- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
رفقا بالقوارير
لقدْ أدركَ الغربُ أنهُ لولا أرحامُ المؤمناتِ العفيفاتِ الطاهرات، ولولا أحضانُهُنَّ المباركة، لما وُجدَ أمثالُ أسامة وصلاح الدينِ ومحمد الفاتح، فتطلّع إلى المرأة، سيّما أنها هيَ التي تحفظُ الشرفَ والعِفّةَ والأرحام، وهيَ حِصْنُ المجتمعِ وعمودُ الأسرة. فلمْ يأْلُ جهداً في مهاجمةِ وتشويهِ صورةِ الأحكامِ الإسلاميةِ المُتعلقةِ بالمرأة، وخصص مئات الملايينِ منَ الدولاراتِ لتعزيزِ القِيمِ الغربيةِ في مجتمعاتِ المسلمين، داعياً المرأةَ المسلمةَ إلى العيشِ بحريةٍ على طريقةِ نساءِ لوس أنجلوس ولندن وباريس.
وفي ظلِّ حكوماتِنا التي لا تُقيمُ لأنظمةِ الإسلامِ وزناً والتي تنبطحُ لمشاريعِ الغربِ انبطاحاً، أصبحتِ المرأةُ المسلمةُ تُطحنُ ظلماً بينَ مَنْ يَزعُمونَ إِنصافَها فيدْعونَها للتحررِ وحقِّ العملِ والاختلاطِ والخروجِ سافرةً، وبينَ أَدعياءِ الإسلامِ الذينَ يستشهدونَ بالآياتِ والأحاديثِ ويُكررونَها في غيرِ سِياقاتِها وبعيداً عن معناها؛ فيظلمونَ المرأةَ باسمِ الدين.
وفي ظلِّ رأسِماليةٍ لا تُقيمُ للأمومةِ وللحياةِ الأسريةِ قيمةً أصبحَ نجاحُ المرأةِ لا يُقاسُ بمدى تفوقِها في تربيةِ أطفالِها وتنشئتِهِم، بلْ يُقاسُ بمدى تحقيقِها لمكاسبَ اقتصاديةٍ وأصبحَ يُنظرُ للمرأةِ الحاملِ أوِ الأمِّ على أنها عبءٌ على العملِ أكثرَ مِنْ كونِها كائناً مهماً في المجتمع، فتحولَ حقُّ المرأةِ في العملِ إلى استعبادٍ للمادةِ في سباقٍ لتأمينِ الربحِ، حتى لمْ يتبقَّ لها وقتٌ للعنايةِ بأطفالِها، وغدتِ الحياةُ الزوجيةُ وُلوجاً في سراديبِ الظلامِ المرعبِ، فتضخمتْ نِسبُ الطلاقِ بشكلٍ لافتٍ، وكثيراً منَ الفتياتِ منْ أطبقَ الإحباطُ عليهنَّ فعزفْنَ عنِ الزواج. نعم، لقدْ أساءَ النظامُ الرأسماليّ المُطبق في بلادِ المسلمينَ للمرأةِ إساءةً ما بعدَها إساءة.
فمَنْ مِنّا لمْ يسمعْ عنْ مأساةِ المرأةِ في الحروبِ منْ قتلٍ وإِباداتٍ جماعيةٍ واحتجازٍ في معسكراتٍ وسوء تغذيةٍ وتَنقلٍ غيرِ آمنٍ وسوء رعايةٍ وعن اغتصابٍ وتشريدٍ وغرقٍ في عرضِ البحار؟
منْ مِنّا لمْ يسمعْ عنِ الفقرِ المدقعِ والعَوزِ الذي اضطرَّ المرأةَ المسلمةَ إلى أنْ تتسولَ في الشوارع، وهي تُراقبُ أطفالَها وهم يفتشونَ في أكوامِ القمامةِ بحثاً عنْ بقايا الطعامِ لسدِّ رمقِهِم، أو وهم يموتونَ جوعاً لأنهم لمْ يجدوا ما يقيمُ أودهم، أو أنْ تعملَ فتستيقظ مع باكورةِ الصباحِ تُعاني شدةَ الحرِّ أو بردَ الشتاء؟
مَنْ منّا لمْ يسمعْ صرخاتٍ خرجتْ مِنْ حناجرَ عانتْ مِنَ الشقاءِ والقهرِ والإرغامِ على تركِ أحكامِ الدينِ الحنيفِ وأكلِ لحم الخنزيرِ وشربِ الخمرِ وخلعِ لباسِ العِفّةِ ولبسِ لِباسِ الفسْقِ والفجورِ كما يحصلُ مع أخواتِنا الإيغور، حتى إنَّ البعضَ تتمنى الموتَ للتخلصِ منْ هذا الشقاء؟
ماذا عنِ تلك الحقوقِ الشرعيةِ التي ضاعتْ بينَ أَروقةِ محاكمَ مُترنِّحةٍ بينَ الأحكامِ الشرعيةِ والأُطرِ الوضعيةِ وعمَّنْ وُضِعتِ الأسوارُ بينها وبينَ إِرثِها الشرعي؟
وماذا عنْ تلك الشابةِ المطلقةِ التي تَنَكّرَ الراعي والقانونُ لها ولولدِها، فإذا بهذا الطلاقِ يتحولُ إلى ضياعٍ ماديٍّ ووصمة عارٍ مجتمعيةٍ تدفعُ ضريبتَها المرأةُ وحدَها، عدا عمّا تُعانيهِ بعضُ المطلقاتِ نتيجةَ امتِناعِ الزوجِ عنْ دفعِ النفقة، أو في بعضِ الأحيانِ يرفضُ الزوجُ إيقاعَ الطلاقِ لتبقى المرأةُ كالمعلَّقة؟
هذا هو حالُ المرأةِ في بلادِ المسلمين، في بلادِ النفطِ والثروات. ثِمارُ أنظمةٍ هزيلةٍ تُطبقُ رأسمالية عفنة حكمتْ على حقوقِ المرأةِ بكلِّ وُضوحٍ بأنّها تافهةٌ وعديمةُ الأهمية! فصمّتْ آذانَها وصمتتْ.
وفي الذكرى المئوية لهدم الخلافة، اللهم منّ علينا بدولة يعز بها أولياؤك ويذل بها أعداؤك.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
لطيفة محمد – الأرض المباركة (فلسطين)