خبر وتعليق المسلمون في الغرب نسوا الحلال والحرام واستبدلوا به المساواة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع اقتراب يوم الجمعة، كنت أفكر في الموضوع الذي ينبغي أن أتناوله في خطبة الجمعة القادمة. انتهى بي الأمر في النهاية لمناقشة مفهوم أساسي في الإسلام والذي من المفترض أن يكون معلوما بالضرورة حتى عند شباب المسلمين الصغار، ولكنه احتاج إلى إعادة تعزيز، وذلك لما جرى من تقويضه وبقوة، حتى من جانب بعض أصوات المسلمين البارزين في المملكة المتحدة.
مجلس العموم في المملكة المتحدة صوت مؤخرا بأغلبية أصوات 400 مقابل 175 صوتا لإضفاء الشرعية على زواج المثليين في بريطانيا. النواب المسلمون مثل صادق خان، علي روشانارا، وساجد جويد وغيرهم صوتوا تأييدا لهذا التشريع. هؤلاء النواب أنفسهم (وسياسيون آخرون) قاموا في وقت الانتخابات بزيارة المساجد وغيرها من المؤسسات الإسلامية سعيا إلى تصويت المسلمين لهم، وها هم هنا يصوتون للزواج من مثليي الجنس، المحرم تحريما قاطعا في الإسلام.
دفاعاَ عن موقفه ومواجها رد الفعل العنيف من مؤيديه المسلمين، كتب "النائب المسلم"، صادق خان مدونة بعنوان 'لماذا صوّتُ لصالح زواج المثليين'. وكتب في ذلك، "أنا صوّتُ لصالح التشريع لأنني أعتقد أن هذا أساسا مسألة مساواة." الجديد هو أن معلقين مسلمين بارزين آخرين بدأوا أيضا القول بأن المسلمين يجب عليهم أن لا يعارضوا الزواج من الجنس نفسه بسبب: "أننا المسلمون إذا أردنا أن نكون مقبولين على قدم المساواة في المجتمع البريطاني، فإنه ينبغي علينا أن نقف لتحقيق المساواة لجميع أنواع الممارسات - بما في ذلك الزواج من الجنس نفسه" حسب زعمهم.
لذا، تظهر أصوات بين المسلمين مرارا وتكرارا تردد أنه يجب علينا أن نرى هذه المسألة من خلال منظور المساواة ومناهضة التمييز.
وأتذكر هنا أحد الأصدقاء الذي قال مرة أن الطريقة التي يتم به تغيير بعض القيم الأساسية للمجتمع مع مرور الوقت هي وقف مناقشتها في العامة أو الترويج لأفكارها الأساسية. لذلك على مدى فترة طويلة من الزمن، من عدم مناقشة تلك الأفكار، فإن الناس (لا سيما جيل الشباب) لا تعود تسمع بها فتغيب عن الأذهان.
زيادة على ذلك، فإن إثارة تلك الفكرة علنا يصبح شيئا غريبا، وحتى يمكن أن يصبح غير مقبول. في وقتنا الحالي، فإن أفكارا مثل دعم جهاد المسلمين في أفغانستان الذين يقاتلون ويدافعون عن أنفسهم ضد الاحتلال من قبل القوات الغربية هو مثال على ذلك. فنجد المساجد في المملكة المتحدة، وبعض الجماعات الإسلامية تخجل حتى من الإشارة إلى هذه المسألة لأن البعض في وسائل الإعلام والحكومة يقومون بتسمية الذين يحملون تلك الأفكار بـ'المتطرفين' أو تتهمهم بالتورط في 'التطرف'.
شيء مماثل بدأ يحدث مع معارضة الرأي العام للزواج من الجنس نفسه. ومع ذلك، هذه المرة، من بعض الأصوات القليلة والغريبة من داخل الجالية المسلمة الذين يدعون المسلمين بأن ينظروا إلى هذه المسألة من خلال منظور 'المساواة'.
لذلك، قررتُ تغطية النقاط التالية في خطبة الجمعة القادمة وفي الفيديو اللاحق الخاص بي حول مسألة زواج المثليين، كوسيلة لتذكير المسلمين بضرورة التمسك التام بالمعايير الإسلامية من الحلال والحرام لجعل المسلمين قادرين على النقاش والجدال بدلا من التخوف والصمت والتخلي عن المعايير الإسلامية.
• نحن نتناول هذه المسألة كمسلمين مؤمنين بالله (سبحانه وتعالى)، و"القرآن الكريم" المنزل على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأن الله (سبحانه وتعالى) هو العليم الخبير بكل شيء، وبالتالي هو سبحانه وتعالى وحده الذي يقرر ما هو حق وما هو باطل.
• عندما يحاول الإنسان (من خلال البرلمان) تشريع الحق والباطل، فإننا نشهد التناقضات والآثار الضارة على المجتمع. فمثلا في الغرب، كان الزنا في يوم ما غير قانوني، والآن أصبح قانونيا ويمجد في الأفلام والمسرحيات والثقافة الشعبية. وبالمثل، كان الشذوذ الجنسي غير قانوني، ثم أصبح قانونيا، والآن هناك تحركات لإضفاء الشرعية على زواج المثليين. فماذا سيكون القادم؟ زنا المحارم؟ الانتحار بمساعدة الغير؟!
• موقف الإسلام واضح بشأن تحريم الزواج من الجنس نفسه والزنا وغيرها من أنماط الحياة الشاذة هذه.
• قوانين الإسلام تحمي الأسرة وتحرم ما يضر الحياة الأسرية.
• لا ينبغي للمسلمين أن يخجلوا بسبب تقيدهم بأحكام الإسلام التي أنزلها "الخالق العليم" الله (سبحانه وتعالى).
((وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ۬ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ ۥۤ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلاً۬ مُّبِينً۬ا))
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا