الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الدخول في جيوش الدول القائمة في بلاد المسلمين

 

 

سؤال: هل يجوز الدخول في جيوش الدول القائمة في بلاد المسلمين؟ علماً بأنَّ هناك حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن جنود الأمراء الظلمة؟ وهل يجوز طلب نصرتهم؟ وهل يصح القتال مع الحكام الظلمة؟

 

جواب: عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان يكون عليهم أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكون عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً». رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة.

وفي رواية في كنـز العمال «... فمن أدركهم فلا يكونن لـهـم عريفاً ولا جابياً ولا خازناً ولا شرطياً» كنـز العمال - الخطيب عن أبي هريرة.

 

وبإنعام النظر في الموضوع يتبين:

1) حديث أبي يعلى ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الأربعة تحت حكم الأمراء السفهاء الظلمة بشكل مطلق. وفي حديث كنـز العمال نهي عن هذه الأربعة للحكام الظلمة خاصةً حيث ذكر في الحديث (لـهـم) واللام للاختصاص فالنهي متعلق بالحرس الخاص لهؤلاء الأمراء وبمن يجمع المال لهم ويخزنه لهم. ويحمل المطلق على المقيد فيكون النهي ليس عن العريف والجابي والخازن والشرطي على إطلاقها في الدول التي لا يحكم حكامها بالإسلام، وإنما النهي متعلق بالعريف والشرطي والجابي والخازن العاملين مع أشخاص هؤلاء الحكام أي المختصين بهم.

 

2) الذي يرضى بحكم الأمراء الظلمة السفهاء يكون آثماً سواء أكان في الجيش أم غير الجيش لأن عدم تغيير الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله، وعدم الإنكار عليهم، أو الرضى بهم، كل ذلك إثم عظيم حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع» أخرجه مسلم.

 

3) إن طلب نصرة أهل القوة سواء أكانوا في حرس الحاكم أم في غير حرسه لتغيير حكم الظالمين السفهاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله، هذا الطلب جائز ولكن بعد بيان واقع النظام الفاسد الذي يعملون فيه، وأنَّ الواجب تغييره، فإذا اقتنعوا بذلك واستجابوا لله ولرسوله فإنّ عملهم هذا عمل عظيم بإذن الله وإذا استعملوا مواقعهم في التعجيل بإقامة حكم الله سبحانه فقد جاؤوا بعمل عظيم.

 

وذلك لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى القبائل وهي كافرة يدعوها للإسلام فإذا استجابت طلب نصرتها لإقامة حكم الله. وهكذا فإن العاملين في جيش الظالمين إذا استجابوا للحق وعرفوا حكم الشرع في وجوب الإنكار على الظالمين وتغييرهم، واستعدوا للعمل فإنَّ طلب نصرتهم جائزة.

 

4) نعم يصح القتال مع الحكام الظلمة إذا كان قتالاً للكفار وليس للمسلمين، لأن الجهاد فرض على المسلمين في جميع الأحوال تحت ظل الحاكم المسلم مهما كان حاله سواء أكان برّاً أم فاجراً ما دام يقوم بالقتال ضد الكفار وذلك لأن آيات القتال جاءت مطلقةً غير مقيدة {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله}؛ {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله}؛ {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا} وآيات غيرها كثيرة لـم تشترط أن يكون الحاكم ظالماً أو غير ظالـم ما دام القتال ضد الكفار.

 

كما أن هناك أحاديث صريحةً تدل على أن جور الحاكم لا يمنع القتال معه، وهو يعني قاتلوا مع الإمام الجائر. عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والجهاد ماضٍ منذ أن بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل».

 

 

20 جُمادى الأولى 1424هـ.

 

20/07/2003م.

 

 

الدخول في جيوش الدول القائمة في بلاد المسلمين

 

 
 
سؤال: هل يجوز الدخول في جيوش الدول القائمة في بلاد المسلمين؟ علماً بأنَّ هناك حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن جنود الأمراء الظلمة؟ وهل يجوز طلب نصرتهم؟ وهل يصح القتال مع الحكام الظلمة؟

جواب: عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان يكون عليهم أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكون عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً». رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة.
وفي رواية في كنـز العمال «... فمن أدركهم فلا يكونن لـهـم عريفاً ولا جابياً ولا خازناً ولا شرطياً» كنـز العمال - الخطيب عن أبي هريرة.

وبإنعام النظر في الموضوع يتبين:
1) حديث أبي يعلى ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الأربعة تحت حكم الأمراء السفهاء الظلمة بشكل مطلق. وفي حديث كنـز العمال نهي عن هذه الأربعة للحكام الظلمة خاصةً حيث ذكر في الحديث (لـهـم) واللام للاختصاص فالنهي متعلق بالحرس الخاص لهؤلاء الأمراء وبمن يجمع المال لهم ويخزنه لهم. ويحمل المطلق على المقيد فيكون النهي ليس عن العريف والجابي والخازن والشرطي على إطلاقها في الدول التي لا يحكم حكامها بالإسلام، وإنما النهي متعلق بالعريف والشرطي والجابي والخازن العاملين مع أشخاص هؤلاء الحكام أي المختصين بهم.

2) الذي يرضى بحكم الأمراء الظلمة السفهاء يكون آثماً سواء أكان في الجيش أم غير الجيش لأن عدم تغيير الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله، وعدم الإنكار عليهم، أو الرضى بهم، كل ذلك إثم عظيم حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع» أخرجه مسلم.

3) إن طلب نصرة أهل القوة سواء أكانوا في حرس الحاكم أم في غير حرسه لتغيير حكم الظالمين السفهاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله، هذا الطلب جائز ولكن بعد بيان واقع النظام الفاسد الذي يعملون فيه، وأنَّ الواجب تغييره، فإذا اقتنعوا بذلك واستجابوا لله ولرسوله فإنّ عملهم هذا عمل عظيم بإذن الله وإذا استعملوا مواقعهم في التعجيل بإقامة حكم الله سبحانه فقد جاؤوا بعمل عظيم.

وذلك لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى القبائل وهي كافرة يدعوها للإسلام فإذا استجابت طلب نصرتها لإقامة حكم الله. وهكذا فإن العاملين في جيش الظالمين إذا استجابوا للحق وعرفوا حكم الشرع في وجوب الإنكار على الظالمين وتغييرهم، واستعدوا للعمل فإنَّ طلب نصرتهم جائزة.

4) نعم يصح القتال مع الحكام الظلمة إذا كان قتالاً للكفار وليس للمسلمين، لأن الجهاد فرض على المسلمين في جميع الأحوال تحت ظل الحاكم المسلم مهما كان حاله سواء أكان برّاً أم فاجراً ما دام يقوم بالقتال ضد الكفار وذلك لأن آيات القتال جاءت مطلقةً غير مقيدة {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله}؛ {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله}؛ {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا} وآيات غيرها كثيرة لـم تشترط أن يكون الحاكم ظالماً أو غير ظالـم ما دام القتال ضد الكفار.

كما أن هناك أحاديث صريحةً تدل على أن جور الحاكم لا يمنع القتال معه، وهو يعني قاتلوا مع الإمام الجائر. عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والجهاد ماضٍ منذ أن بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل».

20 جُمادى الأولى 1424هـ.

20/07/2003م.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع