الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العلاقة بين إيران وأمريكا وما يدور خلف الكواليس

 

بات من الواضح أن نتنياهو يسعى لجرِّ إيران إلى حرب مفتوحة لتوسيع رقعة المعركة، ولإحراج إدارة بايدن من أجل اتخاذ موقف لحماية يهود، إذ يسعى من خلالها إلى مواجهة بين أمريكا وإيران. وهذا تحديداً هو الذي سيطيل أمد المعركة في غزة، وهذا ما يطمح إليه نتنياهو.

 

إن الانزلاق إلى مواجهة بين طهران وواشنطن ستكون له انعكاساته التي لا تصب في صالح أمريكا، ولا في صالح إيران، لذلك يحرص الطرفان على مراعاة قواعد الاشتباك، وعدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة. لذلك فهم يحاولون ضبط إيقاع الاحتكاك وفق قواعد متفق عليها، لذا مهما حاول نتنياهو توسيع نطاق الحرب وتوريط إيران بالانخراط المباشر فيها فلا يمكن له تحقيق هذا المراد، فمهما حاول ومهما خطط ومهما امتلك من دهاء لا يمكنه جرجرة طهران للمواجهة مع أمريكا لأن قواعد الاشتباك المتفق عليها لا يمكن لها أن تخرج عن المرسوم لها؛ فالأذرع والمليشيات التابعة لطهران في كل من لبنان، والعراق، واليمن، وسوريا، هي ساحة المواجهة البديلة بين أمريكا وإيران، لذلك لم نشهد ولا مرة واحدة قيام أمريكا بعمل عسكري أو أمني في إيران، وغالباً ما كان كيان يهود يقوم بالاستهداف المباشر وبالتنسيق معها.

 

أما بالنسبة للرد الأمريكي فهو ضرب الوكلاء والمليشيات المرتبطة بها، وبالتنسيق مع طهران. لذلك في كل الأحوال لا أرى من جدوى لمحاولة نتنياهو من السعي وراء توسيع نطاق الحرب.

 

لقد بات واضحاً أن أمريكا تعتبر سياسة طهران في المنطقة هي من ضمن استراتيجيتها في المنطقة نفسها.

 

ربما يكون تهديد أمن كيان يهود قد يدفع أمريكا لاتخاذ إجراءات شديدة، إذ يمكن أن تتبنى عقوبات اقتصادية أو تحركات عسكرية محسوبة، لأنها لا تستغني عن الخدمة التي تقدمها لها إيران في المنطقة، وأيضاً فهي تدرك أن إيران تضغط على يهود عبر وكلائها من أجل التفاوض وإيقاف الحرب في غزة، التي باتت تشكل عامل ضغط على إدارة بايدن وهي تستعد لخوض جولة انتخابية مصيرية، لذلك هنا يكمن تفسير الدفع الإيراني لزيادة التوتر.

 

إن تصريحات أمريكا الأخيرة بأنها لا تتوقع توسيع نطاق الحرب، وأنها تأمل في إيجاد الحلول بالطرق الدبلوماسية، هي بمثابة رسالة واضحة إلى طهران عليها أن تلتزم بها وأن لا تخرج عن الخطوط الحمراء لضمان عدم توسيع نطاق الحرب والمواجهة المفتوحة.

 

إن قبول طهران بهذا الدور الوظيفي، وسياسة التخادم مع واشنطن، تسعى من خلاله إلى أن تتحول إلى قطب إقليمي يطمح لتحقيق أهدافه بشرط أن لا تتعارض مع المصالح الأمريكية.

 

وعليه لا يمكن وصف العلاقة بين طهران وواشنطن والقول بأنهما أعداء، أو حلفاء، ولكنها علاقة معقدة يصعب فهمها إلا باستنارة وبرؤية ثاقبة، وهذا ما تقوم به الدولة التي تدور في الفلك المرسوم لها.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد - ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع