- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ستؤمّن الخلافة الحقوق السياسية للمرأة
(مترجم)
• الإسلام يوجب على النساء بأن يكون لهن دور فعال في سياسات مجتمعهن: العناية بشؤون أمتهن، وعدم السكوت على الظلم والفساد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاسبة الحاكم. تنطبق الأحكام الشرعية التي تقضي بأن يكون للمسلمين دور سياسي نشط على الرجال والنساء على حد سواء. ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.
ويقول رسول الله e: «كَلاَّ وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَىِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً».
تتمتع النساء بنفس الحقوق السياسية التي يتمتع بها الرجال في ظل الخلافة.
"لا يجوز للدولة أن يكون لديها أي تمييز بين أفراد الرعية في ناحية الحكم أو القضاء أو رعاية الشؤون أو ما شاكل ذلك، بل يجب أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون أو غير ذلك" (المادة 6، مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)
• المساءلة والشفافية هما دعامة متكاملة للحكم الإسلامي. وبالتالي، ستوفر الخلافة للنساء أساليب متعددة لإثارة الشكاوى ضد الدولة أو محاسبة الحاكم. وسوف تسهل عليهن وتشجعهن على التعبير عن آرائهن السياسية.
"محاسبة الحكام من قبل المسلمين حق من حقوقهم وفرض كفاية عليهم". (المادة 20، مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)
• يعطي النظام الإسلامي المرأة الحق في انتخاب ممثلها وخليفتها. وبالفعل كان الإسلام أول نظام في العالم يمنح المرأة حق اختيار حاكمها.
كانت هناك امرأتان - هما نسيبة بنت كعب أم عمارة، وأسماء بنت عمرو بن عدي - ضمن وفد مسلمي يثرب في بيعة العقبة الثانية. كانت هذه البيعة تعهداً بالدعم السياسي والحماية العسكرية الممنوحة للنبي e، وقبوله كقائد وحاكم لدولتهم.
عندما كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يتشاور مع رعايا الدولة حول من يريدون مبايعته ليكون الخليفة بعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سعى إلى الحصول على آراء النساء والرجال على حد سواء.
"يجوز للمرأة... وأن تنتخب أعضاء مجلس الأمة وأن تكون عضواً فيه، وأن تشترك في انتخاب الخليفة ومبايعته". (المادة 115، مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)
• في ظل الخلافة يمكن أن تكون النساء أعضاء في الأحزاب السياسية، أو أن يرفعن وجهات نظرهن في وسائل الإعلام المستقلة، أو أن يكن صحفيات أو أن ينشئن وسائل إعلام دون الحاجة إلى ترخيص.
• سيكون للمرأة الحق في أن تُنتخب كممثلة في مجالس الولايات أو مجلس الأمة التي تقدم المشورة وتحاسب حكام الولايات والخليفة في جميع شؤون الدولة.
"لكل من يحـمل التابعية إذا كان بالغاً عاقلاً الحق في أن يكون عضواً في مجلس الأمة وفي مجلس الولاية، رجلاً كان أو امرأة، مسلماً كان أو غير مسلم". (المادة 107، مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)
• في الإسلام، تؤخذ الآراء السياسية للمرأة بعين الاعتبار.
أخذ الرسول e بمشورة زوجته أم سلمة رضي الله عنها عندما واجه أزمة سياسية خطيرة في معاهدة الحديبية.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الخليفة الثاني للمسلمين جمع الرجال والنساء في المسجد وتباحث معهم وأخذ بآرائهم في الأمور المختلفة. كما أنه تشاور مع امرأة تدعى الشفاء بنت عبد الله في مختلف الأمور السياسية بسبب ذكائها وبصيرتها، وغالباً ما كان يعطي الأفضلية لآرائها على الآخرين.
في حشد عام خلال حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أمر الناس بأن لا يغالوا في مهور النساء، تحدت امرأة عجوز علناً الخليفة في رأيه، وقالت: "عمر! ليس لك ذلك يا عمر"، وتلت الآية 20 من سورة النساء، لإثبات وجهة نظرها. فأجاب الخليفة "أصابت المرأة وأخطأ عمر"، وتراجع عن أمره.
كانت نفيسة بنت حسن باحثةً معروفةً في القرن التاسع في مصر في ظل الخلافة العباسية. وكانت مشاركة وبشدة في سياسات مجتمعها بحيث إنه عندما كانت هناك خلافات بين الناس مع حاكم مصر كانوا يطلبون منها حل الوضع والحصول على حقوقهم.
• سوف تمكن الخلافة النساء من عرض شكاياتهن ضد الحكام أو المسؤولين في الولاية إلى محكمة المظالم، وهي محكمة خاصة تحقق في الإهمال أو الظلم من قبل الحاكم، مما يسمح للمرأة بأن تحاسب حكامها علانية دون خوف.
"قاضي المظالم هو قاض ينصب لرفع كل مظلمة تحصل من الدولة على أي شخص يعيش تحت سلطان الدولة، سواء أكان من رعاياها أم من غيرهم، وسواء حصلت هذه المظلمة من الخليفة أم ممن هو دونه من الحكام والموظفين." (المادة 87، مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)
المأمون أحد الخلفاء العباسيين، خصص أيام الأحد بشكل خاص للعامة لسماع شكاواهم. من الصباح الباكر حتى الظهيرة، كان الجميع - رجالاً ونساء - أحراراً في تقديم شكواهم إلى الخليفة الذي كان يحضر على الفور. في أحد الأيام اشتكت امرأة عجوز مسنة من أن شخصاً قاسياً قد تعدى على ملكيتها. "من هذا الشخص؟" سأل الخليفة. أجابت المرأة العجوز مشيرة إلى نجل الخليفة، عباس: "يجلس إلى جانبك". حاول عباس أن يدافع عن تصرفه بنبرة مترددة بينما كانت المرأة العجوز ترتفع ويعلو صوتها في حججها. فقرر الخليفة أن صدقها في قضيتها هو الذي جعلها جريئة وأصدر حكماً لصالحها.
• وفقا للأحكام الشرعية، لا يمكن للمرأة أن تكون حاكمة في الخلافة، لكن هذا لا يؤثر بأي حال على قدرتها في الانخراط بشكل كامل في سياسات مجتمعها. علاوةً على ذلك، لا ينظر الإسلام إلى منصب الحاكم على أنه حق أو امتياز، بل مسؤولية كبيرة مرتبطة بالمساءلة الهائلة في الآخرة. ومع ذلك، يمكن للمرأة أن تكون مسؤولة أو ممثلة للدولة في منصب غير الحاكم، مثل رئيس قسم أو متحدثة رسمية. لَمَّا هَلَكَ كِسْرَى سَأَلَ رَسُولِ اللَّهِ e: «مَنِ اسْتَخْلَفُوا؟» قَالُوا: بِنْتَهُ. قَالَ: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً».
"لكل من يحمل التابعية وتتوفر فيه الكفاية، رجلاً كان أو امرأة، مسلماً كان أو غير مسلم، أن يُعَيَّنَ مديراً لأية مصلحة من المصالح، أو أية دائرة أو إدارة، وأن يكون موظفاً فيها". (المادة 98، مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)
"يجوز للمرأة أن تُعَيَّنَ في وظائف الدولة، وفي مناصب القضاء ما عدا قضاء المظالم..." (المادة 115، مشروع دستور دولة الخلافة، حزب التحرير)
• ستشكل الخلافة نموذجاً حقيقياً لحقوق المرأة السياسية. وسوف تمكنها من المشاركة السياسية الكاملة في المجتمع، والتي حرمت منها في ظل الأنظمة الديكتاتورية وغيرها من الأنظمة التي صنعها الإنسان في البلدان الإسلامية لمدة طويلة.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير