الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كلمة للبث المباشر على الفيسبوك

"اليمن يستصرخ! فهل من مجيب؟"

 

(مترجمة)

 

 

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، كما تعلمون، هناك حاليا كارثة إنسانية من صنع الإنسان تؤثر على مسلمي اليمن بسبب هذه الحرب الحمقاء التي اندلعت منذ 3 سنوات بين تحالف البلاد الإسلامية الذي تقوده السعودية والقوات الموالية للحكومة، وبين المتمردين الحوثيين بدعم إيراني من جهة أخرى. لقد استعرت هذه الحرب من أجل بسط النفوذ على اليمن بين أمريكا وبريطانيا الاستعماريتين، اللتين تدعمان عملاءهما الإقليميين والمحليين بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.

 

أيها الإخوة والأخوات، نتيجة لهذه اللعبة السياسية الاستعمارية، تتحمل أمتنا في اليمن قدرا لا يمكن تصوره من المعاناة بسبب القصف والقتال والحصار على الغذاء والدواء والوقود وغيرها من الضروريات في البلاد. وبات أطفال اليمن الضحايا الرئيسيين لهذه الحرب الشرسة العقيمة، إنهم يتضورون جوعا، ويتم ذبحهم، عدا عن احتجازهم كرهائن للمصالح السياسية الأنانية لكل من اللاعبين في هذه الحرب، وكما وصفها المدير الإقليمي لليونيسيف جيرت كابليرا، فإن اليمن هو "جحيم حي" للأطفال، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

الصور التي تأتي من البلد لشدة الهزال، والهياكل العظمية، والأطفال والرضع الذين يموتون، لا تطاق رؤيتها، فقد لجأت الأمهات والآباء إلى إطعام أطفالهم فتاتاً من الخبز الفاسد أو أوراق النباتات المسلوقة في محاولة يائسة لإبقائهم على قيد الحياة، طوال الوقت، صرخاتهم من الجوع تخترق القلب. كوالدة، لا أستطيع أن أتخيل رؤية طفلي يضيع بعيدا أمام عيني وأكون عاجزة عن القيام بأي شيء على الإطلاق لمساعدتهم أو تخفيف معاناتهم.

 

وفقا للأمم المتحدة، فإن 30,000 من أطفال هذه الأمة في اليمن يموتون كل عام في البلاد من سوء التغذية بسبب هذه المجاعة التي صنعها الإنسان، نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن، 400,000 منهم يعانون من سوء التغذية الحاد لدرجة أنهم سيموتون دون تدخل؛ وكل 10 دقائق يموت طفل بسبب مرض يمكن الوقاية منه أو بسبب المجاعة الناجمة عن الحرب. وقالت وكالات المعونة والإغاثة إنه إذا لم تتوقف الحرب فإن المجاعة يمكن أن تبتلع البلاد في غضون ثلاثة أشهر، مما يعرض نصف السكان لخطر المجاعة. ويتوقع أن تكون أسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام! لا حول ولا قوة إلا بالله.

 

كما أدى النقص في المياه النظيفة وانهيار نظام التطعيم والعلاج الطبي في اليمن بسبب الحرب إلى تفشي الحصبة والخناق والكوليرا بشكل مميت وأكثر الناس عرضة لها الأطفال، وقد تفشت الكوليرا وحدها وأصابت حوالي 1.2 مليون شخص وتسببت في 2.400 وفاة، بالإضافة إلى ذلك، حذرت اليونيسف من أن القتال العنيف أصبح الآن "قريبا بشكل خطير من مستشفى الثورة" في مدينه الحديدة، مما يعرض عشرات الأطفال في المستشفى "لخطر الموت الوشيك" إضافة إلى منع الذين يعانون من سوء التغذية الشديد والأطفال من الوصول إليه... ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولا يمكن للأطفال الذين يتضورون جوعا حتى الموت أن يلتمسوا العلاج بسبب هذا الواقع المريع!! وإلى جانب هذه الحالة الكارثية، فإن آلاف المدنيين والأطفال الأبرياء محاصرون في مدينة الحديدة الساحلية في البحر الأحمر، حيث تشتد الحرب في الوقت الراهن بين الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية ونيران المتمردين الحوثيين.

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لقد غسل النظام الرأسمالي العالمي الحالي يديه، وأغلق عينيه، حيث كان متواطئا في هذه الجريمة ضد الإنسانية، إن هذه الإحصاءات البشعة والصورة تلو الأخرى من الأطفال الذين يموتون بسبب الهزال لم يكن كافيا لزعزعة راحة ضميرها. ومن الواضح أنه لا توجد حكومة واحدة اليوم ولا قيادة واحدة ولا حتى حاكم واحد يهتم بصدق بخلاص أطفال ومسلمي اليمن، لا يهتمون! تماما كما لا يهتمون بأي شيء من معاناة المسلمين في سوريا وميانمار وفلسطين وكشمير وغيرها، والسؤال لماذا؟ لأنه وبحسب رأسماليتهم العفنة ليس هناك أي مكسب سياسي أو اقتصادي لوقف أو إنهاء قتل الأطفال والمدنيين الأبرياء.

 

والأمر الواقع أن القوى الاستعمارية الغربية في أمريكا وبريطانيا ما فتئت تلعب دوريات بحياة أطفال اليمن من خلال هذه الحرب المروعة من أجل مكاسبهم السياسية والاقتصادية الأنانية؛ لأن سياستهم الرأسمالية الخارجية تقوم على مبدأ رئيسي واحد "اتبع المال"! مع أنهم يُدينون الحرب من ناحية بينما يغذونها بالأسلحة من جهة أخرى. قمة في النفاق المطلق! وفي الوقت نفسه، فإن الأنظمة في السعودية والتحالف الملطخ بالدماء مثل الإمارات والكويت والأردن ومصر وغيرها، ذبحوا أطفال الأمة المسلمين في حرب خاضوها بإيعاز من أسيادهم الغربيين، وبالفعل، فإن جميع الأطراف في هذه الحرب الهوجاء، بما في ذلك النظام الإيراني والمليشيات الحوثية جميعهم بلا استثناء أيديهم ملطخة بدماء أطفال اليمن.

 

سبحان الله! إن اعتقاد المتسولين بأنه في القرن 21، يمكن تجويع الملايين من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء حتى الموت وقصفهم في غياهب النسيان على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ومع ذلك لا تتحرك حكومة دولة واحدة على الأقل للدفاع عنهم، حتى إن الحديث عن وقف إطلاق النار يقابله قتال شرس من جانب كلا طرفي هذه الحرب العقيمة، على أمل الحصول على مزيد من النفوذ السياسي قبل أي محادثات محتملة في المستقبل، علما بأنه لا توجد قوة اليوم تستطيع محاسبتهم على جرائمهم وتحميلهم المسؤولية على ما يحصل للأطفال العزل وكافة المسلمين الأبرياء في اليمن.

 

أيها الإخوة والأخوات، لقد تخلى المجتمع الدولي عن الأطفال المسلمين في اليمن، والحكام المجرمون والخائنون في العالم الإسلامي تخلوا أيضا عن الأطفال المسلمين في اليمن، لكن نحن كأمة مسلمة لا نتخلى عنهم! قال رسول الله  r: «الْمُسْلِمُ أَخُوْ الْمُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ».

 

إن عدم تخلينا عن أمتنا يتطلب منا نحن المسلمين أن نأخذ هذه المسألة المتعلقة بالإبادة الجماعية ضد إخوتنا وأخواتنا في اليمن بأيدينا وأن نرفض الأمل اليائس في بعض المنظمات مثل الأمم المتحدة أو القوى الغربية التي لا تخدم سوى مصالحها لحل هذه المشكلة؛ لأنهم هم السبب الرئيسي لتغذية وتجاهل هذه الجريمة البشعة والإبادة الجماعية.

أيها الإخوة والأخوات، إذا أردنا حقا إنقاذ أطفال اليمن، يجب أن نجتهد من أجل إيجاد حل من ديننا، من الإسلام، الذي سيضع نهاية لهذا الجحيم من العيش، وعدم القيام بخلاف ذلك يعني الإهمال الشديد من قبلنا تجاه إخوتنا وأخواتنا لأن ذلك كله يطيل ويفاقم معاناتهم بل ويزيدها سوءا.

 

الدموع ليست كافية لأن الدموع لا تطعم الأفواه ولن تحمي أمتنا! وبالطبع إعطاء المال والمعونة غير كاف، لأن هذه المعونة لا يمكنها حتى الوصول إلى المحتاجين بسبب الحرب والحصار.

 

أيها الإخوة والأخوات، هل يمكن أن يكون هناك أدنى شك في أن وجود القيادة الصالحة والدولة التي تمثل المصالح الحقيقية للإسلام ولهذه الأمة هي التي يمكن أن تنقذ أطفال اليمن من هذا الكابوس وتوفير الحماية والحياة الجيدة لهم؟! هذه القيادة ترتكز على أساس متين، على أساس الإسلام الذي يحارب من أجل قضيته، ويدافع عن أهدافه، ويفي بجميع التزاماته بما في ذلك الدفاع عن دماء المسلمين، وبالطبع هذا كله يتمثل بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، لقوله r : «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

الخلافة وحدها من تمتلك الدعامة الأخلاقية والقدرة والإرادة السياسية لوضع حد لهذه الحرب الوحشية وحماية الأمة.

 

الخلافة وحدها الوصية على جميع رعاياها - السنة أو الشيعة، المسلمين أو غير المسلمين - كما يوجب الله سبحانه وتعالى علينا توفير احتياجاتهم، وضمان مستوى معيشة كريم لهم، وضمان حماية دمائهم وعقيدتهم وكرامتهم وأموالهم دون تمييز؛ هذا النظام السياسي هو لجميع البشر بغض النظر عن العقيدة أو العرق أو اللون، الدولة التي يتمتع فيها جميع الناس بنفس حقوق التابعية.

 

ونذكر على سبيل المثال التاريخ العظيم للازدهار الذي تمتع به اليمن في ظل هذه الدولة، فأثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه واليا إلى اليمن، "فبعث معاذ بن جبل بثلث الصدقة - صدقة الناس أي زكاة أموالهم - فأنكر عليه عمر أشدّ الإنكار، قال: يا معاذ لم أبعثك جابياً ولا آخذ جزية، ولكن بعثتك لتأخذ من أغنياء الناس، فتردها على فقرائهم، فقال معاذ: والله ما بعثت إليك بشيء وأنا أجد أحداً يأخذه، فلما كان العام الثاني بعث إليه بنصف الصدقة فراجعه عمر بمثل ما راجعه قبل ذلك، فلما كان العام الثالث بعث إليه بالزكاة كلها، فراجعه عمر بمثل ما راجعه قبل ذلك، فقال معاذ: والله يا أمير المؤمنين ما وجدت أحداً يأخذ مني شيئاً". سبحان الله!

 

إخوتي وأخواتي، الخلافة فقط من تعد دولة مستقلة حقا، وخليفتها سيرعى شؤون الأمة بصورة مستقلة وسيسعى حقا إلى تقديم الأفضل لهم، بدلا من القيام بالمساومة والتنازل للقوى الأجنبية، هي الدولة التي بموجبها سينتهي تدخل المستعمرين في بلادنا ولن يكونوا قادرين على استخدام قواتنا المسلحة كبيادق في ألعابهم السياسية!

 

الخلافة وحدها هي التي ستقوم بما في وسعها لتضميد الانقسامات بين قلوب المسلمين، وتجمعهم كإخوة في ظل حكم الإسلام، وقد رأينا على سبيل المثال كيف عاش المسلمون السنة والشيعة في اليمن والعراق وأماكن أخرى جنبا إلى جنب في سلام في الأحياء نفسها لقرون، صلوا في المساجد نفسها، وحاربوا معا ضد أعداء الدولة في ظل الحكم الإسلامي لدولة الخلافة.

 

وبالتالي، إذا أردنا حقا إنقاذ أطفال اليمن، يجب علينا أن نبذل جهودنا الكاملة لإقامة دولة الخلافة بشكل عاجل، لا يمكننا أن نحقق هذه الرؤية باعتبارها حلماً أو على أنها شيء بعيد المنال، بل علينا أن نجعله واقعا يتم تطبيقه لإنقاذ أمتنا، أمر من الله ملزمون فيه وليس خيارا للمدى البعيد، لا! نحن بحالة حرجة، بحاجة إلى إنهاء هذا الكابوس الذي يؤثر على الكثير من المسلمين اليوم في جميع أنحاء العالم.

 

نحن في حزب التحرير، ندعوكم، إخوتنا وأخواتنا الأعزاء، إلى الانضمام إلينا في هذا الدعوة لإقامة هذه الدولة العظيمة، ندعوكم لحمل هذه الرسالة من أجل الحاجة الملحة لهذه الدولة، ونطلب منكم حث كل من تعرفونه؛ وبخاصة العاملين في جيوش المسلمين، على إعطاء النصرة، ودعمهم المادي لإقامة الخلافة دون أي تأخير حتى يصبحوا مدافعين عن دم هذه الأمة وحقنها بدلا من الذين يؤمرون بسفكها من قبل الحكام الظالمين أو حتى القوى الغربية.

 

دعونا لا نسمح لحياتنا المليئة بالانشغال، ووظائفنا، ودراستنا، وأطفالنا، ومصالحنا الأخرى أن تعيقنا عن هذه الدعوة وأن نجد عذراً نتيجته خذلان أمتنا وإدارة ظهورنا لأطفال اليمن الذين يحتضرون، لا هذا لن يحدث! ولن يكون عذرا مقبولا أمام الله سبحانه وتعالى لإهمالنا أطفال اليمن وتجاهل واجبنا أمام إخوتنا واخواتنا. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

الدكتورة نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2018م 18:24 تعليق

    #أنقذوا_أطفال_اليمن
    #SaveTheChildrenOfYemen #YemensChildren

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع