الإثنين، 30 شوال 1446هـ| 2025/04/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-04-23

 

جريدة الراية: اعتراضات جنود كيان يهود

واقعها ومآلاتها

 

 

"الرسائل نفسها تتكرر، باسم طيارين، أو قدامى محاربي البحرية، أو باسم آخرين، كلها لم تكتب باسم جنودنا، بل كتبها حفنة من الحثالة تديرها جمعيات ممولة من الخارج، هدفها الإطاحة بالحكومة اليمينية".

 

بتلك العبارات استقبل نتنياهو رئيس حكومة يهود عرائض الاحتجاج على استمرار حربه الوحشية على غزة، المطالبة بوقفها واسترداد الأسرى، متهمين نتنياهو بأنه يسعى لاستمرار الحرب لأسباب سياسية شخصية وليس لأسباب أمنية.

 

فبعد ما قام به أبطال غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأ كيان يهود وبشكل جنوني حرب إبادة ضد غزة وأهلها، مرتكبا جرائم حرب على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ضارباً عرض الحائط بالقوانين والمواثيق الدولية التي يتغنى بها الغرب دون مراعاة لدماء وأعراض الناس، بل بدعم مباشر من راعية الإرهاب أمريكا، وبتواطؤ مباشر من الحكام رويبضات المسلمين، معلناً في الوقت نفسه عن أهداف سيحققها وهي: إنهاء حماس، واستعادة الأسرى، ومنع أي تهديد له من غزة مستقبلاً، لعله يعيد له شيئاً من هيبة فقدها على يد ثلة من مجاهدي غزة.

 

إلا أنه وبعد ما يزيد عن 18 شهراً من القتل والدمار والإجرام، والتي تأكد فيها لكل متابع وهن وضعف هذا الكيان وأن جنوده ليسوا أهلاً للحرب، ازداد جنون نتنياهو وحقده خصوصاً مع استحضار ما ينتظره من قضايا ومحاكم، وانهيار لحكومته، وإنهاء له سياسياً، وما يلاقيه من مظاهرات يومية ليهود ضد استمرار الحرب، فسعى لتوسيع رقعة عدوانه لتشمل لبنان وسوريا، لعله يخفف شيئاً من ضغط المتظاهرين، وكذلك الرأي العام العالمي ضد حربه في غزة، وقامت أمريكا بإعطائه الفرصة تلو الفرصة ليحقق شيئاً مما أعلنه من أهداف.

 

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾. هذه حقيقة الكفر وأهله، فثبات أهلنا وإخواننا في غزة، مع كل ما صاحب هذه الحرب الإجرامية من دمار وقتل، ودعم مباشر من أمريكا ودول الغرب ورويبضات المسلمين، أربك الحسابات، وجعل أمريكا وعملاءها يستشعرون الخطر عليهم، وزيادة فرص تفلت المنطقة من أيديهم، فاندفع ترامب رئيس أمريكا باستدعاء نتنياهو على عجل، والتي ظهر فيها نتنياهو بشكل مختلف كلياً عن زيارته الأولى، فقد ألجمه ترامب بمجوعة من المطالب بخصوص إيران وتركيا الدائرتين في فلك أمريكا، بل وضرورة جلوسه للمحاكمة والدفاع عن نفسه، وأمهله أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، حسب بعض التسريبات الإعلامية، لإنهاء الحرب. لتأتي هذه الاحتجاجات والاعتراضات من مختلف قطاعات جيش يهود؛ من طيارين ووحدات مشاة ومدفعية، ومن قوات نخبة وموساد وأطباء وأكاديميين، كورقة ضغط إضافية على حكومة نتنياهو، وذلك بتنوعها واتساعها.

 

هنا قد يتبادر سؤال بالذهن، هل يمكن أن تؤدي هذه الاحتجاجات والمظاهرات لتهديد وجودي لكيان يهود؟!

 

وللإجابة على ذلك نقول: إن كيان يهود زرعه الغرب الكافر خنجراً في قلب البلاد الإسلامية، ويعتبر قاعدة عسكرية متقدمة له، مع ما يلعبه الدور الديني لهم بأن دعم هذا الكيان وبقاءه يعجل بعودة المخلّص وفق معتقداتهم، فلا بد من المحافظة عليه قوياً.

 

وبالنتيجة ولعدم تحقيق كيان يهود شيئاً مما أعلن عنه من أهداف بعد 18 شهراً من القتل والدمار والخراب، وثبات أهلنا ورفض دعوات ترامب الخيالية غير القابلة للتحقق، ارتأت أمريكا بعد أن تأكد وظهر لكل ذي عينين وهن وضعف هذا الكيان اللقيط، وأنه نمر من ورق، وما صاحب ذلك من انشغال أمريكا بملفات ذات أهمية أكبر بالنسبة لها؛ كملف الصين، وأوروبا وروسيا، والانقسام الداخلي الذي يعصف بها، والحرب التجارية التي بخرت العديد من التريليونات للآن، والتي تنذر بأحداث قد لا تستطيع أمريكا ضبطها أو التحكم بها، كتدخلات خارجية تنازعها المنطقة ونفوذها بها، أو انفلاتات داخلية من جنود جيوش المسلمين الحاقدة على عملاء الغرب الكافر رويبضات المسلمين، والمتحرقة لنصرة إخوانهم في غزة وسائر فلسطين، ارتأت أنه ما لم يتحقق بالحرب قد يتحقق بالدسائس والمؤامرات السياسية، فأوعزت لعميلها السيسي طرح مبادرة للاتفاق ووقف الحرب، مع إطلاق سراح أسرى يهود، ونزع سلاح حماس كشرط لإيقاف القتل والدمار.

 

أيها المسلمون، ويا جنود الإسلام: إن فلسطين أرض الإسراء والمعراج، والارتباط بها ارتباط عقائدي، وإن شعوب المسلمين تتحرق لنصرتها، وأنتم منهم، ومع ما يصاحب هذه الأحداث من ضعف وانقسام بائن وواضح لأمريكا وقاعدتها كيان يهود ودول الغرب قاطبة، كل هذا يمثل منحة إلهية لكم لتقطعوا حبالكم مع الأنظمة الذليلة الخانعة العميلة للغرب الكافر الحاقد، وتعقدوها مع الله تعالى ناصر عباده المستضعفين، وتضعوا أيديكم بأيدي حزب التحرير، وتعطوه نصرتكم لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، لتكونوا بإذن الله كسعد وأسيد ناصري رسولكم الكريم ﷺ وتكونوا من أحبته، فتحرر البلاد والعباد، وينتشر العدل والطمأنينة، وما ذلك على الله بعزيز.

 

لهذا ندعوكم، ففيه والله الفوز بالدنيا والآخرة، وإلّا والعياذ بالله: ﴿إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

 

 

بقلم: د. عبد الإله محمد – ولاية الأردن

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع