادية المفروضة على روسيا بسببه. علاوة على أن ذلك يأتي في ظروف يعاني منه الاقتصاد الروسي من الاضطراب نتيجة تدهور أسعار النفط.
لقد تم تقييم هذه الاتفاقيات في الإعلام التركي على أنها تقارب روسي من تركيا وعقوبة روسية للأوروبيين. علاوة على أنها تسوق "كنجاح سياسي حقيقي" بلفت الأنظار على أن الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين في قضايا سياسية كثيرة بين البلدين مثل سوريا وغيرها، نعم هذا الاختلاف السياسي بين البلدين لم يشكل عائقا أمام تطوير العلاقات الاقتصادية. لكن هذا غير صحيح بالتأكيد. ففاتورة هذه الاتفاقيات ستظهر في الأيام القادمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز
الخبر:
اجتمع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة 2014/11/28 بوفد من الائتلاف الوطني السوري يمثل كافة الكتل السياسية برئاسة رئيس الائتلاف هادي البحرة.
وحسب مصادر العربية، تناول الاجتماع مع الوزير التركي، الذي جرى في مبنى الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، الوضع الميداني في حلب، ومبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وموضوع المنطقة الآمنة الذي طرحته أنقرة خلال الفترة الماضية، بالإضافة لزيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتركيا وتوافق الجانبين حول المنطقة الآمنة، حيث أكدت المصادر أن مواقف الجانبين التركي والأمريكي متطابقة حول المنطقة الآمنة، ويتم الآن دراسة تفاصيل هذه المنطقة، ومن المرتقب عقد اجتماع أميركي تركي فرنسي خلال الفترة القادمة لمناقشة المطلب التركي حول المنطقة الآمنة والوضع في حلب.
التعليق:
لا شك أن فشل الإدارة الأمريكية في احتواء ثورة الشام أجبرها على التوافق على ما كانت ترفضه سابقا (منطقة آمنة)، رغم كل النداءات التي وجهت في حينها ورغم الوضع الإنساني الملحّ الذي كان ممكناً أن يجنب وقتها المسلمين في سوريا معاناة التشرد والتقتيل، إلا أن هذا التوافق ليس للحفاظ على دماء ما تبقى من أهلنا في بلاد الشام؛ فهي التي تقتلهم بيد عميلها المجرم بشار، وإنما هو من أجل ترتيب جديد يسمح لمعارضة الفنادق بالدخول إلى المناطق المحررة تحت غطاء دولي يحميها من طيران المجرم بشار لتستكمل الدور الذي رسم لهذه المعارضة في قيادة الثورة إلى مذبح الديمقراطية. فما مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بتجميد الصراع في سوريا وخاصة في حلب والتوافق التركي الأمريكي على إيجاد منطقة آمنة وتدريب بعض الفصائل التي باعت دينها بعرض من الدنيا قليل تحت إشراف المخابرات الأمريكية إلا تمهيدٌ لذلك.
أيها المسلمون في شام العزة:
إن مكر أمريكا على ثورة الشام مكر عظيم، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾، فلا تسمحوا لأحد أن يتاجر بدماء أبنائكم، وقد بات بديهيا لكل مسلم أن الائتلاف الذي يدعي أنه الممثل الشرعي الوحيد للثورة السورية هو صنيعة أمريكا التي تعمل على إعداد البديل عن عميلها بشار ليجهض هذه الثورة المباركة، ويحافظ على مصالح أسياده في المنطقة.
فكونوا يدا واحدة على من والى الغرب ويريد أن يهدر كل التضحيات التي ضحتها هذه الأمة في هذه الثورة المباركة، واعملوا مع المخلصين من أبنائكم البررة للوصول إلى بر الأمان خلافة راشدة على منهاج النبوة.
﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الخبر:
أوردت BBC الإخبارية خبراً جاء فيه:
"دعا البابا فرانسيس يوم الجمعة إلى التسامح الديني والحوار بين الأديان كوسيلة لمحاربة التطرف في الشرق الأوسط. وجاءت هذه الدعوة أثناء لقائه مع الزعماء الأتراك في أول يوم من أيام زيارةٍ بابوية نادرة قام بها لبلد جل أهله من المسلمين."
"وأشار البابا إلى أنه لا يوجد مؤشر على أن أعمال العنف التي يقوم بها الإرهابيون في العراق وسوريا في طريقها للانحسار، مع ما يصاحبها من اضطهاد شديد للنصارى واليزيديين على نحو خاص".
وأضاف "لقد أجبر مئات الألوف من الأشخاص على مغادرة منازلهم وبلدانهم استبقاء لأرواحهم وحفاظاً على معتقداتهم الدينية."
التعليق:
يزور بابا الفاتيكان تركيا التي ما حلم يوم كانت عاصمة الخلافة العثمانية الإسلامية بزيارتها ولا مخاطبة خليفتها، ولا التدخل في شؤون المسلمين، وهذه زيارة لها معان سيادية وعقائدية.
أما السيادية فحكام تركيا وأردوغان على وجه الخصوص تنازل عنها ارضاءً للبابا وقبله لأوباما وجارى يهود بمطالبهم واستثماراتهم رغم ضجيج الكلام على شاشات القنوات الفضائية والتي توصف بـ"نسمع ضجيجا ولا نرى طحنا".
أما الأمور العقائدية فما علاقة بابا الفاتيكان بما يخص الإسلام والمسلمين، فهل أجرى حواراً مع الأديان الأخرى ومع العلمانيين في بلاده وأوروبا أو وجه لهم ولقادة أوروبا وأمريكا أي انتقاد على ما يفعلونه في بلاد المسلمين من تقتيل ونهب للثروات، ودعم للحكام القتلة أمثال بشار والسيسي وبقية الحكام التابعين لحكومات الغرب؟ أم أن الحوار المفروض على المسلمين وباسم علماء بلاد المسلمين "أي علماء السلاطين" الذين لا يمثلون إلا أنفسهم وحكامهم؛ يريدون تمرير وثائق وصكوك لتبيان حقوق يهود وكل دول الكفر لكل ما يريدون ويتمنون في بلاد المسلمين، وتحصيل حقوق لأتباعهم وإظهار أن المسلمين يضطهدونهم؟ وقد تناسى كل التسامح الطبيعي والذي أقره الإسلام لكل من يحمل تابعية دولة الإسلام دولة الخلافة الإسلامية، سواء أكان نصرانياً أم يهودياً ومن هم على شاكلتهم؛ فحقوقهم محفوظة ومصونة بدافع طاعة الله تعالى ورسوله؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من آذى ذميا فقد أذاني"، بل وصرف سيدنا عمر بن الخطاب لليهودي العجوز راتبا من بيت مال المسلمين، والتاريخ الإسلامي وعلى مدى ثلاثة عشر قرنا من الزمان يشهد بحسن رعاية غير المسلمين من أهل التابعية الإسلامية، وعليه فإن ما يفعله أردوغان من تزلف للبابا ومثله وقبله حكام العرب ما هو إلا دليل صارخ على ضعفهم وأنهم ليسوا رجال دولة حقيقيين بل صُنعوا على عين الغرب الكافر لرعاية مصالحه، وهنا نقول ليقبع بابا الفاتيكان في كنيسته ولا يتدخل في شؤون المسلمين، وليوجه اللوم إلى قادة بلاده وأمريكا الذين يصنعون الإرهاب والقتل والتقتيل ويتهمون المسلمين به ليعيقوا تحرر المسلمين من استعمارهم واستعادة تحكيم دينهم الإسلام بدولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد نايل حجازات - أبو محمد
نحييكم جميعا أيها الأحبة ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد عند مسلم في صحيحه رحمه الله
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ أَنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الْأَسْلَمِيُّ يَقُولُ: لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: عُصَيْبَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ"
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عُصَيْبَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْت الْأَبْيَض بَيْت كِسْرَى)
هَذَا مِنْ الْمُعْجِزَات الظَّاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَدْ فَتَحُوهُ - بِحَمْدِ اللَّه - فِي زَمَن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ, وَالْعُصَيْبَة تَصْغِير عُصْبَة, وَهِيَ الْجَمَاعَة, وَكِسْرَى بِكَسْرِ الْكَاف وَفَتْحهَا.
عباد الله
إنها البشرى بشرى النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته أن المستقبل للإسلام وأهله وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته بفتح الأنصار (بلاد الكفر) وبشرهم بكنوز كسرى وقيصر، هذا كلام الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وقد امتنَ الله تعالى على المؤمنين بنصرهم وتمكينهم في الأرض.
فالله عز وجل بشر عباده المؤمنين بأن المستقبل للإسلام وأهله وامتن عليهم بنصره لهم بل وأمر ربنا عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبشر أصحابه وأمته بالنصر والتمكين والغلبة وبأن يبشرهم بأن المستقبل للإسلام وأهله، ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون ولو كره المشركون.
فقال سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) الصف، وقال: (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون) الصافات
يا أبناء الفاتحين:-
ليعرف العالم مآثر سلفنا الصالح وكم تعبوا في إرساء دعائم هذا الدين؟
إليكم خبر من سبقكم من الفاتحين كما أخبر بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (عُصَيْبَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْت الْأَبْيَض بَيْت كِسْرَى)
إنه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فاتح المدائن ومطفئ نار المجوسية إلى الأبد، أحد العشرة المبشرين بالجنة، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا خالي، فليرني امرؤ خاله)
هو أول من أراق دما في الإسلام بأبي وأمي كان له سلاحان رمحه ودعاؤه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم استجب له إذا دعاك)
ولما تجهز الفرس لقتال العرب قال عمر رضي الله عنه: والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب، وأراد عمر أن يقود الجيش بنفسه ولكن أهل المشورة صرفوه.
فقال عمر: فأشيروا علي برجل .. ثم قال عمر: وجدته! قالوا: من؟ قال: "الأسد عاديا في براثنه سعد بن مالك "خال المصطفى".
الأسد في براثنه يفتح المدائن، وفيها إيوان كسرى المشهور:
والغنائم التي عاد بها المسلمون إلى المدينة تجعل الإيوان يستحق شهرته، فقد كان بينها تاجه وسواران وبساط هائل مرصع باللؤلؤ والجواهر، وبنات كسرى الثلاث وعليهن من الحلل والجواهر ما يفوق الوصف.
إيوان كسرى الذي أصبح أثرا بعد عين هو الأثر الباقي من أحد قصور كسرى أنوشروان الذي تم بناءه في عهد كسرى الأول، المعروف بأنوشِروان ويعتبر من أعظم الأبنية من نوعه في ذلك العصر.
يقع جنوب مدينة بغداد في منطقة المدائن، وتعرف محليا ولدى العامة بـ (سلمان باك) على اسم الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه المدفون هناك.
لقد كان العراق من البلدان التي احتلت من قبل الفرس في أيام الدولة الساسانية وقبل تحريره على يد الخلفية الراشدي الثاني (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) كانت المدائن من عواصم بلاد فارس وكانت مقر قصر كسرى أنوشيروان الذي يعرف (بالقصر الأبيض) لدى الفرس والذي كان يحتوي على نار الفرس العظيمة التي كانوا يعبدونها - والعياذ بالله -
وكما نعلم أنه عند ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كانت من معجزات ولادته انطفاء نار الفرس التي كانت موقدة في الإيوان وانشقاق حائط طاق كسرى على طول القصر ولا يزال الشق موجودا حتى يومنا هذا في الطاق الذي كانت بمثابة مهولة أذهله الفرس في ذلك الوقت دون أن يعرفوا سببها.
ومعركة المدائن وقـعت بـين المـســلمـين والفـرس سنـة 16هـ، وقد اجتمع مع سعد رضي الله عنه ثلاثون ألفا وودعه عمر رضي الله عنه وهو يوصيه بتقوى الله والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ورمت الفرس بكل قوة وقد كان القائد الأعلى للجيش الفارسي يقود الحرب بنفسه ومعه خيرة قواد الفرس وكان الجيش مقداره (120) ألفا ويتبعها مثلها.
ولم يلق المسلمون في جميع حروبهم مقاومة أعنف مما لقوا من الفرس في هذه المعركة فلقد صبروا صبرا عجيبا، وأظهروا قدرة قتالية فائقة.
فبعد أن حاصر المسلمون القصر، ذهب إليهم سلمان الفارسي رضي الله عنه، ويقول لهم: اقبلوا واحدة من ثلاث: إما الإسلام وتكونون منا، لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإما الجزية ونمنعكم، وإما المنابذة، وفي اليوم الثالث يخرج هؤلاء الفرس، ويقبلون دفع الجزية للمسلمين.واسـتطـاع المسـلمون خـلالهـا السيطرة عـلى المـدائـن الشـرقـيــة التـي يوجد فيهـا إيوان كسرى؛ حيث عـبر سـعد نـهر دجــلة مـن أضـيق مكـان فيه بنصيحـة سـلمـان الفــارســي عــلى خيولهم، فـلمـا رأى الفرس ذلك هربوا، ودخـل سعد بن أبـي وقـاص إيوان كـسرى وكـان قبـل أيـام قـليـلة يهدد المسـلمين ويتوعدهم من قصره الأبـيض، مـقر مــلك الأكــاسـرة، الذي كــان آيــة مـن آيــات الفخـامـة والبـهــاء، وفــي ذلك القـصر صــلى سـعد بـن أبـي وقـاص صـلاة الشــكر لله عـــلى هـذا الفـتح العـظيـم وتـــلا فـــي خـشوع قـول الله تـعــالى: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) .الدخـان
فلك الله أيها الأسد فى براثنه يدير أشرس المعارك ودمامله تتقيح وتنزف وهو يكبر ويصيح - الزموا مواقفكم لا تحركوا شيئا حتى تصلوا الظهر فإني مكبر ثلاث تكبيرات فإذا كانت الرابعة فاحملوا وقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله.
وغنم المـســلمـون غـنــائـم كـثيـرة فــي فتح المدائن، منهـا: كنوز كسرى وتــاجـه وثـيــابه وأسـاوره ومن السبي بنات كسرى، فقال عمر: كيف الطريق إلى العمل معهن؟ قال علي: يُقوّمن (أي يقدر ثمنهن) ومهما بلغ الثمن يَقُوم به من يختارهن. وهن قُوِّمن وأخذهن علي (بسعر حصته من البساط الذي غنمه والذي كان بخمسين ألف دينار)، ودفع واحدة إلى عبد الله بن عمر، فجاءت منه بولده سالم، ودفع الثانية لمحمد بن أبي بكر، فجاءت منه بولده القاسم، ودفع الثالثة لولده الحسين، فجاءت منه بولده علي زين العابدين.
يا من بشركم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين:-
البشرى قائمة إلى يوم الدين، فكما بشرنا بفتح البيت الأبيض (إيوان كسرى- عقر دار الكفار) وتمت البشرى وأطفئت نار المجوس إلى الأبد وشرعت رايات العقاب على بنيانه، فهو كذلك بشرنا بفتح البيت الأبيض (في واشنطن) ثم عقر دار الكفار وبإذن الله سوف تطفأ نار الرأسمالية إلى الأبد وتشرع رايات العقاب على بنيانه وسيتم الفتح الثاني بإذن الله لأن الذي بشر به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا) رواه مسلم، ولقوله: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ) رواه أحمد
وهذا الفتح يحتاج من المسلمين إلى عودة إلى دينهم وإلى ربهم وعودة إلى منهاج النبوة إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بذلك.
يا خير أمة أخرجت للناس:-
من زعم أن النصر لا يتحقق إلا بالمعجزات فقد كذب، فقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر، وغزا المسلمون الهند، وفتحوا القسطنطينية، فلا بد من العمل والبذل لهذا الدين - والنصر لمن يستحقه، إن أمتنا قد تمرض ولكنها لا تموت، تخبو شعلتها ولكنها لا تنطفئ، ولتعلم نظم الكفر أنا أمة لا نعرف لليأس مكانا ولا نفقد فى الله الرجاء. وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان مُلك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك وتفتح روما والبيت الأبيض الثاني بإذن الله،
مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) غافر
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.