بيان صحفي في ذكرى هدم الخلافة حزب التحرير / فلسطين يستنهض همم المسلمين بفعاليات متنوعة
- نشر في فلسطين
- قيم الموضوع
- قراءة: 1374 مرات
\n
عندما عزم المسلمون في زمن الخلافة الرّاشدة ليعتمدوا تقويمًا خاصًا بهم، بحثوا عن يومهم الأعظم باعتبارهم أُمّة، لِيُنسب التقويم إليه ويكون فيه بدء عدّ السنين..! فتجادل القوم فيما بينهم، بحثًا عن ذلك اليوم وعن تلك المناسبة، لا سيّما أنّ الأحداث العظيمة كانت كثيرة، فمن يوم ميلاد المصطفى إلى يوم بعثته، إلى يوم إسرائه ومعراجه وفرض الصلاة، إلى يوم انشقاق القمر، إلى يوم إسلام حمزة، إلى يوم إسلام عمر وما تلاه من جهرٍ بكتلة النبيّ، إلى يوم هجرته ﷺ، إلى يوم بدر، إلى يوم الخندق وإلى يوم فتح مكة!!! أحداثٌ عظيمة ولها عظيم الأثر على هذه الأمّة وهذا الكيان.
\n
ولكن جاء القول الحكيم من الفاروق عمر الذي أعزّ الله الإسلام به بدعاء الحبيب - عليه صلوات ربي وسلامه- له، عمر الذي جاء على لسانه ما نزل به الوحي ووافق فِعله وحكمه حُكم السماء من الفرقان، فكان خِيار عمر الخليفة الراشد وأمير المؤمنين وبه أقرّ الصّحابة بأنّ يوم هجرة نبيّكم هي أعظم الأيام! ففيه كانت النصرة، ولعظمته جمعت قريش الجموع والفتية لمنعِ حُدوثه لما تعلم من عظيم شأنه، فتآمرت على قتله ﷺ وهو في فراشه ومن ثم أرسلت فرسانها لِلَحاقِ به... فلذلك اليوم عمل القائد الأول في مكة ثلاث عشرة سنة، ولأجله ذهب مُعلمنا السياسيّ الأبرع - عليه صلوات ربي وسلامه - لزعماء القبائل وأُدميت قدماه الطاهرتان الشريفتان في الطائف، وللوصول إليه ابتعث مُصعب للمدينة وكانت بيعة العقبة الأولى - بيعة النساء - ومن ثم بيعة العقبة الثانية - بيعة الحرب -، وعندما تمّت الهجرة كان قيام الدين وإعلان الأمّة واستقرار الرياسة ورُدّ للشرع السيادة.
نعم إنّ يوم تقويمكم بدأ من تاريخ هجرة نبيّكم، هل تعلمون لماذا!؟
لأنّ بهجرته أُقيمت دولة عظيمة في مبدئها وفي رِجالها وفي حُكمها...!! إنّها الدّولة الإسلامية \"دولة الخلافة\" فيما بعد رسولكم، الدّولة الجامعة لأُمّتكم ومُحققة لوحدة كيانها التنفيذي! بالخلافة كُنّا أُمّةً واحدةً، بلادنا منبت العلماء والفروسية والعظماء، وإليها تتزاحم أقدام طلاّب العلم من كل حدب وصوب وكل دين وعرق وأرض! تحت ظلال رايتها كانت الرّحمة وكان الخير حتى للطير في سمائها، ولها مع الطير جولات في الكرم والعطاء...!!
دولة الخلافة كانت عظيمة الشأن، رحيمة الحكم، عفيفة الرجال، سيّدة القرار، حازمة الفِعال، حكمت فيها من أُمّتكم أحزاب وأعراق، فمن الراشدين الأربعة إلى الأمويين وفيهم عمر بن عبد العزيز، إلى العباسيين وفيهم الرّشيد الذي خاطب الغمام والمعتصم الذي ما زلنا نبحث عن نخوته! إلى وُلاتهم من صقر قريش عبد الرحمن الدّاخل إلى صلاح الدين قاهر الصليبيين، إلى يوسف بن تاشفين وحُكم المرابطين!! ومن ثم وبمزيد اختصار إلى بني عثمان الخلفاء الكرام الذين قال فيهم نبيّكم مادحًا جيشهم وأميرهم الفاتح «تفتح القسطنطينية فنعم الجيش جيشها ونعم الأمير أميرها»، وُصولًا إلى عبد الحميد الذي ترك لمن بعده من أبناء هذه الأمة كلمات حارقة، بل صواريخ مُسعّرة لحرب يهود وكلّ معتدٍ حتى تحرير كلّ فلسطين وكلّ بلادنا المغتصبة - وما كانت فلسطين مغتصبة -!! \"إنّ عَمل المِبضع في جسدي أهون عليَّ من تسليم شبرٍ من فلسطين ليهود\"!! وحتّى آخر أيامها كانت إنجازاتها عظيمة في خدمة هذه الأمّة وليس آخرها سِكّة حديد الحجاز التي هي تجسيد لربط الاتصال وتسهيله بين كامل أرض دولة الخلافة؛ من الحجاز إلى الشام إلى العراق إلى الأناضول، وُصولا فيما بعد حتى المغرب وغير المغرب!! ولكنّ يد الغدر والحقد والكره كانت إلى خلافتنا مشيرة.
في الثامن والعشرين من رجب عام ألف وثلاثمائة واثنين وأربعين الهجري الموافق للثالث من آذار مارس عام ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين الميلادي كان يوم الفجيعة الفاجعة لهذه الأمّة بإعلان اليهودي عميل الإنجليز مصطفى كمال إلغاء الخلافة عن وجه الأرض بهدم الخلافة العثمانية في اسطنبول.
كان هذا تتويجاً لحروبٍ وحروب، وحملات إجرام وتدمير، ومؤامرات ومكائد، من الحروب الصليبية إلى حروب الاستعمار والاقتطاع من بلاد المسلمين المنهكة بالمؤامرات الداخلية ممن جعل نفسه مطية للغرب يركبونه حتى يحققوا مبتغاهم! فتارةً تأتي الطعنات من الدولة الصفويّة الفارسية، وتارة تأتي من قرنيْ الشيطان في نجد، وتارة من دُعاة الغدر والقوميّات، وتارة ممّن ادّعى تجديد الدّين كالأفغاني وعبده!! كان هدم الخلافة هو ما توج به عمل الحملات التبشيرية ورأس أمر عمل المستشرقين!!!
هذه الذكرى الأليمة والحادثة الأفجع والفاجعة الكبرى في تاريخ هذه الأمّة رثاها الشعراء وندبها العُلماء وحمل السلاح في وجه مصطفى كمال لأجلها الشرفاء، غُيّبت عن الذاكرة في الإعلام ومناهج التدريس عن سبق إصرارٍ وترصد، في حين جعلوا لكل رذيلةٍ ومنكرٍ يوماً ولذكرى كلّ مجرم عيداً!!!
نُذكّر أُمّتنا بهذه الفاجعة ليس احتفالاً بها، بل تحريضًا لها للسعيِ لردّ سُلطانها المغصوب ودينها المُعطّل وعِزّها السليب ومجدها التليد! نُذكّر أُمّتنا بهذه الفاجعة بيوم ذكراها بالتقويم الهجري والميلادي والفارسي والقبطي وحتى السنسكريتي!!! نُذكّرهم بها ليلًا ونهارًا، ونقول لهم قوموا إلى ما قام له محمدٌ عليه صلوات ربي وسلامه وأعيدوا دولة أقامها معه مهاجرون وأنصار.
ونختم مقالنا بأبيات من رثاء أمير الشعراء لخلافتنا يوم هدْمِها، وكأنها العروس المغدورة في يوم عرسها.
عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ = وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ
كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ = وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ
ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ = وَبَكَت عَلَيكِ مَمالِكٌ وَنَواحِ
الهِندُ والِهَةٌ وَمِصرُ حَزينَةٌ = تَبكي عَلَيكِ بِمَدمَعٍ سَحّاحِ
وَالشامُ تَسأَلُ وَالعِراقُ وَفارِسٌ = أَمَحا مِنَ الأَرضِ الخِلافَةَ ماحِ
فَلتَسمَعُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ داعِيًا = يَدعو إِلى الكَذّابِ أَو لِسَجاحِ
وَلتَشهَدُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ فِتنَةً = فيها يُباعُ الدينُ بَيعَ سَماحِ
يُفتى عَلى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيفِهِ = وَهَوى النُفوسِ وَحِقدِها المِلحاحِ
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسر أبو خليل
\n
\n
في خطاب غير مسبوق، وجه السيسي كلامه بشكل مباشر للحاضرين من القيادات الدينية وعلماء الأزهر في مصر، في احتفالية جامعة الأزهر بمناسبة المولد النبوي الشريف في بداية السنة الميلادية الحاليّة طالبًا منهم مراجعة الفكر الإسلامي من منطلق \"فكر مستنير حقيقي\" يهدف إلى صياغة \"خطاب ديني صحيح\" يتناغم مع العصر. وبصوت حازم عاد السيسي وأكد خلال حديث خارج عن النص بأنه من غير المعقول أن يدفع الفكر الإسلامي المستند إلى نصوص قد قُدست منذ مئات السنين، بالأمة الإسلامية بالكامل نحو موقع تكون فيه \"مصدرًا للقلق والخطر والقتل والتدمير\" في العالم كله.
\n
بعد استخلاصه بأن \"الخروج\" على هذا الفكر أصبح صعبًا جدًا، وجه السيسي كلامه إلى علماء الأزهر \"نحن بحاجة إلى ثورة دينية، كل العالم ينتظر منكم هذا، لأن الأمة تُمزّق وتُدمّر وتضيع ونحن من يضيعها\"، متوعدًا إياهم بمحاججتهم أمام الله يوم القيامة! لتنطلق بعد تلك الكلمات الدعوة لتجديد الخطاب الديني من هنا وهناك، يشارك فيها كل من هب ودب، بل يشارك فيها ويقودها كل لئيم حاقد على الإسلام وعقيدته وأحكامه، فإذا بالأئمة الأربعة عند أحدهم \"سفلة مجرمون\"، فلم يعد يكفي القول \"هم رجال ونحن رجال\" عند أمثال هؤلاء الحثالات، وإذا بالبعض يدعو لمليونية لخلع الحجاب، فلم يعد يكفي القول بأن الحجاب عادة وليس حكمًا شرعيًا.
لقد وصلت حالة العداء للإسلام وثوابته إلى مدى غير مسبوق من قبل جماعة من المرتزقة تسلطوا على آذان الناس وأسماعهم من قبل النظام الذي أفسح المجال لهم ليخرجوا علينا كل يوم في برامج هابطة ليبثوا حقدهم على الإسلام بصورة مباشرة بعد أن ظلوا لوقت طويل يقومون بالأمر ذاته ولكن من خلال التندر والهجوم على الحركات الإسلامية والعلماء. وبنظرة بسيطة لمانشيتات صحيفة \"المقال\" لإبراهيم عيسى، والتي دأبت على إهانة صحابة الرسول ﷺ ، يدرك المرء لماذا تم إصدار مثل هذه الصحيفة المبتذلة، فهل يمكن تسمية هذا الإسفاف تجديدًا للدين، أم هو تجديف في الدين؟.
فالذي يبدو للمراقب المنصف أن شعار \"الحرب على الإرهاب\" لم يعد مجرد شعار، بل بات خطًا مرسومًا وبدقة يسير عليه عملاء أمريكا في بلادنا، لقد أرادت أمريكا من خلال هذا الشعار إرهاب أبناء الأمة الإسلامية، الذين باتوا يتوجهون بقلوبهم نحو مشروع عظيم للأمة طالما كان هو الحصن الحصين والسد المنيع الذي حمى الأمة لقرون وأبعد عنها عادية الأعداء، وتحطمت على أبوابه أطماع الطامعين، إنه مشروع الخلافة العظيم، خلافة النبوة الوعد الموعود والبشرى العظيمة من رسول الله ﷺ لهذه الأمة الكريمة.
لقد تلقف العملاء التعليمات من سيدتهم أمريكا وقاموا ينفذونها بدقة ظنًا منهم أنهم سينجحون في تحقيق ما تريده أمريكا وفي إرضائها وتطييب خاطرها، ونسوا أن ما يقومون به اليوم قام به أسلافهم في العمالة بالأمس، لقد نسي هؤلاء أن المناهج التي يسهرون على تغييرها والحذف منها، هي من صنع الكافر المستعمر الذي ظن كما ظنوا أنها يمكن أن تُبعد الأمة عن دينها، وأنها يمكن أن تكون سببًا في فقد الأمة لثقتها في دينها. وأنه وإن كان الغرب قد نجح في تخريج عدد كبير من أبناء الأمة من تلك المدارس وبتلك المناهج الدراسية التي سهر على وضعها، وقد انضبعوا بالغرب وثقافته، وقام بإسناد مقاليد الحكم ومفاصل الحياة الفكرية والثقافية والتعليمية في بلاد المسلمين إلى هؤلاء، إلا أنه أيضًا لم يستطع أن يحول بين الأمة وبين إسلامها النقي الصافي، فخرج من هذه المدارس والجامعات أيضًا من رفض الغرب وبضاعته المزجاة وأخذ الإسلام عقيدة عقلية ينبثق منها نظام، وحمل الدعوة للإسلام وجعل غايته إعادة الأمة لسابق عزها ومجدها خير أمة أخرجت للناس.
كما وفات أيضًا العملاء الجدد، أن ما ينادون به اليوم من دعوى تجديد الخطاب الديني، قام به أيضًا أسلافهم في العمالة من قبل ولم تنفعهم طويلًا، وأنه وإن كان ما يزال لمن سُمّوا آنذاك برجال الإصلاح الديني بعض المؤيدين والمبهورين بما صنعوا، وبعض المخدوعين فيهم، إلا أن الكثير من أبناء الأمة قد أدرك واقع هؤلاء ورفض ما قدموه من فكر انهزامي بني على فكرة التوفيق بين الحضارة الغربية والإسلام. لقد حاول المجددون القدامى كالأفغاني ومحمد عبده وتلاميذهم تفريغ الإسلام من محتواه وتدجينه كي يتعايش مع الغرب الكافر ويرضى أبناؤه بالعيش أذلاء تحت سطوة الكافر المستعمر، ينهب خيراتهم ويقتل أبناءهم، فهل نجح في ذلك لوقت طويل أم أن الأمة ما لبثت أن لفظت هؤلاء وما أنتجوه من فكر منحط، لا هو يشبه الإسلام ولا الإسلام يشبهه.
وبرغم أن الذين قاموا بذلك كانوا من الذكاء والفطنة وسعة العلم والاطلاع، حتى كانت تسبق أسماءهم ألقابٌ برّاقة رنانة كالإمام والمجدد وعميد الأدب العربي ورئيس مجمع اللغة العربية وغيرها من الألقاب، إلا أنهم فشلوا في إبعاد الأمة إبعادًا تامًا عن عقيدتها وتاريخها وحضارتها فإذا بالأمة تعود سريعًا لتتمسك بدينها باعتباره المبدأ الصحيح الذي فيه وحده نجاتها وفوزها في الدنيا والآخرة.
فما بالنا اليوم ومن يقوم على التجديد الديني هذا رجال أقل شأنًا وأضحل علمًا وأقل ذكاءً ممن قاموا بجولته الأولى تحت إشراف الكافر المستعمر، فمما لا شك فيه أن فشلهم سيكون حتميًا وسريعًا، فمن خيبتهم أن يتولى القيام على هذا الأمر أمثال إسلام بحيري وإبراهيم عيسى وسيد القمني وغيرهم ممن لفظتهم الأمة وأدركت واقعهم، ونياتهم الخبيثة وغايتهم المنحطة.
إنه وإن كان التجديد مطلبًا شرعيًا إلا أن له رجاله الذين ينبغي أن يتولوا القيام به على وجهه، وله أصوله وقواعده، فلا يقوم به إلا مسلم عالم عدل يعمل على إعادة الدين إلى حالته الصافية النقية التي كانت عليه أيام النبي ﷺ وصحابته رضوان الله عليهم فهمًا وتطبيقًا، علمًا وعملًا، أي يعمل على إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة، وهو ليس بابًا مفتوحًا لكل من هبّ ودبّ، ولا القصد منه الإتيان بدين جديد يتوافق ويتلاءم ويتماشى مع العصر كما يراد من إطلاق تلك الدعوة مرة ثانية هذه الأيام، دين جديد لا سياسة فيه، ولا قتال ولا جهاد، دين كهنوتي مُنْزَوٍ في الزاوية والمسجد لا أثر له في الحياة، مفصول عنها، لا حياة فيه.
وما كان للدين الخاتم أن يكون هكذا، فهو دين حي حيوي قائم بذاته، له منظومته العقدية والفكرية الفريدة، تكفل رب العالمين بحفظ كتابه المبين، القرآن الكريم، من أن تطاله أيدي التبديل والتحريف والعبث، قال رسوله الكريم ﷺ «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»، وهذا التجديد إذا تعلق بالنص يكون بإعادة العمل به على مستوى الفرد والجماعة والدولة، وإذا تعلق بالفهم يكون بضبط العقل وعدم إطلاق العنان له في التعامل مع النص بحيث تكون السيادة له على النص كما يريد المحرفون الجدد، بل لا بد من كبح جماح العقل بحمله على الانضباط بضوابط الفهم الشرعي. أما ما يقوم به هؤلاء برعاية أعداء الأمة وتحت إشرافهم فهو التلفيق والتحريف بعينه وهو مردود عليهم وعلى من يقف خلفهم ومكر أولئك هو يبور.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد - رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
\n
متى وكيف تُراعى حقوق الأمهات والأطفال؟
أسدل الستار في الثامن من هذا الشهر على المسرحية الانتخابية في بريطانيا وتنفس الكثيرون الصعداء فرحين أنهم سيرتاحون منها لخمس سنوات قادمة بينما استمر آخرون في الجدل السياسي الذي تزامن مع الانتخابات. تحمّس الناخبون وشاركوا إلا أن الأغلبية أصابها فتور انتخابي لافت. هذا وقد تميزت الانتخابات بمفاجآت الاستقالات فقد قدم "إد ميليباد" زعيم حزب العمال الغريم التقليدي للمحافظين استقالته بعد الهزيمة النكراء وخسارته للكثير من مقاعده التقليدية، كما استقال "نيكولاس كليغ" زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، واستقال كذلك "نايجل فراج" زعيم الحزب اليميني المتطرف حزب الاستقلال من زعامة حزبه بعد الخسارة الكبيرة وفقدانه لمقعده في البرلمان.
لم تتغيّر السياسة الأمريكية في سوريا منذ بدء اندلاع الثورة وحتى الآن، فهي ما زالت تتبنى الخطط والاستراتيجيات نفسها، فترسل المبعوثين الأمميّين كالدّابي وكوفي عنان والأخضر الإبراهيمي ودي مستورا لحرف الثورة عن مسارها، ولتخذيل الثوار والتآمر عليهم، وتعقد مؤتمرات جنيف (1) وجنيف (2)، وتسعى لعقد جنيف (3) لدمج بقايا نظام الطاغية بشار في أية خطط سياسية مستقبلية لسوريا، وهي ما تزال تُشتت قوى الثورة، وتوجد لها أعداء جُدداً، لصرفها عن مواجهة النظام بحجة محاربة التطرف والإرهاب، فتختلق الصراعات فيما بين الثوار لإضعاف الثورة، وللحيلولة دون إسقاط النظام قبل ضمان وجود قيادة بديلة موالية لها، وتعمل ذلك بكل ما أوتيت من قوة.