- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة
روى مسلم عن أبي حازم سلمة بن دينار المدني قال: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنِ النبيِّ ﷺ، قالَ: «كَانَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِيَاءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وإنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ»، قالوا: فَما تَأْمُرُنَا؟ قالَ: «فُوا ببَيْعَةِ الأوَّلِ، فَالأوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فإنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ»، كانت بنو إسرائيلَ إذا ظهَر فيهم فسادٌ، أو تحريفٌ في أحكامِ التَّوراةِ، بعَث اللهُ تعالى لهم نبيّاً يُقِيمُ لهم أمرَهم، ويُصلِح لهم حالَهم، وفي هذا الحديثِ يخبِرُ النَّبيُّ ﷺ عن بني إسرائيلَ أنَّهم كانوا يسُوسُهم الأنبياءُ، أي يتولَّون أمورَهم، كما تفعَلُ الأمراءُ والولاةُ بالرَّعيَّةِ، والسِّياسةُ هي القيامُ على الشَّيءِ بما يُصلِحُه، وإنَّ اللهَ كان يُرسِل إليهم نبيّاً كلَّما مات نبيٌّ.
أمَّا هذه الأمَّة فإنَّ نبيَّها خاتِمُ الأنبياءِ، لا نبيَّ بعدَه، وقد أخبَرَ ﷺ بأنَّه سيكونُ بعده خُلفاءُ فيكثُرون، وهذا مِن علامات نبوَّتِه ﷺ، فقد كثُرَ الخلفاءُ بعده، ثمَّ أوصى المُسلِمين بالوفاءِ ببَيعةِ الخليفةِ الأوَّلِ وطاعتِه، فقال: «فُوا ببَيعةِ الأوَّلِ فالأوَّلِ، وأعطُوهم حقَّهم؛ فإنَّ اللهَ سائلُهم عمَّا استَرْعاهم»، وإذا تمَّتْ بَيعتُه فيجبُ الوفاءُ بحقِّه، مِن الطَّاعةِ، وامتثالِ الأمرِ في غيرِ المعصيةِ؛ لأنَّ هذه الخِلافةَ أمانةٌ سوف يَسأَلُهم اللهُ تعالى عنها يومَ القِيامةِ، وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّتِه. فهذا أبو هريرة لم يكلّ ولم يمل خمس سنين يحدث عن النبي ﷺ بهذا الحديث، وكذلك أبو حازم لم يكلّ عن سماعه، وفي هذا إشارة على أهمية وجود خليفة للمسلمين رغم أن الخلافة قائمة والخليفة موجود، ولكن لأهمية السلطان في إقامة الدين وإيجاد جماعة المسلمين كان هذا التذكير خمس سنين من أبي هريرة حتى لا يغيب هذا الأمر عن أذهان المسلمين، ولذلك كان أول عمل قام به الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة النبي ﷺ انشغالهم بمن يخلفه في الحكم وأخروا دفن جثمانه الطاهر حتى بايعوا أبا بكر. وبعد تنصيب أبي بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين دفن النبي ﷺ، يقول الإمام الغزالي: "الدين أس والسلطان حارس فما لا أس له مهدوم وما لا حارس له فضائع"، كل هذا يدل على أنه لا يجوز للمسلمين أن يظلوا بدون إمام يحكمهم بالإسلام أكثر من ثلاثة أيام.
الأمر الآخر الذي يدل عليه الحديث هو مكانة هذه الأمة، فإن عملها هو عمل الأنبياء في تطبيق الدين وحراسته لأن الذي ينصب الخليفة هو الأمة. أما اليوم فإن السلطان مغتصَب منذ مائة عام والذين يتولونه حكام عملاء، فكيف لخير الأمم وهي تشهد للأنبياء بالرسالة أن تكون تحت إمرة عملاء يحكمونها بغير ما أنزل الله! بعد أن شرفها الله بهذه الشهادة، روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال ﷺ: «يُدْعَى نُوحٌ يَومَ القِيامَةِ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ يا رَبِّ، فيَقولُ: هلْ بَلَّغْتَ؟ فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقالُ لِأُمَّتِهِ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ فيَقولونَ: ما أتانا مِن نَذِيرٍ، فيَقولُ: مَن يَشْهَدُ لَكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أنَّه قدْ بَلَّغَ: ﴿وَيَكونَ الرَّسُولُ علَيْكُم شَهِيداً﴾ فَذلكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَكَذلكَ جَعَلْناكُمْ: أُمَّةً وسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ علَى النَّاسِ ويَكونَ الرَّسُولُ علَيْكُم شَهِيداً﴾ والوَسَطُ: العَدْلُ» فلنعرف قدرنا وقدر عقيدتنا.
أيها المسلمون: إذا كان للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فضل الصحبة مع النبي ﷺ فإن الله ترك لكم فضل إقامة الخلافة الراشدة الثانية، وجعل أجر العامل منكم بأجر خمسين من صحابة النبي ﷺ. عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: «مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامُ الصَّبْرِ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ». قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «بَلْ مِنْكُمْ». قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «بَلْ مِنْكُمْ»، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَوْ أَرْبَعاً» (رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه بكر بن سهل عن عبد الله بن يوسف).
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم مشرف
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان