- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إقامة الخلافة هي جزء لا يتجزأ
من التاريخ العظيم للحركة الإسلامية الإندونيسية
(مترجم)
بعد قرار النظام الإندونيسي العلماني بإزالة ترخيص حزب التحرير في إندونيسيا في 19 تموز/يوليو 2017 منع الحزب من العمل في الدعوة الإسلامية، بحجة أن الحزب قد عمل وما زال يعمل على تأسيس الخلافة الإسلامية التي ستهدد الدولة القومية وتمحوها من الوجود. ومع ذلك فشلت محاولاتهم الجادة لتجريم الخلافة كجزء من الإسلام، لأن فكرة الخلافة انتشرت بين الناس لقرون ويعتقدون أنها جزء لا يتجزأ من دينهم.
وكما نقل عن موقع (Seraamedia.org) فإن حقيقة النضال من أجل الخلافة كانت جزءا لا يتجزأ من التاريخ العظيم للأمة الإندونيسية خاصة بين عامي 1924-1927م. حيث يشير بحث المصادر التاريخية إلى أنه بعد هدم الخلافة العثمانية مباشرة شارك عدد كبير من المسلمين وقادة حركتهم في النضال من أجل إقامة الخلافة في ذلك الوقت. وهنا أذكر أسماء مثل (ايمار سعيد تجوكريامينوتو) و(سليم آغوس) و(فخر الدين) و(ماس منصور). إنهم ليسوا أبطالاً قوميين فحسب؛ بل علاوة على ذلك هم ممثلون مهمون في النضال لإقامة الخلافة في ذلك الوقت. بدأت حركة إقامة الخلافة في بداية القرن العشرين في إندونيسيا.
إن وجود النضال من أجل الخلافة في تاريخ المسلمين في إندونيسيا هو أمر قد اعترف به المؤرخون كذلك. فمثلا (ديلي نوير) في أطروحته (الحركة الإسلامية المعاصرة في إندونيسيا 1900-1942 (جامعة كورنيل، 1962))، صرّح بأن المسلمين في إندونيسيا لم يكونوا مهتمين فقط بمسألة الخلافة، ولكنهم شعروا أيضًا بضرورة ملحة لمناقشة وإيجاد حلول. الأمر نفسه عبر عنه أيضاً المستشرق الهولندي (مارتن فان برويسين) في جريدته العلمية بعنوان "مسلم من جزر الهند الشرقية الهولندية وسؤال الخلافة" في (إسلاميكا ستوديو 1995). إن حادثة الهدم العثماني - تلتها دعوة رجال الدين الأزهر لانتخاب خليفة جديد وغزو الحجاز لابن سعود - فهي أثارت حماسًا هائلًا لدى المسلمين الإندونيسيين مما أدى إلى حركة هائلة في إندونيسيا.
كان رد فعل المسلمين في ذلك الوقت طبيعياً جداً، لأن الخلافة كانت جزءاً من الحضارة الإندونيسية لحوالي أربعة قرون. حتى إن تطبيق الشريعة الإسلامية أدى إلى ازدهار الأرخبيل لقرون إلى أن وصل الاستعمار الأوروبي إلى أرض المسلمين في نوسانتارا. الموسوعة الموضوعية للعالم الإسلامي التي نشرها (إشتيار بارو فان هوف) في جنوب شرق آسيا ذكرت في حقبة الإسلام بأن منطقة الأرخبيل شهدت حقًا العصر الذهبي. كان القرن السادس عشر إلى الثامن عشر في تاريخ الأرخبيل معروفًا بالعمر الذهبي للسلطنة الإسلامية المنتشرة عبر الأرخبيل، مما جلب الرخاء والازدهار في جميع أراضيها تقريبا.
ثم جاء الاستعمار الأوروبي (البرتغالي والإسباني والهولندي والإنجليزي) وتسبب في تأثير مدمر على الإسلام في الأرخبيل. هذه الفترة هي حقبة تدهور، وتدهور المسلمين في الأرخبيل نتيجة لاختراق الاستعمار الغربي منذ نهاية القرن الثامن عشر. اقتصاد البلاد ازدهر في العصر الإسلامي ثم انهار أثناء اختراق الاستعمار في هذه المنطقة. أدى الاستعمار الاقتصادي السياسي إلى الانحدار الاقتصادي للمسلمين حتى أطلق على حقبة الاستعمار عصر الكآبة - ففرض الاحتكار التجاري أدى إلى تدهور وبؤس الناس. وفي المجال السياسي من الاستعمار أدى إلى تدمير معظم الكيانات السياسية في السلطنة الإسلامية.
لذا فإن حركة إقامة الخلافة هي في الحقيقة جزء لا يتجزأ من تاريخ المسلمين في إندونيسيا وماليزيا عبر أراضي نوسانتارا المسلمة، فهذه الحركة حدثت منذ قرن مضى. الخلافة تاريخيا أثبتت أنها قادرة على نقل هذه المنطقة إلى العصر الذهبي وطرد أي نوع من الاستعمار بما في ذلك هذه الحقبة العلمانية الديمقراطية الحديثة، التي تفرض النظام المبني على الدولة القومية الذي يقسم المسلمين في جميع أنحاء العالم. لذلك، فإن الخلافة ستوحد أرخبيل وجنوب الفلبين مع إقليم إندونيسيا وماليزيا الضخم وجميع أراضي المسلمين في جميع أنحاء العالم. كما ستحرر الخلافة أراضي المسلمين في مينداناو وسولو وميانمار وسوريا وأفريقيا الوسطى وستكون درعاً حقيقياً لحماية المسلمين، بما في ذلك النساء المسلمات والأطفال في جميع مناطق دولة الخلافة. تذكروا أن رسول الله e قال: «تكونُ النُّـبُوَّةُ فيكمْ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثمّ يرْفعُها اللّهُ إذا شاءَ أنْ يرْفَعَها. ثـُـمّ تكونُ خِلافةً على مِنهاج النبوَّة، فتكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثـُمّ يرْفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُمّ تكونُ مُلْكاً عاضّاً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُمّ يرفعُها إذا شاءَ الله أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ مُلْكاً جَبريَّةً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُـمّ يرفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ خِـلافةٌ على مِنهـاج النُّـبُوَّة، ثم سكت» أخرجه أحمد
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير