الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كيان يهود يخشى من جيش الكنانة

فهل من مجيب يا أهل القوة والمنعة في مصر (أم الدنيا)؟!

 

أعرب رئيس أركان جيش كيان يهود المنتهية ولايته، هرتسي هاليفي عن قلقه مما أسماه "التهديد الأمني من مصر"، معتبرا أنه لا يشكل تهديداً حاليا لتل أبيب، لكن الأمر "قد يتغير في لحظة"، وفق إعلام عبري. جاء ذلك في تصريحات له أمام دورة خريجي ضباط في مدينة حولون (يازور) وفق ما أفادت قناة 14 العبرية الخاصة.

 

ليست هذه المرة الأولى في الآونة الأخيرة التي يعلن فيها مسؤول في كيان يهود تخوفه من الوضع العسكري لمصر، إذ أعرب مندوبه الدائم في الأمم المتحدة، داني دانوب عن مخاوف كيانه بشأن تسلح الجيش المصري. ففي نهاية كانون الثاني/يناير الماضي 2025م، قال دانوب: "ليس لديهم أي تهديدات في المنطقة لماذا يحتاجون (المصريون) إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟" وتابع: "نحن قلقون جداً بشأن هذا الأمر"، واستدرك "هذا ليس من أولوياتنا ويجب أن نقول ذلك". ومضى رئيس الأركان قائلا: مصر لديها جيش كبير مزود بوسائل قتالية متطورة، وطائرات وغواصات وصواريخ متطورة، وعدد كبير للغاية من الدبابات والمقاتلين المشاة". (وكالة الأناضول، 27/02/2025م).

 

طالما كنا نسمع مقولة (مصر أم الدنيا)، فهي حقا أم الدنيا، فإذا نظرت إلى موقعها الجغرافي، والجيوسياسي فإنك تصدق هذه المقولة. إنها أم الدنيا لأنها تقع في قلب العالم، فهي جغرافياً تتوسط الشرق الأوسط، وتتمتع برابط مائي مهم لكل العالم؛ فالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، إلى البحر الأحمر، إلى المحيط الهادي، إلى دول شبه القارة الهندية واليابان وأستراليا وإندونيسيا. ومن البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي، نحو غرب أوروبا وسواحلها، وبريطانيا ودول البلطيق، والأمريكيتين وغرب أفريقيا إلى سيراليون وليبيريا والكونغو وأنجولا، فهي كبيضة القبان ضابطة لواقع العالم مائيا. فمن يسيطر عليها يمكن أن يتحكم في جزء من حركة العالم في المنطقة.

 

أما جيوسياسياً، فهي تمثل ورقة ضغط قوية لمن يمتلك زمام المبادرة، إذا استطاع أن يسيطر عليها، فهي مفتاح النصر، ولي الذراع لمن يمتلك مصر أم الدنيا.

 

إن تصريح رئيس هيئة أركان يهود المنتهية ولايته، ينم على تخوف حقيقي، وبعد استراتيجي بعيد المدى، لتحطيم آمال كيانهم، وكسر أمنه من دول الجوار، وإزالته نهائيا، ومسحه من الوجود. هذا التخوف، يشكل هاجسا عميقا في أروقة القيادة العسكرية والسياسية في هذا الكيان المسخ.

 

ورغم استدراكه وزعمه بأن هذا الأمر ليس من أولوياتهم، إلا أن علمه بحقيقة كيانه أجبرته على هذا التصريح، وقراءة أمنية لمستقبل كيانه اللقيط الهش، ولولا خيانة حكام المسلمين، وحبل من أمريكا وأوروبا، لكان أثرا بعد عين، فهو يريد أن يدق ناقوس الخطر لأسياده الأمريكان والبريطانيين، الذين جاءوا به من الشتات، ليجدوا له مخرجا عند ساعة انقلاب الواقع، وعبر عنه أنه يتم فجأة دون سابق إنذار، وهذا ما تخوف منه هرتسي. بل يريد تأمين مستقبل كيانه لمدى بعيد. إنه يدرك قدوم المارد العملاق دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستحدث فرقا كبيراً في المنطقة، إذ إنها ستلم شعث هذه الأمة، وتجمع شملها، فتوحدها تحت راية العقاب، يسوسها خليفة واحد بكتاب الله وسنة رسوله الله ﷺ، وتعلن الجهاد ضده، وهو يدرك تعاضد أمة الإسلام ضده وتسخير قدرات مصر للمنطقة، ومدى تأثير ذلك على يهود.

 

إنه لمن المؤسف حقا أن يدرك قادة يهود العسكريون مستقبل كيانهم المظلم المنتهية إقامته الجبرية على أرض الإسراء والمعراج، ولا ندرك نحن عظمة المرحلة وتطورها لصالح الأمة، خاصة أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين، وخاصة أم الدنيا (مصر) كنانة الله لا كنانة يهود ولا أمريكا، وأن ساعة النصر قد دقت، وأن الوقت قد آن، وأن الأمة قد تهيأت، وأن الظروف السابقة قد تبدلت، وأن زمام المبادرة قد آل لكم يا أهل والقوة والمنعة، فماذا تنتظرون إخواني أصحاب النياشين.

 

إن كيان يهود بدأ يتحسس رأسه، وبدأ يحس أن فترة إقامته قد انتهت، فماذا أنتم فاعلون؟ لقد قدم لنا قراءة سياسية هادئة في طبق من ذهب، ليس من باب المناورة والاستدراج، لكن قراءة بالغة في الدقة من حيث الصواب لواقع يعيشه قادة يهود العسكريون، على عين بصيرة من زوال قادم، يهد صرح بنيانهم من قواعده؛ بعد تطورات أحداث المنطقة بدءا من عملية طوفان الأقصى، وذهاب سوريا بفكرة الممانعة، وموت حزب إيران اللبناني، وتململ المسلمين من أقصى غربهم إلى أقصى شرقهم، زمجرة تزلزل الدنيا وما فيها من منافقين وكفار. إن مثل هذه القراءة محفزة لأهل القوة والمنعة، لإسراع الخطا والتوكل على الله تعالى أولا، ثم حزب متمرس في السياسة وله باع طويل في بحورها، قادر أن يدير دفة المرحلة بامتياز، إنه حزب التحرير.

 

إن أهل مصر تعتصر قلوبهم ألما صعبا، تحملوه عبر سنوات تطاولت عليهم، من جرائم يهود على إخوانهم المسلمين في فلسطين، الأرض المباركة، وهم يعيشونها لحظة بلحظة، بل الأمة الإسلامية كلها دون تمييز، منتظرين من أهل القوة والمنعة أن يعلونها خلافة راشدة على منهاج النبوة، وأن يقولوا قولتهم؛ وذلك بفك الارتباط مع حكام خونة باعوا دماء الأمة في بهو البيت الأبيض، والكرملين ومجلس العموم البريطاني. بل ذهب هؤلاء الحكام أبعد من ذلك ملتزمين بحراسة يهود، وبيع ثروات الأمة بل دينها العظيم الإسلام، مقابل كراسيهم المعوجة قوائمها. فهلا نصرتم أمتكم، استجابة لربكم يا أهل القوة والمنعة في أرض الكنانة مصر (أم الدنيا).

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ محمد السماني

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع