الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المسرحية الإيرانية مع كيان يهود قاربت على الانتهاء

 

 

 

لم يعد سرا أن إيران كانت على علم بالضربة قبل تنفيذها والأماكن التي سيضربها الكيان بطائراته، وقد تكفلت الوثائق المسربة بذلك وما ادعته أمريكا بأن تسريب الوثائق كان تحت مصطلح (التسريب)، ادعاء كاذب، بل هو إعلام لإيران ببنك الأهداف الذي قبله كيان يهود بعد مفاوضات وجولات مكوكية لإقناعه بعدم ضرب الأماكن النووية والنفطية في إيران، والاكتفاء بضربة تحفظ لقادته ماء وجههم أمام شعبهم وفي مقابل ذلك لا يذهب شوطا بعيدا في تمريغ وجه إيران بالتراب ويحرجها أمام شعبها، حتى لا تختلط الأوراق وتشتعل المنطقة، والظاهر أن كيان يهود وافق على مطالب أمريكا بضربة متفق عليها والأماكن التي ستطالها طائراتهم، وبحسب موقع أكسيوس الأمريكي وموقع واللا العبري، فإن الكيان أبلغ إيران عن طريق وسيط ثالث عن الأماكن التي ستطالها الطائرات والمواقع والقواعد العسكرية التي سيجري ضربها، وهذا ما كان، فقد خرجت علينا التصريحات الإيرانية بردود باهتة وكلام تافه، بأن ضربات يهود لم تطل أماكن الحرس الثوري وبأن أصوات الانفجارات التي سمعت فوق سماء طهران هي في الواقع أصوات المضادات الأرضية الإيرانية ولا تزال الأضرار التي أوقعها الكيان بضربته لم تُعلم على وجه التحديد.

 

يدرك المتابع السياسي جيدا أن إيران ليست دولة مستقلة على الحقيقة وأنها تدور في فلك أمريكا، بل إن ثورتهم المزعومة في أواخر سبعينات القرن المنصرم لم تكن أمريكا بعيدة عنها، بل إن علاقة الخميني بأمريكا كانت منذ زمن كندي أوائل الستينات، ولم يكن رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق يكشف سرا عندما قال لولا إيران لما استطاعت أمريكا بسط يدها على أفغانستان والعراق، ولا بأس بإضافة سوريا للقائمة، وبالتالي فإن استخدام أمريكا لإيران لم يعد خافيا.

 

إن المسرحية التي تخوضها إيران وكيان يهود، لتضحك بها على البسطاء من الناس لم تعد خافية، ومع أننا ندرك جيدا بأن الكيان اللقيط ما كان له أن يعربد في سماء بلاد المسلمين لو علم أن في الحكام رجلا يحرص على سماء بلده، لكنه ما خرج وعربد إلا بعد أخذ الأمان، وأن استباحته للأرض والسماء في إيران أو لبنان أو فلسطين أو العراق، ما كانت لتكون لو علم أن دولة أو دولا سترد.

 

يفرح النظام في إيران فرح البلهاء ويحتفي إعلامه لأن الضربة "لم تقتل إلا اثنين من الجنود ولم تسفر إلا عن أضرار مادية محدودة"، ولا غرابة ونحن نعيش في أشباه الدول التي يحكمها أشباه حكام، فالنظام في إيران لم تثر عنده كرامة وأنفة المسلم، ولو ثارت لانتقم على الأقل لمن يمثلهم من طائفته في جنوب لبنان، ولو عامل يهود بمثل ما عامل به المسلمين في الشام والعراق، فهدم بيوتهم وقتل أطفالهم ونساءهم بل وأطلق عليهم أحزابه ومليشياته، لو أنه فعل ذلك لربما ما طلع على الكيان نهار ولكنها العمالة قاتل الله أصحابها.

 

إن أيا من الأنظمة القائمة حاليا في بلاد المسلمين لا تفكر بقتال يهود قتالا حقيقيا حتى لو اختلف معه في جزئية أو جزئيات وهذا ما يفسر لماذا تطلق إيران عشرات الصواريخ البالستية وغير البالستية ثم لا تصيب أحدا بضرر وإن أصابت فالإصابات محدودة، وكيف أن الصواريخ التي يضربها الكيان تصيب وتقتل وتشرد، ذلك أنه لا خطوط حمراء عنده في قتاله، بينما الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين تضرب (بحكمة) وتخشى من ردود الفعل عالميا، وستبقى هذه الحالة بعلاقة الحكام مع يهود حتى يأتي من يضربهم ويقاتلهم قتال من لا ينظر للنظام الدولي رضي أم غضب ويصدق فيهم حديث النبي ﷺ «حَتَّى يَقُولَ الشَّجَرُ وَالْحَجَرُ...» وحينها سينتصر عليهم المسلمون نصرا عزيزا مؤزرا وسيخرجونهم أو يقتلونهم، نسأل الله أن نكون ممن يشرفه الله بقتالهم وقتلهم، آمين آمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خالد الأشقر

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع