الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"نحن ننتظر العالم"!

صرخة مسلم من مسلمي الإيغور

 

يقول في تغريدة له "نحن ننتظر العالم"، بادئاً بعبارة تكشف خطورةَ العنف الذي أطلقته الدولة على الشعب؛ وانتهى "نحن ننتظر العالم أن يعرفَ مَن نحن". وهو عذرٌ أساسيّ تسعى الصين بشكل فعّال لإبقائه خفيّاً بينما تقوم بشكل منهجيّ بمراقبة ومعاقبة كلّ أثر للحياة الإسلامية للإيغور. وتصميم عمليّة الإبادة التي خطَّطتها الصين للمسلمين الإيغور الذين كانوا يعيشون على أرضِهم وكان التعبير عن إيمانهم والثقافة الإسلامية متأصّلة في تلك الأرض. ولا ننسى أن الإسلام وصل إلى بلاد الصين قديماً جداً "29هـ تقريباً"، ولكن هناك تعمية مقصودة عن أخبار المسلمين هناك، ورفض الهويّة الإسلاميّة للإيغور ومحوهم من الذاكرة. ولكن الحرب على الإسلام مكنت بكين من استهداف الهوية الدينية لمسلمي الإيغور، ليس فقط لإعاقة التطلعات من أجل الاستقلال، بل للسعي إلى تحقيق تطهير عرقي شامل. وللأسف ساهمت الرقابة العالمية لمظاهر الإسلام، في الدول الغربية والشرقية، في السماح للصين أولاً "بإلقاء الإيغور في مهب العوامل الجغرافية السياسية"، وسحقهم بالكامل، في السنوات الأخيرة، من خلال مجموعة من السياسات المترابطة التي تجعل من فوبيا الإسلام المنتشرة في أمريكا أو فرنسا شيئاً مبتذلاً.

 

ومع ذلك، فإن فهم اتساع وعمق نطاق اضطهاد الصين لمسلمي الإيغور يتجلى تماماً من خلال هدفها الحقيقي: والذي يتمثل في تحقيق التحول والإبادة، وليس التقصي عن (الإرهابيين). ولذا فقد كان تجريم الإسلام ومراقبته عن كثب، نظراً لأنه يعتبر التعريف الأكثر وضوحاً وقدسية للهوية الإيغورية، هو الطريقة التي تسعى من خلالها بكين إلى تحقيق هذا الهدف. ففي عام 2015، حظرت الصين الطلاب والمعلمين من مسلمي الإيغور وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية في منطقة سنجان - شينجيانغ - من أداء فريضة الصيام خلال شهر رمضان، الأمر الذي تجاوز المجال العام في صورة ترهيب الشرطة والمراقبة داخل المنازل خلال الشهر الفضيل. فإن هذا القمع للشعائر الرمضانية هي رسالة واضحة إلى الإيغور أن تجسيد مظاهر الإسلام لن يمر دون عقاب. وفي المقابل، أصاب الحظر الذي فرضته الدولة على الممارسات الرمضانية، حجر الأساس لثقافة الإيغور وحياتهم في مقتل، بل تجاوز الشهر المقدس، حين مضت الدولة قُدُماً في تصوير الإسلام بأنه "مرض أيديولوجي" يجب أن يعُالج بطريقة مرضية، وليس فقط مواجهته من خلال الملاحقات الجنائية. وبعدها نمت معسكرات الاعتقال التي تطلق عليها الدولة اسم "مراكز إعادة التأهيل"، حجماً وعدداً مع بداية عام 2013. وفي هذه المخيمات المكتظة بالمعتقلين، يُكلف وكلاء الدولة بمعالجة المرض (الإسلام) من خلال سلسلة من الفظائع، تشمل إجبار مسلمي الإيغور على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول (وكلاهما مُحرم في الدين الإسلامي)، وحفظ وترديد أغاني الحزب الشيوعي، وإجبارهم على العمل الشاق، والتسجيل في دورات تعلم اللغة الماندارينية والالتحاق بالدورات التدريبية الشاملة المُصممة خصيصاً لانتزاع دينهم وثقافتهم منهم.

 

ورافق هذا الحظر والقمع، وفقاً لتقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش - مراقبة حقوق الإنسان - قيام الدولة بفحصٍ روتيني لأئمة الإيغور، والمراقبة الدقيقة للمساجد، وإبعاد المعلمين والطلاب المتدينين من المدارس، بالإضافة إلى القيود المفروضة على مسلمي الإيغور في التواصل مع عائلاتهم أو أصدقائهم الذين يعيشون في الخارج، وفحص المؤلفات المُخصصة للطلاب في المدارس في منطقة سنجان.

 

وبينما تحولت منطقة سنجان بسرعة إلى سجن كبير مفتوح لمسلمي الإيغور في السنوات الأخيرة، فإن الامتثال العلني بتعاليم الإسلام سيقود المرء مباشرة إلى أحد أكثر السجون الصينية ضراوةً وبشاعةً: وهو معسكر اعتقال يهدف إلى "العلاج" من الإسلام وسحق شعب الإيغور. ولكن ماذا بعد؟؟؟

 

أيها المسلمون: كثيرة هي الأزمات التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية في وقتنا الحاضر، ولا نكاد نُغلِق ملفاً حتى نفتح آخر، بل لعلنا نفتح عشرات الملفات في آنٍ واحد، فالقضية ملتهبة في سوريا وفلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان والشيشان.. وهي كذلك ملتهبة في الصين وفي ألمانيا وفي فرنسا وفي الدنمارك.. قضايانا كثيرة.. وأزماتنا شديدة.. وقد يدفع هذا بعض المسلمين إلى أن يقولوا: اتسع الخرق على الراقع. بمعنى أنه لم يعُدْ هناك أمل في الإصلاح، ولم تعد هناك فرصة للقيام.. وهذا الإحباط في حقيقة الأمر لا معنى له في الإسلام، بل نؤمن أن الله بيده مقاليد السماوات والأرض، وأنه لو رأى منا صلاحاً واستقامة لأنزل علينا نصره المبين بالطريقة التي يريد، وفي الوقت الذي يراه. كما أن دراسة سيرة رسولنا الكريم r أثبتتْ لنا أن مع الصبر نصراً، وأن مع العسر يسراً، وأن أنوار الفجر لا تأتي إلا بعد أحلك ساعات الليل.

 

وإننا لن نستسلم ولن نتوانى عن نصرة المسلمين المستضعفين في كل أنحاء العالم، فقد علمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ».

 

فهبوا معنا لنصرة إخواننا ولو بالكلمة، ضعوا أيديكم بأيدي من يعمل لإقامة شرع الله وحكم الله الذي يزيل كل هذه العقبات والمآسي ويعز فيها أهل طاعته، إن حزب التحرير كان وما زال يدعوكم لأن تثوروا على الظلم وعلى هؤلاء الحكام الرويبضات الذين لا يخافون لومة لائم ولا يعملون لمصالحكم ولا لعيشكم، بل كل همهم أن يكونوا أذنابا وعبيدا للغرب الكافر، وللعمل معه لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فلن يهنأ لكم عيش ولن يرضى الله عنكم ما دمتم خائفين من مواجهة الباطل وقول الحق والدفاع عن دينكم وعقيدتكم.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

 

وسائط

2 تعليقات

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 28 كانون الثاني/يناير 2019م 23:52 تعليق

    لا فض فوك ولا جف قلمك اختنا الفاضلة

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 27 كانون الثاني/يناير 2019م 16:06 تعليق

    #الخلافة_تحرر_تركستان_الشرقية
    #Khilafah_Liberates_EastTurkestan

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع