- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العالم ينادي بتغيير القيادة... آن طور الخلافة الرّاشدة الثّانية!!
حين تصبح دماء المسلمين مستباحة تُسفَك ولا تجد من يحقنها! حين نرى الأعراض تُنتَهَك ولا تجد من يذود عنها! حين تصبح الشّعوب مكبّلة تحول الحدود دونها ودون نصرتها للمسلمين الذين يستصرخون ويستغيثون! حين يتحكّم المجرمون في رقاب المسلمين يسومونهم سوء العذاب ويفرضون عليهم قوانين ما أنزل الله بها من سلطان! حين تتوه أمّة الإسلام عن شرع ربّها وترضى بحكم غربيّ كافر يطبّق عليها! حين يحدث كلّ هذا والعلماء صامتون لا ينطقون بالحقّ ويسيرون وراء ركب أصحاب العروش والكراسي - طبعا إلّا من رحم ربّي وهو إمّا مطارد أو معتقل سجين -! حين ترى الجيوش التي حرّرت العباد من حكم الجاهليّة قد كُبِّلت بقيود وهي رابضة في الثّكنات تسهر على مصالح الظّالمين! حين ترى النّاس سكارى وما هم بسكارى يمشون في الأرض هائمين لا يدرون للسّعادة طعما! حين نرى من المصائب ما تسيل له الأحبار وتكثر للحديث عنه الأخبار...
نعلم يقينا أنّنا نتحدّث عن واقع الإنسانيّة وقد حكمتها الجاهليّة... نعلم أنّ الإنسان يحكم بما شرّعه الإنسان وتخلّى عن شرع الرّحمان... ندرك أنّ الأقوياء حَكموا وأنّ الضّعفاء قُهِروا... ندرك أنّ الطّواغيت والجبابرة عاثوا في الأرض فسادا يبغونها عوجا!! ندرك أنّ العلمانيّة قد سادت وأنّ مفاهيمها العفنة قد تفشّت وحكم العالم غرب كافر حاقد على الإسلام وأهله ينكّل بهم ويقتّلهم ليردّهم عن دينهم ونصّب عليهم حكاما عملاء جبناء ينفّذون أوامره ويعملون على ترسيخ مفاهيمه وتطبيقها على شعوبهم بالحديد والنّار...
فما أحوج المسلمين لحكم الخلافة حتّى يعود إليهم مجدهم وعزّهم... حتّى تعود لهم ثقتهم بدينهم الذي ينعتون باسمه ولكنّهم لم يعرفوه ولم يحيوا في ظلّه... حتّى يتمتّعوا بعدله وأحكامه ويعيشوا به فيعرفوا معنى الطّمأنينة والأمان... آن الأوان لتعود الخلافة وينفّذ شرع الله في الأرض ويخلّص الإنسان من عبوديّة الإنسان فيمنع الظّلم والطّغيان... آن الأوان ليتسلّم الإسلام القيادة التي فرضها الله عليه ﴿وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ فالإسلام عقيدة قيادة وسيادة ولا يمكن أن يكون تابعا يقاد...
لا يمكن للعالم أن يعرف الرّقيّ والأمن والطّمأنينة إلّا في ظلّ هذه القيادة الرّبّانيّة العادلة ليسلك الطّريق الصّحيح ويخرج من الظّلمات إلى النّور... ما يحياه العالم اليوم يبرهن أنّه بفقدانه هذه القيادة الرّاشدة قد ضلّ ونكص على عقبيه وعاد إلى الجاهليّة الأولى التي لا تعرف إلّا الظلم والظّلمات والجور والطّغيان، والجاهليّة لا تعني فترة زمنيّة محدودة بل هي كلّ فترة تسقط فيها قيم الحياة البشريّة عمّا سنّه الله سبحانه وتعالى من تشريع وتحيد عنه وتحلّ محلّها قيم شهوانيّة يضعها الإنسان فترمي به في درك الحيوانيّة وهذا ما تعانيه البشريّة اليوم وقد عانته من قبل أيضا في أيّامها الأولى ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
ما حلّ بالعالم من مصائب بعد غياب هذه القيادة يثبت فداحة الخسارة التي عرفها النّاس جميعا وليس فقط المسلمون فيشعرون بضرورة عودتها إلى الحياة وتغيير القيادة التي تسود اليوم والتي لم يجنوا منها إلّا الموت والفقر والظّلم والطّغيان.. افتضح أمر هذه القيادة الفاسدة، وبدت سوأتها للنّاس واشتدّ تذمّرهم منها وسقط القناع عن وجوه القائمين عليها وحان وقت اجتثاثها ورميها في مزبلة التّاريخ فهي عفنة نتنة وهذا هو وقت انتقال العالم إلى القيادة الصّحيحة؛ قيادة الإسلام التي ستنهض به وتنقذه ممّا هو فيه... «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ».
نسأل الله أن يعجّل بنصرة هذا الدّين فيعود لقيادة العالم ويخرجه من هذا العيش المشين... اللّهمّ آمين!!!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير
زينة الصّامت