السبت، 19 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الصفقة بين ترامب والحوثيين بترحيب سعودي مصري

 

 

 

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية حربها على الحوثيين يوم 15 آذار/مارس 2025، ووفقاً لها، فإن الضربات تمثل بداية عملية واسعة النطاق تهدف إلى استعادة الأمن في البحر الأحمر، الذي تعطلت الحركة التجارية فيه لأشهر عدة بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية دعما لغزة.

 

وشنت مقاتلات كيان يهود، الثلاثاء 6/5/2025م هجوماً على اليمن هو الثاني خلال أقل من 24 ساعة واستهدف بسلسلة من الغارات مطار صنعاء الدولي وثلاث محطات كهرباء في العاصمة صنعاء في مناطق حزيز وذهبان وعصر بمحيط العاصمة ومصنع إسمنت عمران شمالي صنعاء. كما شنت عدة غارات على ميناء الحديدة ومصنع إسمنت باجل مساء الاثنين 5/5/2025م.

 

وقال التلفزيون العربي بتاريخ 7 أيار/مايو 2025 نقلا عن الخارجية الأمريكية بشمول كيان يهود في الاتفاق مع الحوثيين: وتصريح ترامب والبيان العماني هو على الملاحة في البحر الأحمر.

 

إن الضربات التي قامت بها أمريكا خلال الشهرين بعد إعلانها الحرب على اليمن وبالأخص في الأسبوع الأخير قبل إعلان ما يسمى بالاتفاق، كان الغرض منها استخدامها كورقة ضغط على إيران في المفاوضات التي تجري بينها وبين أمريكا كون الحوثيين أحد أذرعها في المنطقة وكانت غير مميتة للحوثيين بل استفادوا منها في تأليب الرأي العام معهم، واستفادت منها أمريكا في الضغط على أوروبا التي عانت الأمرين بسبب أعمال الحوثيين في مضيق باب المندب.

 

فبعد ضربات أمريكا بساعات قال ترامب في 6 أيار/مايو 2025 "إن العملية تمت بنجاح وسيتم إيقاف الضربات على اليمن فورا بعد التوصل إلى اتفاق يوقف الحوثيين من تهديد السفن والملاحة البحرية" (قناة الجزيرة)

 

وقد قبل الحوثيون فوراً بعدم ضرب أي سفينة وفق تصريح صوتي للناطق الرسمي للجماعة محمد عبد السلام على قناة الجزيرة بعد تصريح ترامب مباشرة بقوله "يتضمن الاتفاق تحييدا كليا للسفن الأمريكية من ضرباتنا الصاروخية"، والتزمت الجماعة بعدم تهديد الملاحة من أمام السفن الأمريكية.

 

وكان ترامب قد أمر السيسي في 28 نيسان/أبريل 2025 أن يفتح المجال للسفن الأمريكية بالعبور من قناة السويس دون أي رسوم، ولم يصدر أي ردة فعل من السيسي، وكأنه أمر من ترامب لأحد موظفيه مندوبي مستعمرات أمريكا، وبالتالي أصبح البحر الأحمر تحت سيطرة أمريكا من باب المندب إلى قناة السويس. وذلك بالتزامن مع السماح لأمريكا ببناء قاعدتين لها بترحيب سعودي خليجي وخضوع مصري في جزيرتي تيران وصنافير بهدف تولي الجيش الأمريكي أمن قناة السويس ومنع أي سفينة مشبوهة من العبور يُحتمل استخدامها لنقل أسلحة ومعدات عسكرية لقطاع غزة!

 

وأما بالنسبة لمساندة الحوثيين لغزة دون التعرض للملاحة البحرية فهو لا يضر بأمريكا بل يُمكّن لها في البحر وفي الوقت نفسه لا يُنهي احتلال يهود للأرض المباركة فلسطين، وبهذا الاتفاق تم تحييد الأهداف القريبة منا لأعداء الإسلام ويسمح للمساند باستهداف الأهداف البعيدة!!

 

إن هذا الاتفاق بين أمريكا والحوثيين أظهر الحوثيين أنهم جمهوريون برؤية وطنية تحترم مواثيق الأمم المتحدة الطاغوتية وتتماشى مع النظام الدولي الكافر وتسعى لإرضائه بسياستها وتهيئة للاعتراف بشرعيتها دولياً، كما صرح بعض قادة الجماعة أن هذا الاتفاق اعتراف من أمريكا بشرعية صنعاء، فأين موقف أتباعهم من هذا التماهي لقيادتهم مع النظام الدولي وهم من صدعوا رؤوسنا بشعار الموت لأمريكا والنصر للإسلام وإنهم مسيرة قرآنية؟!

 

وعلى سياق آخر لاحظنا إظهار عملاء بريطانيا رغبتهم بالتطبيع مع يهود بتصريحات كثيرة من أعضاء في المجلس الانتقالي وأيضا مطالبتهم النظام الدولي دعمهم لغرض الحفاظ على السلام في البحر الأحمر وباب المندب من (هجمات الحوثيين الإرهابية) التي تهدد الملاحة البحرية. إن هذا الأمر يسقطهم أمام الناس، ورغم هذه التنازلات إلا أنهم لن ينعموا برضا أمريكا لأنها لا تأمن عملاء بريطانيا وإن عظمت تنازلاتها، فبادرت جماعة الحوثيين بإعطاء السلام في البحر الأحمر بصفقة مع أمريكا بوساطة عمانية وقالت في بيان لها "لن يستهدف في المستقبل أي من الطرفين الآخر بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب".

 

ختاما نقول إلى المخلصين من أبناء هذه الأمة: يقول ربنا عز وجل: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾. وإن عدم استهداف مصالح أمريكا في البحر الأحمر ليس أمناً لنا وليس تحييداً لقوى الكفر عن بعضها؛ فأمريكا هي الشريان الرئيسي الذي ينبض به يهود، وهي من قالت على لسان رئيسها السابق بايدن (لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان على أمريكا إيجادها)، فيهود هم أذل خلق الله بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾، فلولا حبل أمريكا والغرب وحكام المسلمين العملاء لهم لما صمدوا شهرا واحدا أمام مجاهدينا، فمن أراد أن يقطع حبل نجاة كيان يهود ويضربه الضربة النجلاء ويجتثه من أرضنا الإسلامية عليه أولاً بناء دولته على أساس العقيدة الإسلامية في كل جوانب الحياة وليس على أساس المواطنة ودساتير الديمقراطية الكافرة التي تجعل ظهور المجاهدين مكشوفة للكفار فيسهل ضربهم، وأن يتم حساب المعركة حسابا عقائديا بحتا ويعد من القوة ما استطاع، ولا يرجعنا عن نصرة دين الله أي ثمن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

فتحدد مقتلة العدو ومباغتته بالضربة القاضية بالتعاون مع الرائد الذي لا يكذب أهله، من يدعونكم ويحرضونكم للجهاد في سبيل الله، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾.

 

إن تحييد مصالح أمريكا عن ضرباتنا يعزز وجودها ويثبت جذورها، وكفاف بأس الكفار علينا ليس بترك ضرب مصالحهم بل بتحريض المؤمنين على الجهاد في سبيل الله والقتال كما أمر ربنا سبحانه رسوله محمداً ﷺ ونحن من بعده: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً﴾، وليس أي قتال إنما قتال لإعلاء كلمة الله بدولة كدولة الرسول ﷺ خلف إمام واحد تبايعه الأمة على السمع والطاعة ما طبق الإسلام في الداخل كاملاً شاملاً وحمله رسالة هدى ورحمة للعالمين كما أمر الله عباده بالدعوة والجهاد.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف مرزوق – ولاية اليمن

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع