- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
روح العلم بسم الله
إنّ التعلم وطلب العلم هو السبيل الوحيد للمعرفة، فكيف للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا بلا معرفة وثقافة تُحدّد له طريقا يسلكه ويسير فيه وفق تلك الثقافة التي تضبط سلوكه كي لا يضطرب ويتذبذب بين طرق عدّة؟!
ولكن هل كل ثقافة ومعرفة نتعلّمها تؤدي إلى الطريق الصحيح؟
وإذا كان العلم لا يُوصل إلى الحقيقة فما هي الغاية منه؟
وإن كان العلم يستند من جذوره إلى معلم واحد فماذا يحدث لو تعدّد المُعلّمون؟
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.
نعم إنّ كلّ علم مهما علا شأنه ولم يبدأ باسم الله لا قيمة له في موازين الحقيقة، لأنّ من علّم الإنسان هو الله سبحانه وكان علمه يكشف للإنسان حقيقة وجوده في هذه الدنيا وحقيقة ما قبلها وما بعدها، تلك العقدة الكبرى التي يبحث فيها الإنسان عن نفسه؛ من أين أتى، ولماذا أتى، وإلى أين يذهب؟
لقد تعلّم الإنسان من خالقه سبحانه أن بدايته من علقة؛ نقطة دم جامدة عالقة بالرّحم، معرفة لن تدع له مجالا ليتكبّر أو يتجبّر بل يحنو راكعا لكرمه باختياره رغم خليقته الضّعيفة أن يُعلّمه ما لم يعلم. ومن عظمة هذا العلم أن يُوثّق ويكتب بالقلم، فأمر الله نبيه ﷺ أن يكتب كلّ ما يُملى عليه من القرآن الكريم، هذا الوحي الذي جعل للبشرية سبيلا واحدا تتبعه إذا أرادت النجاة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّ هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾.
إن كلّ عالم - وإنْ وصل إلى ما تحت العرش - ثمّ لم يُدرك من فوق العرش، متكبرا صاحبه بهذا الإنجاز فهو مخطئ بل جاهل ولا يستحقّ صفة العالم لأنّه بعدما حلّق بعلمه إلى عنان السّماء يعود ويسجد لخشبة (الصليب) أو إلى المادة أو إلى الحياة الزائلة التي لا قيمة لها إلا بما قبلها وما بعدها.
إنّ الغريب من أمة قادت الأمم بثقافتها وحضارتها وأنارت الدنيا بعدلها تتبارك بأن تبدأ باسم الله في أكلها وشربها وعملها وتجدها في علمها تفصله عن حياتها وترضى بثقافة نتنة، ثقافة العدو المستعمر تغزو مدارسنا وتفرض فرضاً على أبنائنا على أنّها هي الثقافة المثلى، ونسيت تاريخا مجيدا عندما كانت تقرأ وتتعلّم باسم الله!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعاد خشارم