الأحد، 29 شوال 1446هـ| 2025/04/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إعادة تشكيل الشرق الأوسط

قراءة استراتيجية في الدور الأمريكي من بوابة الأزمة السورية وتداعيات عملية طوفان الأقصى

 

مقدمة:

 

منذ اندلاع ثورة الشام عام 2011، ساد اعتقاد بأن أمريكا تقف خلف كل تحوّل كبير في مسار الأزمة، سواء بالدعم أو السكوت أو التدخل غير المباشر. لكن رغم هذا الفهم العام، يطرح البعض تساؤلات عن تناقضات الدور الأمريكي، وخاصة تجاه بقاء النظام السوري. فلماذا لم تُسقِط أمريكا الأسد رغم سقوطه واستمرت في حمايته؟ ولماذا الآن يتسارع الحديث عن حل سياسي ينهي وجوده تدريجياً؟ ولماذا يبدو أن أمريكا تعيد ترتيب الأوراق في المنطقة بالكامل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023؟

 

تسعى هذه الدراسة للإجابة على هذه الأسئلة من خلال تحليل المشهد من أربعة محاور رئيسية، تُستكمل بخاتمة شرعية تُبرز الحل الإسلامي الجذري للمشكلة.

 

المحور الأول: أولوية أمريكا ليست إسقاط الأسد بل هندسة البديل

 

1-1 بشار الأسد أداة وظيفية لا ذاتية

 

حافظ نظام الأسد لعقود على حدود "آمنة" مع كيان يهود، وهو ما تريده أمريكا.

سكتت أمريكا عن استخدامه للسلاح الكيماوي عام 2013، كما كشفت تقارير أممية لاحقاً.

 

لذلك لم يكن القرار بإسقاط الأسد متعلقاً بجرائمه، بل بمدى جدوى بقائه كأداة. مصدر: Human Rights Watch – Chemical Attacks in Syria

 

1-2نضج البديل المؤمّن أمريكياً

 

دعمت أمريكا ما يسمى "الإسلام المعتدل" كواجهة سياسية وعسكرية بديلة (مثل الجيش الحر سابقاً).

تمّت هندسة هيئة تحرير الشام لتتحوّل من فصيل مقاتل إلى كيان إداري يخدم أجندة ضبط الحراك.

لم يُسمح لأي فصيل جهادي حقيقي بالتقدّم نحو دمشق، خوفاً من انفلات السيطرة.

 

المحور الثاني: حماية كيان يهود خط أحمر

 

أمن كيان يهود هو المبدأ الثابت في السياسة الأمريكية.

 

ترفض أمريكا أن تُطل أي قوة معادية للكيان من الجنوب السوري، كما رفضت ذلك في الجنوب اللبناني.

لذلك، قبل إسقاط الأسد، يجب ضمان عدم ظهور تهديد جديد لـ"الكيان المؤقت". المصدر: معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى

 

المحور الثالث: تحوّل الأولوية نحو الصين ثم المفاجأة

 

3-1 السياسة الأمريكية الخارجية تتجه نحو آسيا

 

بعد فشل الحروب المباشرة (أفغانستان والعراق)، أعادت أمريكا تموضعها لتتفرغ للصين كمنافس اقتصادي وعسكري.

تقليل الوجود العسكري في الشرق الأوسط بات من أولويات الإدارات الأمريكية منذ عهد أوباما.

تحليل: Brookings Institution – Pivot to Asia

 

3-2مفاجأة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023

 

فجّرت عملية "طوفان الأقصى" كل الحسابات الأمريكية:

أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية.

فجرت غضباً شعبياً عربياً متصاعداً.

أحرجت الأنظمة العميلة، وبدأت تهدد استقرارها.

 

لذلك بدأت أمريكا:

 

السماح لمصر بـ"تصعيد شكلي" لاستيعاب الغضب.

دعم ملك الأردن في امتصاص الحراك الشعبي.

تشجيع تركيا على لعب دور الموازن لإبقاء الأمور تحت السيطرة.

 

المحور الرابع: مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط

 

تتسارع اليوم خطوات أمريكا لتثبيت "هندسة جديدة" للمنطقة عبر:

 

تفكيك الأنظمة الضعيفة وإعادة تشكيلها (السودان، اليمن، ليبيا).

إبرام تسويات مع إيران وتركيا وكيان يهود لتقاسم النفوذ.

تمرير موجة تطبيع جديدة لتثبيت كيان يهود كدولة "شرعية" في المنطقة.

 

تحليل: RAND Corporation – The New Middle East Order

 

ما هو الموقف الإسلامي تجاه هذا الواقع؟

 

ما يجري اليوم ليس إلا تكراراً لمسلسل الاستعمار الحديث، تُنفّذ فيه أمريكا مخططاتها بأدوات محلية ووكلاء إقليميين. ولو سُئل أي مسلم اليوم: كيف نواجه كل ذلك؟ فإن الجواب لا يمكن أن يكون جزئياً أو مؤقتاً.

 

* الحل الشرعي الوحيد هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة:

 

خليفة يُبايع على كتاب الله وسنة نبيه، لا على رضا البيت الأبيض.

 

وحدة سياسية تُنهي التبعية والتجزئة.

 

جيش واحد يردع العدو ولا ينتظر إذن مجلس الأمن.

 

اقتصاد مستقل عن الهيمنة الغربية.

 

فمهما كانت حسابات أمريكا اليوم فسيأتي يوم يكون وبالاً عليها وعلى عملائها في المنطقة وستكون بمواجهة مع الأمة مباشرة عندما تستعيد الأمة صدارتها ودولتها وبيعة إمامها على كتاب الله وسنة نبيه. وحينها ستكون الأمور العظام وستتغير واجهة المنطقة برمتها. وسيحسب الغرب ألف مرة قبل أن يقدم أو يفكر على أي عمل يهدد البلاد الإسلامية، أما كيان يهود فستكون حينها نزهة من نهار لإزالته من الأرض كلها ولن تؤويه أرض أو يستظل بسماء، وسيكون أثراً بعد عين، وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد

 

قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ...﴾.

 

هذا هو المشروع الحضاري البديل، وهو وحده الكفيل بإنهاء التبعية والخيانة، وسحق كيان يهود، وردّ كيد أمريكا والغرب.

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بهاء الحسيني – ولاية العراق

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع