- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تغريب المرأة المسلمة عن دينها مؤامرة مرفوضة!!
نحن اليوم عندما نشاهد الإعلام نجده بعيداً كل البعد عن أحكام وقيم الإسلام خاصة فيما يتعلق بالمرأة. ولنأخذ من حال السودان فيما بعد "الثورة" مثلا حيث إن الحكومة الانتقالية هي حكومة علمانية سافرة شنت حربا شرسة على الإسلام منذ توليها الحكم بشقيها المدني والعسكري ليتحول الإعلام إلى أداة تؤدي دور البوق للنظام الفاسد وما يروج له من اتفاقيات علمانية فاسدة مفسدة وركز على ذلك في الشهر الفضيل؛ فمثلا مسلسل "دار المطلقات" والذي كان يبث يومياً على قناتي الخرطوم والنيل الأزرق الفضائيتين وطوال أيام شهر رمضان المبارك المنصرم ليروج لفكرة أن المرأة المسلمة كائن مظلوم، ظلمها الرجل مما أدى إلى الطلاق وهدم البيوت، وفيه ما فيه من سموم تقليداً للحياة الغربية التافهة، في قالب كوميدي تافه بغيض، تظهر فيه النساء كاسيات عاريات متبرجات تبرجاً لا يشبه المرأة المسلمة، ولا حتى عادات وتقاليد شعب السودان، ليتوافق الإعلام الهابط مع أعمال الجمعيات النسوية وجمعيات حقوق المرأة الخبيثة للترويج ولقبول اتفاقية "سيداو"، هذه الاتفاقية التي تطالب بمساواة المرأة بالرجل دون أي تمييز، وفي حقيقتها قد عمدت إلى تدمير الأسرة والأمة الإسلامية بأكملها. وقد استخدمت المرأة المسلمة للترويج لهذه الثقافة الغربية في بلاد الإسلام، حيث خرجت في السودان أصوات تدعي أنها "رمز للثورة" في العلن بينما تضرب مفهوم مؤسسة الزواج الشرعي وتعمل على تشويه الأحكام الشرعية بشكل مبطن، مثال ذلك الناشطة وئام شوقي والتي قالت إنها لا تريد الزواج من رجل أو امرأة!! والمعنى أنها ترفض الزواج بمفهومه المعروف بل وتفتح الباب لشرعنة الشذوذ، كما أن لديها تصريحات كثيرة مخالفة للشرع لكن يعتبرها الإعلام مرجعاً ونموذجاً "للمرأة الحرة" وقدوة "للثائرات"!! بئست هذه القدوة التي تدعو للانحلال!
إن أهم ما يتميز به العلمانيون الذين يحاربون الإسلام ويحاربون المرأة المسلمة هو الانحطاط الفكري والانحدار الأخلاقي والسطحية والتفاهة التي تظهر في تصريحاتهم وفي مواقفهم وفي برامجهم، فعقولهم الجاهلة بمفاهيم الإسلام والمتشبعة بقذارات الفكر الغربي قاصرة عن فهم عمق المعاني والمقاصد الشرعية في الزواج الشرعي؛ الاحترام والمودة والرحمة وحفظ الحقوق؛ وارتباطه بمنظومة كاملة منها النظام الاجتماعي في الإسلام، فالزواج فعل من أفعال الإنسان التي يجب أن تنضبط بالأحكام الشرعية ولا بد من حسن اختيار كلا الطرفين، فالرجل يجب أن يختار المرأة صاحبة الدين، والمرأة يجب أن تختار الرجل المتدين؛ لأن الزواج ليس فعلاً فردياً يخص الفرد وحده، ولكنه علاقة اجتماعية دائمية بين الرجل والمرأة، وهذه العلاقة تحتاج لنظام ينظمها وينظم ما ينشأ عنها من مشاكل... ولكن إذا نظرنا للواقع في ظل هذا النظام الرأسمالي الذي يحكم العالم، ومنه السودان اليوم، نجد أن المرأة تعاني كغيرها من النساء العوز والفقر والمرض ولا تجد من يرعى شؤونها وشؤون الرجل، لتكتمل مؤامرة النظام الحاكم عليهم بهجوم الإعلام والحركات النسوية لتسلخ المرأة عن دينها، ولتقتلع ما تبقى لها من حماية وحفظ لحقوقها الشرعية، فالإعلام لا يناقش مسؤولية الدولة في الإنفاق عليها أو توفير لقمة عيش كريمة لها ولزوجها بل يجردها من حقها في النفقة كلياً بحجة استقلاليتها وخروجها للعمل مساواة بالرجل!
إن هذا النظام الرأسمالي الذي فشل في رعاية شؤون المرأة وحصر دورها في التنافس مع الرجل وحرضها على خلع يدها من عائلتها، ليس إلا مخطط خبيث ومفضوح لتغريب المرأة المسلمة عن دينها، فلا نستغرب ذلك من حكومات أظهرت عداءها للإسلام والمسلمين بإغلاق المساجد وبتصويب سهامها نحو المرأة المسلمة، ولكن هيهات؛ فالمرأة المسلمة تقف للأعداء بالمرصاد وتعمل للتغيير، فقد آن الأوان لقيام دولة العز والشرف، دولة الخلافة الراشدة والتي ستحرر المرأة من قيود التبعية للغرب وستعتقها من العبودية للأنظمة الطاغوتية وإعلامها القذر المفضوح، فبإقامة الخلافة الراشدة ستكرم المرأة بتطبيق نظام الإسلام كاملاً وحينها ستستقيم كل أمور الحياة وستتضح الأدوار، وبها ستضيع كل أموالهم التي أنفقوها على تغريب المرأة وستحبط كل محاولاتهم لجعلها كائناً ممسوخاً لا دور له في الحياة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ريم جعفر – أم منيب