- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2025-05-14
جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 547
نسأل الله سبحانه أن يمكن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله من إقامة دولة الإسلام، الخلافة الراشدة، عاجلاً غير آجل، ومن ثم ترهب العدو كما كانت من قبل، وتنشر الخير في ربوع العالم، وترد كيد الكفار في نحورهم: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
===
حزب التحرير
ومشروع الأمة
يا أمة الإسلام: إن حزب التحرير، يقود حملة عالمية في تركيا، والأردن، ومصر، وإندونيسيا، وبنغلادش، وتونس، والسودان، والجزائر، وماليزيا، والشام، وفي جميع أنحاء البلاد الإسلامية لطلب النصرة من جيوش المسلمين لإقامة الخلافة وتحرير فلسطين. إن شباب حزب التحرير الشجعان، وعلى مدار عقود، يواجهون الحكام الظلمة، ويطالبونهم بالحكم بما أنزل الله، فانضموا إليهم، وحثوا أبناءكم وإخوانكم في الجيوش على خوض الحرب ضد يهود، وأقنعوهم بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة، بقيادة أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة؛ الأسد الغضنفر، والسياسي العالمي، والخبير الاقتصادي الإسلامي، لتوحد جيوش المسلمين وتحرر المسجد الأقصى وكامل فلسطين، وكل البلاد الإسلامية المحتلة.
===
دواعي تفاقم العلاقات
بين روسيا وقرغيزستان
إن هيمنة روسيا في آسيا الوسطى، بما في ذلك قرغيزستان، استمرت حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وقد دأبت روسيا دائماً على قمع السخط الشعبي في البلاد عبر استبدال الحكام الدمى. إلا أنها وبسبب الحرب في أوكرانيا التي بدأت عام 2022، اضطرت إلى تخفيف سياستها من أجل إبقاء آسيا الوسطى في دائرة نفوذها. ونتيجةً لذلك، عززت قرغيزستان تعاونها مع الصين وفتحت بعض الأبواب أمام الغرب. ويتجلى ذلك في توقيع اتفاقية استراتيجية مع الصين، وتسليم جميع موارد البلاد المهمة لتصرف الشركات الصينية، ونمو التجارة بين البلدين بوتيرة متسارعة. كما تم رسمياً إطلاق مشروع خط السكك الحديدية بين الصين وقرغيزستان وأوزبيكستان، الذي عرقلته روسيا لعقود من الزمن، في 2024/12/27.
علاوة على ذلك، في 2024/6/25، وقّع النظام القرغيزي اتفاقية استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي بشأن تعزيز الشراكة والتعاون. وفي إطار هذه الاتفاقية، وُقّع عدد من الاتفاقيات الثنائية، ما فتح الباب أمام أوروبا لتوسيع نفوذها في البلاد. وفي غضون ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في 2025/4/3، خلال قمة الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى في مدينة سمرقند بأوزبيكستان، عن حزمة استثمارية بقيمة 12 مليار يورو لآسيا الوسطى كجزء من مشروع البوابة العالمية. ولم يتوقف النظام القرغيزي عند هذا الحد، بل خلال زيارة رئيس الوزراء عادل بك قاسم علييف إلى واشنطن في نيسان/أبريل الماضي، عُقدت مفاوضات حول استخراج المعادن الأرضية النادرة. كما نوقش مشروع محطة الطاقة الكهرومائية كامبار-آتا 1.
إن هذه الأمور كلها أثارت قلق الكرملين ودفعته إلى تغيير سياسته تجاه المنطقة، التي يعتبرها مزرعته الخاصة. على وجه الخصوص، بعد تولي ترامب السلطة، تعزز موقع روسيا على الساحة الدولية، وإن كان مؤقتاً، ما هيأ الظروف المناسبة للاهتمام بآسيا الوسطى. وقد بدأت بوادر ذلك تتجلى أولاً في تشديد القوانين ضد العمال المهاجرين في روسيا. وبعد ذلك قامت عناصر من قوات الأمن الروسية بالاعتداء على العمال المهاجرين القرغيز،. وبالتوازي مع هذه الأحداث، اعتقل النظام القرغيزي عدة أشخاص يُشتبه في محاولتهم القيام بانقلاب في البلاد. وبعد ذلك، اعتقل جواسيس روس، ووضع بعضهم قيد الإقامة الجبرية.
ختاما أيها المسؤولون القرغيز: إن القوانين المناهضة للإسلام التي تصدر لإرضاء المستعمرين لن تُرضيهم أبداً. لذا، حقِّقوا سعادة الدنيا والآخرة بالتوكل على الله وحده.
===
لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة
إن الحديث عن الخلافة ليس اجترارا لتاريخ مضى واندرس، بل هو حديث عن نظام إسلامي أصيل يضمن تحقيق العدل ونشر الرحمة وتطبيق شرع الله في الأرض.
إن الخلافة ليست نظاماً سياسياً فحسب، بل هي دولة قد ملأت جنبات الدنيا وهي تجمع كلمة المسلمين وتوحد صفوفهم، وتجعلهم أمة واحدة قوية مهابة الجانب. إن إقامة الخلافة تعني إقامة العدل بين الناس، ورد الحقوق إلى أصحابها، ورفع الظلم عن المظلومين، وإغاثة الملهوفين ونشر الخير للعالم وكنس النظام الرأسمالي الذي عاث في الأرض الفساد والإفساد.
ولقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم هذه الأهمية، فسارعوا بعد وفاة النبي ﷺ قبل أن يدفنوه ﷺ، إلى اختيار خليفة ومبايعته، إيماناً منهم بأن الخلافة فرض وضرورة لاستمرار حياتهم على منهج الإسلام.
نعم هكذا فهم الصحابة مكانة الخلافة في الإسلام، وأدركوا ألا قوام لهذا الدين إلا بها، وفي هذا المعنى يقول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: "لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة".
لقد كان المسلمون الأوائل ينظرون إلى الخلافة باعتبارها تاج الفروض، لأنها تحفظ الدين والدنيا معاً.
===
إيران بإمكانها أن تكون قوة نووية
لقد كانت أمام إيران فرص عدة لامتلاك السلاح النووي وتعلن عن نفسها قوة نووية بحلول نهاية 2024 كما صرح به خبراء عسكريون، حيث كان مستقبل أمريكا السياسي غير مؤكد وسط انتخابات رئاسية متنازع عليها بشدة. فقد ذكرت تصريحات لفوكس نيوز ديجيتال، حيث قال جيمس كارافانو، نائب رئيس دراسات السياسة الخارجية والدفاعية لمؤسسة هيريتيج "أعتقد أن هذا خيار حقيقي... أعني، إذا كنت مكان الإيرانيين وكان عليّ أن أفعل ذلك، فإني سأفعله الآن لأن الرئيس بايدن لن يفعل شيئا". فجاء رد إدارة بايدن، حيث صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز ديجيتال بالقول: "نحن ملتزمون بعدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ونحن مستعدون لاستخدام جميع عناصر القوة الوطنية لضمان هذه النتيجة".
مع كل ذلك الأخذ والرد في قضية امتلاك إيران للسلاح النووي، فهل يمكن لإيران أن تصبح قوة نووية؟ نعم يمكن أن تكون لو لم تربط سياستها الخارجية بأمريكا، ومن ثم تصبح قوة ذات شأن. لكن ربطها نفسها بسياسة أمريكا لتدور في فلكها يجعلها لا تكون، وهي مستمرة كذلك لأن نخبتها الحاكمة قد استمرأت الارتباط بالسياسة الأمريكية لا تنفك عنها بحال، فبدل أن تتحكم هي بالاتفاق النووي ربطت ذلك بمحادثات فينّا أي بموافقة أمريكا، فقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحفي، حسب جريدة إندبندنت عربي في 2022/6/13 "إذا تم إنجاز اتفاق في فينّا، فكل الإجراءات التي اتخذتها إيران قابلة للعودة عنها تقنياً". لذلك فإن تغييراً جوهرياً في إيران أمر مستبعد إلا أن تُحكِّم الإسلام في سياستها الداخلية والخارجية، وتقطع علاقتها بأمريكا قطعاً لا رجعة بعده. نقول هذا ونحن نستبعد حدوثه من الساسة الإيرانيين الحاليين، ولكن ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾.
===
قناة السويس وتصريحات ترامب
طالب رئيس أمريكا ترامب عبر منصة "تروث سوشال"، أن تمر السفن الأمريكية عبر قناتي السويس وبنما مجاناً، مدّعياً أن أمريكا "هي من أنشأت هاتين القناتين"، ومكلفاً وزير خارجيته بعقد اتفاقات تكرّس هذا الطلب الاستعماري.
كان رد النظام المصري على هذا التصريح الاستفزازي هو الصمت، ما يعكس ضعف موقفه أمام الإملاءات الدولية، ومدى عمالته وانبطاحه لأمريكا الكافرة المستعمرة، وعجزه التام عن الدفاع عن السيادة، بل وعن أبسط مظاهر الكرامة (الوطنية) المزعومة.
إن تصريح ترامب هذا هو تعبير دقيق عن عقيدة الغرب تجاه بلاد المسلمين، فهم يعتبرون مقدراتنا ملكاً مشاعاً لهم، وينظرون إلينا باعتبارنا مستعمرات تابعة لا تملك حق السيادة الفعلية، ويعتبرون أن تدخلهم في شؤوننا حقٌ مكتسبٌ. وهذا جزء من سياسة استعمارية قديمة جديدة، عبّر عنها اللورد كرومر بقوله: "نحن لم نحتل مصر من أجل مصر، بل من أجل مصالحنا". وها هو ترامب يعيد إحياء هذا المنطق الوقح نفسه، في ظل أنظمة تدين بالولاء لأسيادها الغربيين.
الممرات المائية التي تمر بأرض المسلمين هي جزء من الملك العام الذي يجب أن يدار وفق أحكام الشرع، لا وفق القوانين الوضعية أو المعاهدات الاستعمارية، وقناة السويس جزء لا يتجزأ من أرض مصر، التي هي جزء من البلاد الإسلامية، وبالتالي لا يجوز التفريط فيها ولا إخضاعها لمنظمات دولية، ولا إلزامها بحرية مرور مطلقة. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي توحّد بلاد المسلمين، وتستعيد سلطانهم على مقدراتهم، والتي يجب على أهل مصر كنانة الله في أرضه أن يغذوا السير مع حزب التحرير لإقامتها.
===
عندما تأمن الفئران غياب الأسود
احتل الصليبيون فلسطين وسفكوا دماء المسلمين فيها وفعلوا ما يفعله يهود اليوم، وبقيت تحت حرابهم ٨٨ عاما حتى جاء جيش التحرير بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي فطهرها من دنسهم، وهزمهم شر هزيمة، وأخرجهم منها أذلة وهم صاغرون وأعاد فلسطين كاملة إلى ديار المسلمين، وتمتع أهلها بنعمة التحرير مئات السنين حتى تآمر أعداء الإسلام من جديد بزعامة بريطانيا فمنحوا يهود وعد بلفور وزرعوا كيانهم في فلسطين عام 1948م وما زالت تحت حرابهم إلى اليوم وجرائمهم فيها لم تتوقف، وتدميرهم لغزة وإهلاك الحرث والنسل فيها شاهد على همجيتهم، وما كان لهم وهم من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة أن يفعلوا ذلك لولا خيانة حكام المسلمين لفلسطين وأهلها فقد أمن الفأر غياب الأسد.
أيها المسلمون: إنه فرض عليكم حث الجيوش لتنتفض فتكسر القيود التي كبلهم بها الحكام الخونة، وتنطلق مزمجرة الله أكبر الله أكبر هلكت يهود، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين. ففلسطين لن تحررها المظاهرات ولا الدعاء في المساجد ولا المعارك الوهمية سواء أكانت جوية أو بحرية، ولا التبرعات المالية، وإنما تحررها الجيوش التي تربط الأسباب بمسبباتها وتخوض المعركة البرية على أرض فلسطين فتهزم يهود وتخرجهم منها أذلة وهم صاغرون.
===
دلائل على تراجع قدرة أمريكا
في الاستمرار بالهيمنة على العالم
هناك بعض الدلائل على تراجع هيمنة أمريكا في القريب العاجل وتراجع قدرتها على الاستمرار في قيادة العالم ومنها:
- فقدان الثقة العالمية في قيادتها للعالم، خاصة منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية، وأيضا إدارتها لجميع الملفات السياسية العالمية بشكل أناني.
- تورطها في حروب ونزاعات عديدة عبر العالم بغية تثبيت هيمنتها، ما سيؤدي إلى ظهور اليمين المتطرف الذي سوف يرفض قراراتها.
- المشاكل الداخلية التي تعاني منها وذلك بتدهور نظامها السياسي الحالي مع قدوم ترامب.
- تنامي الانقسام الحزبي الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين واعتمادهما على قوة الضغط التجارية لإنهاء بعضهما.
- يعتبر ظهور الصين اقتصاديا مؤثراً ضاغطاً على الاقتصاد الأمريكي في المستقبل القريب.
- التوتر العرقي والاجتماعي في النسيج المجتمعي الأمريكي، والذي يظهر مع تعاظم المشاكل الاقتصادية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والديون الطلابية والعامة المتزايدة.
- تراجع ثقة الدول بالدولار الأمريكي ما ينعكس سلبا على نفوذ أمريكا الاقتصادي في حال بدأت محاولات التداول بغير الدولار.
- وجود أصوات تنادي بالتحول في الخطاب العالمي حتى يوجه نحو تعدد الأقطاب والعدالة الدولية بدلا من قبول أمريكا أو الأقطاب أحادية الجانب.
فجدير بعقلاء العالم أن يعلموا أنه ليس إلا الإسلام الذي يخرج البشرية من جور أمريكا والرأسمالية إلى عدل الإسلام.
===
المصدر: جريدة الراية