الأحد، 24 شعبان 1446هـ| 2025/02/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمصحف وكتب إرهاب أيها المفلسون؟!

 

 

 

نشر موقع روسيا اليوم بتاريخ 2025/2/5 خبرا قال فيه إنّ "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يفكك خلية إرهابية تابعة لحزب التحرير في شبه جزيرة القرم، ويعتقل خمسة أشخاص كانوا يجندون مؤيدين للحزب المحظور في روسيا"، وعرض فيديو يظهر عملية الاعتقال واقتحام البيوت، وظهر فيه أن ما ضبطه جهاز الأمن الروسي في بيوت الشباب نسخ من المصحف الشريف وكتب وكتيبات إسلامية فكرية سياسية، وهي من منشورات حزب التحرير المعروفة الاسم والمحتوى.

 

واللافت حتى في فيديو عملية الاعتقال نفسه الذي صوره جهاز الأمن أن بيوت الشباب ظهرت بيوتا بسيطة غير محصنة ولا مريبة، وفتح أهلها الأبواب بلباسهم المدني البسيط ومنهم بلباس النوم، ولم يظهروا أية مقاومة أو عنف أو مظاهر إرهاب وبلطجة، ثم بعد عملية التفتيش لم يجدوا سوى المصحف والكتب، فلم يجدوا أسلحة أو أية أدوات للعنف والإرهاب.

 

وهذا يظهر بكل وضوح بأن ما يعلنه الحزب عن نفسه منذ أن تأسس عام 1953م في القدس، بأنه حزب سياسي لا يتبنى العنف ولا الأعمال المادية، صحيح ويؤكده فيديو الاعتقال نفسه.

 

فحزب التحرير، لا خوفا ولا تكتيكا، وإنما تأسيا برسول الله ﷺ، هو حزب سياسي إسلامي، لا يتبنى الأعمال المادية طريقا لاستئناف الحياة الإسلامية ولا يمارس العنف أو الإرهاب لتحقيق ذلك، بل أعماله كلها فكرية سياسية راقية، وتاريخه الممتد عبر 72 عاما والعابر للقارات الخمس يشهد على ذلك ويعززه.

 

ولكنه الإفلاس عند الأنظمة البوليسية والدكتاتورية هو ما يدفعها إلى تلفيق التهم والافتراء على الحزب وشبابه لمواجهته والحد من انتشاره، لأنهم يعجزون عن مواجهته بالفكر والحجة واللسان، فحزب التحرير يملك مشروعا حضاريا عظيما، مشروع الإسلام الصافي النقي، الذي لا يقوى فكر آخر على الوقوف في وجهه، فالإسلام ومشروعه هو ذلك الحق من عند الله الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من أمامه، فأنّى للمبادئ والأفكار التي وضعها الإنسان أن تصمد أمام حجة الإسلام وعظمته! قال تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾.

 

ونهج روسيا وكل الطغاة اليوم ليس نهجا جديدا ولا مبتكرا، بل هو قديم قدم الحق والباطل، وقدم الصراع بين النور والظلام؛ فهذا سيدنا لوط عليه السلام، لم يجد قومه ما يعيبون به عليه سوى الفضيلة التي امتاز بها عليهم، بدلا من أن يكرموه ويتبعوه، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾، فكانت تهمته ومن معه أنهم يتطهرون!!

 

وهذا فرعون توعد الناس بالعذاب الشديد وتقطيع الأيدي والأرجل لأنهم آمنوا بالحق الذي جاء به سيدنا موسى، فلم يكن لهم ذنب سوى قناعاتهم وإيمانهم بما ثبت لديهم صحته، ولم يجد فرعون سبيلا لردهم عن دينهم بعد أن أفلس سحرته سوى العذاب والاضطهاد، قال تعالى: ﴿قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى﴾. حتى قال لهم رجل من آل فرعون بالمنطق السليم: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ.

 

وهذا سيدنا محمد ﷺ، كان الصادق المصدوق، والأمين الذي يشهد له كل أهل قومه، وصاحب الخلق العظيم، إلا أن طغاة قريش لم يجدوا بداً من التصدي له بالقوة والوقوف في وجه دعوته بالبلطجة والطغيان، فحاصروه وآذوه وعذبوا أصحابه وأخرجوهم من ديارهم، رغم أنه لم يكن لهم ذنب سوى أنهم آمنوا بربهم وبدينه الحق، فصدق عليهم قول الله سبحانه: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.

 

وهذه روسيا اليوم ومثلها باقي الدول الدكتاتورية والبوليسية، لا تجد شيئا تحاجج به الحزب وشبابه، فتلجأ للقوة والافتراء، فاتهام روسيا للحزب بالإرهاب هو إفلاس فكري وقيمي، وهو كذب صراح، الأصل أن تخجل منه، ولو كان حكام روسيا يعقلون لخلَّوا بين الحزب وعقول الناس، ولاتّبعوا الإسلام، دين الحق والرحمة والعدل، ولتركوا الرأسمالية العفنة التي أفسدت الحياة وأهلكت الحرث والنسل، واكتوى بنارها العالم كله.

 

أما الحزب وشبابه، فإنهم قد عاهدوا الله منذ اليوم الأول على أن يكونوا حراسا أمينين للإسلام، حملة رسالة نور ودعوة ربانية، ثابتين على الحق حتى يظهرهم الله، وهو كائن قريبا إن شاء الله. قال تعالى:

 

﴿وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس باهر صالح

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع