الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

حرب أفغانستان؛ من الأكاذيب الملتبسة إلى الحقائق الواضحة!

 

(مترجم)

 

في خطابه الأول أمام جلسة مشتركة للكونغرس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "لم يكن المقصود من الحرب في أفغانستان أن تكون مشروعاً متعدد الأجيال لبناء الدولة. ذهبنا إلى أفغانستان للوصول إلى الإرهابيين الذين هاجمونا في 11 أيلول/سبتمبر. لقد قدمنا أسامة بن لادن للعدالة وقللنا من التهديد الإرهابي للقاعدة في أفغانستان. بعد 20 عاماً من الشجاعة والتضحية الأمريكية، حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن".

 

أعلن جو بايدن أن الولايات المتحدة حققت هدفها بقتل أسامة بن لادن. لهذا السبب ستقوم بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. في الواقع، قُتل أسامة بن لادن رحمه الله في باكستان عام 2011، ومع ذلك، لا يزال الغرب يعتبر الأمة الإسلامية تهديداً محتملاً لحضارته. والسؤال الرئيسي هو إذا كان الهدف الرئيسي لأمريكا هو قتل ابن لادن، فلماذا أبقت قواتها في أفغانستان مدة عشر سنوات أخرى ترتكب جرائم وحشية؟!

 

من ناحية أخرى، في أعقاب احتلال أفغانستان، تحدثت أمريكا عن مكافحة الإرهاب، وإجراءات مكافحة المخدرات، وبناء الدولة والأمة. ومع ذلك، فقد بلغت زراعة المخدرات ذروتها خلال العشرين عاماً الماضية في زمن الاحتلال الأمريكي، مما وضع أفغانستان في المرتبة الأولى على المستوى العالمي. ورغم ذلك، وبعد عشرين عاماً، أعلن الرئيس الأمريكي أن الحرب في أفغانستان لم يكن القصد منها أبداً أن تكون مشروعاً لبناء دولة.

 

ساهم حكام باكستان وأفغانستان الخونة في تقديم العون للقوات الأمريكية لهزيمة أسامة بن لادن في باكستان. دأبت أمريكا على خداع عامة الناس بشعاراتها (أي الازدهار والسلام وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والديمقراطية وبناء الدولة)، ومع ذلك، فقد قُتل ملايين المسلمين بوحشية وجُرحوا وفقد عشرات الآلاف أسرهم وأصيبوا تحت هذه الشعارات الخادعة.

 

الحقيقة المحزنة هي أن الحرب التي بدأتها أمريكا في عام 2001 أدت إلى تراجعها من خلال (صفقة صعبة) من محادثات السلام مع طالبان، بينما تسببت في تأجيج الحرب بشدة بين الأفغان. فهل هناك من يشكك في استمرار حرب أمريكا في أفغانستان بحجة ما يسمى بالشعارات والأهداف الخادعة؟! أنتم أخرجتم ملايين المسلمين من بلادهم بوسائل مختلفة وشردتموهم من ديارهم!

 

كل هذا يشبه التصريحات الكاذبة التي استخدمتها أمريكا بادعاءها بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية والأسلحة النووية وكذلك ارتباط العراق بالقاعدة، ما ساعدها لاحقاً على احتلال العراق بهذه الذريعة. رغم ذلك، فقد ثبت أخيراً أن العراق لم يكن يمتلك مثل هذه الأسلحة على الإطلاق، وأن أمريكا تريد إظهار قوتها للعالم وكذلك إنشاء قواعد قوية في الشرق الأوسط لمحاربة (الإرهاب)، وهي حرب كانت في الأساس تآمراً على الأمة الإسلامية. لقد قتلت أمريكا ملايين المسلمين في العراق وخربت البلاد، بل وقادته نحو التفكك.

 

ثلاثة رؤساء أمريكيين، جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، ودونالد ترامب قادوا هذه الحروب من خلال نشر الرعب الوحشي مع إظهار التردد في إعلان أهدافهم على ما يبدو. امتد نطاق مثل هذه السيناريوهات الإرهابية إلى أكثر من عشرين بلدا إسلاميا حتى توصلت أمريكا أخيراً إلى نتيجة مفادها أنها لن تكون قادرة على كسر مقاومة مجاهدي أفغانستان ولن تنجو الحكومة الدمية في أفغانستان دون دعمها هي وحلف شمال الأطلسي.. لذلك، من وجهة نظر عسكرية، عانت أمريكا والناتو هزيمة واضحة في أفغانستان. لهذا السبب، لجأوا لحماية سمعتهم العالمية من خلال محادثات السلام مع طالبان. ومع ذلك، فإن الوعود بالحرية والديمقراطية وبناء الدولة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وإعادة إعمار أفغانستان ترددت على نطاق واسع في مؤتمر بون وغيره من المؤتمرات الاستعمارية المتتالية، بعد عشرين عاماً من الإرهاب والبؤس، عادت أمريكا إلى نقطة الصفر.

 

كان احتلال أمريكا وحلف شمال الأطلسي لأفغانستان، بالإضافة إلى نواياهم الاستعمارية الشريرة، يهدف أيضاً إلى ممارسة النفوذ على احتياطيات الهيدروكربونات في بحر قزوين، ونقل هذه الموارد من آسيا الوسطى إلى جنوب آسيا، والضغط من أجل احتواء الصين وروسيا، وأخيراً منع إقامة الخلافة على منهاج النبوة في المنطقة.

 

كما أكد ريتشارد دانات، الرئيس السابق للجيش البريطاني ومستشار رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، في مقابلة مع راديو بي بي سي 4، أن "الحرب الأفغانية هي لمنع إعادة قيام الدولة الإسلامية (الخلافة)". وعندما سُئل عن احتلال أفغانستان قال: "هناك أجندة إسلامية إذا لم نعارضها ونواجهها في جنوب أفغانستان أو أفغانستان أو في جنوب آسيا، فسيزداد هذا التأثير بصراحة ويمكن أن يتنامى بشكل جيد، وهذه نقطة مهمة، يمكننا أن نراها تنتقل من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا، وإلى أعلى علامة مائية للخلافة الإسلامية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر".

 

قبل عشرين عاماً، شهد الجميع كيف تآمرت أمريكا، كقوة عظمى، لتوحيد قادة العالم، بمن فيهم حكام البلاد الإسلامية، بحجة أجندة "الحرب على الإرهاب" لقمع الإسلام والمسلمين. أما الآن، فقد كُشفت أكاذيب أمريكا البالغة من العمر عشرين عاماً، حيث فقدت الحرب الأمريكية شرعيتها، حتى إنها تجاوزت مبادئ وقواعد الرأسمالية والديمقراطية. لذلك، تحاول أمريكا التخطيط لمؤامرة جديدة لتأمين وجودها في أفغانستان. في واقع الأمر، تعتزم أمريكا سحب قواتها العسكرية من أفغانستان، لكنها تدفع للحفاظ على وجود قوي طويل الأمد في أفغانستان من خلال تعزيز نفوذها الاستخباري والسياسي والثقافي في البلاد وكذلك الوجود العسكري في المنطقة.

 

ونتيجة لذلك، أدى الكشف عن أكاذيب أمريكا المشبوهة إلى مزيد من التدهور في مكانة أمريكا في نظر عامة الناس، مما يدل على أن أمريكا وبريطانيا لم تعودا مثلما كانتا قبل عشرين عاماً وأن الغرب لم يعد الحل لمشاكل الإنسان والطبيعة والعالم. لهذا السبب، قالت وزيرة خارجية أمريكا السابقة هيلاري كلينتون، بتشاؤم لشبكة سي إن إن أثناء مناقشتها انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، "هذا ما نسميه مشكلة لعينة". وأضافت أن "هناك عواقب متوقعة وغير مقصودة للبقاء والمغادرة". بدلاً من ذلك، تغير حال الأمة الحالية بشكل كبير مقارنةً بالعشرين عاماً الماضية. رغم أن الحكام الخونة والأنظمة الفاسدة ما زالوا يحكمون البلاد الإسلامية، إلا أن موجات الثورة الفكرية والسياسية للأمة تتقدم على قدم وساق في المجتمعات، وتحول موضوع إقامة الخلافة إلى أحد أكثر القضايا المطلوبة حاليا. لذلك، يجب أن نزداد تقوى من خلال الثقة الكاملة بنصر الله سبحانه وتعالى، والكفاح من أجل تغيير جذري للأمة ومع الأمة معاً.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

 

#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع