- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
المستعمرون يستخدمون أوزبيكستان في المسألة الأفغانية
من أكثر المواضيع التي تناقش في العالم اليوم هي الأحداث في أفغانستان. وبحسب آخر المعلومات أجرى وفد طالبان في 15 آب/أغسطس محادثات مع مسؤولين حكوميين في القصر الرئاسي في كابول. وقد أعلنت ذلك قناة العربية الفضائية. بالإضافة إلى ذلك قال المكتب الرئاسي إن أشرف غني تشاور مع المبعوثين الخاصين للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشأن الوضع الحالي. وبحسب مصادر مختلفة فإن رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر الملا عبد الغني بردار موجود حالياً في العاصمة كابول ومن المرجح أن يتولى السلطة. وفي وقت سابق قال القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار لـTOLO News إن "كابول لن تتم مهاجمتها وسيتم نقل السلطة سلميا". كما أعلن عبد الستار استقالة وشيكة للرئيس الأفغاني أشرف غني. من هذا يمكننا أن نستنتج أن السلطة في أفغانستان قد انتقلت بالكامل إلى أيدي طالبان. ولكن هذه السلطة التي هي مزيج من الإسلام والعلمانية لا تجوز شرعا ولا يمكن قبولها، وهذا يشبه إعلان تنظيم الدولة الخلافة. أي من خلال إعلان التنظيم خلافة زائفة حاولت أمريكا إبعاد المسلمين عن حبهم للإسلام ووصوله إلى السلطة وكأنها تقول للمسلمين: "ها هي سلطة الإسلام، فهل تريدونها؟!" يبدو الآن أن أمريكا تسعى أيضاً لتحقيق الهدف نفسه مع طالبان. لكن هذا لا يعني أن أفغانستان خالية تماماً من النفوذ الأمريكي، فإن أمريكا تخرج من الباب الأمامي وتدخل من الباب الخلفي؛ لأن الباب الخلفي يحرسه من ناحية عملاء أمريكا في باكستان وتركيا وإيران، ومن ناحية أخرى يحرسه الموالون لأمريكا الذين يلعبون دوراً رئيسياً في الحفاظ على النفوذ الأمريكي في أفغانستان.
تحاول الولايات المتحدة استخدام دول آسيا الوسطى وخاصة أوزبيكستان في مسألة أفغانستان. رداً على ذلك تبذل الحكومة الأوزبيكية كل ما في وسعها لخدمة أمريكا ولعب دور رائد في المنطقة. وقد صرح بذلك وزير خارجية أوزبيكستان عبد العزيز كاميلوف الموالي للغرب. وقد أجرى مقابلة مع مراسل قناة ThisisAmericaTV دنيس والي قبل سفره إلى الولايات المتحدة في أواخر حزيران/يونيو، وقد وصف كاميلوف خلال المحادثة حكومة ميرزياييف بأنها أول دولة أقامت اتصالات مباشرة مع قيادة طالبان. وردا على سؤال المراسل: هل تعتبر طالبان حركة إرهابية؟ أجاب كاميلوف: "أنا شخصياً لا أعتقد ذلك". وأشار كاميلوف كدليل على ذلك إلى أن طالبان لم ترتكب هجمات إرهابية على أراضي أي دولة أجنبية منذ 40 عاماً وأن الولايات المتحدة تتفاوض مع طالبان.
وكذلك في 11 آب/أغسطس أجرت وفود من تركمانستان وأوزبيكستان وروسيا الاتحادية محادثات في قطر مع رئيس اللجنة السياسية لطالبان. بحسب ما أعلنت "Pars today". وقال متحدث باسم طالبان للصحفيين إن أحد قادة الحركة الملا عبد الغني برادر التقى في قطر نائب وزير خارجية تركمانستان فيبا خوجاييف والمبعوث الخاص لرئيس أوزبيكستان لأفغانستان عصمت الله إرغاشيف. وناقش الطرفان خلال الاجتماع الوضع في أفغانستان. وفي 13 آب/أغسطس حثت شبية مانتو المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جيران أفغانستان على عدم إغلاق حدودهم. وقالت: "منذ بداية العام، اضطر حوالي 400 ألف شخص إلى النزوح عن منازلهم". من هذا المنطلق يمكننا أن نستنتج أن الولايات المتحدة تريد استخدام أوزبيكستان في مسألة أفغانستان وتكليفها بأدوار معينة في أفغانستان.
وروسيا أيضا تحاول استغلال الوضع في أفغانستان للحفاظ على نفوذها في آسيا الوسطى وخاصة في أوزبيكستان. على سبيل المثال صرحت موسكو بأنها تحتفظ باتصالات منتظمة مع طشقند حول الوضع في أفغانستان وهي مستعدة للمساعدة إذا طلبت الحكومة الأوزبيكية ذلك.
فقد قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو لوكالة نوفوستي في 22 تموز/يوليو: "نحن على اتصال دائم بزملائنا الأوزبيك. أوزبيكستان هي حليفنا وشريكنا الاستراتيجي التي لها حدود مشتركة مع جمهورية أفغانستان الإسلامية. نحن على استعداد لتقديم مساعدة إضافية لصديقنا، إذا لزم الأمر، بناء على طلب قيادة أوزبيكستان". وبعد ذلك في الفترة من 30 تموز/يوليو إلى 10 آب/أغسطس أجريت تدريبات مشتركة للجيشين الأوزبيكي والروسي في ساحة التدريب في ترمذ. من الواضح أن روسيا تستخدم التهديد المحتمل من طالبان كذريعة مدعية أن الحكومة الأوزبيكية لا تستطيع الدفاع عن نفسها بدون روسيا. وهكذا بمساعدة أوزبيكستان تسعى روسيا إلى الحفاظ على نفوذها وتعزيزه في آسيا الوسطى.
والصين أيضا تحاول تنفيذ مشروع "حزام واحد، طريق واحد". حيث تلعب آسيا الوسطى دوراً مهماً في هذا المشروع؛ لأن هذه المنطقة هي طريق عبور بري مهم للصين يربط بين روسيا والاتحاد الأوروبي. ويتضح هذا من كلمات رئيس أوزبيكستان ميرزياييف في الاجتماع التشاوري فى تركمانستان: "في المستقبل نخطط لاستخدام الممر العابر لأفغانستان ترمذ - مزار الشريف - كابول - بيشاور، والطريق السريع بين الصين وقرغيزستان وأوزبيكستان والسكك الحديدية". لهذا السبب تسعى الصين وراء مصالحها من خلال تقديم قروض ضخمة لدول المنطقة. فعلى سبيل المثال في بداية عام 2020 تجاوزت ديون أوزبيكستان وحدها للصين 3 مليارات. من الواضح أن الصين معنية بالسلام في منطقة آسيا الوسطى وخاصة في أفغانستان.
على الرغم من أن الكفار المستعمرين يتصارعون فيما بينهم من أجل مصالحهم في منطقة آسيا الوسطى، إلا أنهم يتحدون في الحرب على الإسلام والمسلمين. وهم يعتمدون في هذا على حكامنا العملاء. هؤلاء الحكام الذين يتنافسون لإرضائهم محاولين البقاء في السلطة. حتى الحكومة الأوزبيكية التي وصفت طالبان حتى الآن بأنها منظمة إرهابية تدعي أنها ليست منظمة إرهابية بحجة أن الولايات المتحدة تتفاوض مع طالبان. أي هو يتعامل بالنسبة إلى مجاهدي طالبان بالطريقة التي تريدها أمريكا وليس بالطريقة التي يمليها الإسلام. فإذا بدأت الولايات المتحدة في وصف طالبان بأنها منظمة إرهابية غداً فإن الحكومة الأوزبيكية ستبدأ في وصف طالبان بأنها منظمة إرهابية! بينما من وجهة النظر الإسلامية فإن المسلمين في طالبان هم إخواننا. وأعداؤنا الحقيقيون هم الغرب بقيادة الولايات المتحدة والصين الملحدة وروسيا التي غرقت أيديها في دماء المسلمين ودول أخرى تتبعها. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
لذلك يجب علينا نحن المسلمين أن نفهم في الوقت المناسب السياسة الدنيئة للكفار المستعمرين وأنهم يضعوننا ضد بعضنا بعضاً واصفين الصديق بالعدو والعدو بالصديق! يجب ألا نسمح لهم بتحويل بلادنا إلى مناطق تدريب عسكري. ومن أجل القيام بذلك يجب أن ننظر إلى الشؤون السياسية من وجهة نظر عقيدة الإسلام. يا لخجل المسلمين أن يقعوا في فخ المستعمرين الكفار نفسه عدة مرات! فإن نبينا محمد ﷺ قال في الحديث المتفق عليه: «لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».
#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إسلام أبو خليل – أوزبيكستان