- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيظن يهود أن الأمر لهم؟!
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
مضى على حرب الإبادة في غزة أكثر من عام، وما زالت رحاها دائرة، لم تتوقف ولو لساعة من نهار. هذه الحرب التي وصفها نتنياهو بأنها حرب وجودية، وذلك بعد ما تعرض له كيانه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م عندما اقتحم عدد من المجاهدين السياج العازل وهاجموا ما تسمى "فرقة غزة" وأوقعوها بين قتيل وجريح وأسير.
يهود يعلمون أنهم لقطاء جيء بهم من أصقاع الأرض إلى الأرض المباركة فلسطين بعد هدم دولة الخلافة العثمانية. ولأنهم عبارة عن شرذمة، ولأن فلسطين أرض إسلامية مباركة، يعلمون أن لا بقاء لهم فيها، لذلك يعتبرون حرب غزة حربا وجودية. وهذا ما ذكره موقع القدس العربي عندما نشر مقالاً نقلاً عن صحيفة يديعوت أحرنوت اليهودية بعنوان: (إسرائيل: لن نسمح بإقامة خلافة إسلامية)
بدأت الصحيفة مقالها، وكعادة يهود، بالتباكي والنحيب على قتلاهم وأسراهم في معركة طوفان الأقصى، وطبعاً بسرد الأكاذيب في اتهام المجاهدين الذين اقتحموا السياج بارتكاب أفعال من قتل للأطفال واغتصاب، والمجاهدون منها براء، لكن الكذب هو ديدن يهود، ولسان حالهم يقول اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس!
اللافت في المقال هو العنوان بأن كيان يهود لن يسمح بإقامة خلافة إسلامية. ليس كيان يهود وحده يعارض إقامة دولة خلافة إسلامية بل أمريكا والغرب الصليبي كله، فهم كذلك منذ أن هدموا دولة الخلافة العثمانية وقطّعوا أوصالها ومزقوها شر ممزق إلى كيانات أشبه بمزارع ووضعوا على كل مزرعة حارساً سموه حاكماً، يحكم الناس بالحديد والنار ويحرس مصالح الغرب الكافر من نهب لخيرات البلاد والعباد، ونشر الفكر الرأسمالي الاستعماري وثقافته العفنة المدمرة لإبعاد المسلمين عن دينهم وسلخهم عن عقيدتهم.
عملوا على نشر أفكار ومفاهيم أثرت إلى حد كبير في قناعات المسلمين، فأوهموهم أن قطعة الأرض التي سلخت من جسد دولة الخلافة أنها وطن وله علم رسمه سايكس وبيكو وعليهم أن يموتوا من أجل قطعة القماش هذه! حشوا عقول المسلمين بأن المرجعية التي يرجعون إليها لحل قضايا "دولتهم المستقلة" هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوانين الدولية.
وبناءً على هذه المرجعيات أعطي كيان يهود المسخ الحق أن يحتل الأرض المباركة فلسطين.
كل ذلك من أجل إبقاء المسلمين بعيدين حتى عن مجرد التفكير بالتغيير وجعل الإسلام هو المرجع الوحيد لهم لحل قضاياهم. وبذلك يضمنون أن لا عودة لدولة الإسلام مرة أخرى.
ولكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تأكد للغرب الكافر أن المسلمين ما زالوا متمسكين بعقيدتهم، وأن فلسطين أرض إسلامية لا تقبل القسمة على اثنين.
البطولات التي سطرها المجاهدون في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ورآها يهود وأمريكا والعالم كله من شجاعة وإقدام في مواجهة جيش الكيان المدجج بالسلاح، يقتلون ويفجرون دباباتهم من مسافة صفر، أرعبهم وزلزل كيانهم. ولأن أمريكا ويهود ومن ورائهم دول الغرب الصليبي يدركون أن الحركات المسلحة مهما بلغ تسليحها تبقى قدراتها محدودة وظهرها مكشوفاً، لن تستطيع أن تقضي على كيان يهود، لهذا هم يخشون من أن يهب جيش من جيوش المسلمين خاصة تلك المحيطة بفلسطين، مثل جيش مصر أو جيش الأردن، ولهذا ومنذ أن شن كيان يهود الحرب على غزة سارعت أمريكا اللعينة إلى إرسال أساطيلها وبوارجها إلى المنطقة لتكون على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم من أي جيش مسلم على قاعدتها المتقدمة، خاصة بعد أن رأوا هشاشة جيش الكيان.
لقد أدرك المسلمون أهمية الجيوش خاصة بعد الضربة التي قامت بها إيران عندما أطلقت عشرات الصواريخ على كيان يهود، هذه الضربة مع أنها محسوبة وكيان يهود كان على علم بها، متى وأين ستضرب، فلم يأت الرد الإيراني نصرةً لغزة ووقف الإبادة الجماعية فيها، بل لحسابات مصالح بين إيران وأمريكا، إلا أن المسلمين فرحوا بها. فإذا كان كذلك، فلم لا يوجه المسلمون نداءهم إلى جيوش المسلمين لتوقف الإبادة وتحرر فلسطين؟!
إن تحرير فلسطين لن يكون إلا إذا انتفضت الأمة لإسقاط الأنظمة التي ظهر لكل ذي عينين عمالتها وخيانتها، ووقوفها مع كيان يهود، فهم أمدوه بكل الوسائل لتدمير غزة، وفتحوا ممرات برية لإيصال المساعدات الغذائية له، ومن الحكام من أغلق المعبر الوحيد لإدخال المساعدات لأهل غزة من طعام ودواء وما إلى ذلك. إنها أنظمة عار وشنار ولا يجب السكوت عنهم، وواجب الأمة أن تسقطهم.
أيها المسلمون: أمريكا المجرمة ومعها الغرب الصليبي يرتعدون خوفاً من عودة دولة الخلافة، فلماذا لا تعملون من أجل عودتها؟!
فرحتكم بضربة إيران للكيان أظهرت مدى شوقكم للنصر، وهذا النصر يحتاج إلى عمل واعٍ وجاد وعلى أساس العقيدة الإسلامية وأن يكون نصرة لله القائل جل وعلا: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ﴾. ويجب أن يكون نداء المسلمين في كل بلادهم موجهاً إلى جيوشهم، التي ترى وتسمع ما يحل بهم من ويلات ولا تحرك ساكناً!
هل الاكتفاء بنشر صور المجازر والدمار وتقتيل المسلمين والدعاء لهم فقط يرضي الله ورسوله ﷺ؟! وهل الاكتفاء بمتابعة أخبار الإبادة الجماعية من على وسائل الإعلام يكفي؟!
الإعلام في بلاد المسلمين يوهمكم أنه يهتم بما يجري في غزة، ولكنه في الحقيقة إعلام مأجور مسيس، إنه أداة تعمل لصالح الأنظمة التي هي عميلة وخائنة للإسلام والمسلمين. وهو الذي رسخ في عقولكم تقسيمات سايكس وبيكو، وهو الذي يبعدكم عن التفكير الصحيح الذي يقود إلى التغيير الصحيح على أساس العقيدة الإسلامية. وهو الذي يحشو عقولكم أن الحل يأتي من مجلس الأمن والأمم المتحدة والقوانين الدولية فقط، مع أن كل هذه المؤسسات تتحكم فيها أمريكا.
فعلى سبيل المثال لا الحصر وعلى مدى عام على حرب الإبادة على غزة، كانت تغطية الإعلام للحرب ولا زالت، تنقل مشاهد القتل والدمار والتشريد والنزوح، لبث اليأس والإحباط في نفوس المسلمين، ومن جهة أخرى يركزون على أن الحلول تأتي من مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأنه يجب تطبيق القوانين الدولية، لتوهم المتابعين أن الخلاص لا يأتي إلا من الغرب الكافر وقوانينه، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.
الإعلام يتعمد إبعادكم عن أفكار الإسلام ومفاهيمه وأنظمته الصحيحة، ولا أحد يعمل على إحيائها في عقول المسلمين غير حزب التحرير، ولا أحد يعمل من أجل عودة دولة الخلافة التي ترعب يهود وأمريكا والغرب الصليبي، إلا حزب التحرير، فلا تذكر الخلافة إلا ويذكر حزب التحرير، ولا يذكر حزب التحرير إلا وتذكر الخلافة.
فاعملوا أيها المسلمون مع حزب التحرير لعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ترعب سيرتها كيان يهود، ويتبجح بالقول بأنه لن يسمح بعودتها. ففي عودة دولة الخلافة عز للمسلمين وقوة وتمكين، لأنها دولة تحكم بشرع الله وسنة رسوله ﷺ.
وبالعمل لعودتها ننال رضاه سبحانه وتعالى، ولا نكون والعياذ بالله ممن قال فيهم: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون﴾.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عاصم الطويل – الأرض المباركة (فلسطين)