- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2023-11-01
جريدة الراية: الحرب على غزة حرب صليبية غربية بغطاء صهيوني حقير!
طوفان الأقصى وثبات أهل الشام أكبر من كيان يهود الحقير ودويلات العمالة والخيانة، فهو تجسيد لحديد عزم المسلمين وحقيق تحدي إسلامهم وإيمانهم لكل العقبات والمصاعب، فهو الترجمة العملية لحركة الإسلام الجبارة في البشر والجغرافيا، وهو النذير البشير لقرب تمام الدورة الحضارية في انبعاث فجر الإسلام ومحو فحمة ليل الغرب اللعين.
فما أخطأ الغرب اللعين قراءته بل أيقن حقيق الساعة أنها بعثٌ للإسلام وفناءٌ لكفره، وهاله وزاد من رعبه هوان قاعدته ومجمع وحشيته وإجرامه، كيان يهود الحقير، الذي صنعه بيده وجعله تحت سمعه وبصره، وما انفك يطعمه ويغذيه ليفي بالغرض من صناعته، ولما جاءت ساعة الحقيقة انفضحت حقارة الكيان وانكشفت سوءته وزلزلت قاعدة الغرب وأعطبت أهم أسلحته. وخطير معضلة الغرب أن أرض الشام ملتهبة أصلا وقد دخلت ثورة أهلها المباركة عقدها الثاني وتكسّر على صخورها عظيم كيد ومكر الغرب، وها هو لهيب الأرض المباركة يفاقم معضلته، وزاد من تعاسة موقفه حقارة كيانه القاعدة وزلزلة أركانه.
فما أبقت الكارثة للغرب من مخرج إلا الكشف عن كل أوراقه، من أن الكيان قاعدته وأداة من أدوات حربه الصليبية على الإسلام وأهله، وأن الحفاظ على القاعدة مهمته، وأن حشد عساكره وطائراته وسفنه ومروحياته ومسيّراته وجسور إمداداته من قواعد العار بدويلات الخيانة والعار مهمة صليبية لحرب صليبية غربية، يريد بها إطفاء نور الإسلام الذي أوشك أن يخطف بصره ويفني حضارته.
إن قضيتنا مع الغرب كانت وما زالت مصيرية وجودية؛ جوهرها حرب حضارية دامية شرسة ما بين حق الإسلام دوما وأبدا وكفر الغرب؛ كنسياً في الماضي وعلمانيا اليوم، وهذه الحرب لا تخمد نارها ولا تفتر بل زاد سعيرها في العقود الأخيرة وتعاظمت شراستها ودمويتها في اطراد مع تعاظم حركة الإسلام وحيوية فعله في أهله.
فالغرب هو الغرب؛ كان وما زال صليبيا حاقدا، والإسلام هو الإسلام؛ كان وما زال الحق المبين ماحق كفر الغرب اللعين، فمادة الصراع والحرب ما انتهت فكيف لطبيعة الحرب أن تتغير؟! هي حرب الغرب الصليبية التي لا تنتهي ولا تنقضي، وكل حروبه المباشرة أو بالوكالة وقود نارها صليبيته الحاقدة على الإسلام وأهله.
فالحرب هي لحظة الحقيقة العارية التي يفصح الغرب فيها ببلاغة خالصة تامة عن وحشية صليبيته وحقده الأسود على الإسلام وأهله، وتنقشع فيها كل غيوم التضليل والتزييف والخداع، وتصبح معها المعادلة حدّيةً كما هي وكما يجب أن تكون؛ صراعاً بين الإسلام والكفر وبين المسلمين وكفرة الصليبيين.
ليست هذه الحشود الصليبية من عساكر الأمريكان والبريطانيين على ظهور حاملات طائراتهم وسفنهم ولا الجسور الجوية لطائراتهم من قواعد العار بدويلات الخيانة والعار، ولا العتاد العسكري القادم من أوروبا الصليبية، وهذا التجييش والشحن العاطفي لشعوب أوروبا والغرب ضد المسلمين بالأرض المباركة، ليس كل هذا خشية على يهود فهم أحقر من أن يجعل منهم الغرب همّه وشغله، فهو من ذبحهم ونكل بهم عبر كنيسته فألجأهم إلى بلاد المسلمين فرارا من بطشه، ثم هو من قتلهم ونكل بهم عبر علمانيته في حربه العالمية الثانية، ثم تخلص منهم ورمى بهم المسلمين في قلب دارهم كحطب لحربه الصليبية وقاعدة متقدمة له.
واليوم وقد زلزل طوفان الأقصى القاعدة وتصدع معه الكيان الحقير، ومن قبلُ عظيم ثبات أهل الشام في إفشال مكائده، فخشي الغرب التبعات، وما كانت إلا سرعة في دورة حركة الإسلام وتجذره في أمته وصقلا لوعيها بدينها وتبصرة لها بعبقرية طاقاتها وعظيم قواتها، وقرب موعد انبعاث فجرها وانجلاء ليلها. فحقارة كيان يهود كقاعدة غربية متقدمة أمام فعل حقيقي من ثلة مؤمنة في التصدي والمجابهة، فضحت هوان القاعدة وعرّت حقارة الكيان فكشفت عن طبيعة وظيفة الكيان وعن حقيقة العدو الصليبي المدير للكيان القاعدة.
فكل معارك الأرض المباركة هي فصول من حرب الغرب الصليبية وأداتها كيان يهود القاعدة، وبعد أن زلزلت القاعدة وتصدعت اضطر الغرب الصليبي للتدخل مباشرة للإبقاء عليها حرصا على استمرار وظيفتها الصليبية في التشويش على قضية المسلمين المصيرية، في التحرر من الغرب بإعادة الحكم بالإسلام وإقامة خلافته، واستئناف الحياة الإسلامية وتحرير كل أرض الإسلام وتطهيرها من المستعمر الغربي الصليبي واجتثاث كل قواعده وأدواته وعملائه وكيان يهود الحقير أوهن قواعده.
يا خير أمة أخرجت للناس، يا معدن الوحي، يا أبناء الملاحم العظمى والمعارك الفصلى والمجد العريق، حربنا مع الغرب الصليبي حضارية مبدئية شرسة دموية، فالغلبة والنصر فيها للمبادئ وليست بعدد القتلى وحجم الهدم والدمار. أما وإن حقد الغرب الصليبي ووحشيته ضدكم وهمجيته السادية في سفك دمائكم تتعاظم في كل حرب، فذلك من فزعه من موت حضارته وفناء فلسفته وتعفن منظومته، وحديد بصره لعظيم حيوية إسلامكم وجبروت صنيعه فيكم وعزم وتصميم خياركم على استعادة عزكم ومجدكم، ودنو تحقيق جليل غايتكم في تحكيم شرع ربكم، وبزوغ فجر إسلامكم ومحوكم لليل الغرب الكافر اللعين. فهو يبغيكم موتى لإنهاء معضلته وأنى له! فالموت والحياة بيد جبار السماوات والأرض ونحن عباده، والله مولانا والغرب الكافر لا مولى له.
يا خير أمة أخرجت للناس، يا معدن الوحي، يا أبناء بدر والأحزاب وفتح مكة ومؤتة واليرموك والقادسية وعمورية والزلاقة وحطين وعين جالوت وفتح القسطنطينية، ما القلة نخشى ولا من جحافل الكفر نضعف؛ كان عتادنا وعدتنا دوما وأبدا إيماننا الذي لا يقهر، كنا يوم بدر الكبرى يوم الفرقان قلة القلة، خيولنا لا تكاد تذكر وسيوفنا معدودة، أما إيماننا فقد عانق إيمان النبوة، حصدنا يومها رؤوس الشرك وزعامات الباطل وأرَّخْنا لميلادِ عظيمِ الملاحم وسَنَنْناها سُنّة في التابعين، وهذا فتح البويب وسيوف المثنى رضي الله عنه أرت مهران بن باذان الفرس معنى جحيم الأرض وأذاقته علقم الموت، وكانت جيفته أول الحصاد وبه ابتدأ المثنى، وما أنهاها رضي الله عنه إلا بمقتلة عظيمة لمشركي الفرس، روى التاريخ أنها تجاوزت 100 ألف قتيل؛ ما بين قتيل بالسيف وغريق فارٍّ من سيوف المسلمين، وما كنا يومها فوق 12 ألفا من المؤمنين الأشداء وكان مشركو الفرس 150 ألفا من فرسانهم ومشاتهم وفيلتهم، فما أغنت عنهم قوتهم من الله شيئا وكذلك يفعل الله بالمجرمين!
يا أحفاد خالد وأبي عبيدة والقعقاع والمثنى ومحمد بن القاسم وطارق بن زياد والمعتصم ويوسف بن تاشفين وصلاح الدين والمظفر قطز ومحمد الفاتح، يا أبناء معركة الكرامة وملاحم الفلوجة ومواقع تورا بورا وكابل وطوفان الأقصى، والله ما ابتليتم شديد البلاء وما امتُحنتم عظيم المحن إلا إعدادا من الحكيم العليم لعباده المؤمنين لعظيم النصر واصطفاء لتمكينه المبين، فحثوا سيركم واستمسكوا بحبل ربكم ولا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون، واستجمعوا قواكم وطاقاتكم ولا تيأسوا من طرق أبواب جيوشكم ففيهم سَعْد نصْرتكم، وتلكم سنة نبيكم ﷺ فالزموا غرزه واقتفوا أثره وأيقنوا أن رحمة الله قريب من المحسنين والعاقبة للمتقين، ﴿وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾
بقلم: الأستاذ مناجي محمد
المصدر: جريدة الراية