الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أهمية وعي الأمة الإسلامية في طريقها للفلاح

 

إن حال الأمة الإسلامية يُغني عن المقال، فجميعنا يعلم ويرى ويسمع بما يجري حاليا في بلاد المسلمين من قتل وتشريد وهتك للأعراض وسفك للدماء واغتصاب للمقدسات واحتلال للأراضي ونهب للثروات والخيرات وغزو للأفكار والمفاهيم، وكلها ضد الإسلام والمسلمين. لقد عمّ الفساد وحلّ الدمار والهلاك عندما تركت الأمة المحجة البيضاء، أي المنهج الذي جاء به رسولنا الكريم ﷺ الذي قال: «تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ» والهلاك واضح وظاهر وبيّن من خلال الكوارث والأحداث الدامية والويلات اليومية المتتابعة والمتلاحقة التي حدثت وتحدث للمسلمين.

 

لقد أدركت الأمة الإسلامية اليوم أن أساس الفساد والضنك في العيش هو بسبب تحييد منهج الله عن حياتها، أي الاحتكام لغير شرع الله والارتباط بالغرب الكافر الذي يعيث في الأرض الفساد ويبعد المسلمين عن حكم رب العباد متناسيا أو ناسيا أن الأمة الإسلامية هي أمة حية كريمة تأبى الضيم والظلم.

 

فأمة الإسلام ورغم ما يُحاك لها، مثل المطر، روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: «مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ» وبفضل الله ومنّته ها هي أمة الإسلام تعود لتقول للظالم في وجهه يا ظالم، تعود لتنكر على الطغاة ظلمهم وإجرامهم، تعود وتصارع من جديد لتستأهل وصف ربها لها بالخيرية، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.

 

ها هي أمتنا تعود من جديد لتسلك طريق الفلاح المرتبط باستجابتها لأمر الله وتحكيم شرعه ونبذ ما سواه، إلا أن عودتها يجب أن يصطحبها الوعي وليس أي وعي، إنه الوعي السياسي حتى لا تضيع بوصلة عودتها من جديد، وسنجمل بعض النقاط الأساسية التي يجب أن تعي الأمة عليها وهي تسلك طريق فلاحها:

 

- صحيح أن الأمة الإسلامية أدركت أن الإسلام مبدأ لكل شؤون الحياة وليس مجرد دين كهنوتي وأن الإسلام دين، والدولة جزء منه، وأنه لا فصل بين الدين والسياسة، إلا أن القضية ليست أن تكون الأمة مهيأة لتطبيق الإسلام عليها فحسب، وليست أن تكون الأمة مهيأة للخضوع لدولة الإسلام، الخلافة، عند قيامها وحسب، وإنما أن يكون تطبيق الإسلام من خلال دولة الخلافة هو قضية الأمة المصيرية التي تصارع وتبذل الغالي والنفيس من أجل إيجادها والصبر على ذلك مهما كانت التحديات والصعاب، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُواْ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

 

فالفلاح كل الفلاح في التمسك بدين الله وأحكامه والعمل بما جاء بها كلها، والعمل على تطبيقها في كيان يعيد للأمة عزتها وريادتها من جديد.

 

- لقد أدرك المسلمون أيضا واقع حكامهم من حيث عمالتهم للغرب، وأن الغرب مستعمِر لبلادهم وصاروا ينظرون إليه نظرة سوداوية، إلا أن هذه النظرة تعتريها بعض الغشاوات إذ ما زالت الأمة ترجو من مستعمريها وجلاديها العون وتتطلع لمقرراتهم في حل مشاكلها! فعلى الأمة أن تعي حرمة وخطورة الركون إلى الغرب الكافر وأدواته، ففي كثير من الأحيان تضيع تضحيات الأمة وجهودها خدمة لمشروع عدوها بدل أن يكون ما تقوم به خدمة لمشروعها وتطلعاتها في طريق التغيير.

 

- على الأمة الإسلامية أن تعي أن التغيير الحقيقي لا يتم إلا بجعل المعركة الحقيقية في بلادنا مع سياسة الكافر المستعمر وثقافته وخططه وبرامجه، فالغرب يسعى دائما لتضليل المسلمين ببرامج وخطط جديدة حين يثورون مطالبين بالتغيير، كتغيير بعض الوجوه القبيحة بوجوه ظاهرها أقل قبحا، وما أنتجته ثورات الربيع العربي خير دليل على أن حركة الأمة إن لم يكن توجهها من الأساس هو قلع نفوذ الغرب من بلاد المسلمين، فإن تلك الحركة على ما فيها من إيجابيات قد تؤدي إلى نتائج عكس ما تحركت الناس من أجل تحقيقه.

 

وفي الختام إن ما وصلت إليه الأمة من وعي على الإسلام، يبشر بالخير ولله الحمد، إذ يُبنى عليه في الاستمرار بزيادة الوعي وبدوام سقيها بأفكار الإسلام وأحكامه، وهذا ما يقع على عاتق حملة الدعوة المخلصين في حزب التحرير لجعل الأمة تتبنى فكرة الحزب وطريقته لجعل الإسلام موضع التطبيق والحكم في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإنه هو الطريق الصحيح للتغيير، قال تعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع