- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2015-06-09
المثقف: نساء الروهينجا يُغتصبن في المخيمات فأيّ دبلوماسية ينتهجون وبم يبشرون؟؟
ذكرت وكالة فرانس برس في 2015/6/2 نقلا عن وكالة الأنباء الماليزية "برناما" أن نساء الروهينجا تعرضن للاغتصاب في مخيمات اللجوء في تايلاند، وروت نورا خايدا (24 عاما) من اللاجئات الروهينجيات: أن حراس المخيم كانوا يختارون كل ليلة اثنتين أو ثلاثاً من الفتيات الجميلات من الروهينجا ويأخذونهن إلى مكان سري حيث يتناوب الحراس على اغتصابهن وقد حملت اثنتان من الفتيات نتيجة للاغتصاب. روت خايدا أيضاً أن الفتيات كن يتغيبن عن المخيم التايلندي لعدة أيام لأن الحراس كانوا يتاجرون بهن، وقالت نورا خايدا أن الحراس كانوا يستهدفون الفتيات وهي امرأة متزوجة ولديها طفل برفقتها ولكن بالرغم من ذلك فهي تدعو الله كل يوم أن لا تتعرض للاغتصاب.
التعليق:
لا حول ولا قوة إلا بالله.. بينما تقع علينا هذه الأخبار كالنبال تأتي التصريحات الإعلامية لوزراء الخارجية في بلاد المسلمين ببرود ولا مبالاة ونمطية دبلوماسية جامدة لا تتجاوز عبارة "نراقب عن كثب تطورات أوضاع مسلمي الروهينجا". نعم إنهم يراقبون ثم يستمرون في البروتوكولات الدبلوماسية مع ميانمار وحكومتها التي ترعى الإرهاب البوذي، يراقبون ولا يفعلون ويتابعون المشهد منذ أن اغتصب أفراد جيش ميانمار المسلمات بشكل ممنهج عبر السنوات الماضية وبعد أن روع الرهبان البوذيون الأسر الآمنة وركب الناس القوارب البالية هربا بالدين والعرض والنفس. نعم حكام المسلمين وآلتهم الدبلوماسية يتابعون أوضاع المنكوبين في عرض البحر في صمت وبلادة بينما تتمادى الدولة الحاقدة في غيها ضد المستضعفين وتمكن العصابات من رقاب العباد.. يتابعون بينما تتنقل أخبار الروهينجا من مقابر جماعية لمتاجرة بالبشر لهتك للأعراض وقوارب مكتظة تبحث عن مرسى وتستغيث بأمة أفلت عنها شمس الخلافة وغُيّب عنها الإمام الجنّة.
إنه صمت مدوّ لا تؤثّر فيه معاناة طال أمدها ولا صرخات الأيامى ودموع الرجال واستغاثة المستضعفين ولا حرقة دم من انتُهِك عرضُه. للأسف الروهينجا يناشدون من كبّلته قيود دبلوماسية رتيبة تقدّم المصلحة الوطنية والمنفعة الشخصية على إغاثة المسلم ونصرة من أمر الله بنصرته.
الروهينجا يستغيثون بمن يتشبث بالحلول الدبلوماسية بينما ميانمار ترعى الرهبان البوذيين الحاقدين على الإسلام وتوفر لهم حماية الجيش. لقد أصبحت هذه الدبلوماسية العقيمة جزءاً من المؤامرة على الروهينجا ولا يعقل أن توضع في إطار الحلول والمعالجات.
وأيّ دبلوماسية هذه مع نظام يمارس التطهير العرقي ويسعى لمحو أثر وهوية أهلنا الروهينجا، تارة يرفض أن تطرح قضية الروهينجا في "آسيان" أو أي محفل دولي وتارة أخرى يعلن القلق على الرهبان البوذيين من تمادي الروهينجا العزل المحاصرين في معسكرات أشبه بمعسكرات النازيين ثم يتباكى ويدّعي أنهم بنغال يسيئون لاسم ميانمار وسمعتها في المحافل الدولية!.؟ أيّ دبلوماسية هذه مع نظام يرفض الاعتراف بأكثر من مليون مسلم من الروهينجا بعد أن أصدرت ميانمار البيانات النهائية لأول إحصاء سكاني شامل منذ 30 عاما مستثنية منه أقلية الروهينجا.!؟ أيّ دبلوماسية هذه والنظام العسكري في ميانمار ينكر أي دور له في الأزمة الحالية في بحر أندامان ويزعم أنّ اضطهاد الروهينجا لم يؤدّ إلى أزمة المهاجرين العالقين في بحر أندامان وأنّ الأزمة خلقها التضخّم السكاني في بنغلادش حيث تمّ تزوير البيانات ويزعم أنّ من تمّ إنقاذهم هم من البنغال الفارّين من الأزمة الاقتصادية في بلادهم. (رويترز 2015/6/4)!؟.
يمارس النظام العسكري البوذي في ميانمار التطهير العرقي بينما حكومات بلاد المسلمين تراقب وتتابع الوضع وتكتفي بالمعونات والتبرعات فإذا بحكومة ميانمار تستولي على المعونات التي تصل المسلمين وتسلمها إلى البوذيين كما ذكر د. عبد السلام بن منير أحمد، مفتي مسلمي ميانمار (الشرق الأوسط 2015/6/3). إنه نظام يجوِّع المسلمين ويحاصرهم ثمّ يشرّدهم ويضعهم عرضة للأذى ومكر الذئاب البشرية. يقتل فيمحو آثار الجريمة ويحاول أن يضيع حق الروهينجا عبر وضع إطار عام لقضية الهجرة غير الشرعية وأزمة المهاجرين وجشع المهربين ويطرحها كقضية آنية تؤثر على المنطقة بأسرها اقتصاديّا وأمنيّا.
إنّ هذه الدبلوماسية الخرساء العقيمة في بلاد المسلمين وكلّ من بيده أن ينصر هؤلاء المستضعفين ولم يفعل ذلك هو مدان بجرم التّواطؤ.. تواطؤ على حرق المحلّات وتهجير الناس من بيوتهم واستعباد البشر في مخيمات لجوء في دول الجوار وتواطؤ على هتك أعراض المسلمات العفيفيات.. ولا يستثنى أحد من هذا التواطؤ فالجيوش تراقب وأهل الرأي والإعلاميون صامتون عن قضايا الأمّة مشاركون في ظلم الروهينجا وهضم حقوق المسلمين المستضعفين.
يا أهل النصرة والمنعة، أين أنتم من قول الله تعالى ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾!! إن خذلانكم لإخوتكم وهم يحرقون أمام أعينكم لهو خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ماذا أنتم قائلون لربكم حين يسألكم عن نساء المسلمين اللواتي يتاجر بهن في تايلاند أو تنتهك أعراضهن في ميانمار؟ إن الله حَييٌ كريمٌ غيورٌ ويُحبُ الغَيُورين وإن أعراضكم كأرواحكم أفلا تهبّوا لنصرة أخواتكم المستضعفات؟! وإن كان منكم من فسدت فطرته ولا غَيرة عِنده فباطنُ الأرضِ أولى بهِ من ظهرها ونياشين الكون لن ترفع شأن من استصغر نفسه وفرط في عرضه وإن الله لسائلكم ومحاسبكم. اللهم هل بلغنا، اللهم فاشهد اللهم فاشهد.
إنّ حق المسلم على المسلم أن ينصره ويذود عنه وهذه أمانة نُسأل عنها يوم القيامة.
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]
هدى محمد (أم يحيى)
المصدر: المثقف