الثلاثاء، 24 ربيع الأول 1447هـ| 2025/09/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرادار شعار

 

2025-09-14

 

الـرادار: فلنولينك قبلة ترضاها يابرهان

 

 

بقلم الإستاذ /إيهاب النخلي

 

في غزوة أحد، حين خالف الرماة أمر النبي ﷺ وتركوا مواقعهم طمعًا في الغنيمة، انقلب النصر إلى هزيمة، وسالت دماء الصحابة الطاهرة في درس خالد عن أهمية الانضباط العسكري. لم يكن سبب الهزيمة قلة العدد أو ضعف العتاد، بل غياب الالتزام والانصياع لأمر القائد، مما يثبت أن النصر لا يُصنع بالسيوف وحدها، بل بالعقيدة والانضباط ووحدة الهدف.

 

الجيش الإسلامي عبر التاريخ لم يكن جيشًا تقليديًا، بل كان جيشًا يحمل في قلبه عقيدة، وفي سلوكه عبادة، وفي نيته إخلاصًا لله وحده. كانت المعارك تُخاض بروح الإيمان، لا بروح الانتقام، وبهدف رفع راية الإسلام، لا راية القبيلة أو المصالح الشخصية. لذلك، لم يُهزم في معركة إلا حين اختلت هذه الثوابت، كما حدث في أحد.

 

أما اليوم، فإن السودان يشهد حربًا طاحنة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، امتدت لسنوات، وأزهقت الأرواح، وشردت الملايين، ودمرت البنية التحتية، دون حسم أو نهاية. هذه الحرب تكشف غياب العقيدة القتالية، وتشتت الهدف، وتفكك القيادة، مما يجعل المقارنة مؤلمة بين جيشٍ كان لا يُقهر، وجيشٍ يطيل أمد المعارك دون حسم.

 

إن المطلوب اليوم ليس مزيدًا من السلاح، بل إعادة توجيه البوصلة نحو قبلة ترضاها الأمة: قبلة العقيدة، والانضباط، ووحدة الصف، وإخلاص النية لله. على الجيش السوداني أن يتبنى المنهج الرشيد، ويضرب المليشيات بيد من حديد، ويدمج الحركات المسلحة تحت راية واحدة، وينزع السلاح من كل فصيل خارج عن الدولة، ليحفظ وحدة البلاد التي أقسم على حمايتها، ويرفع راية الإسلام في السودان، فينال شرف الدنيا والآخرة.

 

فليكن القتال عبادة، والنصر هبة من الله، والقبلة التي نولي وجوهنا نحوها هي قبلة الحق، لا قبلة المصالح.

 

 

المصدر: الـرادار

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع