- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب عمران خان في يوم الاستقلال سيزيد من العدوان الهندي على باكستان
كان خطاب خان في يوم الاستقلال مليئاً بالاستعارات زاهية الألوان ولكنه كان قصيراً، وقد كان الباكستانيون والكشميريون ينتظرون سماع خطة لتحرير كشمير، الشريان التاجي لباكستان. وبدلاً من ذلك، بدا عليهم الاهتمام بمخاطر أيديولوجية مودي المتطرفة والهجوم الهندي المحتمل.
إنّ العالم على دراية جيدة بجرائم مودي ضد المسلمين في الهند، وعلى علم بكيد كوادر حزب (بهاراتيا جاناتا)، ولم يكن هدم مسجد (بابري) ومذابح (غوجارات) والسجن الجماعي للكشميريين وإعدام المسلمين الهنود إلا تجسيدا دمويا لأيديولوجية مودي العنصرية، وهي لا تحتاج لأي إثبات أو تذكير فيها.
لا يحتاج الكشميريون إلى خان ليكون سفيراً عالمياً لهم لعرض محنتهم على العالم. بل يريد كل من الكشميريين والباكستانيين من خان إعلان الجهاد وتحرير كشمير المحتلة من الهندوس المتعصبين، وإعادة حبل الوريد الباكستاني مع جامو وكشمير بشكل دائم. ومع ذلك، فإن خان عازم على لعب دور رواة القصص في إجراء مقارنات تافهة بين مودي وهتلر، وليس تحريك أي ساكن لتحرير كشمير من الاضطهاد الهندوسي.
غريب من خان، طالب العلوم السياسية من جامعة أوكسفورد، فمن المؤكد أن أحد الدروس العظيمة التي تعلّمها هو أن مودي مثل هتلر ويجب إيقافه فوراً بالقوة، وعدم منحه حيزاً لنشر رذيلته. ومع ذلك، فإن خان راضٍ عن التعبير عن تضامنه مع كشمير فقط بالكلمات المحصورة في المنتديات العالمية، حيث قال "سنذهب إلى الأمم المتحدة... سنذهب إلى كل منتدى عالمي... سنذهب إلى محكمة العدل الدولية..." ولكن خان لن يذهب إلى جامو وكشمير مع جيشه محرراً!
ويريد خان الحد من تصرفاته في دعوة الكشميريين إلى تقرير مستقبلهم، حيث قال: "سنظل نطرح حق كشمير في تقرير المصير". ألا يدرك خان أن العالم قد تجاهل عن عمد تقرير المصير في كشمير على مدار عدة عقود؟! ألا يرى خان بأن يهود والهندوس والصليبيين الأمريكيين شكلوا تحالفاً لقمع المسلمين في فلسطين وكشمير، وكان العالم عاجزاً عن منعهم؟!
ومع ذلك، يواصل خان مطالبة ترامب بالتدخل على أمل أن يردد الرئيس الأمريكي قصة تقرير المصير ويجبر الهند على عدم ضم كشمير! لقد ذكرت أمريكا بالفعل أن ضم كشمير مسألة داخلية، لكن أوهام خان مستمرة ولا يبدو أن لها نهاية. ولكن خان الكذاب يحاول بلسانه المعسول إقناع الباكستانيين والكشميريين بعدم الحاجة للجهاد في كشمير، فصدق فيه قول الله سبحانه تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.
لم يستحي خان من إعادة تعريف الخطوط الحمراء الجديدة، فهو يريد من الباكستانيين أن ينسوا أن كشمير هي حبل الوريد لباكستان، ويريد أن يتوقفوا عن المطالبة بالتحرير، فقد رسم في خطابه هذه الخطوط الحمراء الجديدة عندما قال: "باكستان مستعدة بالكامل؛ جيشا وشعبا، على أن يكونوا صفا واحدا... لقد قررنا أن لا نتسامح مع أي انتهاك ونحن مستعدون تماماً للتصدي له"، فهو الآن يريد أن يركز انتباه الباكستانيين على انتهاكات الهند للأراضي الباكستانية التي لا تشمل سوى آزاد كشمير فقط.
وهكذا، يقوم خان بنقل الخطوط الحمراء، من وضعية هجومية إلى موقع الدفاع "الدفاع عن آزاد كشمير فقط". ومن خلال القيام بذلك، تخلى خان عن الكشميريين في كشمير المحتلة، وأسلمهم للهند، في مخالفة شرعية صريحة، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾.
لن تؤدي مواقف خان الجبانة إلا إلى تشجيع الهند على عدوانها، وستمهد الطريق أمام توطيد خط السيطرة كحدود دائمة. وبعد إراقة الكثير من الدماء للحفاظ على قضية كشمير وإبقائها على قيد الحياة، أصبح خان، وهو يتحرك برعاية قيادة الجيش، أصبح على وشك التضحية بكشمير للمتطرفين الهندوس للأبد، وبالتالي، فقد أصبح من الواجب على المسلمين في باكستان الإطاحة بخان وتشجيع الجيش الباكستاني لتحرير كشمير المحتلة وضمها مع آزاد كشمير، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي