- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أهل أوزبيكستان بحاجة إلى "النسوية" أم إلى أحكام الإسلام المتعلقة بالنساء؟!
لقد نهضت أمة الإسلام اليوم فصارت تحرص على أن تعيش بإسلامها وتطبيق شريعته، وسئم أهل البلاد المسلمون قوانين الغرب وأصبحوا يدركون فساد الرأسمالية، فعكّر هذا التغيير الإيجابي هدوء الغرب الكافر المستعمر وأقلقه. لذلك بدأ يسلط عملاءه المأجورين أكثر مما مضى ويأمرهم أن يعملوا سريعا ليحولوا دون النهضة الإسلامية.
وأهل أوزبيكستان المسلمون كذلك يحبون إسلامهم كسائر المسلمين في العالم ويريدون تطبيق شريعته وأن يعملوا ويعيشوا به. وفي الآونة الأخيرة يحاول الغرب أن يفرض مفاهيمه الخبيثة مثل: "التحيز الجنسي"، "كراهية النساء"، "الميوعة"، "العنف"، "لوم الضحية"، "الذكورية"، "كراهية الأجانب"؛ وكلها من مفاهيم اتفاقية "سيداو". وقد قابل أهل أوزبيكستان وخصوصا المسلمون الغيورون على أعراض نسائهم والنشطاء والمدونون، قابلوا هذه المفاهيم الخبيثة وهذه الغوغاء بالغضب.
وأهال المسلمون التعليقات على مواقع التواصل الإلكتروني ضد هذه القذارة التي يتم استيرادها من الغرب الكافر. وكذلك أثار غضبَ المسلمين الشديد الفيديو الذي انتشر في مواقع التواصل، والذي يظهر فيه شخص لئيم يركل في وضح النهار مسلمة محجبة أمام أطفالها! وقد حدث هذا في تتارستان. فأثارت هذه الحادثة أيضا غضبا شديدا عند المسلمين. وهذا - بلا شك - يعبر عن الشخصية الإسلامية عند أمة الإسلام وهو التعبير الواقعي لطبع هذه الأمة الغيور الذي لا يوجد في سائر الأمم الأخرى.
إن المرأة في الإسلام عرض يجب أن يصان، والرجال فيه قوّامون على النساء. فحكم الإسلام الذي ساد ثلاثة عشر قرنا تقريبا حكم الشعوب في الناحية الاجتماعية على هذا الأساس، ولم يقف موقف عدم المبالاة حتى بالنسبة لحقوق امرأة واحدة! ولم يطق على دوس عرض المرأة... والأمثلة التاريخية على ذلك كثيرة جدا.
فالحادثة التي وقعت في سنة 223هـ-838م معلومة للكثيرين منا جيدا. فآنذاك تعدى الروم في بعض البلاد الإسلامية وجاروا على المسلمين واعتدوا على عرض مسلمة أسيرة... فصرخت تلك المرأة وقالت "وا معتصماه"، فبلغت هذه الصرخة مسامع الخليفة العباسي المعتصم بالله بن هارون الرشيد. فماذا فعل الخليفة المعتصم بالله بالنسبة لتلك الحادثة؟ هل فكر في إصدار مذكرة عدم رضا واستنكار؟ كلا! لأن هذا موقف غريب بالنسبة للخلفاء الشجعان، بل أوقدت جريمة الروم تلك عند الخليفة نار الغيرة ودفعته إلى إعلان نفير الجيوش لحماية عرض المرأة المسلمة، وسيّر الجيوش الجرارة إلى مدينة عمورية وفتحها في السادس من رمضان المبارك.
وهذه حقيقة تاريخية وهي صفة نظام الإسلام الجميلة وثمرة الحكم الرباني التي لا توجد في النظام الشيوعي ولا في النظام الرأسمالي.
لذلك ينتظر المسلمون تطبيق الشريعة بفارغ الصبر. وحزب التحرير الغيور الذي هو من هذه الأمة والذي لا يخدع أهله أبدا، يعمل ليل نهار لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
انظروا إلى بلادنا كفلسطين وسوريا وتركستان الشرقية وكشمير والعراق وأفغانستان... ماذا يرتكبون ضد الأمة هناك؟! ويصف المجتمع الدولي هذه الجرائم بأنها مخالفة للقانون وانتهاك للحقوق وهي ليست كذلك! كلا! بل هي من وجهة نظر الإسلام تنكيل واضطهاد وإبادة وأعمال وحشية ارتكبها الغرب الكافر وما زال يرتكبها ضد الأمة بمساعدة عملائه من الحكام.
يا أهلنا في أوزبيكستان! لا تنسوا أن النسوية هي غزوة الغرب لإفساد نسائكم وأخواتكم وبناتكم. فتمسكوا بإيمانكم وعقيدتكم بثبات ضد "الحركة النسوية" هذه التي هي دخيلة على دينكم وعقيدتكم ومجتمعكم، ولا تنفصلوا عن أفكاركم ومفاهيمكم الإسلامية واعتصموا بأحكام إسلامكم.
يقول الله سبحانه: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [سورة المائدة: 50]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إسلام أبو خليل - أوزبيكستان