الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نسوا أمر بيسلان، فهل سيتذكرون ميانمار!

 

روسيا تستغل المسيرات لمصالحها الخاصة، وليس لمصلحة مسلمي ميانمار

 

(مترجم)

 

في 3 أيلول/سبتمبر، ذكرت وكالة أنباء (ريا نوفوستي) أنه "تم تنظيم وقفات احتجاجية بشأن ما قامت به القوات الحكومية في ميانمار ضد مسلمي الروهينجا أمام سفارة ميانمار في موسكو. ففي شارع (بولشايا نيكتسكايا) تجمع مئات الأشخاص أمام سفارة ميانمار لدعم مسلمي الروهينجا الذين لقوا حتفهم خلال المجازر. وتولى ضباط تنفيذ القانون ورجال الحراسة واجبهم في موقع التجمع، وتم وضع الحواجز على الأرصفة. فسياراتهم كانت من بداية شارع (نيكيتسكي) تقريباً إلى نهاية شارع (بولشايا نيكيتسكايا)".

 

في الواقع، الأمر شديد الغرابة لكنه حقيقي، فعلى الرغم من كراهية الكرملين الشديدة وعداوته للإسلام والمسلمين، إلا أنه سمح لمسيرة غير مرخصة للمسلمين في موسكو في 3 أيلول/سبتمبر لدعم إخوانهم في الدين في ميانمار الذين ببساطة عذبوا جسدياً بموافقة ضمنية من المجتمع العالمي الملحد.

 

فوجئ الجميع بسلوك رجال الشرطة، وهو أمر غير معتاد لمثل هذا الوضع. فعلى الرغم من أن المسيرة لم تكن مرخصة، فلم يجبر أحدٌ المسلمين المتجمعين على التفرق. ولم تسر الشرطة إلا على أرصفة الشارع على جانبي الطريق ولم تسمح للحشد بالخروج على الطريق حيث لم تكن هناك اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، بالرغم من أننا كنا نرى في الماضي أن أي نوع من هذه التجمعات غير المسموح بها كان يتم تفريقها بالعصي ويتم القبض على الجميع ونقلهم إلى أقرب مراكز للشرطة.

 

وعلاوة على ذلك، تخللت المظاهرة نداءات مختلفة من الحشود، والتي يمكن للسلطات الروسية أن تصفها بأنها دعوة (للتطرف والإرهاب). حيث كان يقال "تكبير" ويرد الحشد: "الله أكبر!". وفي مقابلة مع الصحفيين، أفادوا بأن بعض المسلمين كانوا يقولون بتعاطف: "إذا لم تحل المشكلة، أقسم بالله، سنقوم بالجهاد". "إن الخروج على القانون يحدث في الأرض! نحن هنا لنبين أننا غير راضين - فالأطفال يقتلون وتقتل النساء ويقتل كبار السن - هناك إبادة جماعية!"؛ "لقد جئنا هنا لدعم إخواننا المسلمين، وليس فقط نحن، ولكن جميع دول العالم يجب أن يحتشدوا هنا، نريد أن يصل هذا إلى بوتين! إن الأوراق لا تحل شيئا! وآمل أن يرى هذه الحشود". وكانت هناك اتهامات أيضا بعدم اتخاذ إجراء وإخفاء ما يحدث في ميانمار، واتهامات ضد ممثل الزعماء الدينيين والروحيين للمسلمين في روسيا.

 

وفي اليوم نفسه في (ماخاشكالا - داغستان) تم عقد مسيرة غير مسموح بها للتضامن مع المسلمين في ميانمار، تجمع فيها حوالي ألف وخمسمائة شخص. وقد سار المسلمون من المدينة في الشوارع وهم يهتفون "الله أكبر". وفي الرابع من أيلول/سبتمبر، نظمت مسيرة للتضامن مع المسلمين في ميانمار في غروزني في الشيشان. وذكرت وزارة الشيشان بأن 1.1 مليون شخص شاركوا في المسيرة.

 

ووفقا للكرملين، شكلت هذه الحشود مفاجأة كبيرة لهم، ولكن الشرطة ردت بهدوء على ما يحدث، وذلك بأنها لم تتفاعل على الإطلاق، كما أن وسائل الإعلام صامتة، وبدأت تظهر بعض الأسئلة والشكوك.

 

نحن لا نتحدث عن خطاب رئيس الجمهورية الشيشانية (رمضان قديروف) على (الإنستغرام)؛ الذي أعرب فيه عن عدم موافقته على سياسة الكرملين بخصوص حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة الذي فرض على قضية مسلمي ميانمار. وأطلق قديروف على البوذيين اسم (الشياطين) وحث على سبّهم. وقال قديروف "حتى لو دعمت روسيا هؤلاء الشياطين الذين يرتكبون هذه الجرائم، فإنني ضد موقف روسيا، ولدي رؤيتي الخاصة وموقفي الخاص".

 

وبعد هذه التصريحات الصاخبة التي قالها (رمضان قديروف)، وهذه المسيرات غير المسموح بها سواء في موسكو أو في مدن أخرى من روسيا، فإن السلطة في الكرملين والتي هي في حرب ضد الإسلام والمسلمين؛ قد تجاهلت ببساطة ما حدث!! هذا لا يمكن أن يكون حقيقيا! على الأرجح هناك شيء مختلف وراء هذا! ويهدف هذا العمل لتشتيت انتباه سكان العاصمة والمسلمين في البلاد عما يحدث من أحداث أخرى. ولم تتزامن هذه المسيرات مع العديد من الأحداث.

 

أولا: في 21 آب/أغسطس، تلقى مكتب العمدة طلبا من المعارضة لتنظيم تجمع ومسيرة في 3 أيلول/سبتمبر بهدف الإعراب عن موقف موسكو تجاه السياسة في مجال تخطيط المدن والأنشطة المجتمعية والمالية والأنشطة المتعلقة بالميزانية. وقد ذكرت ذلك (إيلينا رومانوفا) وهي السكرتيرة الصحفية بوزارة الأمن الروسية حيث قالت: "كان هناك طلب للموافقة على التجمع لمسيرة في 3 أيلول/سبتمبر. والمنظمون هم: ديفيديس سيرغي، بونوماريف ليف، سوكولوف سيرجي، شنايدر ميخائيل. والعدد المعلن عنه من المشاركين يصل إلى 10 آلاف شخص"، قد فشل تنظيم هذه المسيرة، وتم نسيان الأمر ببساطة.

 

ثانياً: في 3 أيلول/سبتمبر في موسكو بالقرب من النصب التذكاري لضحايا المأساة في بيسلان، كان هناك حفل لوضع أكاليل من الزهور ونشاط "مسيرة صامتة". واسمحوا لي أن أذكركم بأنه في 1 أيلول/سبتمبر 2004، استولى المسلحون على المدرسة رقم 1 في بيسلان بأوسيتيا الشمالية، حيث احتجزوا أكثر من 1200 تلميذ ومدرس كرهائن هناك لمدة ثلاثة أيام. في 3 أيلول/سبتمبر، قررت السلطات اقتحام المدرسة. وفي الهجوم، قتل 334 شخصاً، منهم 186 طفلاً.

 

ولم يكن هناك تحقيق نزيه في الأحداث المأساوية التي وقعت في بيسلان. وأجبر الشهود على إغلاق أفواههم. غير أن منظمة "أمهات بيسلان" على الرغم من الاضطهاد والتهديد من السلطات قد طالبت باستمرار التحقيق وبمعاقبة مرتكبي هذه المأساة. وفي نيسان/أبريل 2017، أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان السلطات الروسية بدفع ثلاثة ملايين يورو لأقارب القتلى والمصابين في الهجوم الإرهابي الذي وقع في بيسلان. وقررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن السلطات الروسية فشلت في تحمل المسؤولية بمنع أي تهديد محتمل للحياة البشرية ولم تخطط للهجوم للحد من خطر احتجاز الرهائن. وهذه المسيرة التي تقام في موسكو ومدن روسية أخرى كل عام بهدف تذكير السلطات الروسية بجرائمها؛ قد نسيت هي أيضاً.

 

وهكذا، من جهة، نرى كيف أن سلطات الكرملين استخدمت المسيرات لتحقيق مصالحها الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة مسلمي ميانمار. ومن خلال سماح سلطات الكرملين بوجود مسيرات غير مرخصة؛ فإنها بذلك سمحت لمسلمي روسيا بتنفيس مشاعرهم في هذه الأعمال العفوية، وبالتالي أجبر الكل على نسيان الأحداث المهمة الأخرى التي تجري في البلاد. إذا كانت السلطات في الكرملين أو (رمضان قديروف) يشعرون بالقلق حول مصير المسلمين في ميانمار، فلماذا يمتلكون مثل هذه السلطة والقوة ويجلسون ولا يفعلون شيئاً؟! أرسلوا جيوشكم لمساعدة المسلمين في ميانمار!!! لا، إنها لن تفعل ذلك!!!

 

من ناحية أخرى، نرى أن المسلمين في روسيا لا يشعرون بالراحة بل هم منشغلون بما يجري لإخوانهم على الجانب الآخر من العالم. كما قال النبي محمد e: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» رواه البخاري ومسلم.

 

وهذا يؤكد مرة أخرى أن الأمة الإسلامية ما زالت على قيد الحياة، وأنها ببساطة تفتقر إلى وجهة النظر السياسية الصحيحة المبنية على أساس الإسلام. فالأمة الإسلامية تفتقر إلى التفكير السياسي الذي لن يسمح بخداع المسلمين مهما تنوعت الحيل التي يستخدمها المستعمرون الكفار وعبيدهم وهم حكامنا الخائنون المسلطون على رقابنا. إن النظرة السياسية الإسلامية الصحيحة هي وحدها التي ستسمح للأمة باستعادة ماضيها المجيد، لأنها كانت تحت حكم الخلفاء المخلصين؛ وذلك كان في ظل الخلافة. وهذا الرأي السياسي الإسلامي الصحيح يبينه حزب التحرير من خلال كتبه وعمله من أجل إقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، التي بها يمكننا إنقاذ المسلمين في ميانمار وغيرها من البلاد من القتل والاضطهاد.

 

أعاننا الله!

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

2 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 16 أيلول/سبتمبر 2017م 18:20 تعليق

    #أنهوا_أزمة_الروهنجيا
    #EndRohingyaCrisis

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 16 أيلول/سبتمبر 2017م 12:28 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع