الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

اللقاء الصحفي مع الأخ محمد علي الذي تم عبر إذاعة باك لنك (Pak Link) (بالأوردو) يوم الأربعاء الموافق 3 من شهر حزيران من عام 2009 حول الاعتصام أمام السفارة الباكستانية في الدنمارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تقديم البرنامج كان للمضيف الأول طيب شاه.

لدينا هنا ضيف وصديق اسمه محمد علي وهو عضو ورئيس حزب التحرير كنا قد استضفناه سابقاً.

أهلا بالسيد محمد علي في راديو باك لنك. أهلا بك بعد طول غياب. لدي سؤال؟

1) السؤال الأول: (طيب شاه)

لقد قمتم باعتصام أمام السفارة الباكستانية على خلفية الأحداث الجارية في منطقة سوات ومناطق القبائل والتي هجر منها ما يقارب الثلاثة ملايين. إذاً أن يستبعد ثلاثة ملايين من مواطنهم هذا شيء تعرفه أنت وأنا بشكل جيد. إن ما أحاول قوله هنا أن حالة الناس من سيء إلى أسوأ. فليس لديهم ماء أو طعام أو دواء. كما ليس لديهم مبردات للحرارة. وهذا أمر نشاهده يوميا على شاشات التلفاز. ومنذ وقت قريب قال مواطن من مخيم ماردان للاجئين بأن المخيم حصل على مئتي مبرد للحرارة ولكن وزع 130 فقط فأين الـ 70 مبرد الأخرى. هذا بالإضافة إلى ستة مولدات كهرباء افتقدت. إن ما أحاول قوله أن حالة أخواتنا وإخوتنا من اللاجئين سيئة للغاية. وإنا لنشعر معهم ونحزن عليهم. وإن شاء الله سوف نساعدهم بكل ما نقدر عليه. إلا أنني أود أن أسالك عن هدف الاعتصام ولماذا قمتم به وما الدافع له؟ وهل تعتقد أنه سوف يؤثر على السفارة الباكستانية أو الحكومة؟

الجواب:1)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

 وعليكم السلام.

أولا أود أن أشكركم لهذه الدعوة. وقبل أن أجيب على سؤالكم أود أن أقول بأني لست مسؤول الحزب بل أنا عضو فيه. أما بخصوص حديثك عن التبرعات وحالة المسلمين هناك فإنه بلا شك أن ما يحدث لتدمع له عين كل مؤمن لما يرى من تهجير حوالي ثلاثة ملايين من بيوتهم. وكما نعلم فإن موجة التهجير هذه لم تحدث في تاريخ القارة الهندية إلا مرة حين التقسيم. وكما أن حال اللاجئين لا يخفى على أحد فإنهم عراة بلا مسكن أو مأكل تحت الشمس الحارقة. إن حالتهم طبعا محزنة. لكن المهم في هذا المقام ليس جمع التبرعات وإن كان شيئا يؤجر عليه المسلم. بل المهم في هذا الأمر التركيز على الأسباب التي أدت إلى هذه المأساة. إن أبصارنا يجب أن توجه بهذا الاتجاه. نحن نعتقد أن السبب الحقيقي لما يحدث هو رغبة أمريكا في السيطرة على أفغانستان. وكما تعلم فإن أمريكا في مأزق كبير بسبب الأزمة الاقتصادية ووضعها السياسي من ناحية ووضعها العسكري من هجمات المجاهدين من ناحية أخرى. خاصة وأن أفغانستان مهمة جدا للولايات المتحدة ومن المتوقع أن يتم تغيير عميلها (كرزاي) في الانتخابات القادمة بعميل جديد. مما يعني أن أمريكا عالقة في رمال متحركة. بمعنى آخر، حتى تحمي نفسها يتطلب أن توقف هجمات المجاهدين سواء طالبان باكستان أو المجاهدين الآخرين من باكستان مما يحقق لأمريكا سيطرتها على المنطقة. إذاً الهدف من وراء هذه العمليات التي تقوم بها الحكومة والجيش في الباكستان هو لمساندة أمريكا في تحقيق مصالحها بالقضاء على كل أشكال المقاومة المساندة للمسلمين في أفغانستان. إن الأمر الغريب ما سمعناه كلنا من ادعاء الحكومة الباكستانية بأن سبب الحملة العسكرية هو من أجل حماية المواطنين من الإرهابيين في تلك المناطق. والسؤال الذي يرد هو متى كانت الحكومة فعلا قلقة على سلامة الشعب فبماذا تفسر الانفجارات اليومية في كل أنحاء الباكستان والحكومة لا تقوم بما يوفر الحماية للمواطنين وملاحقة الفاعلين. وبعض التفجيرات معلومة لدى السلطات مَن المسؤول عنها. إن هذه الأحداث تدل بشكل جلي وواضح بأن أمريكا هي التي تدفع بالمسلمين ليتقاتلوا فيما بينهم نيابة عنها، والهدف منه تقوية نفوذها في المنطقة. كما أنه من المهم جدا أن ندرك وأنت طبعا تعرف عبر متابعتك للإعلام الباكستاني، أن الإعلام قد شن حملة إعلانية واسعة ضد طالبان وفي اعتقادي أن هذه الحرب الإعلامية هي ضد الإسلام والدليل على ذلك هو ذلك الهجوم المركز على العناصر الداعمة لمفهوم الجهاد وضد مساندة إخوتنا في أفغانستان بإيجاد جو من الحقد تجاهه. وبهذا الخصوص فإن الإعلام كما قلت لك قد لعب دورا جوهريا في إدارة الأحداث. وأما السياسيون فقد كانت تصريحاتهم مجرد خداع وقد احتوت على شق المسلمين. مع أنه من المفروض وحالة باكستان هذه من الضعف أن يكون هناك صوت واحد وإجماع على ما يجري. حيث إن هذه التصريحات كانت موجهة نحو الاتجاه الخاطئ. وبسبب اللعب على العنصر القبلي كادت أن توجد نوعا من التمايز في المجتمع. كما أنه من المحزن أن يهوي مستوى الحكومة لدرجة اللعب بورقة الطائفية وتسخير الأئمة والعلماء في حربها هذه. ونحن طبعا نرجو من الأئمة والعلماء أن يقفوا بقوة مع كلمة الحق وأن لا يمدوا يد العون للحكومة الباكستانية بأي شكل من الأشكال لتحقيق سياسة أمريكا. إن هذا نداؤنا لهم. أما بالنسبة للأحزاب السياسية فإنه كما تعرف فإنها لعبت دورا هاما وخاصة المعارضة في أحداث بما يعرف بحركة الحقوقيين. إن باكستان تمر بأزمة كبيرة وفي رأيي أنه من المهم جدا أن تحاسب الحكومة على ما تقوم به كما حاسبتها من قبل في أحداث عزل القضاة. كون الحكومة هي السبب في ما يحدث الآن ومأساة النازحين. إنه من المفروض أن توجه الأنظار إلى أساس المشكلة. وهو منع الحكومة من أن تنفذ مخططات السياسة الأميركية. أن تقال كلمة الحق. هذا هو رأيي.

2) السؤال الثاني (عمران، المضيف الثاني)

   سيد علي لدي سؤال لك بهذا الخصوص. وهو بخصوص طالبان. فنحن لسنا مع طالبان أو ضدها. بخصوص نظام طالبان في باكستان. إننا لا نستطيع أن نقول أن حرب الدنمارك هي حرب السويد. وحرب أمريكا في أفغانستان. فأنت رأيت تلك المواجهة ضد الحكومة في مناطق الشمال (سوات ودير ومالاكند). أنظر، إن باكستان هي دولة حرة. إن دستورها هو لكل البلد سواء في سرهاد أو مقاطعة السند أو كشمير. إن الدولة، كل دولة لها دستور واحد. في الدنمارك لا ترى دستورا لمقاطعة يولاند وآخر لمقاطعة شيلاند. فلهذا ما قامت به طالبان هو خطأ. أنا متفق معك في ما قلته بخصوص سياسة الحكومة فإن ما تقوم به ليس في مصلحتها. لكنه من المفروض من طالبان عندما رأت أن الحكومة تحاربها أن تنقل المعركة إلى أفغانستان، أليس كذلك؟ لماذا رفعوا السلاح في وجه الدولة مع علم طالبان بأن هذه المعركة سوف تزهق دماء الشعب؟ إننا نعرف أن السياسيين والحكومة هم بعيدون عن الدين. لكن طالبان تدعي بأنهم العلماء وحماة الدين ما عذرهم! هل هذا الأمر مشروع في الدين؟  

الجواب. 2)

سوف أجيب على سؤالك، لكن ألا ترى أن طالبان كانت قبل 11/9 ألم يكونوا قاطنين منذ عقود؟ حتى إن الحكومة الحالية عقدت معها اتفاقات. حسنا أليس غريبا أن تقوم نفس الحكومة وفجأة بحرب شرسة ضدهم؟! إن هذا وبدون ريب هو بأمر من أمريكا. إذاً المشكلة الحقيقية والتي يجب علينا فهمها وهي أن عدم الاستقرار في هذه اللحظة وفي هذه الفترة ليست سببها طالبان. إن السبب الرئيس هو وقبل كل شيء الوجود الأميركي غير الشرعي واحتلالها لأفغانستان. فلماذا لم تحارب من قبل! إن هذا يدفع للتساؤل ألم تكن طالبان قبل هذه الأحداث؟ فهم مواطنو تلك المناطق فهم هم وهي نفسها تلك العادات والأعراف التي كانت من قبل. وهي نفس الحياة التي اعتادوا أن يعيشوها وفق أحكام الإسلام.!؟ إذاً ما الذي تغير؟ حتى تغير الحكومة الباكستانية من موقفها تجاه طالبان!؟ بالرغم من أنها نفسها طالبان التي كانت من قبل ومن بعد مجيء الحكومة. وهي نفسها الحكومة التي دعمت طالبان باكستان!! وهي نفسها الدولة التي دعمت طالبان أيام الاحتلال السوفياتي. إذا، من أجل هذا، كان من الأهمية بمكان أن نوجه أنظارنا إلى السبب الحقيقي. وهو بلا شك الاحتلال الأميركي غير الشرعي لأفغانستان. أما سؤالك وهو لماذا بدأت طالبان حربها الداخلية (داخل باكستان)؟ حسنا، أنت تعرف سياسة أمريكا سواء أكان بوش أو أوباما في السلطة. حتى إن أوباما قد فاق بوش في سياسته فها هو يرسل 20 ألف جندي للمنطقة. أما سؤالك حول سبب حمل طالبان السلاح ضد الحكومة؟ فالجواب عليه هو أن الحكومة الباكستانية تؤمّن القواعد للقوات الأميركية لقصف المسلمين، أهل البلد وتساعدها في ذلك. كما تؤمّن الدعم اللوجستي والوقود والغذاء. وهذا كله من أجل الحرب على إخوتنا في أفغانستان وباكستان. إذاً الوضع كما ترى. إن السياسة المتبعة لدى الحكومة هو رغبة أمريكا في القضاء على عناصر قوة طالبان والمجاهدين. وهذا أمر تعرفه أنت كما يعرفه الجميع. ففي السابق قامت الحكومة بعدة أعمال في هذا الاتجاه. أولا الهجوم على المسلمين في سوات ثم الإعلان عن اتفاق مع طالبان ثم الهجوم عليهم ثم إعلان اتفاق وهدنة. هذا ما كان عليه الوضع سابقا. وهذا الأمر دليل على أن الصراع والحرب القائمة الآن سببه الوجود الأميركي في المنطقة. ونعم أنا لست مع هذه الحرب ولا أتبنى الأعمال المادية والعسكرية في تغيير الوضع في البلد لفرض إرادتنا. ولكن على أي حال فنحن مسلمون. نقول ونؤمن بنفس الشهادة. ويجب أن نعيش حياتنا طبقا للإسلام. ويجب علينا أن نعي حقيقة من المستفيد من هذه الحرب. إنها بالطبع أمريكا. لأنها بهذا الشكل تنأى بجنودها. وأما الذين تسيل دماؤهم وتزهق أرواحهم فهم المسلمون.

3)  السؤال الثالث: طيب شاه

أود أن اسألك بهذا الخصوص. ألا ترى أن ما تقوم به أمريكا ليس شيئا جديدا. فهي قد احتلت فلسطين وكشمير وأفغانستان والعراق. انظر كيف أدى ذلك من الاضطهاد في فلسطين. قل لي يوجد نحو 65 بلدا أو 165 بلدا. نعم 65 أمة لماذا هم جامدون لا يفعلون شيئا؟ انظر، على المستوى الحكومي إن أمريكا قد احتلتنا. إنني أتكلم على المستوى السياسي والحكومي. انظر شعوب كل من إيران وباكستان وأفغانستان والعراق كلهم ضد هذه السياسات. إن الذي أرمي إليه هو أن المسلمين طوال 20 أو 30 سنة لم يتغيروا. ما هو سبب ذلك؟

الجواب 3:

حسنا ما تقوله صحيح ولكن علينا ايضا ان ننظر الى الامر من زاوية تاريخية. خاصة منذ سقوط الدولة العثمانية على يد بريطانيا وابعد الإسلام من حياة المسلمين في الدولة والمجتمع. وبعدها تقسيم بلاد المسلمين الى دويلات قومية وتسليم هذه الدويلات الى عملاء لها. بعد كل هذا فمن الطبيعي أن تكون السياسة التي اعتمدت هي إما لمصلحة بريطانيا وفرنسا فهما اللتان احتلتا بلاد المسلمين وقسمتاها وأتت من بعدهم أمريكا لتكمل الدور. إذا بغض النظر عمن يستعمر بلادنا فإن ما يحدث هو قطعا لمصلحته. وهو بلا أدنى شك ليس في مصلحة الشعوب المسلمة. لذلك برأيي ما حصل ما كان بالمفاجأة. وهذا هو حال دول بلاد المسلمين كلها. فإنك إذا تتبعت كل دولة منها تجدها تسير طبقا للدولة المستعمِرة لها وحسب سياستها لأن الأنظمة المطبقة في هذه البلاد بعد إبعاد الخلافة هي إما ملكية أو "ديمقراطية". وكلاهما بل أيضا الأنظمة الديكتاتورية كلها أنظمة سيئة. اليوم اوباما ذهب إلى السعودية وبعدها إلى مصر. فالسعودية هي ملكية ومصر نظام ديكتاتوري كما تعرف. فكيف لاوباما وأمريكا من خلفه يتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان ببناء علاقة ود مع هكذا دول ويحافظ عليها؟ حسنا إذا نظر المرء بناء على وجهة نظرهم فمن الواجب عدم وجود هذه العلاقة. فهم من وضعوا هؤلاء الدكتاتوريين في السلطة. فقد قال اوباما في لقاء مع الـ bbc بأنه يمدح حسني مبارك لكونه سبب الاستقرار في المنطقة. هذا يعني بأنه بغض النظر عن نوع النظام الذي يحكم سواء أكان ملكيا فاسدا أو ديمقراطيا ديكتاتوريا طالما هو نظام من صنع الاستعمار ويخدم مصالحه. فهو طبعا سوف يكون لمصلحة الكافر المستعمر ولن يكون لمصلحة المسلمين. ومن أجل هذا تحديدا. عودة إلى سؤالك بخصوص الاعتصام الذي قام به حزب التحرير هنا في الدنمارك، إن هذا كان في محله. وهو عمل من الأعمال التي يقوم بها حزب التحرير تجاه قضايا المسلمين بغض النظر عن المكان. في هذه الحالة كانت الباكستان. إن ما يجري في سوات والمناطق الأخرى سببه هو فقط تطبيق سياسة أمريكا. ومن هنا كان واجب كل طبقات المجتمع والجماعات أن تنهض وتعلي صوتها ضد هذه السياسة. هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإنه واجب المسلمين في بلاد الغرب أن نرفع صوتنا ضد ما يحدث إذا كنا فعلا نرغب أن نساعد ونشعر مع إخوتنا وأخواتنا وأن لا نكتفي فقط بإرسال بعض التبرعات. أما ما هو سبب المشكلة وجذورها فهو عائد إلى عدم وجود الدرع والنظام الذي يعبر عن مواقف المسلمين وآرائهم . ألا ترى أن الأمة تعاني المشكلة تلو الأخرى وتقاتل بعضها البعض. اليوم باكستان والبارحة غزة وغدا ربما كارثة أخرى. إن الإسلام قد حدد هذا النظام وهو نظام الخلافة وهذا ما يدعو له حزب التحرير ويعمل له. النظام الذي بغض النظر عن تواجد المسلمين فإنه يقوم بحمايتهم.

4)  السؤال الرابع: طيب شاه

سيد علي لنأخذ باكستان على سبيل المثال. ففي باكستان أتى حزب الشعب وبعده أتت الأحزاب الأخرى.

 إن الشعب الباكستاني يعرف ماذا فعل به حزب الشعب ضده. لقد خرب البلد وأوجد الفوضى. والآن وقد عاد إلى السلطة. فوضع باكستان برأيي الأسوأ بين الحكومات المتعاقبة. فقد ارتفعت أسعار الماء والغاز والكهرباء بشكل كبير. والفقر والقمامة في الشوارع والتلوث البيئي. أي شيء تشير إليه فهو إلى اسوأ. إن الحياة المعيشية غالية جدا حتى إن الفقير من المتعسر عليه أن يحافظ على حياته. لكن الأمر الذي لا أفهمه هو نحن البشر. أخبرني ماذا يستطيع أن يفعله الناس والحال حالهم؟ هم واعون على ما قام به حزب الشعب من اضطهاد خلال السنوات الماضية. فهم الذين أعادوا انتخابهم! وهم الآن يبكون لأن حزب الشعب يضطهدهم. ما هو اقتراحك لهكذا نظام؟ أي نظام تطالب به أنت؟ فهم لا يريدون أن يطبق النظام الإسلامي عليهم. إننا من المفروض أن نطالب بعودة الخلافة والحكم الإسلامي ولكنه لن يعود لأنه أول شيء سيقوم به هو قطع أياديهم لأنهم لصوص. إذا من أين سوف يأتون بهذا النظام. أنا أسألك ماذا نفعل؟ أهلنا في أوروبا وفي اسكندنافيا. نحن نريد هكذا نظام ليصلح البلد كله. لا بد لهؤلاء الناس أن يعاملوا بنفس الطريقة التي عاملهم بها الخميني. إن ما أود قوله هو، أنه لم يكن هناك فقر في دولة الخلافة و لم يكن هناك مشاكل. إن النظام الاجتماعي والحقوقي في الدنمارك هو نظامنا لقد أخذوه من ديننا، الإسلام. إذا، قل لي. كيف يمكن لنا إن أردنا أن نطبق الإسلام في باكستان أن يتم ذلك؟ وماذا سوف نفعل بالشعب؟ عقولهم...؟ من جانب هو السبب من كون 70 بالمئة منهم غير متعلمين. إنها مشكلة كبيرة من أجل هذا أولا وآخرا نحن بحاجة إلى التعليم. لكن قل لي هل منظمتك التي تعمل فيها وأبنائي كذلك وهذا يسعدني جدا لأنكم تعملون للإسلام وأمتكم وبلادكم وتفكرون بالله وبالرسول. هذا شيء جيد جدا. ولكن هذا في دول أوروبا واسكندنافيا، أما الناس في باكستان فلا يهمهم هذا، فماذا يمكننا فعله؟

الجواب 4:

لقد طرحت عدة اسئلة. وأولها هو لماذا الشعب ينتخب نفس الحكام مرة تلو الأخرى. في الحقيقة إن الأمر ليس كذلك. فليس الناس هم الذين ينتخبون هؤلاء بأنفسهم وبإرادتهم. المشكلة هي أن هؤلاء المرشحين هم الوحيدون الذين يسمح لهم بالظهور. وأنت تعرف والأمر ليس هو بالسر كيف يتم تنسيق اللقاءات قبل الانتخابات وخلالها مع زرداري وبوتو وشريف مع السفراء الأجانب سواء في الانتخابات السابقة أم الأخيرة. فالسؤال هو ما الهدف من تلك اللقاءات؟ من الطبيعي أن تكون اللقاءات هي من أجل تطمين قوى الاستعمار بالحفاظ على مصالحهم سواء أكانت بريطانيا أم أمريكا إن هم دعموهم في الانتخابات وهو حتما ليس لمصلحة المسلمين. إذا من المهم أن نعي أن الشعب ليس لديه من خيار. فالناس تظن أنهم يختارون حاكمهم. ولكن العكس هو الصحيح. فهو كما تعلم فليس بمقدور أحد أن يرشح نفسه للانتخابات. بالإضافة إلى حاجة الناس إلى المال والداعمين وكل هذه الأدوات بيد قوى الاستعمار. من أجل هذا ترى نفس الحكام الفاسدين مرة تلو المرة يعودون إلى السلطة وهو إما بمساعدة أمريكا أو بريطانيا. فظننا أننا (الشعوب) هي التي تختار وتنتخب. هذا أمر خاطئ وإنه يخالف الحقيقة والواقع. ولكن من المهم كما تعلم أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت من أدنى المستويات في تاريخ باكستان. وهذا يدل على أن الشعب في الحقيقة لا يرغب في التعاطي بها. ولكن ماذا تفعل إذا خيرت بين دائين وليس لك خيار آخر، ماذا تفعل؟ فمن الطبيعي أن يحصل ما سألت عنه. وجواب سؤالك هو أن النظام هو المشكلة الرئيسية. أليس هو الذي يشجع تلك الشخصيات على الترشح؟ الجواب هو أن هذه الأنظمة هي التي تصنعهم وتأتي بهم إلى السلطة في كل بلاد المسلمين. فلو كان هذا النظام غير موجود فإنه من غير الممكن قدوم مثل تلك الشخصيات إلى السلطة. إن هذه الشخصيات هي التي تعمل على حماية هذا النظام مرة تلو الأخرى. وفي كل مرة تهتز ثقة الناس بهذا النظام يقومون بأعمال تعيد الثقة به.

لقد تحدثت عن الديمقراطية في باكستان. حسنا إن الحكومة الباكستانية ادّعت أنها حكومة ديمقراطية كما أن الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية، إذا السؤال هو إن كان هذا صحيحا فبماذا تفسر إلقاء القبض وحجز 60 عضوا من حزب التحرير لمجرد خروجهم في مظاهرات تستنكر سلميا الأحداث التي تجري في باكستان وأفغانستان. عكس ما قامت به وسائل الإعلام عندما علم خبر الإفراج عن حافظ سياد. ما هذه إلا ازدواجية في التعامل. زد على ذلك الهالة الإعلامية المركزة من قبل الحكومة ضد المجاهدين وطالبان والجو المرعب الذي أحدثته ضدهم من أجل تسويق والاستمرار في حملتهم العسكرية. في رأيي إن النظام القائم هو نظام نتن. وأنت محق بأن التغيير لا يتم حتى تؤمن به الشعوب. أما بالنسبة لسؤالك الثالث فإن جوابي هو، أن هدفنا نحن في حزب التحرير هو إقامة دولة الخلافة في بلاد المسلمين وليس هنا في الدنمارك. أما كيف سيتحقق ذلك فهو عبر إيجاد رأي عام على أفكار الإسلام وأنظمته. بحيث تؤخذ ثقة الناس بمعالجات أنظمة الإسلام، وأن الإسلام يستطيع أن يعالج المشكلة الاقتصادية الحالية عبر نظامه الاقتصادي، والمشاكل الاجتماعية والسياسية التي تعاني منها الأمة. وبالإضافة إلى العمل لإيجاد رأي عام للإسلام وأفكاره ومعالجاته يعمل حزب التحرير من أجل الاتصال بمن لديهم القوة في الدولة من أجل تطبيق النظام الإسلامي. فنحن نتقصدهم. هذه هي أعمالنا التي نقوم بها في العالم الإسلامي. أما بخصوص العمل هنا فهو يعتمد على جمع الدعم لهذا العمل لكوننا مسلمين ونشهد بالله بغض النظر عن أماكن تواجدنا. كما أننا بالرغم مما نعاني من اضطهاد فسنبقى نعمل من أجل الإسلام. ونقول كلمة الحق سواء الحكومة هنا منعتنا وادعت الكذب ونعتنا بالإرهاب وغيرها من الادعاءات لمحاربتنا. فالمسلم لا يهاب إلا الله. إن دورنا في بلاد الغرب هو دور مساندة ودعم لنشاطنا في بلاد المسلمين. والدليل على ذلك هو ذاك الصدى لما نقوم به في هذه البلاد في بلادنا. فبالرغم من عدم تغطية الإعلام لأعمالنا إلا أن لها الأثر الكبير هناك. هذه لمحة مختصرة لعملنا.

5)  السؤال الخامس: عمران

سيد علي، لدي أنا أيضا سؤال وهو بخصوص طالبان والحكومة الباكستانية وعلى وجه الخصوص سقوط الصواريخ على أهلنا في باكستان. إن باكستان بلد حر. وإن ما تقوم به أمريكا هو إجبار باكستان. فهم يريدون أن يسيطروا على العالم. لكن الشعب ليس لديه من خيار أو قدرة لتغيير النظام السياسي لباكستان. والأمر الثالث هو قولك أن الشعب لا بد له من الوعي وأننا لا نقوم بما يكفي لإيجاد  الوعي أو نشر الإسلام وإن كنا قد قلنا كلمة الحق، الشهادة. وما قلته كذلك صحيح بأن كلمة الحق هي الجهاد. وأن تقولها أمام حاكم جائر هو جهاد الحق. فبهذا الخصوص لا بد لطالبان والوضع على ما هو عليه أن تستعين بالجهاد طبقا لما يجري في البلد. فنحن أمام أمرين الأول هناك إخوتنا في أفغانستان والأمر الثاني هو الجيش الأمريكي. أنا أعتقد أنه لا بد من التركيز على النقطة الثانية عوضا عن النقطة الأولى وإن أدى لقتال المسلمين. فقد ذكرت أن طالبان تستخدم سلاح الناتو. في رأيك هل طالبان متورطة بمؤامرة حيث تقاتل طالبان باكستان عوضا عنها وضد شعبها. ما رأيك أنت؟

الجواب 5:

 صحيح أنه من الواجب تركيز الأنظار نحو أمريكا السبب الرئيس للمشكلة وليس على طالبان فقط. ولماذا التركيز فقط على طالبان؟ إن الحكومة في باكستان هي التي لا بد أن توجه الأنظار على سبب المشكلة وهي أمريكا.

تعليق من عمران

سيد علي إن ولاء الحكومة هو لأمريكا فلا نستطيع أن نقول عنها الحكومة الباكستانية.

جواب

صحيح ولكن بالرغم من ذلك يوجد في الجيش من يبحث عما يجب القيام به. إن المشكلة الرئيسية هي احتلال أمريكا وهي وراء عدم الاستقرار. لهذا فنحن مع طالبان في حربها ضد أمريكا. بل الأصل أن يكون الجيش الباكستاني في الطليعة في الجهاد ضد أمريكا. إن ثلة من المجاهدين قد أربكوا امريكا وأوجدوا لها المتاعب. فكيف بجيش باكستان سادس أكبر جيش في العالم. كما أنها قوة نووية. وهي بيدها كل ما تحتاجه لمحاربة أمريكا. علاوة على أن أمريكا ضعيفة جدا. إنها تستجدي حلفاءها عسكريا واقتصاديا. فالغريب أنهم لا يحاربونها بل جعلوا بلادهم أرض المعركة. الأمر الثاني من المستفيد من هذا الصراع؟ وما تداعياته؟ أتظن أن قضاء الجيش الباكستاني على العناصر التي يعدونها إرهابا سوف تحل المشكلة كليا ونهائيا؟ قطعا لا. لأنهم هم الشعب. وهم جزء من باكستان.

تعليق عبر الهاتف (طيب شاه)

السلام عليكم

المستمع المشارك

وعليكم السلام، هل لي أن أقول شيئا؟

طيب شاه (المذيع)

نعم، لم لا

المستمع المشارك

إني لتوي فتحت على هذه الإذاعة فما اسم شيخ حزب التحرير؟

طيب شاه

هو عضو في حزب التحرير واسمه محمد علي. بإمكانك طرح السؤال عليه. لكن أرجو أن يكون ضمن الآداب.

المستمع المشارك

سؤالي هو أنت مع طالبان؟ لكن ألا ترى أن طالبان تسيل دماء المسلمين بتفجيراتهم الانتحارية؟ هل هذا جائز في الإسلام؟ إنهم يفجرون محلات الحلاقة. هل هذا جائز؟ إنهم يقتلون النساء. فكيف تريد من المسلمين البسطاء أن يساندوهم؟

محمد علي

إنه لا يوجد من أحد يدعم أي أعمال عسكرية ضد المسلمين. وأقلها لا يوجد أحد من حزب التحرير يوافق على هذا الأمر. ولكن في المقابل من المهم جدا أن نفهم المشكلة هنا من جذورها. ومن المؤكد أنه لا توجد أدلة على تورط طالبان بهذه العمليات حتى الآن مما حصل في بيشاور ولاهور. وخاصة وأن المخابرات الأميركية من الـ CIA و الـ FBI تعمل بحرية مطلقة في باكستان وهي أيضا غير مستبعدة مما يجري بل من شبه المؤكد أنهم هم من يقوم بهذه الأعمال. فلقد قامت الـ CIA و الـ FBI سابقا بمثل هذه العمليات في بلاد أخرى في جنوب أمريكا. منها تشيلي وغيرها كثير من عمليات التفجير والاغتيالات. فإن الـ CIA أشهر من العلم في العالم بقيامها بمثل هذه العمليات. ومن هنا كان من المستبعد أن تكون طالبان من يقف وراء هذه الأعمال. صحيح أنها مشكلة كون طالبان تحارب الجيش الباكستاني فهي تقتل المسلمين ولكن الحكومة غير مستبعدة كذلك عن القيام بقتل الأبرياء في هذه المناطق. إذا، الأعمال الانتقامية غير مقبولة في الإسلام. فنحن لسنا مع هذه الأعمال لأي سبب كان. ولكن أعود وأذكر بأنه من المهم أن نعي من يخدم قتل المسلمين بعضهم لبعض. بلا شك إنها تخدم أمريكا. وكما ذكرنا سابقا لا بد أن نصوب سلاحنا تجاه عدونا مجتمعين بحيث لا يدع مجال للشك لأن عدونا هو نفسه سواء في العراق أم في أفغانستان. فماذا تظنون سيكون عدونا مخلصا لنا في باكستان!! هذا سؤال مطروح؟

ختاما

 طيب شاه

سيد علي شكرا جزيلا لإعطائنا هذا الوقت الكافي.

كان معنا السيد محمد علي عضو من حزب التحرير.

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع